أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد عمر النائلي - قراءة في كتاب - دروس في الألسنية العامة















المزيد.....



قراءة في كتاب - دروس في الألسنية العامة


أحمد عمر النائلي

الحوار المتمدن-العدد: 5968 - 2018 / 8 / 19 - 14:34
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يُعد الدرس اللساني السوسيري الخطوة العلمية الأولى لأي طالب يبتغي نهج طريق الدراسة السيميائية في شكلها المتكامل , فهو العلاقة العلمية التي تقوم على دراسة اللغة كما هي لا كما ينبغي ان تكون عليه ,بعيداً عن الايدلوجية والنرجسية وأوهام العقل الجمعي , من خلال نهج علمي وصفي مبرر علمياً لمقاربة الظاهرة اللغوية الانسانية ,وهذا التوجه التعليمي (والذي يشمل أيضا الدرس البيرسي الانجلوسكسوني والدرس الابستمولوجي ومدرسة الاختلاف الفرنسية وافكار الشكلانيين الروس وفلسفة الكوانتم والاحتمال وفلسفة التأويل والنظرية السيميائية) هو ديدن الممارسة العلمية في مختبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب ,والتي وضعها رائد الدرس السيميائي في ليبيا وأحد رواد الدراسات السيميائية الحديثة وبجدارة في اللسان العربي الاستاذ محمد عبدالحميد المالكي , , وهذا مادعاني لتلبية استحقاقات المختبر العلمية باعتباري احد الدارسين في المختبر منذ انضمامي اليه عام 2003 الى البدء بمحاولة تلقف افكار فرديناند دو سوسير تجاه الظاهرة اللغوية باعتباري ارغب نهاية الامر في استيعاب الدرس السيميائي ,وخاصة في مجال دراسات الاشهار ,معتمداً في ذلك على قراءة محاضرات فردينانند دو سوسير والتي ترجمها الاستاذ الفاضل صالح قرمادي وزميلاه ,تحت عنوان دروس في الألسنية العامة , باعتبارها افضل وادق الترجمات العربية .
حيث يُعدُّ كتابُ " دروس في الألسنية العامة " لمؤلفه فردينالد دو سوسير Ferdinand de Saussureالصادر باللغة الفرنسية عام 1916 الكتابَ المؤسس لعلم اللغة الحديث ,والذي نَحى بالعلوم اللُغوية إلى منحى علمي قادر على إدراك الظاهرة اللُغوية , بشكل يتجاوز وصفها ككائن ثابت لايتغير إلى كونها ظاهرة اجتماعية متغيرة , فرغم كون الكتاب خطوة تأسيسية لم تحملْ ملامحم المشروع كاملاً ــــ والذي اتّضح فيما بعد ـــ إلّا أنّه كان تمفصلاً ابستمولوجيّا غيّر مسار الطريق ,فلم تعدْ هناك لغات محمودة ولغات مذمومة ولا أزمنة لغوية أنّموذج وأزمنة أخرى لاحقة يجب أنّ تقتدي بهذا الأنّموذج , فظاهرة الكلام بصنوفها العامي والفصيح والمكتوب والمنطوق أصبحت كلها مجالاً للبحث والدراسة ,كما أنّها تجاوزت الطرح الأرسطي المنطقي للتعامل مع المنجز اللغوي ,فتجاهلت الدراسات النحْوية والفيلولوجية (فقه اللغة) , والتي قامت بتقعيد اللغة في فترة زمنية محددة لتكون مستمرة فيما بعد , رغم خاصية التطور الصوتي والدلالي للغة .
 من كتب الكتاب ؟
لم يجمع وينشر دوسوسير Ferdinand de Saussureالكتاب بنفسه بل كان ذلك بواسطة تلاميذه وبعد وفاته , مما جعل البعض يتساءل هل تمكن الكاتبان من نقل أفكار دو سوسير كما أرادها أم أنّ هناك تأثيراً منهما ,وهل كان مشروعه مكتملاً بالنسبة له أم أنّه مازال تحت الإنجاز ,هذا ورغم الفترة المبكرة التي صدر فيها الكتاب ( 1916) إلّا أنّه لم يترجم إلى اللغة العربية ككتاب متكامل (1) إلّا في عام 1985 , وهي فترة طويلة تفسر غياب الدراسات الألسنية الحديثة في اللسان العربي , فهل يعود ذلك إلى الشعور بحالة العداء والاستلاب تجاهها , كونها تتجاوز تقديس اللغة إلى النظر إليها بأنّها حالة اجتماعية متغيرة ,و أننا نحن العرب لدينا تراث منهجي لغوي مكتمل بالإمكان استعادته وتحديثه وتقديمه بديلاً عن النموذج السُوسيري ؟؟ , وترجمة كتاب دروس في الألسنية العامة تأخرت أيضا في بعض اللغات الأخرى مثل الإنكليزية حيث نشر فيها عام 1959 والإيطالية في عام 1967(2) , وكانت اليابان من الدول الأوائل التي قامت بترجمته وكان ذلك عام 1928 .
 هل كان دوسوسير قطيعة معرفية ؟؟
نعم ... لقد كان انجاز دوسوسير قطيعة أبستمولوجية لأنه أعاد صياغة موروث الدراسات اللغوية بشكل مختلف عن سابقيه من الباحثين ,وهذه القطيعة مرتبطة ببعض الافكار القديمة ,فهناك بعض الأفكار التي استقاها من الذين سبقوه ,مثل اعتباره أنّ اللغة ظاهرة اجتماعية , تتكون من خلال العمل الجمعي ولا تعمل من تلقاء نفسها ,وهي إحدى الأفكار التي دعت إليها جماعة النحاة الجدد (3) ,وكذلك استخدامه لمصطلحات مثل الدال والمدلول وهي مصطلحات استخدمها الرواقيون(( الذين أسسوا نظرية سيميولوجية تقوم على التمييز بين الدال والمدلول والمرجع)) (4) وكذلك من كتابات القديس أوغسطينيوس , كما رأى الشكلاني الروسي رومان جاكبسون أنّ دوسوسير استفاد من كورتناي وهومبولت وبيرس , بالإضافة إلى أنّ النحوي الفرنسي فوجلاس قد تطرّق للألسنية الآنية, ورغم كل هذه الافكار التي استفاد منها دوسوسير إلا أنه أحدث قطيعة ابستمولوجية في علم اللغة ؛ لأنه أعاد صياغة الموجود بطريقة مختلفة , غيّرت النظرة الى منهجية التعاطي مع الدرس اللغوي , وقدمت نتائج علمية لم تكن لتُقدّم لولا قطيعة فرديناند دوسوسير , وترجمة كتاب دوسوسير إلى العربية خطوة مجهدة من الناحية العلمية ,لأنّه أولاً يُعد كتاباً مُؤسِساً يتضمن مصطلحات جديدة تبحث عن مقابل لها في اللسان العربي , وكذلك لأنّ دوسوسير اعتمد على الكثير من الأمثلة ومن لغات متباينة وبين لغات متباينة ,مما جعل مترجمي الكتاب ينقولون الأمثلة كما هي في لغاتها الأم ,وهذا بالطبع شكّل صعوبة بالنسبة للقارئ العربي حتى ولو كان يجيد الفرنسية , لصعوبة فهم الأمثلة ,فسوسير لم يأخذ من اللغة العربية إلّا مثالاً واحداً فقط , ومحاولة إيراد أمثلة عربية مقابلة للأجنبية كان محدوداً, لعدم وجود مقابل عربي.
 مراحل تطور اللغة
أنّطلق الكتاب في بدايته الى تقديم لمحة تاريخية عن الألسنية وأشار إلى أنّ هناك ثلاث مراحل سبقت ماتوصل اليه متمثلة في :
1ـ المرحلة النحوية . والتي بدأت مع اليونانيين والمعتمدة على المنطق الأرسطي وتم تطويرها على يد الفرنسيين , وهي مرحلة معيارية , الغرض منها خلق قواعد لتثبيت الحالة اللُغوية في زمن ما , وهي موجودة في كل اللغات .
2ـ مرحلة فقه اللغة ( الفيلولوجية ) . وهي تقترن بالحركة العلمية التي أنّشأها فريدرش أغسطس وولف Friedrich Wolf , ابتداء من عام 1777 وهي تهتم باللغة والنصوص الأدبية وتأويلها ودراستها في أطوار تاريخية مختلفة والمقارنة بينها ,لذلك فأنّ هذه المرحلة مهّدت للألسنية التاريخية فيما بعد , وهي وقعت في خطأ إهمال اللغة الحيّة والتركيز على اللغة المكتوبة وفق رأي دوسوسير .
3ـ مرحلة المقارنة بين اللغات . والتي بدأت بعد التعرف على اللغة السنسكريتية وإمكانية المقارنة بينها وبين اللغات الهند أوربية ,من خلال الكتاب الذي أصدره فرانتز بوب عام 1816 ,المسمى " نظام التصريف في اللغة السنسكريتية" , حيث درس علاقة هذه اللغة باللغة الجرمانية واليونانية واللاتينية وغيرها ,واتضحت لديه العلاقة بين هذه اللغات لتشكّل مجتمعةً عائلة اللغات الهند أوربية , كما أنّ بوب أدرك أنّ موضوع هذه المقارنة هو موضوع لعلم قائم بذاته , ومن رجالات هذه المرحلة النحوي الألماني يعقوب قريم مؤلف كتاب " النحو الألماني " عام 1830, ولقد وقعت هذه المدرسة في خطأ أنّها اكتفت بالمقارنة النحوية دون الالتفاف إلى الدراسة التاريخية , والتي تمكن من إعادة بناء اللغات تاريخياً , ويرى دوسوسير أنّ الدراسة المقارنة والتي أنزلت الألسنية مكانها الصحيح هي دراسة دينز Diez عام 1838 ,والتي تناولت المقارنة بين اللغات الرومانية والجرمانية ,وذلك لعدة أسباب منها أنّ الباحث على معرفة باللغة الأم ـــ اللاتينية ـــ واستطاع معرفة الجرمانية الأم من خلال تتبع اللغات المتفرعة منها .
كما أنّ صدور كتاب " حياة الكلام " لمؤلفه الامريكي ويتني Whitney عام 1875 , كان بداية مهمة لظهور الجماعة الألمانية " النحاة الجدد" والتي أدخلت المقارنة اللُغوية مكانها الصحيح.
يرى دوسوسير أنّ موضوع الألسنية الحديث يشمل كل مظاهر الكلام البشري دون تفريق بين الأمم أو الأزمنة , وأنّ مهمته تتمثل في :(5)
• أن يقوم بالوصف والتأريخ لكل مايمكنه أن يقف عليه من اللغات ,وهو أن يحدد العائلات اللُغوية واللغات الأم لهذه العائلات .
• أن يبحث عن القوانين العامة والتي تحدد عمل وتطور اللغات .
• أن يحدد موضوع ومجال وماهية الدراسات الألسنية .
والهدف الأخير الذي تحدث عنه دوسوسير يعود إلى طبيعة بدايات كل علم ,حيث تحدث التداخلات بين العلوم , فلم يكن هناك فصلٌ كامل بين الألسنية وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي,وذلك يعود إلى طبيعة الفترة التي أنجز فيها دوسوسير دروسه ,وهي بداية القرن العشرين , والتي لم يكتمل فيها استقلال الكثير من العلوم .
لذلك حاول دوسوسير أن يحدد موضوع الألسنية (6) ورأى أنّ ذلك يحمل جانباً من الصعوبة , لأنّ الألسنية لا تناقش أشياء موجودة بشكل مسبق بل هي تأسيس للمجال أو الحقل المعرفي ,أي أنّ وجهة النظر سابقةٌ للمجال المعرفي , وهو لايعتبر ذلك نقصأنّاً للألسنية , وهو يعتبر أنّ مانتلفظه من أصوات هو تصوّر ذهني لما نسمعه (أنّطباع أكوستيكي ACOUSTIC IMAGE) , فنحن نكوّن في أذهاننا تصوراً ذهنياً لأي صوت ,وهذا الانطباع هو الذي يبقى , كما أنّ ظاهرة الكلام لاتقف عند الحد الفيزيائي بل هي ظاهرة ذهنية ,وهي تجمع بين النشاط الفردي والاجتماعي , وهي نظام آني مستقر سيتحول ليصبح نظاماً ماضوياً ,أي أنّها في حالة ديناميكية مستمرة ولا يمكن فهمها إلّا بالعودة إلى الجذور فقط , أو وفق قول دوسوسير "بالعودة إلى تعلم لغة الأطفال " , كما أنّ دوسوسير قد اعترض على وجهة نظر ويتني Whitney (7) ,والذي يرى أنّ استخدام الإنسان لجهاز التصويت كان بمحض الصدفة ,وذلك لأنّه كان من أيسر السبل , وكان بإمكانه أن يلجأ إلى الصور أو الإشارة , فهو يرى أنّ ذلك كان مفروضاً عليه بطبيعة الخلقة .
ويرى دوسوسير أنّ تحليل دورة الكلام , وهو من وجهة نظره تحليل غير كامل , تبدأ عندما تتكون المتصورات الذهنية لدى المتحدث ( أ ) , وتقترن بالألفاظ لديه ,فيبْلِغُ الدماغُ أعضاء التصويت لديه ,لتتحول المتصورات الذهنية إلى متصورات صوتية فيزيائية ( أكوستيكية ) , بعدها تصل إلى المتلقي (ب) , لتبدأ العملية لديه بشكل عكسي أي أنّها تبدأ بالمتصور الصوتي وتنتهي بالمتصور الذهني .
ومن الانجازات المهمة التي أحدثها دوسوسير في دروسه أن أعطى للملفوظ مكانته العلمية ,التي لم يكن يحظى بها من حيث الاهتمام العلمي ,فالاهتمام كان منصباً على المكتوب ,وقد بيّن سبب الاهتمام العلمي بالمكتوب , فاللسانيات عند دوسوسير يجب أنّ تدرس كل مظاهر الكلم دون استثناء , كما أنّ دوسوسير فرّق بين مظهرين من مظاهر الكلام Langage ) ) هما اللغة Langue ) ) واللفظ Parole ) ) . فاللغة هي مايرتسم ويُختزل لدى جميع أفراد الجماعة اللُغوية الواحدة من صور لفظية بفضل ملكة التقبل والتنظيم , وهي نظام نحوي مفروض بالقوة أي لا دور للفرد فيه ,وهي لا يمكن أن تتوافر لدى فرد واحد ,فاللغة لا تتضح إلا لدى أغلب المجموعة اللُغوية, وهي ذات شكل اجتماعي جوهري وأساسي ,وهي بالنسبة للفرد نتيجة يتقبلها دون أن يكون لديه تأثير تجاهها سوى الترتيب والتنظيم , أمّا اللفظ فهو الممارسة الفردية للغة والتي تعتمد على إرادة الفرد وذكائه , وهو حالة متناثرة عكس اللغة التي تمتلك خاصية التجانس , فاللفظ سابق عن اللغة وهو الأساس الذي تقوم عليه اللغة ,فنحن نتعلم اللغة عن طريق التلفظ ,وهو غير متجانس ويشبه بصمة اليد ,فاللغة متشابهة لدى الأفراد بينما اللفظ هو ممارسة فردية , ويُعد إضافةً ذاتيةً لظاهرة الكلام , ويمكن أنّ نوضح الفرق بين اللغة واللفظ لدى الأفراد عبر هذه العملية السُوسير ية :
اللغة = 1+1+1 = 1 بينما اللفظ 1+1+1 = 3
 هل علوم اللسان جزء من علم السيمياء أم العكس ؟؟
يرى دوسوسير أنّ اللغة أهم ظواهر الاتصال البشري من حيث الدلائلية , بل إنّ أهمية اللغة لا تتمثل في جهاز التصويت أو في التقطيع الصوتي ,بل في النظام الدلائلي المتواضع عليه ,وهو يقترح علماً(8) يدرس الدلائل في الحياة , وهو يقترح أنّ تكون تبعيته لعلم النفس الاجتماعي ويقترح تسميته بــ Semiologie علم الدلائل , وهو يرى أنّه يجب أن يشمل اللسانيات وليس العكس .
وإحدى التقسيمات للألسنية والتي تحدّث عنها دوسوسير هي تقسيمه لها الى : الألسنية الداخلية و الخارجية , حيث تهتم الأخيرة بدراسة علاقة اللغة بجنس من الأجناس أو بحضارة من الحضارات أو بتأثير استعمار دولة على دولة أخرى من الناحية اللُغوية , أي كل مايهتم بانتشار اللغات جغرافيا أو بتعدد اللهجات, بينما تهتم الألسنية الداخلية بالنظام الداخلي للغة , وتطرق دوسوسير إلى مثال لعبة الشطرنج كتوضيح لهذا التقسيم , فإذا انتقلت اللعبة من مكان إلى آخر فإنّ ذلك يتعلق بالألسنية الخارجية ,أمّا إذا تعلق الأمر بتغيير نظام اللعبة الداخلي أو بإنقاص قطع اللعبة فأنّ ذلك يتعلق بالألسنية الداخلية .
 اللغة الحية والفاعلة هي لغة اللفظ وليست لغة الكتابة
وكما أشرنا في وقت سابق بأنّ الفترة التي تسبق دوسوسير كانت تعظّم المكتوب ,والذي يشبه الصورة الفوتوغرافية للفرد وفق رأي دوسوسير , بينما يشبه اللفظ بالجسم الحقيقي, فالأهمية دائماً للفظ فهو يقول : (وموضوع الألسنية لايتحدد في كونه نتيجة الجمع بين صورة الكلمة المكتوبة والمنطوقة , بل ينحصر هذا الموضوع في الكلمة المنطوقة فقط )(9) ,فالتغيّر الصوتي يأتي من التلفّظ الذاتي للفرد والذي قد يبدأ من اشتقاق أو قياس أو خطأ في التلفظ .. الخ , لذلك فإنّ المحافظة على القواعد النحوية يعتبر في بعض جوانبه حالة عبثية ,وهو يشبه أحياناً تعلم لغة أجنبية , لأنّ التطور اللفظي حالة مستمرة , بل تلاحظه في الجماعة اللُغوية المنعزلة , وهو يفسر حالة الاختلاف القائمة بين اللغات المكتوبة واللغات الملفوظة , فاللغة هي حالة اتفاق أو عقد بين المجموعة اللُغوية للتواصل ,وليست غاية في حد ذاتها , فالذهاب إلى تقديس حالة لغوية في زمن ما هي حالة عامة تخص كل اللغات , فالفرنسيون يعتبرون فترة النحوي فوجلاس هي الأنموذج والمعيار وهي الفترة المحمودة التي يجب أن يُحتذى بها لغوياً, وفي اللغات الرومانية واليونانية نجد فترة الخطيب سيشرون وبريكلاس ,وفي العربية نجد القرنين الهجريين الأولين ,وقد تمتد في البوادي إلى القرن الرابع الهجري (10), وكأنّ هذا الاعتقاد يُشير بأنّ اللغة تتطور بشكل هرمي مقلوب , حيث تبدأ ضعيفة ثم تنضج لتصل إلى مرحلة الذروة , وهي الفترة المحمودة أو أن نسميها الفترة المعيارية التي سنحكم من خلالها على كل الفترات اللاحقة ,ثم تعود وتضعف للاختلاط مع اللغات الأخرى والابتعاد عن الحالة المعيارية ,بينما المنطقي أنّ اللغة في حالة تطور وتبدل وبإمكانك أنّ تلتقط أية فترة زمنية وتقوم بتقعيدها وتأطيرها , وليست الفترة المختارة . وتعظيم المكتوب على حساب الملفوظ أرجعه دوسوسير إلى :
• صورة الكلمات وهي مكتوبة تُلفت الانتباه كونها شئٌ ثابتٌ ملموسٌ و متينٌ وأكثرا تعبيراً عن ظاهرة الكلام عبر الزمان من الصورة الصوتية.
• الصور المرئية للكتابة تعطي انطباعات أوضح وأبقى لدى معظم الناس من الانطباعات الأكوستيكة .
• كما أنّ اللغة الأدبية تُضفي على الكتابة قيمة هي غير جديرة بها ـ وفق رأي دوسوسير ـ , حيث أنّ التعليم يتم عبر الكتب والمعاجم , وهي في مجملها تقوي تأثير صورة رسم الكلمات .
• كلما كان هناك اختلاف بين اللغة المكتوبة واللغة المنطوقة من حيث الرسم , زادت حظوة المكتوب إلّا لدى الألسنيين .
ومن القضايا المهمة التي تناولها دوسوسير والتي تؤكد وجهة نظره تجاه هامشية الكتابة أمام النطق , قضية عدم التطابق بين المنطوق والمكتوب , والذي أرجعه إلى أنّ اللغة المنطوقة تتطور بدون انقطاع , بينما تميل الكتابة إلى الثبوت , لذلك نشاهد عدم التطابق بين المكتوب والمنطوق , واعتقد إن لم أكنْ مخطئاً ـ أنّه لدينا في اللغة العربية أمثلة قد توضح ذلك مثل كلمة مائة, والتي تُنطق مئة , حيث نلاحظ اختلاف الرسم مع النطق , وكذلك يعود عدم التطابق إلى استعارة شعب ما نظاماً الفبائياً من شعب آخر لايتناسب معه , فيذهبون إلى إحداث علامات للمواءمة , وكذلك لسبب آخر لم يعد موجوداً , وهو إعادة رسم الكلمات إلى إصولها كأن تُضيف حرفاً لكلمة كان موجوداً في أصلها الذي اشتقت منه.
وعدم التطابق بين الملفوظ والمكتوب أدى إلى رسم حروف في الكلمات لاتنطق ولامبرر لوجودها , أو أنّ هناك أصواتاً في الكلمة لاتجد حروفاً تمثلها أو أنّ تجد الصوت الواحد مكتوب بأكثر من رسم ,أو وجود تركيبات لغوية غير مبررة , أو وجود علامات خطية غير مبررة ,ككتابة حرفين في كلمة وتنطق حرفاً واحداً .
وتناول دوسوسير التعريف بنظمي الكتابة المتعارف عليهما لدى الإنسان , حيث أنّ كل نظام يعكس طبيعة اللغات التي تسير في فلكه , وهما نظام الايديوغرافية Ideographique ونظام الصوت أو الألفبائي , فالنظام الايديوغرافي يعتمد على الصورة المكتوبة والتي لاترتبط بأية علاقة بالصوت ,أي أنّ كل كلمة لها صوت دون أنّ ترتبط بنظام ألفبائي , وينطبق ذلك على اللغة الصينية ,أمّا النظام الصوتي فهو الذي ينطلق من قواعد وتنظيم الصوت , سواء الألفبائية أو من خلال التقطيع الصوتي .
 دوسوسير وعلم الأصوات
إنّ اهتمام دوسوسير باللفظ باعتباره أساس اللسانيات جعله يؤسس لعلم الأصوات phonologie , والذي يهتم وبشكل أساسي باللفظ وبتقطيع الأصوات ,أي بوصف الحالة الصوتية وتحليلها دون الاهتمام بدراسة التطور الزمني للأصوات عبر التاريخ ,لأنّ هذا العمل وفق قوله من مهمة علم phonetiique , فهو يرى أنّ دراسة الأصوات تخلصنا من وهم الكتابة ,لأنّنا بسهولة سوف نتعرف على ماهية الأصوات المتلفظة حالياً للوصول إلى الفبائية صوتية , تمكننا من دراسة الظاهرة اللُغوية بشكل علمي , مما يمكننا من فهمها وتفسيرها والتنبؤ بمآلاتها , وهي تفيد في تصحيح قواعد رسم الكلمات , بأن نتخلص من كل ما هو لا صوت له في رسمها , بالتالي توافق الحالة اللُغوية الراهنة للإنسان , كذلك يمكن للفنولوجيا أن تساعدنا في استخراج الصواتم المتعلقة بلغة منقرضة , فقد حدد دوسوسير المصادر التي يمكن العودة إليها لاستخراج جدولها الصوتي ,سواء من خلال القرائن الخارجية والمتمثلة في الذين عاصروها ووصفوا أصواتها مثل النحويين وكل الذين عايشوها ,أو من خلال القرائن الخارجية ,وهي تتبع الصور الخطية للكلمات والوثائق الأدبية وتعقب التطور الصوتي للحروف ,ويرى دوسوسير أنّ الخلط بين الطريقتين سيعطي نتائج أكثر علمية .
ويعتمد علم الأصوات على ضرورة إتقان عملية التقطيع الصوتي ,أي الوصول إلى اقل وحدة صوتية , وهي الصوتم phonem , فهو الوحدة الصوتية التي لا يمكن الوصول إلى صوت اقل منها , والصوتم (11) ـ وفق تعريف دوسوسير ,هو جملة الانطباعات الاكوستيكية والحركات التقطيعية للوحدة المسموعة والوحدة المنطوقة ,ويشير دوسوسير إلى أنّه يجب أنّ نعتمد على الانطباع الاكوستيكي ,وليس على جهاز التقطيع الصوتي , وسيتضح لنا أنّه عندما نطّلع على الخارطة الصوتية لعدد من اللغات أنّ بعض الصواتم التي تتوافر في لغة قد لا تتوافر في لغة اخرى , وتُعد اللغة اليونانية هي اقرب اللغات إلى الكتابة الفنولوجية الصوتية , حيث يمثل كل رسم فيها وحدة صوتية واحدة .
ووفق رأيي المتواضع فإنّه يمكن تمثّل الكتابة الصوتية السُوسيريّة في الثقافة العربية بكتابة الخليل أبو احمد الفراهيدي (12) , فنحن نقوم أثناء الكتابة العروضية بحذف الحروف التي لا تنطق ونكتفي بتحديد الاصوات المتحركة والساكنة المنطوقة فقط ,وهنا تتضح أهمية النطق أو اللفظ في العملية اللُغوية .
وجهة نظر ... ولكن الطرح السوسيري والذي يسعى إلى إنشاء لغة مرسومة تتوافق مع اللغة الصوتية المنطوقة يجعلنا نتساءل , ألسنا بحاجة إلى حالة كلامية تعاقدية ساكنة ,حتى تؤدي اللغة وظيفتها , فإذا اتفقنا أنّ اللفظ في حالة تطورية دائمة, وهي من مبادئ اللسانيات السرمدية لدى دوسوسير , فإنّنا نحتاج إلى مواكبة دائمة لهذا التطور الدائم الصوتي من قبل الرسم او الكتابة , وهي خاصية لا تتوافق مع الاستحقاق الوظيفي للغة وهو التواصل البشري المكتوب, فهل سنأتي بقواعد تتعلق بالرسم اللغوي كل فترة من الزمن , فنحن اليوم وفي اللسان العربي نميل إلى تسكين أو تثبيت الخط الإملائي المتداول , مهما كان اختلافه مع الأصوات , لذلك يكون الحديث دائماّ حول الأخطاء اللغوية ,لكن لا توجد دعوات تطالب بتغيير الرسم اللغوي العربي , فالثابت هو تسكين الرسم اللغوي حتى لا تحدث الفوضى الاتصالية , ولان إمكانية التغيير مجهدة وتبدو منعدمة ,وهذه الحالة تنطبق على جميع اللغات .
ونحن نلاحظ في اللسان العربي إهمالنا لكل رسم غير الإملائي الاعتيادي ,الذي لا نرغب حتى في التفكير بتغييره ,فنحن لا نعلّم الأطفال في المدارس الرسم الكتابي القديم (13) وتطبيقه في الكتابة العامة ,بل أصبح حالة تخص التعليم الديني , حيث يتم تعلّمه في المدارس الدينية او المتعلقة بفنون الخط , فالرسوم القديمة مثل العثماني تلبي الوظيفة (14) الجمالية والتواصلية للكتابة ( القيمة المهيمنة La valeur dominante وفق نموذج رومان جاكبسون ) ,أمّا الخط الإملائي الاعتيادي فهو المتداول على صعيد الكتابة العامة , وهو يميل إلى مقاربة المكتوب مع المنطوق لتسهيل عملية تعلّم الكتابة وهو لايهتم إلّا بإتمام وظيفة التواصل ,وهي الأساس على صعيد التواصل اللغوي بوجه عام , فكيف يكون بإمكاننا أن نلاحق التطور الصوتي العربي بتغيير رسمه في ظل هذه الحالة التعاقدية الراهنة ؟؟.
الإنسانية اليوم في حالة تواصلية تقنية غير معهودة , ستزيد من الامتزاج اللغوي , بالتالي تصبح عملية التغيّر الصوتي عملية أكثر ديناميكية , سيتبعها منطقياّ تغيّر كتابي كبير إذا اتفقنا مع نهج دوسوسير ,ونحن في ذات الوقت في مسيس الحاجة إلى الحالة التعاقدية الساكنة لتأدية وظيفة التواصل ,وهناك سؤال مهم يتعلق بالنهج الصوتي السوسيري يتعلق بكيفية التخلص من الرسوم الكتابية في اللغات الايدوغرافية مثل الصينية , وهل بالإمكان احداث المنجز الصوتي السوسيري فيها , لعدم وجود رابط مثل النظام الالفبائي الذي يربط بين الملفوظ والمكتوب.
 ثنائيات دوسوسير .
يرى البعض ـ وكما أشرنا سابقاً ـ أنّ دوسوسير لم يكن أوّل من استخدم مصطلحي الدال والمدلول ,ولكنه يُعتبر هو أوّل من وظّفهما في سياق علمي اصطلاحي متعارف عليه في علم اللسانيات ,وهو يرى أنّ العلاقة بين الدال والمدلول ليست علاقة بين شئ واسمه , بل هي بين متصور ذهني ومتصور صوتي( أكوستيكي) , أي الأثر الذي يخلّفه الصوت الفيزيائي في الذهن , فنحن عندما نستعيد مقطوعة موسيقية من الذاكرة , ونتمايل معها دون أن نحرك الشفاه فإنّنا نقدم الصورة الاكوستيكية للمقطوعة المنطبعة في أذهاننا تجاه الصوت الفيزيائي.
والعلاقة بين الدال والمدلول تشبه وجهي العملة لايمكن التفريق بينهما ,فوجود أحدهما يستدعي وجود الآخر , فالدليل اللغوي هو مجموع الاثنين ,ولقد اقترح دوسوسير في مؤلفه موضوع الدراسة أن نطلق مصطلح دليلsign على مايجمع الدال signifiant وهو الصورة الاكوستيكية للجسم المادي , والمتصور الذهني أو المدلول signified , وهو يرى أنّ العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة اعتباطية لا تقوم على قاعدة معينة ,والدليل أنّ اللغات تُعطي أصواتاً مختلفة لنفس الشئ , " وهو يرى أنّ الدلائل المتصفة بالاعتباطية مثل اللغة تؤدي أحسن من غيرها العملية الدلائلية في أمثل صورها "(16) , ويطرح دوسوسير سؤالاً تمّ تجاوزه حاليا , وهو : هل لغة الإشارات هي من مواضيع علم السيمياء ؟ ,وهو يرى أنّ العلاقة بين الدال والمدلول في مثل هذه اللغات هي علاقة اعتباطية ,وهو يرفض استخدام مصطلح الرمز sympole بدلاً عن الدال significant , لأنّه يشير إلى أنّ العلاقة بين الدال والمدلول ليست اعتباطية , لأنّ الأخيرة شرطٌ لازمٌ لدى دوسوسير , كما أنّ دوسوسير يرد على الذين يشككون في قاعدة اعتباطية علاقة الدال والمدلول , بوجود أصوات لغوية تحاكي أصواتاً طبيعية , بأنّ هذه الكلمات قليلة واختيارها كان اعتباطياّ , وهي محاكاة تقريبية وليست مشابهة , مثل محاكاة صوت الكلب الذي يختلف من العربية إلى الفرنسية إلى الانكليزية , ناهيك على أنّ الصوت الطبيعي سيخضع للتطور الصوتي والصرفي , كما أنّ صيغ التعجب والتي يعتبرها البعض بأنّها تحمل علاقة اعتباطية بين الدال والمدلول ,هي طرق تلقائية للتعبير ,وذات علاقة اعتباطية ,والدليل اختلاف صيغ التعجب من لغة إلى أخرى.
ويرى دوسوسير أنّ الدليل اللغوي يجري في الزمن , بالتالي فله امتدادٌ لايمكن قياسه إلّا من خلال الخط أو الكتابة , فتطوره وتغيّره لايمكن أنّ يُقاس إلّا بالكتابة , عكس الدلائل الأخرى غير اللسانية , كما أنّه أشار الى قوة وأهمية الدليل لدى الجماعة اللُغوية ,حيث أنّه لايمكن تغييره واستبداله ,فهو حالة قدرية لايمكن الخروج منها بسهولة ,فلا يمكن للناس أنّ يستبدلوا كلمة تفاحة والمكونة من خمسة حروف هي . ت. ف .ا .ح .ة . وتُشير إلى شجرة مثمرة تنتج التفاح بكلمة أخرى ألا وهي مثلاً .. مطين .. وتشير الى ذات الشجرة .
ولكن دوسوسير أشار إلى أنّ الدليل يملك خصائص التغيّر واللاتغيّر او التحول واللاتحول في ذات الوقت , فهو أرجع عدم التغيّر إلى اعتباطية الدليل والى كثرة الدلائل اللُغوية والى تعقّد النظام اللغوي بشكل يُعجز العامة عن إمكانية التغيير , كما أنّ محاولات النحويين واعضاء المجامع اللُغوية باءت بالفشل لعدم إمكانية فرضها الدلائل الجديدة على الجماعة اللُغوية , نظراً لأنّ المجموعة اللُغوية تميل الى محاربة التجديد ,أمّا من حيث توافر الرؤية المناقضة للدليل وهي خاصية التغيير لدى الدليل , فهي تعود إلى طبيعة الحياة وناموسها , فاللغة عبر الزمن تتغير وتتطور بالتالي فإنّ الدليل يتغير كذلك ,ولكن تغيره لا يحدث بسهولة .
 الألسنية القارة (الآنية) والألسنية التطورية (الزمانية) .
رأي فرديناند دوسوسير أنّ الظاهرة اللُغوية لا يمكن دراستها بعلم واحد ومنهجية واحدة ,تجمع الماضي والحاضر دفعة واحدة ,وذلك لطبيعة الظاهرة اللُغوية لأنّه لا يمكن الوفاء باستحقاقها العلمي على أكمل وجه وضمن تخصص علمي واحد, رغم أنّ الكثير من العلوم لديها تخصصٌ واحدٌ لدراسة مجالها العلمي , فلقد أشار إلى أنّ علوماً مثل التاريخ والحقوق والجيولوجيا لديها بعدٌ تاريخي وبعدٌ أنّي , إلّا أنّها تكتفي بعلم واحد يجمع البُعدين , وهناك علوم أخرى مثل الاقتصاد تجمع بين تخصصين هما : علم الاقتصاد السياسي وعلم التاريخ السياسي , وكأنّ دوسوسير بطرحه هذه الدفوعات في بدء حديثه عن الألسنية الزمانية والآنية يريد أنّ يقدم تعليلاً علمياً لإنتاج هذا التقسيم المنهجي ,والذي رأه أنّه ضرورة داخلية تفرضها طبيعة الدراسة الألسنية , فهو يشبّه دراسة الألسنية من منهج واحد يجمع البعدين كمن يريد رسم قمم جبال الألب في ذات الوقت ومن مكان واحد , فمقاربته للألسنية مع الاقتصاد أرجعها إلى مبدأ القيمة المتوافر في اللغة والاقتصاد , والذي يتحدد بالعلاقة بين عناصر النظام فيما بينها وعلاقتها مع بالنظام الكلي وخلال فترة زمنية محددة . ولهذا قسّم دوسوسير دراسة اللسانيات إلى مجالين هما :
1 . اللسانيات الآنيةlinguistique synchronique
2 . واللسانيات الزمانية linguistique diachronique
 وتدرس اللسانيات الآنية اللغة بشكل أفقي ,أي من خلال وصفها اثناء فترة زمنية معينة دون أنّ تلتفت إلى تطورها الزمني , ومن خلال العلاقة المنطقية بين عناصرها وبين نظامها العام , بحيث يدركها وعيٌ جماعيٌ واحد , وهي تتصف بالشمولية وعدم اللزوم .
 أمّا اللسانيات الزمانية فهي تدرس العلاقة الرابطة بين عناصر متتالية لا يدركها وعي جماعي , بحيث تقوم بتتبع عنصر واحد عبر الزمن , وهي تتصف باللزوم وعدم الشمول (17).
 دخول البنيوية في الفكر اللغوي .
تحدّث دوسوسير عن رؤيته البنيوية(18) لطبيعة عمل اللغة , عندما وصفها بلعبة الشطرنج , حيث تتحدد قيمة كل قطعة فيها من خلال حالتها الراهنة مع بقية القطع الأخرى , وأنّ اللعبة تتغير بتغير وتحرك كل قطعة , فكل قطعة مرتبطة بالقطع الأخرى وبحالة اللعب بشكل عام , وحالة النظام هي حالة مؤقتة , تخضع لقانون متفق عليه , كما تطرق دوسوسير إلى طرح تساؤل حول إمكانية الوصول إلى ألسنية سرمدية , نتمكن من خلالها الكشف عن قوانين عامة تصلح لكل زمان ومكان وتفسر الظاهرة اللُغوية, وهو يرى أنّه بالإمكان الوصول إلى مبادئ عامة تصلح لكل الأزمنة , مثل التغيّر الذي يحدث في اللغة , فهو سمة مازالت عالقة بالظاهرة اللُغوية منذ آلاف السنين , وهو يرى أنّ كل شئ محسوس بشكل مباشر لايمكن أنّ يكون سرمدياً , فلا يمكن لأي تغير أن يبقى ساكناً لايتغيّر .
ويُعيب دوسوسير على الألسنية التي سبقته أنّها تركز على الزمانية من خلال استعادة نماذج لغوية سابقة , وهي تختلف عن الدراسات التي درست حالة نحوية ماضية في زمن ما فهي بذلك دراسة آنية , ولكنها لم تستوفِ العلمية , لأنّها مهتمة بالتقعيد وليست مهتمة بوصف الحالة برمتها في زمن ما , مثلما فعلت جماعة PORT-ROYAL ودراستها لفترة لويس الرابع عشر اللُغوية , فهو يرى أنّ الدراسة الآنية تشترط وجود عنصرين متزامنين, عكس الزمانية فأنّها تتعلق بعنصر واحد , وبمتابعته , لملاحظة تغيّره الذي يتم بشكل عفوي , ورغم هذا التغير المستمر فإنّ اللغة تعمل بشكل لايتأثر بالتغيير .
والطرح البنيوي الدوسوسيري في تقسيمه للمحور الآني والزماني يتمثل في أنّ اللغة في المحور الآني هي نظام عام ,تتحدد علاقة أجزائه بشكل راهن , وكل جزء يملك قيمة بناءً على طبيعة الوضع الراهن , فإذا حدث تغييرٌ أثّر على النظام ككل ,فأنّ ذلك يتعلق بالدراسة الآنية , أمّا اذا تعلق التغيير بعنصر واحد لم يؤثر على النظام ككل ,كان ذلك ضمن الدراسة الزمانية (19) , والنظام في الدراسة الآنية هو نظام مؤقت يتغير باستمرار ,باختلاف درجات التغيير بين حالة لغوية وأخرى ,ولكل حركة تغييريه توازن خاص بها يختلف عن سابقتها ولاحقتها ,والدراسة الآنية تهتم بآراء جمهور المتكلمين , عكس الزمانية التي تهتم بإحداث حالة استدبارية أو استقبالية من خلال تتبع عنصر ما , كما أنّ الدراسة الآنية تدرس لغة واحدة في حالة ما , أمّا الزمانية فبإمكانها دراسة أكثر من لغة , ولايمكن رد أية مفاهيم زمانية أو آنية الى بعضها البعض , لاختلاف طبيعة الدراستين .
ويرى دوسوسير أنّ موضوع الألسنية العامة يتعلق بالحالة الآنية , أي بوضع المبادئ الأساسية التابعة لكل نظام آني خاص ,وضبط العوامل المكونة لكل حالة من حالات اللغة (20) , فعلم النحو يقع ضمن المجال الآني لأنه يقوم على حالة من حالات اللغة , ودراسة الحالة الآنية أصعب من الحالة الزمانية , لان تطور أي عنصر من عناصر اللغة هو ظواهر ملموسة , يمكن إدراكها وملامستها , ولكن إدراك حالة معينة للغة وفي زمن ما وبشكل كلي هو أمرٌ بالغ الصعوبة (21) , وهذه الحالة اللُغوية الآنية المُشار اليها يراها دوسوسير قد تكون عشر سنوات أو جيل أو قرن أو حقبة طويلة , وقد تجد لغتين في ذات الوقت واحدة تتطور بسرعة وأخرى بطيئة , والأخيرة هي التي تجد في الدراسة الآنية ضالتها ,وتحديد فترة زمنية بعينيها ,كما أن زمن الحالة اللُغوية هو مسألة تقريبية , وهو يخضع لحجم التغيّر في النظام اللغوي اكثر من مرور الزمن .
... من الأفكار السوسيرية والتي تسترعي الانتباه قوله (( حدُّ الحالة اللُغوية المطلقة هو إنعدام التغييرات))(22), أي أن قاعدة الحالة اللغوية هي عدم التغيير ,أي أن الأصل هو عدم التغيّر , والحالة وكما أشار دوسوسير نفسه قد تستطيل لتصل إلى فترات طويلة تمتد الى قرون , فكيف يمكن أن نقول أن قاعدتها هي عدم التغيير , هذه القاعدة مقبولة عندما تكون فترة الحالة هي جيل او عشر سنوات ,وهي تقودنا إلى اختلاف طبيعة زمن دوسوسير مع الزمن الحالي , حيث نعيش زمن تسارع التاريخ ,والملاحظ انه أتْبَع هذه المسلّمة بقوله "" ورغم ذلك تتغير "" .. فكيف نُوفّق بين مسلّمته ورأيه اللاحق لها مباشرة والمناقض لها ؟؟ , اعتقد أن الذي يعنيه دوسوسير هو أن التغيرات البسيطة والتي شبّهها بالأرقام الرياضية المتناهية الصغر , لا تؤثر في الحالة اللغوية ولا تنقلها إلى حالة أخرى ,ولكن مع ذلك نقول ... هل كل تغييرات الحالة اللغوية متناهية الصغر ؟؟ .
ويفضل دوسوسير استخدام مصطلح حالة لغوية STATE OF LANGUAGE للدراسة الآنية , بدلاً من مصطلح عهد أو فترة ,لان مصطلح عهد يحدث بحدوث تغييرات مفاجئة ,كما أن مصطلح الفترة يقترن بعنصر بالزمن كما يذهب دو سوسير إلى تقسيم اللغة إلى وحدات لغوية , انطلاقاً من توجهه البنيوي , فهو يرى أن الدلائل اللغوية تخضع لمبدأين هما : اقتران الدال مع المدلول وتعيين الحدود اللغوية , والحدود اللغوية هي كل مقطوعة صوتية تختلف عن ماقبلها وبعدها , وهي التي يرتبط فيها الصوت مع المتصور الذهني , وهي تختلف عن مفهوم الكلمة (23) , فالعلوم الأخرى لا تهتم بتحديد الوحدات, لأنها أمور حاصلة بالفعل ولكن اللغة لديها خاصية استثنائية ,وهي أنها لاتوفر لنا وحدات أو كيانات يمكن إدراكها من أول وهلة , مع أننا لايمكن أن نشك في وجودها , لأنها من مكونات اللغة , وربما تكون من مميزات اللغة عن سائر المؤسسات الدلائلية (24) .
والنظام اللغوي البنيوي السوسيري الآني , يقوم على مفاهيم الاتحاد والحقيقة والقيمة , فكل نظام لغوي يقوم على حالة اتحادية تجمع كل عناصره وتربطها , فرغم الاختلافات بين الكلمات في زمن ونظام ما إلّا أننا نجد أن هناك روابط تجمعها ,مثل استخدامنا لكلمة زهرة في قولنا : زهرة النرجس وزهرة العمر ...الخ ,أمّا الحقيقة الآنية فهي تراكيب النظام ومكوناته , وهي ليست بالضرورة التقسيمات المتوافرة حالياً , مثل الاسم والفعل والحرف أو غيرها , فهي قد تكون ناتجة عن رؤية منطقية أو رؤية من خارج علم اللغة , فيجب أن يبحث الألسني عن كل المكونات والتراكيب اللغوية , والتي قد لايقدّمها النحاة التقليديون ,أمّا مفهوم القيمة اللغوية فلقد شبّهه دوسوسير بقطعة الشطرنج , التي تمتلك قيمتها من خلال علاقتها بالقطع الأخرى خلال فترة اللعب , أي أن قيمتها تتحدد أثناء اللعب , فاللغة هي نظام مُكوّن من القيم المتغيرة بناءً على كل وضع وحالة .
 محور التوزيع ومحور الاستبدال....
الأفكار لدى دوسوسير قبل اللغة تشبه السديم , غيرُ واضحة المعالم , فلا وجود لأفكار بدون لغة (25) , وبذلك لن تكون هناك أسبقية للأفكار قبل اللغة , كما تحدّث دوسوسير عن نمطين من العلاقات تتعرض لهما الحالة اللغوية الآنية ,يُولّد كل واحد منهما نوعاً من القيم , حيث يقوم بهما الإنسان بشكل متلازم لإنتاج اللغة , وهما العلاقات السياقية والعلاقات الترابطية , حيث تعتمد الأولى على العلاقة الخطية , بحيث لايمكن النطق بكلمتين في وقت واحد , وتنتظم كل عناصرها واحداً تلو الآخر في سلسلة اللفظ , والسياق يتكون دائما من وحدتين أو أكثر , والكلمة لا تكتسب قيمتها في السياق إلا بفضل مقابلتها لما هو سابق ولما هو لاحق , فالسياق هو مايمكن أن نسميه حاليا بمحور التوزيع , فهو علاقة لغوية داخلية تركيبية متواضع عليها , وهي تسير بشكل أفقي .
أمّا العلاقات الترابطية أو محور الاستبدال هي علاقات خارجية ترتبط بالمخزون الذهني لدى المتلفظ , وهي المشتركات الدلائلية لكلمة من الكلمات , حيث توجد علاقة معينة بين مجموعة من الكلمات مثل : معلم . تعليم . كتاب ...الخ , قد تكون هذه العلاقة هي علاقة بين أفعال أو اشتقاقات لغوية معينة , وهي علاقات تؤكد ذاتية ولفظية الفرد , عكس العلاقات السياقية والتي تُعتبر حالة اجتماعية تم الاتفاق عليها .
حظيت الدراسات الزمانية باهتمام دوسوسير مثل الآنية من خلال توضيح الكثير من ملامحها ,فهو يرى أن علم الأصوات هو أول مواضيع الدراسة الزمانية , لان متابعة التطور الصوتي ومقارنته يدخل ضمن مجالها , والتغير الصوتي لايحدث بشكل مطلق إلا في حالات نادرة وبوجود ظروف تحيط به ,وكل تغيّر صوتي يخضع لنمط معين في التغيير , وهو يُقسّم التغيير الى تلقائي يحكمه قانون داخلي , والى تغيير تعاملي محدود يقوم على وجود صوتم أو أكثر , ويرى دوسوسير أن التغيير الصوتي يعود إلى أسباب متعددة(26) منها وجود قابلية معينة لدى النظام اللغوي تحدد سلفاً منحى التغيرات الصوتية , أو إلى الطبيعة المناخية مثل كثرة الحروف في شمال أوربا والحركات في شمالها , أو إلى انتهاج قانون الجهد الأدنى ,مثل دمج المقاطع الصوتية وتعويض النطق الصعب بالسهل أو إلى التعليم الخاطئ أثناء الطفولة أو إلى وجود الظروف المضطربة أو التمازج بين اللغات القارة والوافدة أو الموضة والمحاكاة وهي عادة نفسية .
والتغيرات الصوتية لا حدّ لها , ولا يمكن أن تقف عند حد معين , فقد تتغير الكلمة إلى درجة لا نعرفها , وهذا التغيير الصوتي يؤدي إلى انعكاسات نحوية كبيرة تتمثل في انفصام الرابط النحوي بين كلمتين , بحيث تنتفي العلاقة الاشتقاقية أو الى اندماج الكلمات المركبة في كلمة واحدة , أو إلى احداث التناوب ((وهو وجود أزواج من الكلمات متقاربة تختلف في عنصر أو اثنين وبشكل منتظم أو تناسب بين صوتين أو مجموعتين من الاصوات تتداول باطّراد بين سلسلتين من الصيغ)) .
 القياس والاشتقاق اللغوي
تحدّث دوسوسير عن القياس Analogy والذي عدّه قوة تحد من مفعول التغيرات الصوتية وتُعدّلها , وهو سبب جميع التغيرات العادية والتي ليست ذات طبيعة صوتية , والتي تصيب شكل الكلمة الخارجي , والقياس هو الصيغة التي صُنعت على منوال صيغة أو صيغ أخرى طبقاً لقاعدة معلومة , وهو يجنح إلى خلق الانتظام في اللغة , والى توحيد صياغة الكلمات , وهو مبدأ من مبادئ الخلق والإبداع اللغوي لدى دوسوسير , رغم أنه ذو طبيعة نحوية , وهو يخضع للمبدأ السوسيري العام وهو : (27)" لايدخل شيئ في اللغة مالم يُجرّب في اللفظ , فجميع الظواهر التطورية أصلها الفرد " أي أن الحالة الفردية هي مصدرُ القياس , ويمكن أن نشبه القياس وفق فهمنا بالمثال التالي :
ضرب يضرب ضرباً أكل يأكل أكلاً
حيث تمّ قياس الاشتقاق الاول بالاشتقاق الثاني .....
 الاشتقاق اللغوي ..
وتحدّث دوسوسير عن ظاهرة لغوية وهي ظاهرة الاشتقاق اللغوي الذي يقوم به العامة أو هو ايتيمولوجيا العامة Folk etymology , وهو يحدث عندما يواجه المتلفظ كلمة غريبة أو نادرة أو فنية أو أجنبية , وينطقها بشكل دائم ومنقوص, وهو يؤدي الى نتائج عشوائية , وهو يرتبط بما لدى الفرد من تصورات ومفردات , فهو تأويل للصيغة الأصلية, وهو يختلف عن الإلصاق والذي يسميه عملية Process , حيث تلتصق مفردتان أو أكثر أحدهما متميزة عن الأخرى في الأصل , وتأتي بمعنى جديد وتتوحد النبرة الصوتية لهذا المركب الجديد , وهو يحدث بطريقة غير متعمدة وغير سابقة العزم , وهي تحدث ضمن الجانب السياقي سابق الذكر .
 علاقة المكان باللغة ....
وهي موضوع الألسنية الجغرافية , فهي تدرس تأثير الجغرافيا على التنوع اللغوي , الذي تفصل بين لغاته الحدود السياسية والجغرافية , حيث يصبح الفاصل الحدودي فاصلا بين نظامين لغويين , وكذلك تدرس الألسنية الجغرافية الأسباب التي تجعل عدد من اللغات تتعايش مع بعضها وضمن دول وأقاليم بعينها دون أن تتمازج , محافظة على أنظمتها , كذلك تقوم بالمقارنة بين اللغات حتى التي لا تتوافر اية علاقة بينها مثل الصينية واللاتينية مثلاً .
 الميثولوجيا و الأوهام وعلم اللغة الحديث .....
تحدث دوسوسير عن ظاهرة عامة في جميع اللغات , وهي اعتقاد كل شعب بأن لغته الأنموذج الأمثل والأفضل , وان غيرهم عاجز عن الكلام , وهذه الاوهام ربما تعود لا سباب دينية وشيفونية دوغمائية وكذلك لعدم امكانية العامة ادراك اللغات الاخرى وتذوقها , كما أن اللغة مرتبطة بالذات وتعبر عن هويتها , فنحن مطالبون في اللسان العربي الى التعاطي علميا مع اللغة كظاهرة يمكن ان تخضع لدراسة الباحث المنهجي دون وجود أفكار ونتائج مسبقة , فهي في النهاية أداة للتواصل وليست نصاً مقدساً .
ويرى دو سوسير أن لغات العالم ليست من أصل واحد كما يرى الألسني الايطالي آنذاك M.Trombem (28) .كما أشار الى أن سيادة لهجة رسمية أو أدبية في منطقة ما لتكون لغة التخاطب العام , مثل الانكليزية في الهند يعود إلى تقدّم أهل اللغة الحضاري , أو للهيمنة السياسية , كما أن لكل لغة قوة انفتاحية تجاه اللغات الأخرى وقوة انغلاقية , وتساهم هاتان القوتان في مسائل التلاقحق اللغوي من عدمه .
... في الختام قد يبدو غريباً أننا نستعرض كتاباً قد تجاوز عمره أكثر من مائة عاماً وندّعي حداثته الفكرية , وأن طرحه قد عدّلته وأثرته السنون اللواحق , بل إن إتجاهه البنيوي قد تجاوزته المرحلة الراهنة , ولكن أهميته كانت بمثابة تحويل بوصلة طريق البحث اللغوي , من طريق الأوهام والتقديس إلى طريق العلم الواصف والمستكشف لطبيعة الظاهرة اللغوية , وأخيراً تظل هذه المحاولة تبسيطاً أحسبه أنه ليس بمخل لقطيعة دوسوسير المعرفية لكل من لا يعرف دوسوسير الذي عرفناه من خلال تلاميذه فقط .
ملاحظة : هذان الرابطان لمحاضرة ألقاها الباحث في احدى جلسات مختبر بنغازي للسيميائيات وعلوم الخطاب حول ذات الموضوع ..
https://www.youtube.com/watch?v=5PYlkk6iUHQ
https://www.youtube.com/watch?v=LnKpFUn7XgM&t=41s
الهوامش
1 . تمت ترجمة الكتاب من قبل الاساتذة صالح القرمادي ,محمد الشاوش , محمد عجينة من قسم الألسنية بمركز البحوث والدراسات الاقتصادية والاجتماعية , تونس
2 . دروس في الألسنية العامة , فردينالد دي دو دو دودوسوسير ,ترجمة صالح القرمادي , محمد الشاوش , محمد عجينة (الدار العربية للكتاب ,1985) ص 8
3 . هي حركة ظهرت في الربع الأخير من القرن التاسع عشر في المانيا, أًطلق عليها خصومها اسم النحويين الجدد neo grammarians .
4. . جميل حمداوي ,مدخل إلى المنهج السيميائي , موقع ندوة الالكتروني http://www.arabicnadwah.com /
5 ـ فرديناند دوسوسير , مرجع سابق , ص 24
6 . المرجع السابق , ص 27
7 . عالم لغوي امريكي مؤلف كتاب حياة الكلام The life of language عام 1875
8 . دروس في الألسنية العامة , ص 37
9. المرجع السابق , ص 49
10 .مقال نشره الدكتور صالح القرمادي ,باللغة الفرنسية في مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية بتونس وضمّنه لكتاب دروس في الألسنية العامة .
11 . دروس في الألسنية العامة , ص72
12 . هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي من أئمة اللغة والأدب، وواضع علم العروض، عاش بين عامي 718 ـ 786م .
13 . نلاحظ في قواعد الرسم القرآني حذفاً وزيادةً و همزاً و بدلاً ووصلاً وقطعاً .
14 . يرى الأستاذ محمد عبدالحميد المالكي مؤسس مختبر بنغازي للسيميائيات وعلوم الخطاب ,أنّه ليس بالضرورة أنّ تكون القيمة المهيمنة واحدة في الاتصال اللسانّي ,بل يمكن أنّ تكون اثنتين ولا تتجاوزهما .
15 . دروس في الألسنية العامة , ص 87
16 . المرجع السابق , ص 112
17 . رغم أنّ دوسوسير حدد القاّون أو المبادئ العامة المتعلقة بالألسنية الأنّية والزمانّية إلّا أنّه ذيّل طرحه بقوله (( وخلاصة القول وهو بيت القصيد فلا الظواهر الأنّية ولا الزمانّية خاضعة لقوانّين بالمعنى الذي سبق وأنّ حددناه أعلاه وإنّ نحن رمنا رغم ذلك القول بوجود قوانّين لغوية فأنّنا نعني بهذه العبارة مدلولات مختلفة وذلك حسب تعلقها بظواهر تابعة للمجال الآنّي أو الزماني ))
18 . دروس في الألسنية العامة ص 138
19 . المرجع السابق ص 136
20. المرجع السابق ص157
21 . المرجع السابق ص157
22 . المرجع السابق ص158
23 . المرجع السابق ص162
24 . المرجع السابق ص 166
25 . المرجع السابق ص 172
26 . المرجع السابق ص 223
27 . المرجع السابق ص 253
28 . المرجع السابق ص 287



#أحمد_عمر_النائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذعر الأخضر
- الإعلام وإمكانية صناعة القيم


المزيد.....




- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 13 شخصًا جراء غارات إسرائيلية ال ...
- زيلينسكي يتوقع الحصول على مقترحات ترامب بشأن السلام في يناير ...
- مصر تتطلع لتعزيز تعاونها مع تجمع -الميركوسور-
- زالوجني: الناتو ليس مستعدا لخوض -حرب استنزاف- مع روسيا
- أكبر الأحزاب في سويسرا يطالب بتشديد قواعد اللجوء للأوكرانيين ...
- استطلاع جديد يوضح بالأرقام مدى تدهور شعبية شولتس وحزبه
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- هل تشعر بالتوتر؟ قد يساعدك إعداد قائمة بالمهام في التخفيف من ...
- النيابة العامة تحسم الجدل حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد ...
- نتنياهو: التسريبات الأخيرة استهدفت سمعتي وعرّضت أمن إسرائيل ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد عمر النائلي - قراءة في كتاب - دروس في الألسنية العامة