تاريخ الفن التشكيلي الفلسطيني – الجزء الثاني

سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 5949 - 2018 / 7 / 31 - 06:45
المحور: الادب والفن
    

التصوير الفوتوغرافي
------
تعرفت فلسطين على فن التصوير مع بدايات ظهوره ، عندما اعلن في فرنسا عن اكتشاف التصوير الشمسي وبعدها التقطت أول صورة فوتوغرافية في المنطقة العربية بحضور محمد علي باشا في مدينة الإسكندرية وذلك في عام 1839 .. تبعها التقاط صورا للقدس عام 1844 التقطها خبير العمارة الإسلامية جوزيف دو برانغي وفي العام نفسه وصل القدس "البريطاني الكسندر كيث والتقط ما يقارب الثلاثين صورة بأسلوب داغيروتيب، وكان هدفه، كما يقول، دراسة الصلة بين ما ورد في الكتاب المقدس وجغرافية الأراضي المقدسة، وهذا ما استفاض في شرحه في كتابه (براهين على حقيقة الدين المسيحي) الذي طبع للمرة السادسة في لندن العام 1848، وتضمن ثماني عشرة صورة....... توالت بعدها أعمال نفذها الفنانون القادمون من أوروبا والعالم العربي، مثل الفنان الاسكتلندي دافيد روبرتس و الفنان اللبناني عمر الأنسي وأنطوان باسيل." (راجع مؤسسة القدس للثقافة والتراث منشور عام)
ثم ظهرت أول مدرسة في العالم العربي لتعليم التصوير الضوئي (الشمسي) في القدس، وقد أسسها الأسقف يساي غرابيديان في أواخر خمسينيات القرن التاسع عشر، وصار هذا الأسقف بطريركاً للأرمن في سنة 1865، وقد أسهم بصورة كبيرة في تطوير التصوير الفوتوغرافي في فلسطين . تدرب غارابديان على التصوير الفوتوغرافي في عام ،1855 وكوّن فريقاً من الكهنة لالتقاط صور عن الأماكن المقدسة لصناعة البطاقات المثمنة غالياً في الغرب، كان الحجاج، المواطنون الأصليون والمقيمون الأوروبيون يأتون للتصوير تحت بوابة دير سان-جاك (التابع للبطريركية الأرمينية في القدس) أو في ستوديو ذي طراز غربي، ديكوره أعمدة وأغطية من الجوخ وأغصان مقطوعة . "8"
وعلى يدي الأسقف يساي غرابيديان تتلمذ أهم مصوّرين في فلسطين هما كيفورك كريكوريان وخليل رعد. ويمكن القول إن أول مصور عربي في فلسطين كان خليل رعد، ثم كثر المصورون واشتهر من بينهم لويس الصابونجي وداود الصابونجي وجورج الصابونجي وعيسى الصوابيني. وبقيت حرفة التصوير حكرا على الرجال إلى أن كسرت القاعدة كريمة عبود المولودة في بيت لحم سنة 1894. وهي تتحدر من عائلة ذات جذور لبنانية تعود إلى بلدة الخيام الجنوبية. وقد انتقلت مع عائلتها إلى الناصرة في أواسط القرن التاسع عشر."9"
تعلمت كريمة عبود حرفة التصوير لدى أحد المصورين الأرمن في القدس، وشرعت في ممارسة المهنة منذ عام 1913. "وكان والدها أهداها آلة تصوير فتعلقت بها وراحت تلتقط الصور للمدن والأماكن الطبيعية والمعالم التاريخية، ولأبناء عائلتها والأصدقاء. ثم افتتحت أستوديو لتصوير النساء في بيت لحم، وكان من شأن هذا الاستديو أن أتاح للعائلات المحافظة تصوير النساء بلا حرج. ثم افتتحت مشغلا لتلوين الصور وإكسابها لمعاناً وبريقاً. وفي تلك الأثناء كانت تلتقط الصور المختلفة للمدن الفلسطينية الخمس: بيت لحم وطبرية والناصرة وحيفا وقيسارية. وانتشرت صورها بالتدريج في منازل العائلات المترفة في دمشق والسلط وبيروت والشويفات. " 10"
وعملت ما يقارب الربع قرن -1915-1940م- في فن التصوير في بيت لحم والقدس وحيفا والناصرة وعملت مصورة عائلية ورصدت بعدستها الكثير من النساء والأطفال والعائلات الفلسطينية.
تعرضت لنوبات من الحمى المتواصلة وتوفيت سنة 1940 عن عمر 46 عاما حيث عانت من مرض الفشل الكلوي ودفنت في مقبرة الكنيسة اللوثرية –

#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات