أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل إبراهيم كاظم الحمداني - رسائل الى الغائبين او على وشك الغياب














المزيد.....

رسائل الى الغائبين او على وشك الغياب


خليل إبراهيم كاظم الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 5942 - 2018 / 7 / 23 - 21:21
المحور: الادب والفن
    


رسائل الى الغائبين او على وشك الغياب
خليل إبراهيم كاظم الحمداني
1. الى احدهم:
ما كان لي ان اخاطبك بعد كل هذا الزمن من الفراق المر .. اعرف كم من الوشوم نحتت مكانها على قلبك كإعلان محبة لهذا العالم.. وانك ستكون اعزلا سوى من هذه المحبة وقت ما يتقرر رحيلك..
اليوم قررت ان تشد رحالك صوب عالم آخر من الاماني.. نعم فالعالم الآخر حزمة من الامنيات ارجو ان لا نكون فيه مجرد حلم لم يركد طويلا على القلب وارتحل.
يوما ..كانت جدران ثانوية قتيبة للبنين تعرف وجهك من بين كل الوجوه ..ليس لأنك قابل للاشتعال حبا بالحياة فقط وانما أيضا لفضولك الذي لم ينتهي تجاه الأشياء ..كنت يا صاحبي فضوليا اكثر من الفضول ولا اعلم ان كان الفضول في مثل هذه الأيام يعتبر مدحا او قدحا ..اذكر يوما الحاحك بان تنظم جلسة حوار بين فئتين اصوليين ومتفتحين ..والحاحك أيضا على ان أكون وسط هذه المعمعة يومها كانت اعمارنا لا تتجاوز الخمسة عشر سنة نلتهم الكتب التهاما ..فكان سارتر وبيكاسو و نيرودا ونيتشه وديكارت وماركس وفرويد وافلاطون وسقراط يتقاسمون حياتنا ووجباتنا ، انحيازي كان واضحا صوب الانفتاح يومها اذكر حجم الحيرة التي علت الفريق الآخر في اننا نمتلك كم لابأس به من الأجوبة ..ضيوفك على ما اذكر كانوا من مدينة الثورة وبيوتهم قريبة على ثانوية قتيبة وكنت تريد ان تتباهى بان اصدقائك من بغداد الجديدة تسري الثقافة في اوصالهم وكانت والدتك - رحمها الله – تجاهد لأن تبيض وجهك أيها المراهق امام اصدقائك القادمين من الثورة واصحابك من المنطقة .تقاليد مثل هذه نفتقدها اليوم بشدة ..جلسات النقاش الثقافية والتي سيصمت الجهلة فيها وهي مرحلة أولى في يكون الكتاب حليفنا اليومي.. في سبيل ان يكون لنا رأيا ما في كل الأشياء .. هي مرحلة مغادرة الجهل ...اعرف ان احدهم كان عامل بناء يتقاسم اجره اليومي مع عائلته في سبيل الكتب ..وصديقي هذا اليوم له ثلاث مجموعات شعرية ويعرف اكثر من لغتين يقوم بتدريس الإنكليزية كدروس خصوصية وليس معه غير شهاد الإعدادية وهو عضو في اتحاد الادباء.
صاحبي العزيز ادرك ان كل القلق الذي يغمرني هو مجرد شهيق يومي اعتاد القلب ان يتعايش معه.. ولكني لم اتعوده ان يكون سائلا لهذه الدرجة وان يكون مضمخا بكل هذا الحزن حتى يتسرب الى أي مكان في هذا الجسد المتعب وبدون مقدمات.. عندما بلغني رحيلك عن هذي الدنيا الكافرة.
2. الى احداهن:
كان ما يشبه الشغف الخجول يراود قلبك الحزين حين قررت ان ترحلي صوب الاحلام المنتقاة بعناية تليق بروحك.. قلق الانتظار حفر في القلب نفقا الى المجهول.. لا اعرف لماذا تختلط عندي الأشياء والوجوه والصور.. اي سريالية تجتاحني عندما امر على اسمك ...اذكر قلقك وبكاءك اليومي عندما تحدثيني عن حبيبك الذي غادر مبكرا وقبل ان تقدح الاحلام عن شيء ما ..وعن ابيك الذي اشبع روحك بالجروح يوميا ..اذكر أيضا ارتباكي امام دموعك عندما كنت تستذكرين اباك وحبيبك ..واذكر تلك الصبية بالعيون المشاكسة والشعر الغجري التي كانت تعتقد اننا حبيبين قريبين الى بعض رغم اختلاف الدين ..كنت على يقين بان محاولتي لشرح علاقتي بك انها اخوية ستكون فاشلة رغم ان المسيح ما كان يرفض ان يكون احد اتباعه بمثل هذه الاناقة في روحه وبمثل هذا النقاء ويعارض آماله في تؤاخي روحه .. روح مسلم ما اعتاد على ان يكون محطة لهموم العابرين. لأنك من صنف الفراشات قصيرة العمر كنت أخاف عليك من الهواء والماء والسماء عندما لا تسمع لك.. وكم احترت بين الفرح والحزن عندما سمعت بانك اخترت كائنا بعثيا لأن تكملي حياتك معه زوجة او على الاغلب مجرد اما لأطفاله. كنت اصرخ من كل قلبي ان لا تقربي هذا الدمار وأيضا ادعو في سري بأن يهديك الى راحة وتغادري قلقا طالما تعايشت معه. كنت اصرخ سيدتي انه غير جدير بك لأن كائنا مثله ينتمي الى صنف الصراصير اكثر من انتمائه الى الإنسانية الرحبة..
سيدتي البعيدة القريبة.. سيكون الرحيل مرَا ومتعبا ومخيفا .. رغم كل ما تركتيه من مذاق ومن أشياء صغيرة احتلت مساحات شاسعة في الذاكرة ... سأرتدي حزني بفراقك واراود ما تبقى من شغف بالحياة كون خطيئتي الكبرى حب الحياة انه حب ارتكبناه صغارا ولبسناه كبارا وذنبي الأكبر صداقة وجوه آمنت وبشدة بان البوصلة الوحيدة الممكنة تؤدي حتما الى غد يرفل بالبهجة ومزدحم بالحب..



#خليل_إبراهيم_كاظم_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الانسان والسياسة.. عملات مختلفة ..ام وجهين لعملة واحدة ...
- عندما يفشل العمل المؤسسي ... هل الفزعة هي الحل حقوق الانسان ...
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ...
- المواطنة ..زهو الحضور ووجع الغياب وجدل الحق والواجب القسم ال ...
- الحق في حرية الراي والتعبير وما جاوره.. ادوات في السياسة الو ...
- الحق في حرية الراي والتعبير وما جاوره.. ادوات في السياسة الو ...
- الحق في حرية الراي والتعبيروما حوله.. ادوات في السياسة الوطن ...
- العبادي .. فتى البرلمان الأول والقفز الى الامام
- ليلة القبض على الكرامة
- الحق في المدينة ... الحق المسكوت عنه الإطار الدولي والإقليمي ...
- الحق في المدينة ... الحق المسكوت عنه الإطار الدولي والإقليمي ...
- حظر ونبذ خطاب الكراهية.. الإطار المعياري الدولي
- الغاء وزارة حقوق الانسان العراقية ...عندما تنحرف بوصلة الإصل ...
- الحماية الدولية لحقوق الانسان الجزء الثاني الشكاوى في سياق ا ...
- عن المنتشي بالعار
- الحماية الدولية لحقوق الانسان / نظام الشكاوى - الجزء الاول
- الحماية الدولية لحقوق الانسان / نظام تقارير المعاهدات
- الاستعراض الدوري الشامل للعراق / الجولة الثانية


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل إبراهيم كاظم الحمداني - رسائل الى الغائبين او على وشك الغياب