أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آمال الشعبي - بريق الأمل















المزيد.....

بريق الأمل


آمال الشعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5914 - 2018 / 6 / 25 - 00:42
المحور: الادب والفن
    


العالم خدعة، مسخرية، ضحكة هستيرية، ملاذ لكم، و موت لي، لم يتبق لي الكثير ، نهايتي أوشكت ، أتعلمون 《سحقا لحياتكم》 ، لكن أعترف ، يا وقت، أنت من ربحت، احتفل، هنيئا لك، و لأولادك الدقائق ، و لبناتك اللحظات ، احتفل بكل الأعياد، كلوا الحلوى، من يهتم بي أنا، و هل أنا شيء بالأصل، لتهتموا به، لست أعلم، حروفي علقم لأمثالكم، لن تنجو من بؤسي، سأعيش بأحلامكم، أنا كل مخاوفكم، كوابيسكم، سوف أدمر أحلامكم، آمالكم ، باختصار كل شيء، قبل موتي ، أو إعدامكم لي ، سأتغدى بكم قبل أن تتعشوا بي ، أنتم لا تعرفون قيمة حياتكم، و لا ما تعيشون من رخاء، تستهترون بحياتي و لا تعترفون بقيمة حياتكم، تتقيدون بدوامة العواصف، تعيشون بشبكة العنكبوت، تتصيدون الفرص، لكن أتعلمون أنتم أسماك، و أنا من سأصطادكم ، انتظرو فقط، وعدوا لحظاتكم الباقية المعدودة .

والسلام
------------------
.نقطة . انتهى . هي كل ما تبقى لك معي، و اختتمت حياتي بفاصلة الوداع، و عشت بالعذاب، ككسيرة بلا جناحين، لا يغرنك صمودي، و بسمتي في الآلام، إن قلبي يئن، تحت وسادة فراشي، إنني ضعيفة و أضعف مما تتخيل، حتى السنونو رق لحالي، و أجهده رؤيتي بآهاتي، حتى التمس بعذابي مسخرة لواد الآفات، فغرد مناجيا نهوضي، و غردت بدوري لتخلص أيامي و أرقد بسلام، لكن لا تغرنك أوسمة شهقات الأنفاس، و بلبلة ترنح القبور ، و لا زينة أفئدة النوافذ ، فكل من ورائها قصة تغلق العيون قبل الأفواه ، كطير فقد صوته، أنادي بأشواقي على شيء ليس بشيء، تجردت من المادة، فاستقبلني خيالي بأحضان الغريب عن أمه لأعوام، و قبل دموعي بنسيمات عليلة هبت بغثة، و أخذت معها أحزاني ، و لست أدري مافي قلبي من أحزان ، وما يختلجني من غصات ، لكن صرختي في وجه الأقفال ، فتح لي عنان الأبواب ، و جعل وصاده كتمان صدى صوتي المتقطع بنشيج مبحوح ، فهل يسأل عني غريب ، بينما أنت القريب لقلبي ، بينما تعيش مغردا بحياتك ، أعيش طريحة الفراش ، بين ضحكات المكر تلقفت ضحكتك تنادي أنك غير مبال ، أغفلت كلماتك لثوان، و إذا بي أجمعها و أصطادها كأنني أبحث عن معنى مفقود لا يدريه أحد غيري، غيرتني، فغيرت كل أبجدية الحروف، فصغت قاموسا لا يدري به إلا حالي، و أعلنته عليك، فأقبلته بالوجوم، و اتخذت الأعذار محلا لهدوئي، لكن حروفي ثارت، و من الظلم حارت، فهل هي الكسيرة أم أنا ؟ تساءلت و من عيني الدمع يفيض كندى البحر و زبده المتلاشي كقطرة شمعة سالت فاختفت لكن تركت أثرا بك بليغا و لن يزول ، مهما أجهدت بالنسيان ، تقولون أن الوقت ينسي فهل ينسيني مابي حالي ، كالليل الفاتر غموضا كالقمر غير المكتمل بدره غادرتني و أنا بعامي مفقودة بين أزقة شوارع متاهات الضياع، و لم تسأل على حالي، و لو بكذبة تؤنس فؤادي ، هجرتني كما تهجر العصافير أعشاشها فهل تعود بعد هطول مطر الشتاء و بعد برد الخريف القارس؟؟؟؟
---------

كلما أراك أتذكر الماضي، الذكريات التي نسيتها، تفتحها من جديد من صندوقها المغلق بإحكام ،كأنك قفل له ، من أنت ؟ لا تقل لي غريب ، لا تقل لي أنك زائر من الغربة، و لا من المجهول، أنت ذكرى محذوفة، لا أستطيع تذكرها كأنها أوصدت بسلاسل الأبدية بأن لا يقتحمها أحد، يا ترى أأنا مصابة بمرض النسيان؟ أجبني ما لك صامت، مغترب من كلامي، أ سأنسى كل شيء، من حولي أصدقائي عائلتي أحبابي أنت، من أكون، بحقك من أنت؟ من أنا؟
خلف ستار النافذة يوجد زجاج من ورائه مطر لكن ليس كأي مطر إنها دموع و بالأحق دموعك، هذا العالم ليس بعالمهم بل عالمك لوحدك، أنت من صنعتني، انظري لنفسك، تمعني، لا تتسرعي ، اهدئي ، أنت الآن اجتزت المادة الى ما هو أبعد أكثر من المجرد ، اسمي بيتر آنسة أمل دموعي، عالمي، أجننت، مهلا ، أتذكر قبل مجيئي إلى هنا، هناك شيء، لقد مر شهاب و تمنيت ! لالا !! أحقا تحققت أمنيتي، هههه غريب !!
الأغرب أمنيتك ، أن تعيشي بخيالك هو الجنون بعينه ، لكن لا عليك ستتأقلمين ، هذا العالم أو خيالك، متقلب بمئة و ثمانين درجة ، نصيحتي لك هي احذري إنها عاصفة الدموع كلما تحزنين يحدث هذا، إنك كفتاة لم تذق معنى السعادة، رسمتني بدفترك لما كنت صغيرة، لما رحل أبوك، و أعطيتني هذا الاسم "بيتر" و جعلتني أنيسا لك لكنك أضعت الورقة فتهت، و تهت أنت بين أحضان الحرب، كيف نجوتي، بل كيف نجوت و دخلت سراديب عقلك ؟؟
أنا نفسي لا أذكر شيئا، هناك صور، صور متقطعة مررت بها قبل أن أصل هنا ، أظنك أدرى بحالي، الحرب مصطلح قريب لعالمي لكن لما نطقته أحسست بغصة تجتاحني بلا استئذان، حقنت بإبر الألم ، دقات قلبي تتسارع، كأنني على الهاوية، أتشبث بأحدهم، أكاد أسقط مما هذا؟؟؟
في هذه الأثناء تحول المكان من أعلي السماء إلى جوف الأرض فوق صخرة صماء ضخمة، شاهقة العلو، تزحزحت الأحجار، تشققت معلنة قيام حرب باردة بين موتها و سلامتها، أمل بالهاوية، يمسكها بيتر بصعوبة، و لا أمل بنجاتها،
تذكرت نفسها بالشرفة المهدمة، تطل علي سماء تلك الليلة الباردة، لمحت شهابا، تمنت أمنية، بصدق ، لأول مرة بحياتها، لم تدرك أنها ستنتقل من تلك السماء الدموية، لسماء خيالها، حيث بيتر ، حيث ستعيش، وقع كلماتها...
---------------
اسمي غدير ، فغدرت بي يا أيها الزمان، و ما لي ذنب في أن أهواك، و أنا بنفسي قد تسلقت أدراجك رغم الزجاج الذي كان يعتلي مقامك، الذي جعلتني الحياة أهوي إليها ببطء ، حتى وقعت بقسوة من كان يجري آلاف المسافات ، مالي ذنب أيها الزمان إن كنت يتيمة وترعرعت بين جدران الشوارع، و آكل خبزا حافيا ، و أتسابق مع القطط المتعاركة على قطعة سمك أو مع كلب نحيل الجسم على قطعة لحم بائتة، لكن هزالتي فاقته بدرجات فلم أعد أميز بين نفسي هل أنا بشر أم ماذا؟ هل انعدمت الإنسانية في هذا الوقت الذي أتيت فيه ؟ أم أنني ناقصة ألست من البشر ؟ لا أريد زينتكم أريد حقوقي لا حقوقكم، أليس لي حق أن أرتمي في حضن أم يكفيني عن كل دفء قد يحتمي بها طفل من برد شتاء قارس، أماه أين أنت، فليس من بعدك من يحن على فؤادي الضرير الذي عجز قبل وقته و طوى دهري بعكاز المشقات و تهت فيك يا حياة و ضحكت بضحكتك الماكرة أمام طفلة حافية القدمين، لم تهتمي لحالي، و لم تضمدي جراحي، فمن يأبه بحالي؟ بعد أن خانتني شمس النهار بنورها التي أجفل عيني، و داعبتني بصقيع لم أعتده منذ نشأتي تحت ظلال الأرياف، فلثمني غطاء الليل بردائه المرتشي، و احتضنتني أمي موتا و لم تكن إلا نسيمات لتهيج بوجدان مواسية فراقي لك، ويصبح نبضك أثناء وداعك عناقا لي لباقي حياتي ، لا أدري هل أشكرك و أمضي ؟ أم ألعنك و أتمرد عليك، لكنني أدركت أن مع العسر يسرا ، فهل من يسر إن وجد بحالي ، تمنيت أن أولد بزمان غير هذا الزمان به أم تحضنني به أب ينصحني به إخوة يلعبون معي ، لكنك عاقبتني ، بأن أخذت مني كل شيء ، حتى هويتي ....

آمال الشعبي/ الدار البيضاء/ المغرب
2018



#آمال_الشعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آمال الشعبي - بريق الأمل