|
مفاهيم *الحتمية الوجودية*..ج///3
ماجد أمين
الحوار المتمدن-العدد: 5912 - 2018 / 6 / 23 - 16:12
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لايحبذ الكثبرون ..التعمق في فلسفة المستقبل الوجودي ..بل يعده البعض محضا من الخيال وللا مجدي او محاولات الهروب الى الامام .. لذلك لايحظى الاستقراء الحدسي بشيء ما من الإهتمام الا ماعدا عشاق الاستقراء والتنبؤ ..فأغلب مدارس تفسير الوعي .. تعتمد نتائج مخبرية ...آنية وتعتبر ان الغيب او مايسميه علم المعرفة بالحدس هو مجرد تكهنات تعوزها وتنقصها قواعد التثبت واليقين ..لابل ان وجودنا يخضع احيانا لمنطق اللايقين او الشك وهذا امر ايحابي لتحفيز قدرات كيميائية العقل على صياغة الافكار .. طرحنا جملة اسئلة وجودية ..وتشكل هاجسا مقلقا وغزيرا في استقصاء معطيات ماورائية .. وعودا على ذات الاستنتاجات الغير مؤكدة لكنها تشكل حجر زاوية في رسم مسارات وجودية ...شفلت مسارب الوعي ..ومن خلال تاثيراتها ..انتقلت الى تجسيمات ورؤى يفرزها اللاوعي بصدق على مساحات لاتتقيد بالصرامة كما هو بالنسبة لافرازات الوعي ..ففي اللاوعي تكسر حدود كثيرة ولا اثر لقيود مصطنعة او تكرسها عوامل الخوف والخشية ..في فضاء اللاوعي ..بكسر حاجز الفوبيا ويصبح التفكير فضاء للتحليق في المعرفة الصادقة والجريئة .. في حدود الوعي غالبا ما نخضع لضغوط وضوابط الصرامة المتمثلة بقوانين ضبط الظواهر ...وسنن طبيعة انظمتنا وتأثرها بمنظومة القيم وهي قيود للأسف تثبط و ولاتعطي حرية مطلقة لافكارنا .. لماذا لايعتقد البعض ان الوجود ولد عشوائيا ...ولكنه سينظم مادته طوريا ...؟ ولماذا يعتقد الكثيرون ان وجودنا محض حثالة او ناتج عرضي او خطأ من اخطاء الطبيعة ..؟ او اننا مجرد تدوير لنفايات ..؟ صحيح ان العلم لك يجب على تساؤلات كهذه ..وحينما لا يعط العلم اجابات صارمة ..فليس امامنا سوى الاستظلال بظل شجرة تزودنا بظل معرفي مهول وتمنحنا حرية اطلاق افكارنا على أغصانها ..الممتدة والمتشابكة مع الفروع المعرفية الاخرى ..انها الفلسفة ...والفلسفة الحدسية بالذات ..فهي لوحة نرسم على واجهتها مانتأمل من رؤى .. وحتى لو كانت رسوماتنا محض خربشات او رؤى بوهيمية مشوشة ..لكنها في لحظة هدوء ستعطينا لحنا ونشيجا لصوت ينبلج من اعماقنا فنحن الريشة بيد عازف الكمان ..ونحن الهواء الناطق في قصب الناي .. نحن نغمات الهارمونيك لكل الاحزان والافراح والاتراح ..قدرنا هو ان نفكر بعيدا ونلامس الآفاق رغم حقارتنا وضئالتنا ..فنحن سلسبيل الابداع .. مانفخر به رغم اننا هامشيون ..وربما طوانا النسيان في احدى رفوف الوجود ..لكننا سنستحضر ابداعنا في لخظة عارمة من اثبات الذات ..ماهو الدور المناط بنا والذي سنقوم به ..؟وفي الإجابة .. تكمن اهميتنا وتاثيرنا .. نحن احدى او ربما اهم حلقات الوجود ..لدينا رسالة وهذه الرسالة ليست محض تفاعلات كيميائية بل هي اشارات كونية تتعدى أهميتها كيميائيتنا ..وطول حقبة ملئى بصراعات كادت ان تجرفنا في خضم العنف الذي تتميز وتتصف به المادة الكونية ..بكموميتها الطاقوية .. وبنتاج حتمياتها التي ربما مازالت خارج اطر التنظيم .. فنحن بتلك الهشاشة والضئالة والإنزواء بزاوية في نقطة غير محسوسة من هذا الوجود ..سنحمل بكل جراة وشجاعة ..بوادر تنظيم المادة الوجودية .. اننا سنخلق اعظم اداة لتنظبم وجود بدأ عشوائي ثم لامس طور الترتيب ومن ثم حلت تلك الانظمة والتي تسيدنا احدها وتسنمنا الصدارة الوجودية برغم الكم المهول من الاخطاء والتي اي" الاخطاء "..كان لها الدور الأعظم في جعل الوعي الوجودي مجالا خصبا معرفيا ومصدرا مهولا للتعلم والتجريب المعرفي والحدسي . باختصار نحن سنمهد لمنظمات اكثر تعقيدا للوجود تتمثل مقدماتها بالعقول الصناعية ... هذه العقول المجردة من ميول الغرائز والتي عانينا من تبعاتها رغم انها احدى وأهم مزودات العقل البشري ..لابل هي احدى عوامل الصراع والتي حددت طبيعة انظمتنا في سلوك مساراتها ضمن الوجود فالسباق اضحى احد وسائلنا للبقاء والإرتقاء ..ربما يعتبر النمط الطفيلي غير محبب كونه يعتمد الصلاحية والتضحية ..فالاضعف لن يبق وسيلقى حيث الموت او الاضمحلال انها القسوة ..والشراسة ..احيانا تجردنا من اهم صفة نتفاخر بها وهي الانسانية ..لكنها محض ادعاء وكذب ..فنحن نتاج صراع عنيف لينتهي المطاف بنيل ميدالية ذهبية وللتخفيف من انانية النمط الطفيلي هناك نوع من الترضية بوصافة اولى فضية وربما في ابعد الاحوال وصافة برونزية ..وهذا بتمثل بالتوئمة الثنائية او الثلاثية .. ثم في مرحلة الحياة لاحقا هناك صراعات لاتقل شراسة عن سابقتها ..ولكن هناك ميزة وهي القدرات ولعقلية هي من تشفع للرقي والسمو كآلهة متعددة .. وربما يبرر ذلك السلوك الطفيلي والعنيف والأناني كعنصر توازن ومعادلة هي غير عادلة لضبط اعدادات وجود لايمكن التكهن بمساراته .. في الطور القادم والذي سيتكفل به العقل الصناعي وحيث سنكون نحن في رعاية العقول الصناعية وربما سنحجر في محميات طبيعية ..لعدم توافق الفسلجة الخاصة بنا مع تضافر وتصاعد العقل المعرفي المهول ....فمدخلاتنا لن تعود ملائمة لوسائل ادخال غاية في التعقيد لمعالجة معطيات الغرض النهائي هي مخرجات لايستطيع العقل البشري او الإحيائي القدرة على معالجتها .. مثلا .... ============ **انتاج حتميات اكبر مثل اقامة مستعمرات فضائية .. انتاج نموذج شمسي .. انتاج الثقوب السوداء الأليفة حماية كواكب من الاصطدام . . انتاج ثقوب سوداء مضادة لغرض معادلتها بالثقوب السوداء ومن ثم فناء الاثنان مثلا ... وصولا الى غاية ربما تتطلب قدرة لتنظيم المادة الوجودية بدرجة مثالية تجعل من ان الكون ينظم ذاته بذاته ..وهي غاية بان يتم جعل الذكاء ذكاءا جسيميا وهذه هو جواب لسؤال فلسفي يلامس قضيتان شغلتا بال الإنسان وهما الخلود السرمدي ...وقضية الخلق..فمتى ما لامس الوعي هاتان المعضلتان تحقق الخلود والخلق كرمز مادي تشخيصي بعد ان ترسب مثيولوحيا ودينيا ومعرفيا كايقونة تجريدية ان الطموح في نقل الوجود من التجريد الى الواقع التشخيصي يمثل محاكاة لفاعلية وسحر كمومية المادة وقدرتها على التشكل والإنتقال الطوري ماهو الا قمة من قمم التجلي بين الوجود الجسيمي وبين التجلي والانبهار الهارموني كدالى موجية يحكمها مبدأ عدم التيقن ...
#ماجد_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفاهيم *الحتمية الوجودية*//الجزء الثاني
-
مفاهيم *الحتمية الوجودية*
-
نص//البعير على التل ..!
-
الإسلام والكوميديا ..!
-
المصلح الاسلامي ...منافق ..
-
المنظومة القيمية..والبناء الحضاري..
-
نص//رثاء الاحياء ..
-
قصة نهاية حضارة ..ج//2.!!
-
ألقيم الحضارية.. وطقوسية الاديان
-
قصة نهاية حضارة ...!!
-
نص//نوتي..تائه
-
القرون العشر الاخيرة ..
-
الإنتقالة من الطين الى الدين -جلد الذات-
-
-الحضارة الأخيرة ..-
-
-تأثير الفاعل الاقتصادي فى بناء العقيدة الاسلامية -
-
لماذا فشل وسيفشل المصلحون الاسلاميون...!!
-
((الحتمية الوجودية ..))
-
الدلة الجديدة ...(المتتالية الهندسية ..الصعبة )..ج//2
-
الدالة الجديدة...((متتالية هندسية صعبة))
-
الحضارة ...والتضاد القيمي
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|