أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - الدراما السورية في 2018 مرآة للواقع السوري وإنعكاساته !!















المزيد.....

الدراما السورية في 2018 مرآة للواقع السوري وإنعكاساته !!


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 5904 - 2018 / 6 / 15 - 02:34
المحور: الادب والفن
    


الدراما السورية في 2018 مرآة للواقع السوري وإنعكاساته !!

بقلم : علي المسعود
من مجموعة الاعمال المعروضة على القنوات الفضائية من المسلسلات اخترت منها ثلاث مسلسلات والسبب في اختياري للدراما السورية لانها تلامس الواقع ,المتابع للدراما السورية يلاحظ إنها شهدت تصاعدا كبيرا ونجاحأ ملفتا للنظر منذ مع أوائل التسعينات. وتحولت في وقت بسيط إلى عنصر
أساسي تتنافس عليه القنوات الفضائية مما قدم لها دفعاً نوعت من خلاله أعمالها, مع الوقت ومع غزارة الطلب وكثرة الإنتاج عملت الدراما السورية على تقديم مختلف الأشكال الدرامية. فجاءت أعمال تاريخية مهمة وفنتازيا لافتة وأعمال كوميدية بارزة وظهرت في خط مواز بعض الأعمال التي تنتمي إلى الدراما الاجتماعية المفضلة عند المشاهد العربي نظراً لندرتها وراهنيتها وتسليطها الضوء (قدر الإمكان) على الواقع المعاش ومشاكله. والنجاح الذي حققته الدراما السورية في سنوات قليلة لفت أنظار المستثمرين العرب أيضاً فظهرت مجموعة من المسلسلات المنجزة في معظمها من جانب فريق عمل سوري وممولة من جهات غير سورية , أكثر ما يميز الدراما السورية، هي قدرتها في التفتيش عن سر النجاح.عرفت الدراما السورية النجاح من خلال أعمال سياسية كان أبرزها،"خان الحرير"، "أخوة التراب"، "عائد من حيفا"، "التغريبة الفلسطينية" , الولادة من الخاصرة" وغيرها من الاعمال المتميزة ولكن في السنوات الاخيرة واجهت الدراما السورية تحديات كبير مثل مشكلة التوزيع على القنوات الفضائية لاسباب تتعلق بموقفهم من النطام السوري فضلا عن وقوف شركات الانتاج موقفا من الفنانين المختلفين سياسيأ , وفي أغلب الاعمال الدرامية السورية والتي أنتجت في عام 2018 والتي كانت مرأة للواقع السوري وبعضها لامس الهموم ألاساسية للانسان السوري بشكل خاص و العربي من عنف وأفرازات الحرب وحلم الهجرة و اللجوء وربما يجد المشاهد العراقي خطوط مشتركة مع بعض هذه المعاناة و الهم الانساني , وفي نفس الوقت قدمت بعض الاعمال المختلفة و البعيدة عن الواقع مثل دراما البيئة الشامية والاعمال الكوميدية أو الاعمال ذات الانتاج المشترك والتي تم انجازها بعناية و حرفية رغم ان بعضها دون المستوى المطلوب .وبالرغم من الحصار المفروض على الدراما السورية وكذالك الأحداث السياسية التى تعيشها سوريا، والتى بدورها أثرت على الحياة الاجتماعية، إلا أن هذا لم يمنع استعداد صناع الدراما من الدخول في السباق الرمضاني هذا العام بعدد كبير من الاعمال الدرامية و المسلسلات و التي تنافش العديد من الهموم و المشاكل التي عاشها و لايزال يعيشها المجتمع السوري و ليثبت الفنانين السورين المبدعين و صناع الدراما أن الحروب وألازمات لم تحول دون ابداعهم , ومن حصاد هذا العام حرصت على متابعة ثلاث مسلسلات, المسلسل ألاول يحمل عنوان "فوضى " و الثاني كان بعنوان " روزانا " و الثالث " رائحة ألروح ".
في مسلسل "فوضى " والذي كان من تأليف حسن سامى يوسف ونجيب نصير وإخراج سمير حسين، وبطولة سلوم حداد وديمة قندلفت وفادى صبيح وعبد المنعم عمايرى وأيمن رضا ومحمد خير الجراح وسامر إسماعيل وهيا مرعشلى ومرح جبر وسوسن ميخائيل وحسام تحسين بيك ومحمد قنوع ورشا بلال , يناقش المسلسل الحرب وما سببته من فوضى وعشوائية في الزمان والمكان وفي قلب وروح الإنسان أيضا. تدور أحداث المسلسل في آحد أحياء الطبقة الوسطى في قلب العاصمة
السورية دمشق، الذي وبسبب الحرب أصبح يجمع خليطا من السكان الأصليين ومن النازحين الذين شردتهم الحرب وجعلتهم يعيشون في أقبية رطبة غير صالحة للبشر. من عشوائية السكن إلى عشوائية العقل والروح.. هو واحد من أحياء الطبقة المتوسطة ,ذاك الحي الذي يجمع أشتاتاً من السكان المستقرين فيه أصلاً والنازحين إليه حديثاً من أحياءٍ عشوائية في محيط العاصمة بفقرهم وقلة حيلتهم. فهنا فارس وأخيه (زيدان) شباب في أواسط العشرينيات من النازحين إلى هذا الحي يعملان في مجال التمديدات الصحيّة.. كلاهما يحبُّ فتاةً واحدة (فتحية).. وهنا المحامي (راتب) الخمسيني من سكان الحي الأصليين، صاحب القيم والمبادىء يخضع للابتزاز بعد التهديد بالقتل من أحد الرجال الذين ظهروا على السطح في فوضى الأزمة التي تعصف بالبلاد... معاناة يعيشها الجميع في التأقلم مع هذه الحارة التي غدت عشوائية هي أيضاً ليس بسبب من نزح إليها فقط بل أيضاً بسبب العلاقات المستجدة بين الناس فكل منهم يجد نفسه بين أناس جدد وبين همومهم المختلفة، فالعلاقات تختلط ببعضها منتجةً كمية من الفوضى التي أقل ما يمكن أن يقال فيها وعنها: عشوائية بالروح وبالعقل أيضاً، ويتمثل هذا بشكل واضح -أكثر من بقية الخطوط - بعلاقة الأطفال فيما بينهم: العنف، الأوساخ، قلة الماء، قلة الكهرباء، تفكير الأهل بالهجرة إلى خارج البلد كمخرج وحيد من الأزمة التي نزلت على سوريا بعد ست سنواتٍ من الحرب , وكما في أغلب المسلسلات السورية الحديثة، يغيب عن فوضى
البطل الواحد (كما في الأعمال العربية عادة)، ليستبدل بمجموعة أبطال بل ممثلين لمختلف الشرائح الاجتماعية للمجتمع السوري.
أمأ المسلسل الثاني فكان مسلسل روزانا وهو من تأليف جورج عربجي إخراج عارف الطويل ومن بطولة بسام كوسا وميلاد يوسف ونادين تحسين بك وأندريه سكاف و غيرهم ، وفيه تحكى قصة عائلة غادرت حلب إلى دمشق وما تعانيه من ويلات في التأقلم،تدور أحداث المسلسل حول الواقع الذي يعيشه السوريون خلال الأزمة السورية وخاصًة أهل حلب. فيستعرض المسلسل هذا قصة رجل أعمال حلبي وصاحب معمل ( وفا ) ويقوم الفنان القدير بسام كوسا في تأدية الدور يترك حلب أثناء الحرب، ويعود إليها مرة،. بعد أن يخسر كل أملاكه بسبب الحرب التي اندلعت في حلب قبل أعوام، ولا يبقى لديه شيء يربطه بزمن حلب الجميل سوى ساعة أبيه,والتي تحمل الكثير من الدلالات في نفس (وفا) , وفي لحظة ضعف واستسلام للواقع، يبيع وفا الساعة بثمن بخس، لكن ابنته رزان , أو كما يلقبونها في المسلسل، "رزة"، ترفض أن تتخلى عن آخر ما تبقى من إرث عائلتها، فتبيع نفسها وتعرض على جود (عامر علي)، أن يتزوجها مقابل استعادة الساعة .
وهناك الصراع الذي يخلق بسبب الفارق الطبقي ما بين عائلة "جود" التي تنتمي للطبقة الحاكمة في سورية، وبين عائلة "رزان" التي تنتمي للشعب الذي قدم دماء أبنائه للحفاظ على الوطن؛ لتكون استعادة الساعة، التي ترمز لتاريخ حلب الجميل، كصورة رمزية تبين ضرورة التصالح ما بين أبناء الطبقة الحاكمة والطبقة الشعبية في وجه أعداء الشعب السوري الحقيقيين، أي "تجار الأزمة" ,
مثل ( بكري ) والذي يجسد الدور الممثل ( قاسم ملحو ) والذي كان يعمل سائق عند وفا ( بسام كوسا)والذي أصبح بعد الحرب من كبار تجاره و من أصحاب الملايين..
أما المسلسل الثالث الذي يحمي عنوان " رائحة الروح " وهو من تأليف أيهم عرسان وإخراج سهير سرمينى. هذا المسلسل ينتمي للنمط الاجتماعي الواقعي، ولكن المسلسل يبتعد بشكل تام عن تيمة الحرب التي أرهقت الدراما السورية في الأعوام الأخيرة، ويختار بدلاً من ذلك الحديث عن مواضيع كانت رائجة في الدراما السورية قبل الثورة، كالحب والفساد الاجتماعي , تدور الأحداث حول (غادة) وهي فتاة تتزوج من رجل له سلطة ونفوذ، فتقع ضحية لشخص جامد العاطفة والمشاعر؛ مما يجعلها تبحث عن متنفس لعاطفتها مع رجل آخر ومن ثمّ نبذ زوجها.. يشك زوجها بالأمر وحين يراقبها يكتشف خيانتها ثم ينفصل عنها. يحاول مؤلف هذا المسلسل في الدخول الى أعماق المجتمع السوري من خلال مختلف طبقاته حيث يتناول قصص الفساد من خلال هذه العائلات بالإضافة إلى التركيز على مواضيع الحب والجشع والخيانة والطموح وعبر حكاية خمس عائلات، متوخياً الربط والتفاعل في ما بينها صعوداً وهبوطاً، وأيضاً الفصل بالدخول الى كل طبقة في شكل مجرد ومستقل . ومن خلال كل حكاية يكون التركيز على التناقضات الإنسانية، كوجود شخصية بواجهة من الالتزام الديني والخلقي وبباطن من الفساد والانحلال، الى جانب البنية الإنسانية الموزعة بين الأبيض والأسود في الشخصيات الأخرى، مثل الطموح والحلم مقابل الجشع، والوفاء في وجه الخيانة، والصلاح على النقيض من الفساد. هذه الشخصيات يجسّدها في البطولة الممثلون وائل شرف وفراس ابراهيم، إضافة الى نجاح سفكوني وسلمى المصري ووفاء موصلي وجيانا عنيد ووائل أبو غزالة ورنا الأبيض وسليم صبري وروبين عيسى وريهام عزيز وغادة بشور ومحمد قنوع وآخرين.

علي المسعود
المملكة المتحدة
.



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم المخرج الايراني محسن مخملباف ( ألرئيس ) نقد العنف أكثر ...
- وطني ليسَ حقيبة وأنا لستُ مسافر --
- هل العراق لا يحب مبدعيه؟ ولماذا ساسة العراق يتنكرون لأصحاب ا ...
- ببياض الوجوه و الايدي ...يحتفل الشيوعون العراقيين بعيدهم الر ...
- لنجعل من -أكيتو - العام الجديد ورأس السنة البابلية و الاشوري ...
- الهجمة على الفكر التقدمي اليساري والمحاولة فى تشويه سمعة رجا ...
- هل لدينا هكذا برلمان وبرلمانيين يحترمون منتخبيهم ويحبون وطنه ...
- (غابة البلوط ) توثيق لمأساة وطن
- كذبة اديث بياف في ( الحياة الوردية )
- رواية (رماد شجرة النبق ) حكاية التشردالعراقي..
- فيلم ( انا دانييل بليك ) صرخة في وجه الروتين و البيروقراطية
- حين يكون الحزن شهيا كالرغيف
- فيلم ( بعد الصورة ) أو افتر إيماج للمخرج أندريه فايدا أدانة ...
- حلم مكسور
- كتابٌ : “اندماج العراقيين في المجتمع السويدي بين الأنين والح ...
- -الذين لا يتقنون الحب، هم الذين يصنعون الحروب-
- من يلتفت الى المبدع العراقي و ينصفة ؟؟؟؟
- رواية -عقيق النوارس- - إنعكاس للمشهد العراقي بعد عام 2003
- رواية ( صورة في ماء ساكن ) استعادة لنصف قرن من تاريخ العراق ...
- (العاشقة و السكير) كشف حالة الاستلاب التي تعاني منها المرأة ...


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - الدراما السورية في 2018 مرآة للواقع السوري وإنعكاساته !!