الحزب الشيوعي العمالي العراقي ... صعود نجم منصور حكمت ... أفول نجم كارل ماركس ... مساهمة في الحوار الجاري 5


سعد محمد حسن
2018 / 6 / 4 - 01:40     

الحزب الشيوعي العمالي العراقي /
صعود نجم منصور حكمت .....أفول نجم كارل ماركس
مساهمة في الحوار الجاري 5

منذ سنوات عدة لا أتذكر أي كانت هي , أهدى لي أحد الرفاق في الحزب الشيوعي العمالي العراقي مشكورا كتاب مختارات للراحل منصور حكمت التي ضمت كل كتاباته على ما اعتقد, وقد كتب لي الرفيق وعلى رأس الصفحة الأولى في زاويتها اليمنى من الكتاب الإهداء التالي ............. إلى الرفيق سعد محمد حسن ... منصور حكمت يعني بالضبط ماركس .
بصراحة وكاد لا أخفي من أن عبارته هذه قد أثارت في حب التعرف عن قرب مكانة الرجل الذي يعني لدى رفيقي بالضبط ماركس وفي التأمل عن دلالات رفيقي , , وقتها مازحته قائلا له " أنت سامع بالمثل اللي يكَول " أنت مثل اللي عاف أمه وأبوه وأمجلب أبمرت أبوه " بدأ لي الرفيق وقد تغاضى ا عن ما كنت أقصده تماما , لكنه بادلني الضحكة , شكرته مرة أخرى , وقد أخذ حديثنا وجها أخر, غير أن قوله من أن منصور حكمت هو بالضبط ماركس ما زالت عالقة تماما في ذاكرتي. ليومي هذا .

.

لاشك من أن شخصية الراحل منصور حكمت كانت تمتلك سمات مؤثرة بالآخرين و أيضا مثيرة لاهتمامهم وأسئلتهم , يذكر الرفيق نزار عبد الله في الحوار الذي أجراه له موقع الحوار المتمدن من أن منصور حكمت قد ترك تأثيره الواضح على التنظيمات الماركسية التي ظهرت عقب انتفاضة آذار1991 إلى الوجود ودفعها للانضمام إلى تيار الشيوعية العمالية , حيث (النفوذ والهيمنة الفكرية لمنصور حكمت في الحركة الشيوعية الفتية التي كانت تنقصها النضوج و الإرادة الذاتية والتجذر الطبقي والاجتماعي قد مكنته من أن يحسم الموقف لصالح هيمنة أفكار تيار "الشيوعية العمالية") انتهى الاقتباس، بل أن هذا التأثير قد دفع بالبعض من مريدي منصور حكمت إلى تضخيم صورته بإضفاء أهمية قدرية عليه
يستذكر فارس محمود ( أحد قيادي الحزب الشيوعي العمالي العراقي ) , منصور حكمت ( زوبين رازاني ) في ذكرى مرور ثلاثة وخمسون عاما على ولادة الأخير بالقول (تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة والخمسون لولادة الرفيق العزيز منصور حكمت (زوبين رازاني). انه وبحق ماركس عصرنا الراهن و اكبر مفكري ومنظري هذا العصر. أن الكتابة عنه ضمن أسبوع الاحتفال به لهو أمر ضروري جدا. ليس لنا كحزب ورفاق له، بل للبشرية جمعاء. كم هو عميق ودقيق قول حميد تقوائي " أحد قادة الحزب الشيوعي العمالي الإيراني " عنه حين قال: هناك مرحلتين لم تجد البشرية من يمثلها هما القرون الوسطى والثانية عصرنا الراهن لو لم يكن منصور حكمت موجوداً. أن هذا القول لهو الحقيقة بعينها. ولكن تصور حالك وأنت تكتب عدة مئات من الكلمات لعنوان كبير مثل هذا! ليس من الأنصاف هذا، كما أنها مهمة شاقة تضغط على أي إنسان رغب أن لا يفوت هذه الفرصة للاحتفال بمثل هذه المناسبة.) انتهى الاقتباس .
لنتوقف قليلا أمام عبارة فارس محمود التي يصف بها منصور حكمت بأنه " أكبر مفكري ومنظري هذا العصر " وأن الكتابة عنه لهو أمر ضروري جدا , ليس لنا كحزب ورفاق له , بل ( للبشرية جمعاء ) أنظر عبارة للبشرية جمعاء " فيما يذهب حميد تقواتي أبعد من ذلك في قوله" هناك مرحلتين لم تجد البشرية من يمثلها هما القرون الوسطى والثانية عصرنا الراهن لو لم يكن منصور حكمت موجودا " إذن منصور حكمت يمثل العصر الراهن , لكن ما هي سمات العصر الراهن لكي نفهم أهمية موقع منصور حكمت فيها , لكن لنلاحظ الميل الواضح لتعظيم الرجل وخلق هالة حوله هي أقرب من التقديس له , فهو ممثل البشرية في عصرها الراهن وهو منقذها ومخلصها من عذاباتها , لقد تحولت هالة التقديس إلى سلطة رمزية يمكن لمريديه من توجيه شتى التهم لوصف من يعارضهم
ثم ما الذي أبقياه كلاهما فارس محمود وحميد تقواتي لماركس و ما هي علاقتهم أصلا بمنطقة الجدلي ومنهجه العلمي ربما لا أريد أن أذهب في القول من أن كلاهما يجهلان ماركس حقا , يجهلان منطقه ومنهجه المعرفي .
وليت أمر تعظيم الراحل منصور حكمت وجعل منه أيقونة للتقديس اقتصر أمرها على فارس محمود وحميد تقواتي بل أن عصام شكري هو الأخر (المتزعم حاليا الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي والذي لا وجود لتأثيره أطلاقا في الحياة السياسية والاجتماعية في العراق ) قد ذهب في الطريق نفسه ,
ففي مقالة له حملت عنوان " حول نفوذ منصور حكمت على الشيوعية والشيوعيين في العراق " يقول فيها ( قبل منصور حكمت كانت لدي معلومات وافية عن أدبيات الماركسية الكلاسيكية , اغتراب العمل , نقد فلسفة الحق عند هيغل , الإيديولوجية الألمانية , العائلة المقدسة , وبقية الكتابات , ولكن عندما قرأت منصور حكمت , رأيت جوهر تلك الكتابات وقلبها النابض, يضيء مرة أخرى في مسائل شديدة المعاصرة وذات صلة بالإسلام السياسي , تحقير المرأة , والقدرة الاجتماعية للماركسية وجميع أفكار حكمت منصور الأخرى , فكرت في نفسي , هذا هو بالضبط ما تحتاج لسماعة النساء غي العراق , وهذا هو بالضبط ما أريد أن أفعله) انتهى الاقتباس , عظيم جدا عصام شكري الذي قرأ أدبيات الماركسية الكلاسيكية ’ اغتراب العمل , نقد فلسفة الحق الإيديولوجية الألمانية و العائلة المقدسة ا وبقية الكتابات وقرأ كذلك كتابات منصور حكمت ليخرج بعدها بعد أن فكر مع نفسه من أن هذا بالضبط ما تحتاج له النساء وهذا هو ما أريد أن افعله , لقد أغنانا عصام شكري بهذه المأثرة الفكرية!!
يذكر آرثر كيش وهو باحث وفيلسوف مجري. من أن عبادة الشخصية قد تسببت وتسبب بأضرار جسيمة للحركة العمالية بوصفها انحرافا داخل الحركة العمالية الماركسية وابتعادا عن الماركسية نفسها مما يتطلب ذلك من تسليط الضوء عليها و أعادة تقييمها بشكل موضوعي والوقوف على ما سببته وما قد تسببه لاحقا( أنظر مجلة النهج / مركز الدراسات والبحوث الاشتراكية في العالم العربي . العدد 21 السنة الخامسة 1988 ) .
ومع انحسار تأثير الشيوعية العمالية وتراجع أحزابها وتحولها إلى نخب غير فاعلة يأتي السؤال الأهم على صعيد الممارسة الواقعية للحزب الشيوعي العمالي العراقي هل بمقدور قادته وكوادره المتقدمة من تحطيم عصمة منصور حكمت كخطوة ضرورية لإعادة الاعتبار لماركس والماركسية