الأول من أيار يوم النضال العمالي
الرابطة الأممية للعمال
2018 / 5 / 11 - 02:17
قبل 132 عاماً، حكمت البرجوازية الأميركية بالموت على العمال الذين يكافحون من أجل الحد الأدنى من حقوقهم.
وقد اعتمدت الحركة العمالية هذا اليوم (أي الأول من أيار)، يوماً دولياً للنضال ضد البرجوازية.
بيان من الرابطة الأممية للعمال – الأممية الرابعة
تسعى البيروقراطية النقابية العمالية والأحزاب الإصلاحية إلى تحويل معاني هذا اليوم وتمييعه، من خلال الاحتفال مع البرجوازية والحكومات بمروره، وهو ما يجب رفضه ومواجهته. لدينا الكثير من الأسباب دائما لمحاربة البرجوازية وعملائها.
الأجور أقل من قيمتها الحقيقية في جميع أنحاء العالم، وهنالك صعود متنامي لعقود العمل، وهجمات شرسة على حقوقنا في الإجازات والمعاشات التقاعدية والصحة العامة والتعليم.
يعاني المهاجرون من اضطهاد الأجانب وكراهيتهم من قبل الحكومات، ومن ظروف العمل المهينة، وهم الغالبية في العديد من الصناعات في البلدان الإمبريالية. من الضرورة بمكان مواجهة الحكومات التي تستغل وتبتز العمال المهاجرين. البطالة ليست ذنب العمال المهاجرين. تقول كلمات النشيد الأممي: “السلام بيننا ، الحرب على الطغاة!”.
إن القتل المتزايد للنساء والمثليين جنسياً، والعنف الوحشي الذي تمارسه الشرطة ضد الشباب السود، أصبح روتيناً يومياً في جميع مدن العالم، فيما يعمّق الاضطهاد الوطني كما هو الحال في كاتالونيا وكشمير ومناطق كثيرة أخرى حول العالم.
هناك قمع متزايد للنضالات، وتجريم للحركات الاجتماعية، واضطهاد للناشطين الشباب، مثال ذلك إعدام الناشطة مارييلي فرانكو في البرازيل، واضطهاد وملاحقة سباستيان روميرو في الأرجنتين.
يتحمل مسؤولية هذه الأوضاع الشركات الكبرى متعددة الجنسيات، والتي تحاول فرض سطوتها على العمال وإنجازاتهم منذ 150 عامًا. ولتجاوز الأزمة الاقتصادية التي بدأت بالظهور في الأعوام 2007-2009، تطبق الحكومات البرجوازية اليمينية و”اليسارية” على حد سواء خططاً اقتصادية أكثر قسوة.
أوضاع العمال لا تدعو للإحتفال، ومع ذلك، هناك نضالات عمالية مهمة ضد هذه الأوضاع الصعبة في جميع أنحاء العالم. هنالك أمثلة على الإضرابات العامة، والمظاهرات الكبرى في الشوارع، بل وحتى العصيان الشعبي.
هنالك حرب اجتماعية حقيقية متعددة الجنسيات ضد العمال. وإذا لم يكن هناك استجابة أكبر من قبل العمال للنضال ضد البرجوازية، فذلك لأن الأحزاب الإصلاحية والبيروقراطيات النقابية متحالفة مع الحكومات البرجوازية.
يأتي الأول من أيار هذا العام في لحظة احتدام الصراع الطبقي، وعدم الاستقرار السياسي المتزايد في جميع أنحاء العالم. من الضروري أن نجعل من الأول من أيار يوما للتأكيد على نضال العمال واستقلالهم عن البورجوازية.
ترامب هو الوجه الحقيقي للإمبريالية!
الحكومة الإمبريالية الأميركية هي الأكثر تطرّفاً وكراهية للأجانب، إذ تمارس ضدهم عنصريتها، وذكوريتها، وشوفينيتها، وغرورها. الوجه الأكثر وضوحاً للإمبريالية هو هذه الحكومة التي تهاجم المهاجرين وتعمل على تدمير النقابات في الولايات المتحدة، وقد نقلت عاصمتها في الكيان الصهيوني إلى القدس في استفزاز واضح للشعب الفلسطيني.
قام ترامب بهجوم عسكري ضد الدكتاتور بشار الأسد في سوريا بعد أن قام بتنبيه بوتين والأسد. نحن نرفض الهجوم الإمبريالي، لأنه في الواقع لن يغيّر شيئاً. وهو ليس أكثر من استعراض عسكري أمام الكاميرات لتحسين شروط التفاوض مع بشار الأسد. ونحن نؤمن أن السوريون وحدهم سيتغلبون على دكتاتورية الأسد.
لكن سلطة الإمبريالية وعنجهيتها لا تُمارس من قبل الولايات المتحدة فقط، فالاتحاد الأوروبي هو ركن آخر من أركان الإمبريالية العالمية، يقدّم نفسه كنسخة “ديموقراطية”، فارضاً التجربة الألمانية الإمبريالية على الشعوب الأوروبية والعالم.
الإمبريالية تعبر عن نفسها من خلال خطط التقشف التي تفرضها حكومات العالم على شعوبها لخدمة الشركات متعددة الجنسيات، والتكثيف المروع للاستغلال الذي يخدم بعض الاحتكارات الدولية، في حين يزداد الفقر بمستويات غير مسبوقة.
لا ثقة في الحكومة البرجوازية، كن صالحاً عن حق أو “يساريا”
الاستقطاب العالمي للنضال الطبقي يتصاعد في الدول المحكومة من قبل الأحزاب والشخصيات اليمينية، مثل ترامب (الولايات المتحدة)، ماكرون (فرنسا)، ماي (إنجلترا)، راجوي (اسبانيا)، ماكري (الأرجنتين)، تامر (البرازيل)، سانتوس (كولومبيا)، خوان أورلاندو هيرنانديز (هندوراس)، مودي (الهند)، عباسي (باكستان)، والعديد غيرهم. هذه هي الحكومات التي حددها العمال كحكومات معادية، وذلك بسبب الإنتهاكات والهجمات الشرسة التي تخوضها ضدهم.
لكن لا يمكن خداع العمال من قبل الحكومات “اليسارية” التي تنفذ نفس الخطط الليبرالية الجديدة للإمبريالية. هذه هي حالة حكومات حزب العمال (البرازيل)، نيكولاس مادورو (فنزويلا) ، ايفو موراليس (بوليفيا)، فاربوندو مارتي (السلفادور)، رامفوسا (جنوب أفريقيا)، كوستا (البرتغال). هؤلاء يمارسون التأثير على العمال لعرقلة نضالاتهم وتنفيذ الخطط الليبرالية الجديدة.
في الآونة الأخيرة حاولت حكومة أورتيغا في نيكاراغوا، فرض إصلاحات في مجال الضمان الاجتماعي مماثل لما قامت به الحكومات البرجوازية الأخرى مستعينة بقمع وحشي مماثل، ما أسفر عن مقتل (25) شخصاً.
إن حكومة مادورو في فنزويلا مدعومة من عدد كبير من الأحزاب الإصلاحية في جميع أنحاء العالم، هي رمز لهذا “اليسار” المنحل. إنها ديكتاتورية بورجوازية فاسدة تواجه الإمبريالية لفظيا فقط، لكنها تحافظ على استغلال الشركات متعددة الجنسيات لصناعة النفط. تعاني فنزويلا من أزمة اقتصادية مستفحلة بعد ما يقرب من (20) عاما من حكم “التشافيزيين” للبلاد. لقد ظهرت برجوازية جديدة Chavismo تتمتع بحياة فاخرة، بينما الحد الأدنى لأجور العمال هو دولار واحد في الشهر.
لا يمكن خداع العمال بهذا الاستقطاب الزائف: “اليسار مقابل اليمين”. الاستقطاب الحقيقي هو بين الهجمات الإمبريالية المدعومة من الحكومات في جميع أنحاء العالم، ورد فعل العمال عليها. نريد أن نوحد العمال في صراعاتهم ضد الحكومات البرجوازية، وألا نؤلف كتلاً من القطاعات البرجوازية التي تفرض نفس الخطط الاقتصادية (الخطط الإمبريالية).
إن تصاعد النضال الطبقي يؤدي أيضاً إلى تطور وظهور المجموعات الفاشية، كما في “شارلوتسفيل” و”بيركلي” في الولايات المتحدة، والهجمات على “الداليت” في الهند، وفي عدة أجزاء من أوروبا. الفاشيون يختلفون قليلاً عن اليمين المتطرف لأنهم يتبنون أساليب القمع المعتمدة في الحروب الأهلية ضد العمال، ويسعون لحظر منظمات نقابات العمال والأحزاب العمالية. تتطلب الفاشية رد فعل ومواجهة مباشرة في الشوارع ضدهم لتجنب نموهم كما حدث في “شارلوتسفيل” و”بيركلي”.
لهذه الأسباب لا يمكننا قبول المناورة الستالينية القديمة (التي قبلها اليوم معظم “اليسار” العالمي) أي استدعاء “جبهة مناهضة للفاشية” ضد الحكومات اليمينية، لتبرير وجود جبهة انتخابية مع نفس الأحزاب الإصلاحية الموجودة، أو هي جزء من الحكومات البرجوازية “اليسارية”، وبنفس النزعات السلطوية والفساد.
في الأول من أيار، نريد أن ندعو إلى جبهة نضال عمالية واسعة ضد هجمات الحكومات البرجوازية. وفي الوقت نفسه، ومن أجل المضي قدماً، علينا فضح المدافعين والساعين للوحدة السياسية مع البراجوازية. علينا فضح الأحزاب الإصلاحية والبيروقراطيات النقابية التي تخدم فقط تجزئة العمال وتشتيت نضالاتهم.
معاً لبناء قيادة جديدة
تلعب الأجهزة البيروقراطية النقابية الفاسدة والمتحالفة مع الرؤساء دوراً واحداً. إنهم يوقفون تعبئة العمال، لأنهم حلفاء للبرجوازية. من أجل محاربة البرجوازية وحكوماتها، نحتاج إلى تعبئة العمال بوضع حد للبيروقراطيات كما يحدث بالفعل في عدة أماكن.
إن النضالات تنتج قيادات نقابية وهيئات نضالية جديدة ، مثل CSP- Conlutas (البرازيل)، الذي يضم حوالي 200 نقابة. في باراغواي هناك الجبهة الاجتماعية (FSS) التي تنظم الاتحادات النقابية كنقابة عمال الكهرباء وكذلك الحركة الشعبية. في الأرجنتين تتطور لجان النضال في عدة مناطق ضد الإصلاحات. في كوستاريكا ، يوجد Sitrasep ، وهو اتحاد مستقل للعمال. في السلفادور ، هناك “هيئة التنسيق”، والتي تضم (12) نقابة. “لا للتقشف”، هو مرجع للنضالات الحالية مثل إضراب المعلمين في إيطاليا. في الدولة الإسبانية يعمل CoBas Madrid ضد البيروقراطية UGT و CCOO. هناك عمليات مشابهة في فرنسا (الجبهة الاجتماعية) ، في الولايات المتحدة (WSAN) ، وأماكن أخرى. تعد “شبكة العمل الدولية للتضامن والنضال” إطاراً لجميع النقابات المستقلة في جميع أنحاء العالم.
ما تفعله الأحزاب الإصلاحية التي تسعى إلى إصلاحات صغيرة، هو محاولة لإنقاذ الرأسمالية، وهي توحي بأن الحلول تأتي من خلال الانتخابات البرجوازية. لقد تم اختبار هذا بالفعل، وكانت النتائج هي نفسها دائمًا. ساعدت الأحزاب الاجتماعية والديمقراطية في أوروبا على تنفيذ خطط الليبرالية الجديدة في جميع أنحاء القارة، من الحكومات أو من المعارضة. الآن، حان الوقت لتجربة سيريزا الإصلاحية الجديدة أن تفعل الشيء نفسه في اليونان.
يحصل الحزب الشيوعي، و[الحزب الاشتراكي] PC- – و Bloco de Esquerda في البرتغال ، على دعم من جميع الأحزاب الإصلاحية في العالم، ويتم تقديمه على أنه طرح “جديد” حتى عندما يحتفظ بجميع النقاط الأساسية للخطط النيوليبرالية للحكومات السابقة تحت ذريعة “عدم القيام بهجمات جديدة”.
ضمنت حكومات “حزب العمال” في البرازيل أرباحاً قياسية للبنوك والشركات متعددة الجنسيات، وأشادت الإمبريالية بهذه الحكومات، حتى فقد “حزب العمال” قواعده العمالية. وهكذا حدث مع Kircherismo في الأرجنتين ، وفارابوندو مارتي في السلفادور ، و CNA في جنوب أفريقيا. والنتيجة هي نفسها دائما: الخطط النيوليبرالية والقمع والفساد.
أصبح من الضروري العمل من أجل الثورة الإشتراكية. هذا هو المخرج الذي سينتج بشكل طبيعي عن الأزمة الاقتصادية، وتصاعد الصراع الطبقي، وأزمة الإصلاح. سيعتقد البعض أن هذا من قبيل المبالغة. وهذا غير صحيح، المبالغة في الواقع هي الاعتقاد بأن من الممكن تحسين وتعزيز حياة العمال في ظل الرأسمالية.
من أجل المضي قدمًا نحو الثورة الإشتراكية، من الضروري بناء أحزاب ومؤسسات ثورية دولية في جميع أنحاء العالم.
عاش الأول من أيار عيد العمال العالمي
تسقط خطط التقشف الاقتصادي!
معاً للدفاع عن الثورة الإشتراكية
يا عمال العالم اتحدوا!