فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 5849 - 2018 / 4 / 18 - 20:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذه المبادرة التطوعية الشابة المجاهدة تحت شعار (تشجيع الانتخابات) زخة مطر منعشة للقلوب والنفوس الحائرة الذي أصابها اليأس والإحباط من الفساد الإداري والمحاصصة الطائفية والبطالة المقنعة من (الفضائيين) وأصبح العراق دولة ريعية يعتمد كلياً على مورد واحد وهو (النفط والضرائب) وأصبح الاقتصاد العراقي خاضع إلى العولمة المتوحشة والخصخصة المتعجرفة وأصبح الشعب العراقي شعب استهلاكي يعتمد كلياً من الناحية الغذائية والسلعية المنزلية الأخرى والاعتماد على ما يستورد من الدول الأخرى وهذه الظاهرة تسبب خطر كبير على أمنه الغذائي بالرغم من أننا لا يمكن أن نبرأ الحكم الصدامي السابق الذي عرض شعبه واقتصاده إلى مآسي وآثار مدمرة نتيجة حكمه الدكتاتوري الدموي والحروب والحصار والفئوية والعشائرية والانحيازات الطائفية.
إلا أن كان المؤمل بالسلطة الحاكمة التي استلمت الحكم بعد الحكم الصدامي الدموي أن تستفاد من الآثار المدمرة للسلطة السابقة وتستفاد من تجربة الحكم الصدامي إلا أن ما يؤسف له أن السلطة الحاكمة التي أشرف عليها (بول بريمر) مهندس الفوضى البناءة في العراق جاءت وفق القاعدة الطائفية والفئوية وأبقت على الطبيعة الاقتصادية المعولمة في إغراق أسواق العراق بالسلع والبضائع الصناعية والزراعية وقامت دول الجوار بتجفيف مياه الأنهار التي تسقي الأراضي الزراعية في العراق مما أدى إلى تصحر الأراضي وتدمير الزراعة في العراق وقضي نهائياً على الطبقة الوسطى التي كانت تقوم بأعمال صناعية وحرفية تستطيع أن تسد بعض حاجيات الشعب العراقي بسبب إغراق السوق العراقية بالبضائع والسلع المستوردة.
بعد خمسة عشر عاماً من الحكم نشاهد ونلمس الآثار المدمرة التي أفرزت الفساد الإداري والبطالة المقنعة والمكشوفة وانتشار ظاهرة التسول والخمول والكسل واليأس والإحباط فلجأ الشباب من أجل الهروب من الواقع المؤلم إلى المخدرات والسكائر والنركيلة وأصبح الكثير من أرباب العوائل يركضون ليل نهار من أجل توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم ولجأ كثير من أبناء العراق إلى مغادرة العراق والبحث عن لقمة العيش في أرض الله الواسعة فركبوا البحر الأبيض المتوسط الذي ابتلع العشرات منهم غرقاً وموتهم والبعض من أهل العلم والمعرفة يحلل هذه الظاهرة التي تجثم بكابوسها على العراق وسببها يعود (لأن العراق جرى تحريره من حكم صدام على أيدي الولايات المتحدة الأمريكية وبذلك طبقت وضع الحكم والسلطة وفق مصالحها ولم يتم تحرير العراق على أيدي أبناءه المخلصين كي يحكموه).
والآن كل إنسان محب ومخلص للعراق وشعبه أمله ورجاءه في هذه الانتخابات التي تعتبر منعطف تاريخي في تاريخ العراق الحديث .. أما وأما ولذلك يتطلع الجميع إلى الناخب الكريم ويقولون له لمن تعطي صوتك ؟ ونحن الآن في منعطف طرق لا يعلم بنتائجها إلا الله والراسخون في العلم.
وقد حذرت المرجعية الرشيدة الناخبين الكرام بقولها (المجرب لا يجرب). وقد أصبحت المسؤولية التاريخية والإنسانية يتحملها الناخب الكريم الذي أصبح التغيير يعود إلى اختياره الرجل المناسب في بناء العراق العظيم وإنقاذه مما هو عليه الآن.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟