أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مهند صلاحات - عيب ... هاي مطلقة














المزيد.....

عيب ... هاي مطلقة


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


على الرغم من الخطوة النوعية التي خطاها المجتمع الفلسطيني في تطوير وإيجاد مؤسسات مجتمع مدني فاعلة في داخله سعت بشكل راقي على تغيير وتطوير أدواته الاجتماعية والفكرية وتطوير عقلية أفراده وترسيخ قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة على وجه الخصوص، إلا أن هنالك العديد من العادات السلبية المتراكمة من القيم الماضية بقيت تحكم بعض فئات المجتمع العربي والفلسطيني على وجه الخصوص.

وعلى الرغم من بروز عدد كبير من الكتّاب والمنظرين من المثقفين المدافعين عن المرأة إلا أنهم حتى اللحظة لم يخرجوا عن نطاق القالب التقليدي في الكتابة باستثناء حالات فردية من الدراسات والمقالات التي تطرقت لمواضيع حساسة لامست صلب الموضوع، فقالب حق المرأة بالعمل والتعليم واختيار الزوج المناسب وغيرها من أمور لم تعد بحاجة لهذا الزخم من البحث فقد تقلصت هذه العوائق التي تقف أمام هذه القضايا وغدت في معظمها في طي النسيان، والكثير منها كخروج المرأة لميدان العمل أصبح واقعاًً يفرض نفسه بل وتعداه لإقبال فئة الشباب على الزواج من المتعلمة والعاملة كي يتقاسما ظروف الحياة وتبعاتها التي غدت أصعب وفي تطور دائم، وأيقنت الشريحة الكبرى من مجتمعنا أن الأم المثالية هي الأم المتعلمة التي تحسن تربية أبنائها وتثقيفهم ليكونوا أفراداً منتجين في مجتمعهم.

المشكلة الأكبر هي المشكلة التي تواجه الفتاة المتعلمة أو العاملة أو حتى ما يكمن أن نسميها المتحررة من القيود الاجتماعية في معظمها ولم تستطع بسبب عادة لم تزل سارية المفعول حتى اللحظة في البيئة التي تعيش فيها.

مثال ذلك ما حدثتني به قبل أيام إحدى الصديقات عن زواج غريب لإحدى صديقاتها، شعرت عبر حديثها المأساوي بأني أشاهد فليماً وثائقياً عن العصور الوسطى في أوروبا، حيث لم تزل بعض المناطق في مجتمعاتنا تمارس عنفاً نفسياً بحق المرأة المطلقة، فقد روت أن إحدى صديقاتها تزوجت مرة أخرى بعد زواج سابق لها لم يكتب له النجاح فيه منعت الأم فيه بناتها من الاحتفال بزواج الأخت المتزوجة أو الظهور بمظهر فرح يدل على طقوس زواج عادية وحين احتجت الأخوات على هذا الاعتراض كان الجواب : "عيب ... هاي مطلقة".

في البداية استغربت الموضوع ولكن بعد بحث حول أصول هذه العادة وأسبابها تبين أن هنالك بعض المناطق لم تزل تنظر للمطلقة على أنها عضو شاذ عن المجتمع فقد إحدى مقومات إنسانيته لذلك لا يجوز لها أن تمارس حقها في الحياة كباقي الناس، فالمطلقة في بعض قرى الشمال في فلسطين تُمنع من ارتداء الثوب الأبيض يوم عرسها لمجرد أنها مطلقة وهذا ما يعيد إلى الأذهان ما قرأناه من أساطير مارسها الفراعنة والإغريق في عصر حكم الأسطورة .

ومن تلك العادات أيضاً منعها من الاحتفال أو ظهورها أو أي من أقربائها بمظهر من مظاهر الفرح الاجتماعي وهو مشهد إنساني واقعي تُحرم منه لمجرد أنها لم توفق في اختيار زوجها لوجود عدم انسجام بينها وبينه والذي من الممكن أن يكون فرض عليها فرضاً ولم تختره بإرادتها.

مثل هذه الظاهرة الاجتماعية تعتبر ظاهرة مَرضية بحاجة لعلاج حقيقي باعتبارها مخالفة لكل المواثيق الإنسانية التي أقرتها الأديان بخطابها فالمسيحية والإسلام أعطتا نظرة مساواة للبشر جميعا دون النظر إلى جنسهم أو انتمائهم العرقي أو لونهم أو ظرفهم الاجتماعي، فمثلاً الخطاب الإسلامي الذي جاء في معظمه بقوله تعالى : "يا أيها الناس" " يا بني ادم" كان خطابٌ شاملَ غير مميز بين ذكر وأنثى أو ابيض وأسود، كما أنها تخالف المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي جاءت أيضا تؤكد الخطاب الديني على أن الإنسان واحد وله كامل حقوقه ويترتب عليه واجبات بمقدار هذه الحقوق بغض النظر عن لونه أو جنسه أو عرقه أو انتمائه السياسي أو الديني وغيره.

لماذا إذاً تصبح المرأة لدينا نصف إنسان بعد طلاقها، وحتى في لحظات فرحها تحمل في مأتم وكأنها ترتكب الخطيئة ونحن من يمارس اكبر خطيئة في حقها !!!
وإلى متى سنظل رهن هذه العادات التي تمتهن إنسانيتنا ونتمسك بها وهي تقف عائق في وجه تقدمنا ونتباهى بها والعالم يتباهى في مدى تقدم قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان لديه !



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة لصديقتي النحلة
- راديو الحرة -يردح- ديمقراطية
- هنودٌ حمر ... ديمقراطيون فلسطينيون
- قراءة في قصة - لوحةٌ وبزّة متّسخة- للأديبة الفلسطينية انشراح ...
- الاغتيال الأخير لمنظمة التحرير
- ظِلالُ الغُرُبَة ...
- قُبلة العام الجديد
- رحاب ضاهر في -أسود فاجر- : المكان في هذا العصر ضيق، لا يتسع ...
- التكفير والتخوين في مواجهة الديمقراطية بالعالم العربي
- مسرح الجريمة في لبنان ... العرض مستمر
- أَدوار ... - قصة قصيرة جداً
- جُزء مِنَ وَقتِكَ فَقَطْ - قصة
- حوار أدبي ...مع الأديب الفلسطيني -مهند صلاحات-
- لماذا لا يثقُ العالمُ فينا ؟
- أربعُ برقياتٍ ثائرةَ لنساءِ مدينتي ... لإعلانِ الثورة
- لماذا تموت غريب
- مقهى الغرباء
- ليست مرثية على القبر - شعر
- والنساء أيضاً... برعاية برنامج محاربة الإرهاب
- ليست مرثية على القبر


المزيد.....




- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مهند صلاحات - عيب ... هاي مطلقة