|
لن ينالوا من أفكارك النبيلة ..؟
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:32
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لنا أن نفخر بنبل أفكارك الحضارية أيها النبيل عبدالكريم سليمان .. لشد ما تأثرت وأنا أقرأ مقالك في الحوار المتمدن بعنوان!! مجلس تأديب أم محكمة تفتيش ؟؟ وشدّة معاناتك مع ظلامي الفكر وورثة الجهل الأعمى ، وببغاوي النقل الآلي ، هؤلاء هـــــم سبب تخلف الأمة علمياً وتكنلوجياً واجتماعياً لممارستهم خنــــــــق الحريّات بقصد استشراء الجهل وتعميمه ليحكموا هم بحريتهم . لأن مناخ الابداع الفكري والثقافي أدبياً وعلمياً هــــــو مناخ الحرية فلا إبداع بدون حرية .. وأكبر دليل هو هذا التقدم المذهل للغرب بعد أ تحرر من هيمنة الكنيسة وتكبيل العقل ، والذي انطلق في كافة مجالات الفكر ليحقق منجزات إعجازية في مجال التكنلوجيا ليخدم الإنسان وليساعد في تقدم البشرية في كافة الميادين .. أما هؤلاء الذين يرفضون الحضارة الوافدة وانهم مستعدون أن يعودوا إلى الصـــــحراء ... أسألهم وبعد أن تعوّدوا على نعيم كهرباء الكافر أديسون وغسل رؤسهم بالشــــــــامبوات المعطرّة في حمّاماتهم اليومية بسبب عنفوانهم الجنسي وليحققوا رجولتهم الشرقية كل ليلة .. هؤلاء هل يمكنهم أن يجدوا الماء في صحرائهم ليشربوه .. لاشك انهم سيضطرون إلى الاغتسال ببول البعير المتوفر ، كما كان أسلافهم يفعلون .. وهل بإمكانهم العيش بدون الأدوية التي اعتادوها بدءاً من حبة الأسبرين ومروراً بحبة الفياغرا ..؟ والأغذية من حليب الأطفال إلى السمون والزيوت والخبز وهم يعلمون أن أكبر دولة عربية تعيش على القمح الأمريكي .. ومثلها الكثير من المجتمعات التي تعتمد في حياتها على المساعدات الأجنبية الأهلية منها والحكومية ، والنخبة المقلّدة الظلامية تبيعنا الكلام المعسول والوعد بالفردوس والحور ، وأتحداهم أن يصنعوا إبرة بدون استيراد الآلة التي تصنعها ، وكان هبوطنا المريع في خانة التخلف ، كل ذلك بسبب التعتيم على العقل ووأده وفرض أفكارهـــــــم السلفية من العصر الحجري ليجمع أحدهم أربع نساء بالحلال والعشرات إماءً ويسعون إلى ازدهار سوق الجواري والنخاسة وبذلك يُعزّ الدين ويزدهر .. أيها النبيل عبد الكريم ، قدرك أنك ولدت متفتح المدارك وغني التفكير وتتميز بشــــــــجاعة المجابهة.. نعم وبسبب ذلك ستحاكمك محاكم التفتيش من طرف واحد ، وسيعتبرون كل كلمة تفوهت بها إدانة صارخة بحقك ، انهم لا يملكون من حجج الإدانة سوى ما يفسرونه هــــم ، انهم يرفضون الآخر بكل إنسانيته ، وكأن الله لم يخلق سواهم ، وان الآخرين مخلوقات إلـــه آخر ، وينكرون أن الخالق رب العالمين بل يحتكرونه لخلقهم بالذات ، سيحكمـون عليك أيها النبيل الطيب بالإدانة وقد يفصلونك من الجامعة التي هي ملك أبيهم ! وهــــــــــــذا أقصى ما يستطيعون فعله ، وجريمتك أنك نطقت بكلمة حق ، منيراً الدرب لجيل قادم بأمس الحاجة إلى مثل أفكارك النبيلة ليخطوا مستقبلهم في عالم العلم والازدهار والتقدم وفي جو من الحريـــــة وإبداء الرأي واحترام الرأي الآخر انهم بتشنجهم الفكري السلفي وتفكيرهم الغر البدائي أوقع الإسلام والمسلمين في مشاكل مع الغرب ولتزداد نسبة الكراهية ضد الإسلام بسبب رد الفعل الهمجي من تكسير وهدم وحرق .. ماذا لو كان استنكارهم لتلك الرسوم المشينة جاء عن طريق حضاري ، مسيرات منظمة تحمل لافتات تدين وتندد بما يخطر على بالها وتمشي بصمت دون زعيق ونعيق وهيستريا الجنون الأحمق ، لفرضنا على العالم احترامنا بجدارة ولوقفوا معنا في قضايانا العادلة .. نحن نشكل خمس العالم وفي قمة التخلف التكنولوجي ولاتزال نسبة كبيرة من سكاننا ترتع في خانة الجهل وخاصة النساء منهن ، تصور أن اسبانيا عام 2002 ترجمت من الكتب في عام واحد أكثر مما ترجمناه نحن مروراً بعصرنا الذهبي وفي ألف وأربعمئة عام .. أن الوقوف أمام هذه الإحصائية تشعرنا بالخجل والدونية القصوى ، وفي مثل هذا الوضع المتردي نريد أن نجابه ونحارب بقية العالم بحجة أننا مؤمنون والبقية كفرة ، والآن لو فتحت إحدى تلك الدول الكافرة باب الهجرة إليها ، لما بقي شاب من شبابنا إلا وشدّ الرحال إلى أمة الكفر ..؟ أيها النبيل عبد الكريم ستدفع ثمن تفكيرك السليم والحضاري ضد معمعة الجهل غالياً ، ان عمائمهم ستعصر أدمغتهم عن حقدٍ وجهالةٍ وسيلحقونك بالمفكرين الأشاوس وآخرهم كــان الدكتور حامد أبو زيد .. سيضطرونك إلى الهجرة ، وان من يسمونهم الكفرة سيحتضنونك ويقدمون لك كل التسهيلات لإتمام دراستك عندهم ، لأنهم يقدرون الإنسان والفكر ، ومع كل آسف سيخسر مجتمعنا عقلاً نيراً لامعاً ، وستلحق بموكب هجرة العـــقول ، لأن النابغين من أبنائنا يخدمون الغرب بأفكارهم المتوثبة وبقدراتهم العلمية في جو من الحـــــــــرية واحترام الإنسان ، وبذلك نخسر نحن ليزدهروا هم ، ويكتب علينا التخلف والقرفصاء متوسلين الباري لينصرنا على القوم الكافرين رافعين أيدينا إلى السماء ، والخالق قد تبرأ منا لأننا أثبتنا وعلى مر العصور اننا شعب كسول متوكل ولا نعرف سوى التوسل والدعاء والاستجداء أيها النبيل عبد الكريم ، لك كل الحب ، وأشد على يدك ، ولينصرك الله وسينصرك ، لأنه مع المفكرين العاملين ، وقد رفع الله من شأن الإنسان كونه مفكراً ، وأتمنى لك انتصاراً فكـــرياً وحضارياً ، وليذهبوا ومحاكمهم إلى الجحيم
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة إلى الأخ السيد حسن آل مهدي
-
لما كانت المرأة نصف المجتمع ، فمن يمثل هذا النصف سياسياً وتش
...
-
التسونامي
-
الحضارة والديموقراطية
-
قيود الابداع والرمز ...؟
-
الثقافة والمثقف بين الجانبين المادي والروحي
المزيد.....
-
موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
-
تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد
...
-
قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف
...
-
إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال
...
-
بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في
...
-
وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار
...
-
غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
-
فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
-
الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر
...
-
-تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|