جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:33
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مسامير جاسم المطير 1097
أسوأ ما في الأحزاب أنها لا تتفق إلا في الظلام ..!
قرأت اقتراحا نشره السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زاد في مجلة تايم الأمريكية يوم أمس قال فيه أنه يرى حلا عمليا لقضية العراق هو في جمع القادة العراقيين في ( غرفة واحدة ) داخل العراق أو خارجه ، وعدم فتح باب الغرفة إلا بعد اتفاق هؤلاء القادة على كل شيء بما في ذلك الاتفاق على تشكيل الحكومة العراقية ..!
أنا شخصيا اثني على هذا الاقتراح الوجيه لان الإنسان العراقي بطبعه لا يعرف طعم الحرية إلا إذا وضعوه في ( غرفة مغلقة ) لكنني اعتبر أن عقد الاجتماع في غرفة مغلقة في المنطقة الخضراء أمر غلط لان المنطقة الخضراء علمت الجميع على دروس الهزيمة فقط خلال السنوات الثلاث الماضية ولم تعلمهم دروس الانتصار ..!
ولا أفضل عقد الاجتماع في كردستان تنفيذا لمبادرة السيد مسعود البارزاني لان الطبيعة الهادئة والجميلة في اربيل أو السليمانية تصلح لممارسة الرياضة وليس لممارسة السياسة ..
كما اعتقد أن عقد الاجتماع في غرفة بالبيت الأبيض الأمريكي أمر فيه غلط كبير لان البيت الأبيض لم يدخله رجل حكيم منذ تشييده حتى هذه الساعة ..!
ولان قادتنا السياسيين لا يخيفهم شيء إلا الخوف نفسه لذلك أضع اقتراحي أمام السيد زلماي بان يكون اجتماع العراقيين في الهواء الطلق وفي الفضاء الطلق حيث يفرّغ الساسة أنفسهم من كل ما امتلأ بها من غرور و من كل شيء إلا الهواء ..! ولا يوجد مكان من هذا النوع أفضل من صحراء ( الربع الخالي ) في المملكة العربية السعودية وأرجو من السيد زلماي أن لا يستهين بالربع الخالي فمساحته رغم انه ( خالي ) هي نفس مساحة العراق ، وفيه طبيعة قاسية تعلم القادة على اللطف ، وتعلمهم كيفية التوفيق بين وجهتي نظر مختلفتين ، وتعلمهم أن الشجاعة الحقيقية يختبرها الإنسان عندما يكون في مكان ليس فيه أبواب ولا شبابيك ولا مصارف ولا عصابات ولا ميليشيا ولا ثرثرة فضائيات تلفزيونية أو موبايلية ..!
الربع الخالي هو المكان الوحيد الذي يصلح أن يكون مكانا لاجتماع قادتنا ، بشرط أن يتم ليلا ً وليس نهارا ً لأنه يذكر الجميع بأعظم أنواع الألم وهو الألم الناتج عن عذاب الضمير ..!
ما دامت السجون العراقية والمقابر الجماعية وكم أفواه شعبنا في المدن العراقية والمفخخات ونهب الأموال والرشاوى لم تعلمنا شيئا حتى الآن فلدى قادتنا فرصة أخيرة في الفرفشة بالربع الخالي وسوف لا يأسف فيها أحد طالما يتساوى الجميع بتنفس نفس الهواء ( الخالي ) ..
نصيحة إلى زلماي خليل زاد إن كان الذي يعذبك الآن في منصبك الرسمي ببغداد هم أصدقاؤك القدماء فلأنك لم تفهم أن السياسي العراقي ضعيف الذاكرة ..!!
**************************
• قيطان الكلام :
• أسوأ ما في الأحزاب أنها لا تتفق إلا في الظلام ..!
*************************
بصرة لاهاي في 11- 3 - 2006
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟