محمد المراكشي
الحوار المتمدن-العدد: 5825 - 2018 / 3 / 24 - 16:02
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
تعودنا في اﻵونة اﻷخيرة الاشادة بمجهودات بعض الاستاذات و الاساتذة و هو يعتنون بحجرات درسهم بالتزيين و التاثيت . هي مساهمات طيبة حين كانت طيبة و مسؤولة و بريئة. أما وقد أصبحت على ما هي عليه اﻵن (الى الحد الذي بلغ بهم اﻷمر الى التباهي بل و "الغلو"في هذا التباهي) فإنه يسهل على اي كان أن يضعه في خانة"التبلحيس" و التزلف..لا أقل و لا أكثر!
و بعد أن أشاد الناس و الاعلام و الزملاء بالذين عملوا و زينوا في هدوء ،ننظر اليوم الى اساتذة آخرين بدؤوا في اعتبار الامر مسابقة أمام أعين الكاميرات الصغيرة الناقلة ﻷعمالهم "الفنية" تلك الى فضاءات مواقع التواصل ، في مباهاة لا يمكن الاعتقاد بأنها بريئة الى الحد الذي يراد به إيصال الفكرة الى آخرين لمجرد الاحتذاء...
و لننظر الى الاستاذ الذي يقوم ببناء فصل دراسي من ماله و جهده الخاص فيقوم مقام كل القوانين التي شرعت للقيام بهذا الامر ، و يقوم أيضا مقام الدولة التي هي وحدها عبر إداراتها المسؤولة أمام المواطنين و دافعي الضرائب للقيام بمثل هذه المهام...
اسمحوا لي ، "بزاف هادشي"!
ماذا بقي للدولة ، ومديريتها في التعليم التي أخذ مسؤولوها الاقليميون (بعد بلاغ الاشادة) الصور التذكارية مع المعلم و هو يشرح له الورش الفردي الفريد في بناء قسم يضاف فيما بعد الى "أوقاف" الوزارة؟!
و يمكنني هنا أن أطرح سؤالا "خبيثا" على افتراض أن القسم انهار يوماً: من سيحاسب و من ســ"يُعَلَّق"؟!!
يمكننا القيام بواجبنا أيها السيدات و السادة دون هذه المبادرات اﻷكبر منا ،و اﻷكبر من التزاماتنا بدروس جيدة و تبليغ جيد للمادة التعليمية.. أما البناء بل و التزيين ايضا ،فهما من مهام وزارة هي من بين أهم الوزارات ميزانية و قدرة وواجبا و مسؤوليةللقيام بهما و بغيرهما...
أرجوكم ،اتركوا ما للدولة للدولة و ما للمعلم للمعلم!
معلومة للاستئناس:
فازت معلمة بريطانية بجائزة أحسن معلمة في العالم أمام مرشحين من 170بلدا بفكرة بسيطة و تربوية "مافيها لا بني و لا تبلحيس"
الرابط:http://www.bbc.com/arabic/media-43476692
#محمد_المراكشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟