هيام محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5812 - 2018 / 3 / 11 - 22:10
المحور:
الادب والفن
الجزء الأول : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=588891
.
القادم "مُسْتَوْحَى" من "أحداثٍ" حقيقيّةٍ .. مُسْتَوْحَى = الإطار العام "حقيقة" , التفاصيل "خيال" .. هَدَفُهُ حبّ .. حبّ لامرأةٍ لا تُنْسَى , "خَلَقَتْ" وَأَهْمَلَتْ , "أنْجَبَتْ" وتَرَكَتْ , رَحَلَتْ حامِلةً ألَمَهَا تَارِكَةً وراءها آلامًا لم تَعْلَم بِِوجودِها ولا تزَالْ .. لا تَعْلَمْ إلى اليوم , ولا أملَ في العُثورِ عَليهَا ...
.
كَلامٌ غَرِيبْ .. "علاقةٌ وثيقةٌ" بين المثلية الجنسية والربوبية - الألوهية تُفْضِي فيها كلّ واحدةٍ إلى الأخرى , كتلكَ العلاقة بينَ قِطٍّ "أسودٍ" يُرَى في الصباح فَيَمُرّ اليوم حَافِلًا بالمآسي أو كتَمنِّي نَجاحٍ سُمِعَ من أبٍ أو أمٍّ أَعْقَبَهُ نجاحٌ ومَسرّةٌ : واقعُ الأمورِ يَقولُ أنْ لا عَلاقةَ بينَ هذه وتلكْ وبينَ هذا وذاكْ و .. تلكْ , لكنّ البشرَ يُصِرُّونَ على الزّعمِ بوُجودِ تلك "الصّلات" الوهميّة .. لِيَتَذكَّرُوا ولكيْ لا يَنْسُوا أبدًا تلك "الأطراف" التي غصبًا عن الواقع - الذي لا يَرتفعُ - يَجبُ أن يكون لها وُجودْ كما يُرِيدُونَه لهَا .. البشرُ حَالِمُون وأغبياء وذلك مِنْ ضمن ما يُمَيِّزهم عن سائرِ "الكائنات" الميِّتة والـ .. حَيّة ! هدفهم الحقيقي ليسَ "الصلة" بين تلك "الأطراف" , لكن بقاء وجود "الأطراف" "ذاتـ" ـهَا .. الحقيقة "مُرّة" لذلك يُهرَبُ منها ولا تُوَاجَهْ , الحقيقة تَهْدِمُ المَوجودَ والمُعتَمَدَ من الجميع لذلك مُواجَهَتُها تَعْنِي مُواجهة "الجميع" وأول "الجميع" .. نَحْنُ !
.
في التعريفات التي تُعْطَى اليوم لِـ "الهويّة الجنسيّة" يُحْشَرُ كذبًا واستحياءً "الانجذاب العاطفي" مع "الانجذاب الجنسي" , الأول تحصيلُ حاصلٍ وتابِعٌ للـثاني الذي قد يُوجَدُ بمفرده فلا يُسبِّبُ أيَّ اِحراجٍ أو لُبسٍ , اللُّبْسُ كلّه والطامات الكبرى عندما يَسْبَحُ الأوّل بمفرده في بِحار "النفس" البشرية الغبيّة التي تَتُوقُ إلى الحرية والحقيقة كما تَزْعُمْ لكنّها .. في سُجونِ العبودية والوَهْم لا تزالُ تَحْلُمْ و .. تَنْعَمْ !
.
هذا حديثٌ عن ضحايا غباء البشر , الضحيةُ تَبْقَى "ضحيةً" / "مظلومَةً" ويُتَعَاطَفُ معها "دائمًا" , لكنْ .. ماذا عن "ضحيةٍ" تَتَعَاطَفُ مع جلادها , تُقدِّسُهُ وتَتَبَنَّى ثقافتَهُ ؟ .. السؤال يُحِيلُ إلى الدين أَصْل كلّ الشرورِ والسَّفَهِ لكنَّ حقيقتَه تَتجاوزُ الدينَ - ظاهِرِيًّا - فالرجل والثلاث نساء "ملحدون" كما يدَّعونَ ويَظنُّونَ .. قد نَجِدُ "أعذارًا" للمتدينين فهم متدينون جهلة ومغيبون , لكن ماذا عن الملحدين الذين يتشدّقون بهجرهم للدين وترهاته ؟ .. أنا أقول أنّهم ( بلا عذرٍ ) ! وأنتم ؟!
.
هذه رسالة "حُبّ" لامرأة "مثلية" لا تزالُ سجينةَ الأوهام .. هذه دعوة لِـ "مُحاسَبَةِ" كل ملحدٍ "جَاهِلٍ" لا يزال يَسبحُ في ثقافة الأيديولوجيا العبرية وكلّ ملحدٍ " أَحْمَقٍ / مُنافِقٍ / اِنتهازيٍّ " يُطبِّلُ لهَا .. هذه دعوة لـ "القطع جملة وتفصيلا" معها : الخِطابُ المُوَجَّهُ إلى "الفرد" المُتَمَيِّز يَختلِفُ عن غيره الذي يَخُصُّ الرعاع , ومِنْ ( حَقِّ ) مَنْ يُخَاطِبُ هذا "الفرد" أنْ يَطْلبَ منه التَّميُّز في "كل شيء" وإنْ تَطَلَّبَ ذلك القسوة عليه .
.
ليفهم القراء جيّدا القادم , أُعطيهم "حقيقة" الأربعة "شخصيات" .. اِعْتَرَفَ العالم الذي يُقال عنه "المُتَحَضِّر !" اليوم بالمثلية الجنسية مع زَعْمٍ كاذبٍ بِـ "أغلبِ" "ما يُوجَدُ" بين "المغايرة الجنسية" و "المثلية الجنسية" .. حقيقةُ هذا العالم الذي أسِمُه بِـ "البدويّ" أنه "ثُنائيّ Binaire / Binary / Binario" : صفر , واحد فقط ! ولا يُوجَدُ عنده إثنين ثلاثة أربعة .. أبيض , أسود فقط ! ولا يَعْتَرِفُ بأيِّ لونٍ آخر وإن زَعَمَ العكس .. مَزَاعِمُهُ الكاذِبة لن تَستطيعَ نَفْيَ وُجُودَ "التَّنَوّع" الذي يُرِيدُ سَحْقَهُ لتَحْيَا أيديولوجياته النازية التوليتارية وأيديولوجيات غيرهِ التي تَتَبَنَّى نفس مَنْهَجه , فليَتَأَمَّل جيّدًا القراء لأنّ المسألةَ أعمقُ بكثير من مُجرّد "هوية جنسية" شخصيّة كما قد يَظُنّ السطحيّون .. وللضحك : هذا العالم يزعم "العلمانية" و "مثقفونا" يَأْخُذُونَهُ "نموذجا" يُحْتذَى بهِ ! سُحقًا لهُ من عالمٍ بدويٍّ مُنْحطٍّ وسُحقًا لعلمانيته البدوية العبرية التي لا يَعنيها عذابات ملايين البشر ولا تعترفُ بوجودهم أصلا !
نقاط الاستفهام ( ؟ ) وراءها كل المشاكل والمُعضلات التي أصلها الأصيل كل تلك الأديان القذرة وخزعبلة "آدم وحواء" وما تلاها من ثقافة بدويّة متخلفة لم تَجْنِ منها البشرية إلا الانحطاط والعنصريّة وشلالات الدّماء و .. لا تزال ..
الرجل : مغاير "جنسيّ" ( جنس + حبّ / مع النساء ) + "مغاير عاطفي" ؟ ( حبّ فقط / مع النساء )
المرأة الأولى : مثلية "جنسيّة" ( جنس + حبّ / مع النساء ) + "مغايِرة عاطفية" ؟ ( حبّ فقط / مع الرجال )
المرأة الثانية : لاجنسيّة ؟ ( لا جنس / مع الرجال والنساء ) + "ثنائية عاطفية" ؟ ( حبّ فقط / مع الرجال والنساء )
المرأة الثالثة : مغايرة "جنسية" ( جنس وحبّ مع الرجال ) + "مثليّة عاطفية" ؟ ( حبّ فقط / مع النساء )
الـ "حبّ" يعني "حبّ" ! وليس "صداقة" أو غيرها من "تصنيفات" سكّان الكهوف ..
****
رجل وثلاث نساء .. للوهلة الأولى سيُظَنُّ أنّ القصّة شبيهة بدعارة الإسلام وبغيره من الأوهام .. لكن الأمر ليس كذلك ..
* الرجل :
_________
في لحظةٍ من عمره تساءلَ : ما المُشكلة مع النساء ؟ هل المُشكلة فيهنّ أم فيّ ؟ .. لماذا إلى الآن لم أنجذبْ إلى أيّ اِمرأة ؟ .. لم أحبّ أيّ اِمرأة إلى الآن , ربما لأني لم أَجِدْ من تستطيعُ "ملك قلبي" لكن ماذا عن الجنس ؟ .. كل مَنْ عَرفتُ جميلات وكنتُ أستطيع معهنّ كل شيء , فلماذا لم أَفعلْ ؟ لم أتجرّأ على ذلك بل هَربتُ من اِحداهنّ مرّة وكأني فتاةٌ في الرابعة عشرة هَربتْ من مُتحرِّشٍ ؟ .. إحداهنّ قالتْ : إمّا أنتَ عاجز أو مثليّ , إن كنتَ عاجزا فلنذهب إلى طبيب وإن كنتَ مثليًّا فَقُلْ لأفقدَ كلّ أملٍ فيكَ !
مرّت الأيام والأمر على ما عليه , كاد يفقدُ الأمل وصار في كل ذلك يُلقي بـ "كل" اللوم على نفسه فهو يَطلبُ الكثيرَ من هذه المرأة التي "قد" تُعجبه ولا يَتنازل في "كلّ" ما يَطلبْ .. ثمّ .... حَصلتْ "المعجزة" وانجذبَ إلى اِمرأة .. ذلك الانجذاب الذي يَسبقُ الحبّ بِـ .. خطوة أو .. نِصفها . قالتْ له أنها أول مرّة تشعر بِـ "شيء" تُجاهَ رَجلٍ , فأجابها أنّ أمره مثلها فهو أول مرة يشعر بِـ "شيءٍ" تجاه اِمرأةٍ .. قالتْ له أنّ أمرهما مختلِفٌ فهي تُحبّ النساء .. ضَحكَ من "المأساة" , مأساته وقال : أيّ لعنةٍ هذه ! أول مرّة شعرتُ بشيء , أخطأتُ العنوان ! لكنْ على الأقلّ , لن ألوم نفسي هذه المرة لأنّ المشكلة ليستْ أنا كـ "رجل" بل المشكلة .. كل الرجال !
لم تنتهي القصة عند هذا الحدّ بين الرجل والمرأة الأولى .. أو "الضحية" الأولى و "الضحية" الثانية ..
* المرأة الأولى :
_____________
لم تشكّ يوما في مِثليّتها , كانتْ تقول أنها تعرفُ ذلك منذُ صغرها , وحتى أفراد عائلتها كانوا يشكّون بل ويعلمون لكن لا أحد تَجرّأَ وتَكلَّمَ في الموضوع .. لا هُمْ ولا هِيَ .. "ذَكَرَانِ" وحيدان يُوجَدَان في عالمها : أبوها وأخوها وعداهما لا يُوجد إلا .. النساء , حتى دراستها ومن بعدها عملها .. عالمها كله نساء وإذا وُجد فيه رجل فيكون ذلك لِـ "الضرورة القصوى" كالمجاملات الاجتماعية أو سائر التعاملات اليومية خارج أوقات عملها .. للمُقرَّباتِ منها تَقولُ ولا تُنْكِر أنها "تَكره" الرّجال ولو اِستطاعتْ لأفنَتْهُم من الأرض بعد تَخْزين حيواناتهم المنويّة التي لنْ تُنْجِبَ بها إلا الإناث و .. تَضْحَكُ و .. تَعترفُ أنها "عنصريّة" وعنصريّتها جاءتْ كردّة فعل على العنصريّة الذكوريّة المُمارَسَة ضدّ النساء منذ "الأزل" .. هي تُحِبُّ النساء ومَنْ يُعَادِي النّساءَ عَدُوُّهَا . تقول أيضا أن الرجال مُنَافِسُوها مع النساء ومن "الطبيعي" و "المشروع" مُعاداتهم , وكيف للغريم أن يَثَقَ أو "يُحِبَّ" غريمَه ؟ .. لكنْ ومع كل ذلك , وُجِدَ رجل في عالمها هي من دَعَتْه وسَمحتْ له بِـ "الولوج" , وعندما سألَهَا بما أنك مثليّة لماذا كل ذلك الاهتمام منكِ ؟ ردّتْ أنها تعتذر عن كل الذي حصلَ لكنّها .. لا تُريدُ قطع التواصل معه فرفضَ طالبًا منها أن تتأكّد مِنْ هُويتّها "الجنسيّة" قبل كل شيء , وهل تريدُه كَـ "صديق" أم كَـ .. "شيءٍ آخر" .
كلّ اللافتات في "سِجْنها" تقول أنها مثليّة ولا حبّ دون جنس وذلك أمرٌ يَخصُّ ( حصرا ) النساء .. كلّ اللافتات في "سجنه" كُتبَ عليها لا حبّ دون جنس وذلك شأن النساء ( حصرا ) .. النساء "المغايرات" ! .. خدعوها وخدعوه .. اِستمرَّ عنادهما طويلا , الحقيقة في داخل كل منهما "تَصرخُ" ولا أحد يُريدُ سماعها .. خرج الرجل من "سجنه" أما المرأة فلا .. نعم أُحبُّها قال وسأحبُّها "كما هيَ" ما حَييتُ .. هي لم تَقُلْ قوله , لم تُجَاهِرْ به رغم أنّه "حقيقتها" التي لم تَستطعْ تَقَبُّلَهَا والتي عَمِلَتْ على اِخفائها لكنَّها أبدًا لم تَستَطعْ .
https://www.youtube.com/watch?v=vdrpQBc39_E
#هيام_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟