عمر تحسين الحياني
الحوار المتمدن-العدد: 5786 - 2018 / 2 / 13 - 15:17
المحور:
الادب والفن
أُشيع كثيراً على أن كلمة (مبروك) هي اسم مفعول مشتق من (بَرَكَ البعير) أي: أقامَ البعير وثبت. بلفظ آخر: أي أنه وقع على صدره. ويُذكر على أنه عند قولها لشخص ما؛ فهي دعاء عليه لا دعاء له، بمعنى: بركَ عليك البعير. وأُشيع أنها صيغة مبالغة من (بَرَكَ البعير) أيضاً. أقولُ: إن هذا كله ليس له رصيد من الصحة فلا هي اسم مفعول ولا هي صيغة مبالغة فـ اسم المفعول يصاغ من الثلاثي على وزن مفعول والفعل برك هو فعل ثلاثي لكنه فعل لازم ولا يصاغ اسم المفعول من اللازم إلا باستعمال شبه جملة معه، وهذا لا يتحقق معنوياً مع بَرَكَ البعير، ولم يُسمع بها من غير القياس. أما صيغة المبالغة فلها خمسة أوزان قياسية هي: فعّال ومِفْعال وفَعول وفعيل وفَعِل ولها بعض كلمات سماعية لم تردنا (مبروك) من ضمنها. كما أني لم أعثر على لفظة (مبروك) في كل معاجم اللغة العربية ولا في الشعر الجاهلي الذي يحتج به أو حتى الشعر الجاهلي الذي لا يحتج به، ولا في كلّ الشعر؛ قديمه أو حديثه ولا في الخطب والأمثال الجاهلية ولا في جميع أمهات الكتب فهي لفظة غير فصيحة. أما مبارك فهي مشتقة من الفعل الرباعي (بَارَك) بمعنى (وضع البركة) لكن بما أن كلمة (مبروك) جرت على ألسن الناس بكثرة وبما أنها لا تعطي أي معنى فصيح يتعارض مع استعمال الناس لها. فيجوز استعمالها عامياً لغرض الدعاء والتهاني مع أني أفضلُ استعمال كلمة (مبارك) لفصاحتها.
#عمر_تحسين_الحياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟