كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 5782 - 2018 / 2 / 9 - 17:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
8 شباط والتفكيك السيكولوجي
ليس سهلاً التعرف على نقطة التقاء الاهداف في عمل واحد ،الدولي والاقليمي والمحلي، اميركا والعرب وعبد الناصر،والكويت والسعودية ، وحزب البعث والقوميين المحليين و الطائفيين السنة، تركزت اهدافهم في بؤرة اسقاط الجمهورية الاولى، وحدث الفعل التنسيقي باجراء دموي عاصف ، صبغ لوحة التاريخ بارتدادات خطيرة..القوة الجوية ..الطائرات تدوي في مخيلتي وهي تقصف كرادة مريم ،الحرس القومي،يبادلون العنف الى ورثتهم الى الان كما في لعبة البريد ..الذين قتلوا بمسدسات الانقلاب ،لو لم يقتلوا وقتذاك لماتوا ايضا،باسباب طبيعية فانهم لن يعمروا ابدا،لكن الذي حدث هو نزع مركب السلام والامن عن الحياة العراقية ،و اهانة كرامة الانسان العراقي في اي وقت متى ما اراد اي مسلح ذلك..
ليس شرطا ان يكون رد الفعل الذي يعاكسه في الاتجاه ،فعلا مناقضا نوعيا،بل جاء سلوكا عدميا ،لانفراط عقد الدولة-الشعب،تغولت الدولة وتأسطرت شهوتها لمزيد من الاضاحي الشعبية، وخرجت من لباس المدنية والعدالة والحضارة فهي غول يقتات على الدماء والارواح والاموال، غول يتنفس الطائفية و الفئوية والتآمر والفساد. 8شباط1963كنت وقتذاك قد دخلت عامي الرابع ،نسكن في الشاكرية مدينة اسكان عشوائي لنازحي الجنوب ،سمعت كل القنابل التي وقعت ،و رأيت الموت في الدرابين من خلل الباب الچينكو الذي يطل على ساحة رأيت منها مرارا شياطين الحرس القومي وهم يؤشرون على الناس بسبابة التصفية،رأيت ابي لم يترك أثرا للزعيم المُنقلب عليه الا ورماه في البالوعة ..صحون فروري..صور خضراء..صورة بنت المعيدي فقد قشطها من محمل امي،أصبح بيتنا محايدا..
الذي فعله الانقلاب ..كان عميق الاثر في البنية الاجتماعية البغدادية لم نزل نتلمس عمق تلك الاثار ،حين جاء شرطة النظام الجديدليرسموا بالبويه الصفراء علامةxx على بيوتنا بغرض الترحيل ..و استمرحتى تشرين 1964بذات التهجير القسري، مع خطاب موجع ولازمة شوفينية:شروگية ،شروگية..
تم عزلنا شرق عازل نفسي اسمه القناة .وهي بتصورات الحاكم وقتذاك آخر الدنيا،لقد اختفى عقل السياسي المعاصر من رأس النظام الطائفي، لانه منتج في مضارب البداوة والربع الخالي .المشبعة بالثأر والاحقاد ودولة العصابة لا دولة المواطنة..
هذه النقطة منعت الشروكية من الاندماج بالمجتمع البغدادي العظيم الغني بالمعارف والقيم والثقافة والتمدن،لقد كانت نقطة التقاءعظيمة بين قيم الجنوب الاخلاقية التي تحمل كل موروثات الرافدين من سومر الى وقتها والتبغددالعملاق الذي اختط التمدن والعصرنة..هجم البداة وبتخطيط امبريالي للانقضاض على لحظة تحول صيروري عراقي لو انها رأت النور في اندماج هذين التركيبين الاجتماعيين لحدثت الثورة العراقية الرابعة على المستوى الحضاري: الثورة القروية-الثورةالمدينية-الحضارة العباسية. وتكون هي الرابعة بمدى لايقل عن اربعة قرون .
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟