|
الله والوطن ..ثم الاحزاب والكتل
عبد الخالق الفلاح
الحوار المتمدن-العدد: 5765 - 2018 / 1 / 22 - 10:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الله والوطن ..ثم الاحزاب والكتل العراق اليوم يعيش في أعمق الانقسامات السياسية، و أخطر مراحله الوطنية، ويواجه أشد الصعاب وأسوأ التحديات في تاريخه بما يهدد وجوده ومستقبله وهوية المنتمين اليه ، ويتعرض لأزماتٍ كبيرة داخلية وخارجية، في المحيط والإقليم وعلى المستوى الدولي القريب والبعيد، ممن يتآمرون عليها ويحاولون الفتك به ويجعلونه فاقد الارادة ، على نائب ان يفكر بأن المصالح العامة سر مجيئه الى البرلمان بعد ان اقسم امام الشعب ويجب عليه ان يتعامل مع الموقع كموقع خدمة ومسؤولية ازاء العمل والجهد والقيمة الحقيقية مقابل ما يبذله من جهد و كلما كان عاملا كانت قيمته اكبر ولابد لاعضاء البرلمان من الابتعاد عن المكاسب والامتيازات الشخصية وعدم استغلال الظروف الراهنة للقضاء على احلام شعبهم وخلق حلولٍ ترقيعية للازمات ، بما يتناسب مع مصالحه ويتفق مع أهدافه، ولا يتعارض مع أحلامه وطموحاته، وهذا هو غاية ما كان يحلم به ويتمناه، فالمرحلة المتعثر مناسبة لبقاء من يريد البقاء في السلطة والظروف مواتية والخيارات محدودة، والمعارضة ضعيفة والقدرة على الرفض معدومة، وماذا بعد ان يرفضه الشارع في الانتخابات ويترك النائب البرلمان ،الموالون الشكليون ينفضون، والحلفاء ينعدمون والأشقاء يتخلون ، والأعداء يزيدون والخصوم يتفقون. المجتمع الدولي كما نراه يزايد على دماء المظلومية بالمال وقضايا المظلومين تبقى تراوح في مكانها. ويعود العنف ليعصف بالبلد من جديد بسبب المناكفات الغير مجدية ، الكل يدركون هذا الواقع ويصمون اذانهم ، ويعرفون هذه الحقائق، ويلمسون الظروف التي يمر بها وطنهم ، ويستشعرون بخطر المرحلة القادمة ويتحدثون ولا يحتاجون لمن ينبههم أو يحذرهم عنها إلا ان الغلبة لمصالحهم ، النائب بمثابة الوكيل عن الأفراد الذين وضعوا ثقتهم به وقلدوه مسؤولية تحقيق مقاصدهم والسهر على مصالحهم وصيانة حقوقهم وحرياتهم، لا ساعياً إلى تحجيم تلك الحقوق ومصادرة تلك المصالح التي أؤتمن عليها فهو نائب بمعنى المسؤولية القانونية باسم الشعب وعليه ان يمعبر عن الهم المحلي والوطني اولا، بيد ان الأمر في العراق يبدو انه يأخذ دائما المعنى المغاير حيث يسعى الكثير من نواب الشعب إلى تحجيم دور الناخبين ومصادرة رأيهم عبر التلاعب في النظام الانتخابي كما شاهدنا بالامس حيث كان يتم تفسر القوانين الانتخابية وفق راي النائب ومصلحته حتى صدور قرار المحكمة الاتحادية بقدسية الزمن الانتخابي كما جاء في الدستور .هناك مسؤولية قانونية يجب العمل عليها فالنائب منتخب من قبل أفراد الشعب وهو مسؤول أمام جمهور ناخبيه وأركان المسؤولية القانونية تتمثل في الخطأ الذي يرتكبه النائب بتقديم المصلحة الذاتية والشخصية والفئوية على المصلحة العامة ما يسبب بالضرر والأذى للمصلحة العامة وينتج عنه هدر المال العام، بل ويساعد على تشبث الفاسدين بامتيازاتهم ومراكزهم، والاسهام في ضعف مؤسسات الدولة العامة نتيجة عدم تحقق الأغلبية المستحقة لتشكيل الحكومة الوطنية فيصار إلى الحكومات الائتلافية بين طيف من الأحزاب المتناحرة في الإعلام المتوافقة على المغانم واقتسام الأموال العامة فيما بين قياداتها، وما تقدم متحقق حتى على مستوى المحافظات وليس على مستوى البلد فقط، والركن الثاني هو ركن الضرر وقد تقدم القول بفداحة الأضرار المترتبة على التصويت بنظام يصادر أصوات الناخبين، والركن الثالث هو العلاقة السببية بين الخطأ والضرر فلولا الانحراف في استعمال سلطة النائب النيابية لما وقعت الأضرار العامة والخاصة، وبهذا يكون على الشعب إشعار هؤلاء بذنوبهم عبر الوسائل السلمية للتعبير عن الرفض الشعبي للمارسات الغير سليمة والتي شاهدناها الايام السابقة في محاولة اعاقة موعد الانتخابات وتاجيلها والتي تغاير الدستور اصلاً. وربط الميزانية العامة بها و بالتنصل عن الالتزامات السياسية التي قطعوها على أنفسهم لمصلحة الوطن والشعب فهي تظهر بصورة أخطاء ترتكب أو تنصل وامتناع عن القيام بالواجب وتحمل المسؤولية والخروج عن الاغلبية البرلمانية بكسر النصاب هذه الظاهرة الغير حضارية ، وهو تماماً ما حصل تحت قبة مجلس النواب العراقي، والمسؤولية السياسية للنائب في البرلمان هو صوت الشعب وصداه في العمل السياسي فهو الرقيب على اداء الحكومة وهو المحافظ على موارد الشعب واوجه صرفها من خلال الموازنة العامة وهو الساعي لتحقيق وصيانة كرامة ورفاهية المواطن عبر التشريعات والقوانين التي تكفل له ذلك و المسؤولية الفردية عن تصرفاته وانحرافه عن وظيفته البرلمانية في تمثيل الشعب، وعقاب هذه المخالفة هو عدم انتخابه مستقبلاً وإمكانية تقديمه إلى المحاكم المختصة للنظر في الاتهامات الموجهة إليه اذا احترمت الارادة الشعبية ، لخيانة الامانة ،على النائب ان يفيق من غيبوبته وشلله وعجزه التام عن مواكبة الاحداث التي يمر بها البلد وان يراعوا الله والوطن والشعب اولا في ولاءاتهم وتطلعاتهم وتوجهاتهم ومن ثم كتلهم واحزابهم … وان يكونوا يد الشعب الضاربة لمفاصل الفساد المستشري في جسد الدولة وعين الشعب الساهرة للحفاظ على وحدته وسيادته واستقراره . عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي
#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجلس النواب العراقي وحفظ المبادئ
-
الائتلافات الجديدة وتكرار العملية السياسية
-
الفهم الانتخابي...ضمان التصويت بارادة حرة
-
رسالة مهمة للاحزاب الفيلية المشاركة في الانتخابات القادمة
-
العراق وفشل المخططات العبثية في جنوبه
-
وعي الجماهير يهزم الاعداء
-
السياسة الامريكية وفقدان الحكمة
-
لقوى السياسية والمجتمعية وغياب التسامح
-
عام حوارومحطة وطريق
-
الكذب ضعف الايمان و المغريات المزيفة
-
فشل الخيارات الامريكية... ورقة القدس نموذج
-
لتوحيد الجهود من اجل محاربة الفساد بالعمل
-
كوردستان تعود الى الدماء
-
الفيليون والفرصة القادمة لانتخاب ممثليهم الحقيقيين
-
في العراق الفساد مرتبط بالفساد السياسي اولا
-
هوامش الهوان في قمة التعاون الاسلامي
-
امريكا خلط الاوراق...الغايات والاهداف
-
انجاز الانتصار والمهام المستقبلية
-
الفيليون والذاكرة التوثيقية
-
حان من جديد تفعيل المقاومة بشكل اوسع
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|