زاهر بولس
الحوار المتمدن-العدد: 5758 - 2018 / 1 / 15 - 18:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من توقّع تغييرًا استراتيجيًا في خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتجاوب مع متطلبات المرحلة عاد بخُفّي حُنَيْن.
لقد فقدت السلطة الفلسطينية شرعيتها لدى الفلسطينيين بعد وضوح فشل نهج اوسلو منذ سنوات وتراجُع القضية الفلسطينية على المستوى الإقليمي والعالمي وبعد تقلّص الحلم بإقامة الدولة الى زنازين كانتونات مُسَوَّرَة، فكان هذا الخطاب، المفضوح، ظَاهِرَهُ تغيير استراتيجي لَفْظَوِي، باطنه إطالة عمر نهج اوسلو، وما الضريبة الكلامية حول "المظلة الأمميّة"! سوى استمرار نهج اوسلو تحت "مظلة كلاميّة".
هذا الذي ادّعى عدم التدخل بشؤون الدول العربية الداخلية، تنازل عن دورة فلسطين الرئاسيّة لجامعة الدول العربية لأُمَيْرَة قَطَر المذدنبة للإستعمار، خدمة للربيع الامريكي/ الخريف العربي، كما اسماه بحق في خطابه، من اجل تدمير العالم العربي! ما معناه ان قرار الرئاسة الاوسلوية شريك بتدمير الظهير العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية التي يتباكى عليها بخطابه! مما جعل إدارة البيت الأبيض الحالية بقيادة ترامب تتجرّأ على ما لم تجرؤ عليه الإدارات الأمريكيّة السابقة بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، مما عرّى السلطة الفلسطينيّة وأظهر عجز نهجها وأسقط عنها ورقة التوت التي لم تُخفِ عورتها أصلًا..
يقودنا المنطق لنسأل ما نسأله دومًا: هل يحق لمن قاد منظمة التحرير الفلسطينية نحو الهاوية أن يفرد جناحي عنقاء لينهض من ركام هو شريك بإنتاجه؟ وهل يحق لطغمة سياسية مستفيدة اقتصاديًا من مرحلة اوسلو ان تقود المرحلة؟ أهنالك من يتحمّل المسؤولية؟ هذا ما على المجلس الوطني الفلسطيني ان يبحثه بعيدًا عن العصبية الفصائليّة كمقدمة لتحديد ملامح مستقبل القضية الفلسطينية وملامح المواجهة القادمة.
#زاهر_بولس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟