أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مهند طلال الاخرس - الهزيمة والنصر














المزيد.....

الهزيمة والنصر


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 5750 - 2018 / 1 / 7 - 21:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



الامة او الشعب الذي يريد أن ينتصر على أعداءه لابد وأن يتزوَّد بمادة الإعداد(التربية والاخلاق والثقافة والتعليم والايمان بصحة المعتقد وحتمية النصر والتمكين)، وهذه المادة لا تقتصر على آلة الحرب؛ بل يتحتم عليه التعبئة الكاملة في شتى المجالات، وهذا الاعداد لا يقتصر على ميدان المعركة فقط؛ بل في ميدان النفس البشرية والحياة الواقعية.

فالنفس لا تنتصر في المعارك الحربية إلا حين تنتصر في معاركها مع نفسها اولا "المعارك الأخلاقية والتربوية والثقافية والانسانية..." كما أنه لا قيمة ولا وزن في نظر الانسانية للانتصار العسكري أو السياسي أو الاقتصادي، ما لم يقم هذا كله على أساس الانتصار على منظومة القيم الفاسدة ودحر الظلم ونصرة الحق والحرية والعدالة والمساواة.

فمعنى النصر هنا؛ هو ان تقترب بكل معتقداتك وأفعالك وطرق نضالك نحو الانسانية بشكل أكبر، حتى تلتصق بها كمتلازمة ربانية لا تنتهي، وعلى النقيض من ذلك تماماً تبدأ الهزيمة كلما إبتعدت عن إنسانيتك أكثر، ومارست الهمجية بشكل اكبر، الى ان تصل الى مرحلة الحيّونة، حين ذلك تكون نهاية المرحلة، وتكون قد بلغت اتون الهزيمة بجد وجدارة وعن استحقاق وحيّونة.

في الحالة الفلسطينية؛ الاقرار بالهزيمة ليس من طبع الفلسطيني، لان الاقرار بالهزيمة في الحالة الفلسطينية اخطر من الهزيمة ذاتها. اذ ان الاستمرار في الوجود ممكن حتى بعد الهزائم الساحقة الماحقة مثلما حدث في حالة اليابان والالمان. وهذا ما أثبته الشعب العربي الفلسطيني رغم النكبة عام١٩٤٨ ورغم النكبات والنكسات الاخرى المتلاحقة والمتعاقبة عليه. فبقي رغم ذلك ضمن العملية التاريخية والحضارية وحافظ على دوره في التاريخ وبقي محتفظا بهويته وصيرورته وبقي ممتلكا لعوامل وجوده واعادة انتاجها رغم البطش والتنكيل وكل المحاولات الرامية الى اخراجه من دائرة التاريخ والقذف به الى غياهب الجب والاقتلاع والنسيان.

اما الاقرار بالهزيمة فهو المؤشر الى نهاية الوجود وانقطاع العملية التاريخية لاي شعب من الوجود، وهذا ما حصل مع الهنود الحمر في امريكا، وحين نقرأ التاريخ نحن الفلسطينييون نريد ان نكون مع مجراه الحتمي كحال اليابان والالمان، ولا نريد ان نكون خارج مجراه كالهنود الحمر.

ومن هنا؛ ابتدعنا تعبيرنا وفننا وثقافتنا الخاصة بالصمود والبقاء، واتقنا إستيلاد تعابير بقائنا بإمتياز؛ من فن وغناء وثقافة وشعر وادب وتطريز ومأكولات وسلوك واخلاق وذكريات وعادات وتقاليد وتراث واساطير ودلالات، وحتى إتقاننا لحرفة مراوغة الموت، وان لم نستطع فمداراته، وما الى ذلك من ادوات ولغات ساعدت في التصاقنا برموز عملية البقاء التاريخي لاي شعب، حتى اصبح فن البقاء احد اكتشافات الشعب الفلسطيني في صراعه من اجل الوجود ونفي الهزيمة.

في حالة كحالة الشعب الفلسطيني الروح المهزومة هي أخطر ما يكون واخطر ما يواجه، فنحن الفلسطينيين لا شيء يهزمنا، وعلينا ان نتحمل الالم وان نتسلح بالامل؛ فلوﻻ الامل لتكسرت الارواح وتنكست الرايات وضاع الحلم.

يجب علينا أن نؤمن ان الحلم اول ملامح الحقيقة، وسنحلم بالنصر، فتصور النصر يقود إلى النصر وتصور الهزيمة يقود الى الانكسار، والتي تفتح بدورها الباب مشرعا نحو الهزيمة. لكن علينا ان نعمل على أن تبقى جذوة الصراع متقدة، لان صراعنا بالاساس مع العدو هو صراع وجود لا صراع حدود. صراع من يبقى مع من يفنى، صراع صاحب الارض مع سارقها، صراع الحقيقة مع الخرافة، صراع الطبيعة مع اعدائها.

وحين لا تكون المهزوم فينبغي ان تكون المنتصر ، وما دام النصر ليس في متناول اليد، فلا مناص من تصوره تصورا، فالاحساس بالنصر، حتى لو بالتوهم، مسعف لمن يحتاج الى الاستمرار في الوجود، فالثورة الفلسطينية وجدت لتبقى ...ولتنتصر..



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درب الآلام؛ حكاية الألفي عام
- الذاكرة الفلسطينية
- التاريخ والتراث؛ الدور الأصيل في النضال والتحرير ، -المقلوبة ...
- ناظم حكمت الإنسان والشاعر الثوري
- القدس؛ عاصمة التفاؤل والأمل
- القديسة فيرينا ابنة مصر أم الدنيا
- الكرامة
- وصايا صاحب الأرض؛ توفيق زياد
- قارع الأجراس
- الخير والشر؛ لقاء المستحيل
- زمن مفقود وأمل متشظي، كيف يموت الفلسطيني؟
- الجهل؛ أعظم الاسلحة الصامتة لحروب هادئة
- الايقونة والرمز ؛ جميلة بوحيرد نموذجا
- شرق غرب -ما بحرث الارض إلا عجولها-
- -الحياة جميلة يا صاحبي-
- لكل خائن حبيب
- الهوية المكان الوطن : فلسطين نموذجا
- النهج الثوري والبحث عن الذات
- اوجعني الرصاص، لكنه لم يهزمني بعد!
- الافتخار والخجل : الشاعر عزالدين المناصرة نموذجا


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مهند طلال الاخرس - الهزيمة والنصر