أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد محمد عبدالله - تحركات الأخوان المسلمين وزيارة الغنوشي للخرطوم














المزيد.....

تحركات الأخوان المسلمين وزيارة الغنوشي للخرطوم


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5746 - 2018 / 1 / 3 - 16:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الأيام القليلة المنصرمة زار البلاد رئيس حركة النهضة - الشيخ راشد الغنوشي، وظهر الغنوشي في لقاء علي الإعلام السوداني شارحا تجربة حركة النهضة ودورها في المعارضة وحكم الدولة التونسية ووضعها بعد ثورة "الياسمين" التي خاضها شباب تونس الخضراء لتحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية والتطور السياسي والإقتصادي في عالم تشهد جل أقطاره تغيير جزري في إتجاهات متعددة.

الغنوشي إستعار شعار تحول حركة النهضة من "الإيدلوجية الإسلاموية إلي التخصص" وفقا لشروط الواقع كدليل نظري علي تبني حركته الإسلاموية مراكز منفصلة عن بعضها البعض في العمل العام بمعنى فصل الدعوة عن السياسة للتعامل مع قضايا السلطة والمجتمع وكانا علي إتصال وتلاصق طوال العهد السالف للثورة التونسية، وهذا يبرهن حياكة الإسلاميين لعبة جديدة للتحايل علي الوعي الجماهيري والصعود إلي السلطة من "الباب الخلفي" إلا فلا منطق يبرر هذا التلون التكتيكي المصطنع والذي أبقى علي الدعوة في وسط إجتماعي مسلم بطبيعة حاله وتاريخه كسلاح يستخدم عند الحوجة لتصفية حسابات معينة ومحددة.

الغنوشي جاء إلي السودان بعد أيام من رحيل أفواج أخوانه الإسلاميين القادمين من تركيا وقطر، وهذه التحركات لفتت إنتباه المتابعين داخل السودان كما أثارت ملاحظات العالم الخارجي، وأضحى العالم أجمع يضع الخرطوم تحت "المجهر" لمتابعة توافد الجماعات الإسلاموية إليها سواء كانت حاضرة بشكل رسمي او بالتواري والتسلل في الخفاء.

وفي ملاحظات سابقة أشرنا إلي خطورة هذا التحول السريع في تنامي أنشطة وتحركات الجماعات الإسلاموية العابرة للحدود السودانية، في وقت تعبث فيه هذه الجماعة بمصائر شعوب العالم من حولنا ولا تجد ما يمنع تقدمها حاليا لغياب منصة عالمية موحدة تجاهها، ولكنها إذا إعتمدت علي هذا التقدير لتصوب بمشروعها للسيطرة علي الشعوب والموارد كما تفعل في السودان وتركيا فانها ستواجه مقاومة تنهي وجودها السياسي والعسكري.

ففي ظل وعي الأجيال الجديدة وتجاربها المستمرة مع جماعات الأخوان المسلمين بمختلف مسمياتهم وأقطارهم تضيق أرضية العمل لهذه الجماعة، وهي أيضا تدرك هذه الحقائق ولا تعول علي الأنشطة الفكرية وإدارة سجال واقعي مع المجتمع لأنها في الأساس تعاني من "الفلس الفكري" ولكنها تقوم بمداهمات واسعة علي المسرح السياسي والثقافي، وتغامر لبلوغ السلطة بكل الوسائل، وهذا مصدر خطرها علي العالم وكذلك سقوطها وتلاشي وجودها.

العالم اليوم أمام تحولات كبيرة في عصره الديمقراطي الحديث، وهذه محاولات لتبديل الوضع الحالي بموجب إفتعال نزاعات محلية وإقليمية ودولية مستندة علي نزعات الهيمنة علي حياة المجتمعات المستقرة بزرائع الدعوة وحماية الدين، وبالتالي التوجه لنهب الموارد وتسخيرها لتشويه التاريخ الإنساني وطمس معالم الخارطة السياسية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية للعالم.

وقد تعلم الإسلاميين طرائق التلون لبلوغ غاياتهم خاصة إذا تمت وضع تجاربهم في السودان ومصر وتونس وتركيا قيد التقيم الدقيق، حينها سندرك كيف تغير خطابهم العام من وقت لآخر وظل هدفهم الوصول إلي السلطة وفرض الوصاية باسم الدين علي المجتمع وقهر كل من يرفضها، وهذه الجماعات لا تؤمن بالشراكة الواقعية بين مكونات المجتمع المختلفة في توجهاتها الفكرية والسياسية داخل دولة المواطنة وفقا للقانون والديمقراطية، وبطبيعتها ميالة للون واحد هو لونها الذي لا ترى في الأرض سواه، وعلي العالم أجمع أخذ الحيطة والحذر من حشد هذه الجماعات لمواكبها وتسيرها تباعا نحو الخرطوم.


سعد محمد عبدالله
3/1/2018



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الإيرانية
- تعليق بعد إنتهاء زيارة أردوغان للخرطوم
- بيان حول زيارة أردوغان للخرطوم
- ذكريات معتقل علي جدار التاريخ - الحلقات الأربعة
- قرأة لأهم النقاط في رسالة القائد مالك عقار
- الحركة الشعبية الوحدة والتوسع
- ضرورة قيام الإتحاد العام للعلمانيين السودانيين
- التعليق علي رسالة عمار آمون للخارجية الفرنسية
- جمال سرور بطل التاريخ النوبي
- تأبين المناضلة فاطمة وثورة أكتوبر
- رسالة إلي الرئيس
- مؤتمر داكار الدولي وصلاته بالخرطوم
- تنامي الحركة الإنفصالية السودانية والعالمية
- الصراع الديني في المسرح السياسي بسلاح القضاء
- رفع العقوبات الأمريكية وقضية الثورة السودانية
- نحو ثورة الحرية والديمقراطية والعلمانية
- بيان للرأي العام
- ذكريات الثائر السوداني وليام قوبيك
- الرسالة الخامسة: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- الرسالة الرابعة: إلي الحركات الطلابية والمعارضة


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد محمد عبدالله - تحركات الأخوان المسلمين وزيارة الغنوشي للخرطوم