مازن الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 5742 - 2017 / 12 / 30 - 08:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وردتني هذا العام وقبله’
عدة ايميلات ينتقد كاتبها المسلمين الذي يحتفلون باعياد رأس السنة الميلادية
ويزعم ان ذلك فيه شرك بالله!
والعياذ بالله
حيث ان المسيحيين يؤمنون بان المسيح هو ابن الله او ثالث ثلاثة اقانيم
وان مشاركتهم الاحتفال يعني اننا نشاركهم كفرهم وشركهم!
الكاتب الفذ
بدأ مقالته بالزعم بأن هناك راهبة صلت التراويح مع المسلمين
وان قسا صام رمضان’تضامنا مع المسلمين في شهر صومهم الفضيل’
وان راهبا حج في مكة
وامثلة اخرى’على تادية طقوس’ومراسيم عبادات دينية صرفة
ثم يستدرك ان ذلك هو من وحي الخيال
ولايمكن ان يتحقق
لأن المسيحي لايشارك المسلم عباداته وطقوسه الدينية
اذن فلماذا يفعل المسلمون ذلك؟!
ردا على هذا الزعم قصيرالنظروالذي لايدل الا على تعصب وتحجر وضيق افق اقول لذلك المدعي
هل رأيت مسلما يدخل الى الكنيسة في عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية’
ويصلي مع المسيحيين؟
هل هناك مسلما قبل الصليب
او رسمه على صدره كما يفعل المسيحي اثناء صلاته؟
وهل سمعت ان مسلما صام مع المسيحيين صيامهم؟
كل ماهناك هو ممارسة بعض الاستعراضات الاحتفالية التي هي فسحة من السعادة والفرح والمرح بمناسبة قدوم سنة جديدة
وهي بالمناسبة التقويم الاصلي وربما الوحيد الذي تستعمله كل الدول الاسلامية
مع استثناء بسيط
في بعض الدول ذات الانظمة الثيوقراطيةوالتي هي الاخرى تستعمل التقويم الميلادي مع الهجري
اذن هي سنة رسمية نعمل بها وعلى اساسها ووفق تقويمها
الان اتمنى على القارئ المسلم ان يتوقف
ويحاول ان يتذكر
هوالان’في اي يوم او شهر’أو حتى سنة هجرية؟
كل الذي سالتهم عجزوا عن الاجابة
اذن لماذا الهرب من الحقيقة؟
كما أن الاحتفال
برأس السنة الميلادية تتخلله افراح ومشاركة الاصدقاء والاقرباء جلسات سمر’قد تعيد وتجدد النشاط لدى الاجساد والارواح المجهدة من العمل والمعاناة والالم
الذي يلف حياة كل شعوب الدول الاسلامية
والتي ابتلت بكل انواع البلاوي والمصائب والتي كل اسبابها نابعا من التعصب وضيق الافق وانكار حق الاخر واحتقار معتقداته
بل حتى محاربة الاخ والشقيق ان لم يتطابق في افكاره مع ما تؤمن به
وهل نريد من المسيحي ان يشاركنا رأس السنة الهجرية
باللطم والتطبير وضرب الزناجيل؟
ان نريد منه ان يشاركنا بضرب الدرباشة؟
أو؟
أو؟
العجيب ان اكثر المنتقدين هم من الذين لجئوا الى بلاد الكفر هربا من ظلم حكام بلاد المسلمين
ومع ذلك لايتركون مناسبة
لا ويستغلونها في مهاجمة وانتقاد
عادات وتقاليد وقيم ومقدسات
من رحموهم واووهم ومنحوهم مالم يكونوا يحلمون به؟
أي ازدواجية ’او انفصام؟أو خلل في تركيبة هذه النفوس البشرية؟
متى نستطيع ان نفكر بهدوء وتوازن ومنطق
لكي نحمي انفسنا ومستقبل اجيالنا من ردود الافعال
حيث ان صبرالكفارالذين هم اقوى منا بنسب فلكية
لابد ان ينفذ يوما
انذاك سيدفع ابنائنا واحفادنا ثمن تعصبنا وضعف بصيرتنا وانكارنا لفضل الاخرين علينا
#مازن_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟