الحسين أيت باحسين
الحوار المتمدن-العدد: 5729 - 2017 / 12 / 16 - 01:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استرعى انتباهي؛ خلال ندوة بالمكتبة الوطنية للملكة المغربية نظمها فرع الرباط لتاماينوت، حول موضوع: "الأمازيغية وحقوق الإنسان" بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان يوم 14 دجنبر 2017؛ أقول استرعى انتباهي تعريفٌ قدمه الأستاذ بوبكر لاركَو، الرئيس الحالي للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، مفاده أن معنى "تاشرافت" هو الساحة العمومية حيث يتم استقبال الحجيج أو القوافل التجارية وحيث تقام اللقاءات والتظاهرات العمومية. وتتواجد هذه الساحة، في مختلف مناطق فيكَيكَ، خارج القصور (ئغرمان / تيغرمين، أماكن السكنى).
و"تاشرافت"، يضيف الأستاذ بوبكر لاركَو، هي ما يقابل "أسايس" في الجنوب المغربي، خاصة في مجال تاشلحيت؛ وتوجد هذه التسمية أيضا، يضيف المحاضر، في مدينة "بيجّاعد" / بوجاعد (أبي الجعد / أبو الجعد كما هي سائدة كتابته في الوثائق أو على بوابات الإدارات والمؤسسات العمومية أو على لوحات التشوير).
وقد تبادر إلى دهني في التو، ما صادفته، منذ أمد غير يسير، في بعض المراجع التي لا أستحضرها الآن، من أن معنى "تاشرافت" التي ببيجّاعد، يعود إلى كون سكانها من الأشراف. وقد يستند هذا التأويل إلى كون مدينة بيجّاعد قد تمَّ تأسيسها سنة 1008هـ على يد سيدي بوعبيد الشرقي، أحد أقطاب الصوفية ومؤسس الزاوية الشرقاوية الذي يعتقد أن نسبه يعود إلى الخليفة عمر بن الخطاب، وحيث أصبحت مركز إشعاع ديني وعلمي، انتشرت منها الشرقاوية كتيار صوفي وأُسِّسَت زوايا تابعة للزاوية الأم، ومن بينها الزاوية الشرقاوية ببزو.
واستحضرت أيضا تأويلا مخالفا، صادفته أيضا في بعض المراجع لا أتذكرها الآن، مفاده أن "تاشرافت" هو تحريف لاسم "تاسرافت" الذي يعني "المطمورة" (حفرة تحت الأرض تخزن فيها الحبوب أو نحوها، أو المياه العديمة أو يجلب منها الماء) وهي غير "تانوضفي" الذي يخزن فيها الماء). ويذهب هذا التأويل إلى كون أصل تسمية "تاسرافت" في بيجّاعد يعود إلى كون المجال يتخذ شكل حفرة.
وتجاوزا لهذا التأويل الأخير، كون "تاشرافت" هو بمثابة تحريف لتسمية "تاسرافت"، تجدر الإشارة إلى وجود طوبونيم؛ في نفس الإقليم، إقليم بني ملال – أزيلال؛ يحمل نفس الإسم وهو "تاسرافت نايت عبدي".
إضافة إلى هذه الإشارة الأخيرة، أعود إلى إحدى وظائف "تاشرافت"، في منطقة فيكَيكَ، التي أشار إليها الأستاذ بوبكر لاركَو، وهي "ملتقى القوافل"؛ فأذكّر بأن بيجّاعد كانت أيضا نقطة تجارية هامة.
كما أذكّر بأن الفضاء التي تنجز فيه مجموعة من المطامير ("تيسرفين" جمع "تاسرافت") لتخزين الحبوب، سواء تعلق الأمر بمطامير فردية أو جماعية أو لشيخ قبيلة أو لسلطة مخزنية يسمى، في مجال تاشلحيت "ألمرس"، ومن بين تلك الفضاءات المشهورة "ألمرس" قرب تيزنيت، "مرس الخير" بتمارة قرب الرباط و"مرس السلطان" في الدار البيضاء.
هذه التغريدة المباشرة، في الزمان والمكان، تستدعي فصل الأسئلة والأجوبة في ما بين "تاشرافت" و"تاسرافت" من اتصال وانفصال ؟
لكن، أضطر لأترك متابعة هذا الفصل للجغرافيين والمؤرخين واللسانيين لتحديد هوية كل من الطوبونيمين: "تاشرافت" و"تاسرافت"، ولإبراز أوجه الاتصال والانفصال بينهما.
الحسين أيت باحسين
باحث في الثقافة الأمازيغية
#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟