أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - أوهام الاستعمار والصهيونية














المزيد.....

أوهام الاستعمار والصهيونية


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



طالما مرّت على البشرية مراحل ومشكلات وتحديات كان الناس فيها يعتقدون أن أسوأ ما في التاريخ قد ولّى إلى غير رجعة..

وهذا الوهم في الاعتقاد بنهاية تردي التاريخ وأخطائه ظل يوهم بعض أصحاب العقول الضعيفة أو المتماكرة وكأن التاريخ صُفّي من أخطر ما فيه من خطايا وشرور، غير أن الأمر ليس كذلك.


ويقال إن «التاريخ الماكر» قد يظهر ليطيح من يقف في مواجهته، والإطاحة هذه قد تصيب غالباً فئتين اثنتين، فئة البؤساء وفئة الماكرين المستفيدين من ذلك، وهنا نجد أنفسنا أمام السؤال التالي: أما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلم مدى خطورة خطوته الممهورة بتوقيعه على تحويل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى مدينة القدس؟! هل هذا الاستعلاء مُتأتٍّ من كونه رئيس الولايات المتحدة الأميركية بحيث أصبح «الآخر» الفلسطيني نقطة صفر في الاعتبارات الدبلوماسية الدولية بالنسبة له؟! ولعله قد نسي أن طفلاً من الفلسطينيين يعادل لحظة عُمر، هي لحظة الكرامة! فالمنهجية الاستعمارية تعود من جديد، بإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق! ألم يدرك ترامب أن أثمن رأسمال في العالم هو الإنسان المكافح من أجل العالم الجديد، عالم الحرية والعدل والكرامة وحق تقرير المصير.

لقد مثل الموقف الأميركي وقفة تاريخية في وجه الشعوب العربية والمسلمة والقضايا الوطنية بصفة عامة، وقد يبث السموم الأيديولوجية المتطرفة في بعضها، ما قد يجعل البعض يرى في نمط تغير الموقف الأميركي دافعاً محتملاً لتحفيز أحوال التردي وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

إن ما قفز الآن إلى السطح إنما هو الذي كان يمثل القاع العميق للفكر الاستعماري وربيبته الصهيونية والفكر الصهيوني، كما زرعه الغرب في «العالم الثالث»، الذي يمثله الوطن العربي وغيره.

والملاحظ المدقق يضع يده على جهود الصهيونية في تفتيت الحالة العربية الراهنة، لإضعاف موقفها في مواجهة التحدي الصهيوني، أو ولعل هذا أحد الأوجه الخطيرة للمسألة، التحدي الصهيوني وداعموه في الغرب بشكل عام! هذا مع الإشارة إلى أن إسرائيل ضغطت على بلدان غربية أخرى لنقل سفاراتها إلى القدس، يداً بيد مع القرار الأميركي.

ومن هنا، فإن هذا التناقض والتعارض بين ممارسات الغرب في دعمه للاحتلال والقيم التي يزعم الدفاع عنها يستدعي في الذهن ثلاث نقاط حاسمة.

أما الأولى وهي أقدمها، فنجدها لدى المفكر ماركس الألماني من القرن التاسع عشر، فقد أعلن في حديثه عن تحويل البشر إلى أصنام حجرية ضمن النظام الرأسمالي، الذي كان آخذاً في الولادة والهيمنة، ما يلي: «كما ارتفعت قيمة الأشياء، هبطت قيمة الإنسان»!، وقد جاء ذلك في سياق حديثه عن مفهوم «الاغتراب الإنساني» في مجتمع يحوّل البشر إلى حجر، ما يتوافق مع المجتمع الرأسمالي القائم على المال والسلعة، ها هنا نكتشف بذور كل نزعات التطرف والأصولية في مثل هذا المجتمع التفكيكي.

أما النقطة الثانية ذات الأهمية العميقة بالنسبة إلى موضوعنا، فتُقدّم معالمها العظمى في الشاهد التالي: يقول المفكر العربي السوري النهضوي نجيب عازوري في كتابه المؤسس «يقظة الأمة العربية» عام 1948: «إن ظاهرتين مهمتين متشابهتيْ الطبيعة، بيد أنهما متعارضتان، أعني يقظة الأمة العربية، وجهود اليهود -الصهاينة- الآتين لإعادة تكوين مملكة إسرائيل، اليهودية الصافية، ومصير هاتين الحركتين، أن تتعاركا باستمرار حتى تنتصر إحداهما على الأخرى»!

وتبقى المسألة الحاسمة الثالثة، وتكمن في الفكرة التالية المتأتية عن النظام العولمي المعيش الآن، وتقوم على التالي، عفا الله عن الإنسانية، وأهلاً وسهلاً بـ«السّلع» التي توحّد المجتمع الأوروبي الراهن في حاضره ومستقبله وأحلامه!

هكذا إذن، عفا الله عما سبق، وأهلاً بالسلع وصنّاعها من أصحاب المال والسلطة في المجتمع إياه، وهكذا تفعل إسرائيل الصهيونية..

إنها تفكك القيم الوطنية والأخلاقية الإنسانية، بغض النظر عن التاريخ العالمي الإنساني الثقافي والديني والاجتماعي..

الخ، إنها تفعل ذلك -ولن يتحقق لها- باسم فكرة خرقاء قدمها رجل أخرق ومغموس في الفكر الصهيوني، هي الزعم بأن القدس ستكون عاصمة لدولة الاحتلال للصهيونية، وهو وهْم لن يتحقق لا للصهيونية ولا لداعميها في الغرب.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلف الفضول ومنظومة التسامح
- ثورة عالمية ضد الإرهاب
- «الإرهاب الديني».. تأسيس تاريخي
- الإرهاب وأوهام العقل الغربي
- الخطاب الطائفي.. من القمقم إلى العلن
- القضية الفلسطينية.. والانتفاضة الثالثة
- الثورة السورية والحكمة الوطنية
- العصر أو القبر مرة أخرى
- مفترق طرق أمام السوريين
- العلمانية في السياق الفكري العربي
- الديموقراطية والتنوير والحداثة
- «الكفر» في حلب!
- العولمة وتفكيكات العصر
- العولمة في حلب!
- جدل الهوية والتاريخ
- النكبة من فلسطين إلى سوريا
- عودة الطوائف
- مسلخ حلب.. أين النظام الدولي؟
- الوحشية القصوى والجريمة الدامية!
- سوريا ومأساة الاستعمار الجديد


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - أوهام الاستعمار والصهيونية