|
عمرو موسى ..عذر أقبح من ذنب ..!!
هادي فريد التكريتي
الحوار المتمدن-العدد: 1469 - 2006 / 2 / 22 - 10:10
المحور:
كتابات ساخرة
الرعب يجتاح العالم نتيجة تفشي الوباء الجديد ، انفلونزا الطيور ، وبما انه يصيب الطيور وينتقل عن طريقها إلى الإنسان ، فخطره داهم ، يهدد البشرية بتفشي الوباء ، لكونه يتخطى الحدود ، فلا توقفه الحواجز الدولية ، ولا مفارز رجال الأمن والجوازات ، نتيجة لهذا الخطر ، عاش العالم ، وحكوماته التي تحترم الإنسان ، وتحرص على حياته ، في حال من القلق والذعر الشديدين ، فمختبرات العالم البيولوجية ، والبيطرية ، في حالة إنذار فعالة لفحص الحالات التي يشتبه بها ، ولقاحات المرض تنتقل بأقصى سرعة ممكنة ، من مصادرها المنتجة لها ، إلى البلدان التي تحصل فيها الإصابات ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ليس فقط من بني البشر ، ولكن أيضا من أجل تلك الطيور النادرة المهددة بالانقراض . لا شك في أن الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بالدول التي أصابها الوباء كبيرة ، وخصوصا تلك الدول الفقيرة في أسيا وأفريقيا ، التي تربي وتنتج تلك الطيور ، لا لأكلها واستهلاكها محليا ، فغالبية شعوب هذه الدول ، تحلم بأكلة دجاج في العام ، إن كان العام عام خير وبركة ، لذا فهي تنتج لغيرها من الدول الغنية أو ذات الدخل المناسب لمواطنيها ، فالوباء حل على هذه الدول والشعوب بمثابة الكارثة ( سونامي الطيور ) التي لا يمكن تعويضها ، وهو كارثة بالمقابل على دول الشمال الغنية ، فعلى الرغم من أن الخسارة المادية التي لحقت بهذا الصنف من الحيوانات عندهم كانت هي أيضا كبيرة ، إلا أن ما يخيفهم هو أن يتحول هذا المرض إلى وباء يهدد الإنسان عندهم . الدول الأوربية وحكامها ، حريصون على تحقيق أقصى عناية ، وأفضل رعاية للإنسان المواطن عندهم ، واهتماماتهم بصحة وراحة شعوبهم فاقت كل الحدود والتصورات ، التي يحملها حكامنا ، وحتى ما يتخيله حماة البيئة عندنا ، عن حياة نظيفة وكريمة للإنسان ، لذا كانت هذه الدول حريصة على نظافة بيئتهم ، وخلوها من كل مرض ، بما فيها الطيور وباقي الحيوانات الأخرى ، باذلين كل جهد لوقف الوباء ، وعدم انتشاره ، وحصره في المنطقة التي يظهر فيها ، ومحاولة القضاء عليه ، والحيلولة دون أن ينتقل إلى مكان آخر ، لذا كانت إجراءاتهم سريعة ، على كل المستويات ، لتطويق المرض وحصر الخسائر بأقل ما يمكن ، حيث تم عقد اجتماع طارئ لوزراء الزراعة والصحة في هذه الدول ، لمناقشة ما يمكن فعله من إجراءات عملية وفورية ، لوقف انتشار هذا المرض ، أو التقليل من تأثيره على صحة شعوبهم ، وانعكاسات تأثيره على بيئتهم وتضرر اقتصاد بلدانهم ، كما عقدت ندوات على مختلف المستويات والاختصاصات ، لإفهام المواطن وتوعيته بحقيقة هذا الفيروس وكيفية الوقاية وتوخي الحذر منه ، وتحصينه عما هو متداول من إشاعات ، غير حقيقية عن هذا المرض ، وبذلك يتم حفظ أمن المواطن وسلامته ، ليس عن طريق إجراءات مادية وعلاجية ، وإنما عن طريق التوعية الصحية للفرد كذلك . المرض في منطقتنا العربية ، من آسيا وأفريقيا ، قد ظهرت بوادره ودلالاته منذ فترة ليست بالقصيرة ، كانت ، ولا زالت ، هناك خسائر بشرية ، ناهيك عن الخسائر المادية ، إلا أن المكافحة الجادة ، على مستوى كل قطر ، ضعيفة أو تكاد معدومة ، إن لم تبادر الجهات الصحية المسؤولة ، في هذا البلد أو ذاك ، عن تصريح كاذب ،بخلو البلد ونظافته من هذا المرض ، بدلا من القيام بحملات وقائية مستعجلة ، وفعلية لكشف المناطق الموبوءة ومكافحتها ، وإتلاف الطيور النافقة والمصابة ، وعلاج المصابين من المواطنين ، والقيام بحملات توعية ، لتحصين المواطن ووقايته . إن ما يجري عندنا يعكس حالة التخلف التي يعيش فيها ومنها المواطن ، نتيجة لإهمال المسؤولين وعدم اهتمامهم به ، على كل المستويات ، فالمواطن ضحية حكامه المتخلفين حضاريا ، فلا مصارحة ولا شفافية فيما هم مقدمون عليه ، والمواطن يجهل ما يحصل حوله ويدور ، فأمن وسلامة غذائه معدومة ، والعناية بصحته أمل وأمنية ، بظهر الغيب ، وتوعيته بمخاطر ما حوله تتولاها أدعية الصالحين ! ، وعلاجها تمائم وأحجية .من المتخلفين أرباب الحكم والمسؤولين ، على مختلف مستوياتهم ، وعلى نطاق الوطن العربي ، هم آخر من يفكر بالمواطن العادي وحمايته من مرض أو آفة ، وإن حصل فبعد فوات الأوان ، وهذا بالضبط ما يحصل عندنا ، فإصابات المرض ، انفلونزا الطيور ، قد ظهرت في المنطقة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ، إلا أن أية إجراءات جدية ، على مستوى القطر الواحد ، لم تتخذ من قبل أي مسؤول عربي ، للتصدي لهذا المرض والوقاية منه ، وكأنما الأمر لا يعنيه ولا علاقة له به طالما الوباء بعيد عن بلده أو عنه شخصيا ، وعندما يقترب ، أو يتفشى ، بعد محاولات التستر الخائبة عليه ، يتم التداعي لمكافحته بعد فوات الأوان ، أو إجراء ما يلزم ، عندما لا يلزم لعلاجه شيء، وحتى في مثل هذه الحال ، لم يكن عامل الوقت والزمن ، عندهم له حضور أو قيمة ، على عكس ما هو حاصل في الدول المتطورة التي تغالب الزمن في إجراءاتها ، فالسيد عمرو موسى ، رئيس الجامعة العربية ، وبعد أن تفشى المرض في بلده ، مصر ، وأصبحت السيطرة عليه خارج القدرة الوطنية ، يطلب المساعدة عندما أعلن أن :ـ " ..الاتصالات تجري الآن لتوفير الأمصال اللازمة لمواجهة مرض انفلونزا الطيور ، والتنسيق بين الدول العربية لمواجهة هذا الخطر ...إننا توقعنا هذا الخطر ولذلك اتخذنا إجراءات وقائية إتفق عليها المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب ، في اجتماعه الطارئ منذ قرابة أسبوعين .." لا أجانب الحقيقة والواقع عندما أقول أن الإحساس بقيمة الوقت عند حكامنا أمر معدوم ، أو كإحساسهم بما تعانيه شعوبهم من ظلمهم وقهرهم ، وهذا بعض مأساة تخلفنا ، فمنذ قرابة الأسبوعين ، كما يقول عمرو موسى ، قد أتفق وزراء الصحة الميامين على اتخاذ الإجراءات الوقائية ، ولكن ومن بعد أسبوعين أيضا ، لا زالت الاتصالات تجري لتوفير الأمصال اللازمة ، ( ولا أحد يعلم َمْن يتصل بَمْن ؟ أو على أي البعران ، من بلد العربان ، قد جرى تحميلها أو شحنها ) ولا ندري هل الأمصال هي للطيور أم لبني البشر ؟ سواء أكانت للطيور أم لبني البشر ، فالأمر سيان ، فلن نجد من بين المصابين أحياء بعد كل هذا الوقت المهدور في الإتصالات .؟ ( أتمنى لو كانت الأمصال لهؤلاء الوزراء ) الغريب في الأمر أن السيد عمرو موسى ووزراءه العرب ، لا زالوا أحياء ولم يصابوا بالمرض ، وهم من كانوا قد توقعوا هذا الخطر ، فلو لم يكن قد توقعوه ماذا كان سيحصل آنئذ ؟ عندما يكون حكامنا والمسؤولين عن أمننا وحياتنا بهذا الوعي المتدني ، يكون عذرهم أقبح من ذنبهم ، وليس هناك من يحاسبهم.على قباحتهم .؟؟
21شباط 2006
#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صح النوم ..يا سيادة الوزير ..!
-
خطوط حمر ..تصبح ِبيْضا-.!
-
ميليشيات العشائر ..!
-
الدم العراقي المهدور في شباط الأسود ..!
-
الاستحقاقات ..والمحاصصة ..!
-
ليوم الشهيد ..تحية وسلام ..! - بمنايبة يوم الشهيد الشيوعي
-
الرصافي شاعر التحرر..يحاول إيقاظ الرقود ..!
-
الانتخابات ...وتقرير البعثة الدولية لمراقبتها...!
-
أيها العراقيون ..لا زال العراقي الفيلي مهَجرا..!
-
عندما يتحول البغض إلى حب ..!
-
من أجل من ..صلاحيات رئيس الجمهورية ..!
-
تأبين الشهداء ..والحزب الشيوعي ..!
-
المليشيات والحكومة والوضع الأمني ..!
-
الديموقراطية والاستحقاق الانتخابي ..!!
-
أين الديموقراطية ..؟ تضامنا مع سجين الفكر والرأي الدكتور كما
...
-
الشعب العراقي جدير بالديموقراطية ..ولكن ..!
-
البصرة - تتونس - وكركوك تدفع الخاوة ..!
-
السيادة وقوات الاحتلال ..!!
-
الفساد..وفضح الحرامية..!!
-
فرهود ..!
المزيد.....
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|