|
رد على الجيش الالكتروني الجزائري الذي يديره الجيش والدرك والمخابرات السياسية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 5687 - 2017 / 11 / 3 - 19:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤخرا وبعد نشري لجملة دراسات ، بخصوص حقيقة نزاع الصحراء المغربية المفتعل ، وبعد ما عرّيت وفضحت مخططات خطيرة تشتغل عليها الجزائر بكل أجهزتها ، من جبهة التحرير التي تسيطر على الحكم ، إلى العسكر ، إلى المخابرات ، إلى الجيش الالكتروني الجزائري ، الى قصر المرادية ، لم يتمالك عملاء الجزائر نفسهم ، وهم يرون أنّ مخططهم التآمري قد أصبح مكشوفا ، وانقلب السحر على الساحر كما يقولون . لقد تعرّى المخطط الجزائري بتوريط الاتحاد الأوربي بالجلوس مع الجمهورية الصحراوية ، رغم انه لا يعترف بها ككيان ، وتوظيف هذا اللقاء إنِ حصل ، في استصدار اعتراف أوربي بالجمهورية الصحراوية ، الغير المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ، ومن قبل أوربة . فالجزائر كانت تهدف من وراء هذا اللقاء ، إلى وضع الأوربيين أمام الأمر الواقع ، ومنه تسهيل الانتقال بعد هذا الاعتراف ، بجعله حجة لاستصدار اعتراف آخر بالجمهورية الصحراوية من قبل الأمم المتحدة . أي خلق أمر واقع يُحيّد المجهودات الأممية ، ومن خلالها مجلس الأمن الذي لا يزال يبحث عن حل سياسي متوافق عليه ، ومقبول من قبل أطراف النزاع . وبما ان الجزائر التي افتضح أمرها وتكشف مقلبها ، أصبحت تدرك جيدا الموقف المغربي المعارض لمثل هذا اللقاء ، بين الاتحادين الإفريقي والأوربي بحضور الجمهورية الصحراوية ، و السؤال الحرج الذي يتعين على المغرب ان يطرحه على الأوربيين : 1 ) هل تعترفون بشيء يسمى الجمهورية الصحراوية ؟ 2 ) إذا كنتم لا تعترفون بهذه الجمهورية ، فهل تقبلون الجلوس مع كيان لا تعترفون به ؟ 3 ) هل تقبلون ان ينطلي عليكم المقلب الجزائري الذي أهان عقولكم ، واستصغر ضمائركم ، ويحاول بكل الوسائل أنْ يورطكم في الاعتراف بالجمهورية التي لا تعترفون بها أصلا ، ومتجاوزا في ذلك قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ؟ 4 ) هل انتم محايدون ام منحازون لنزاع لا يزال أمر حله بيد مجلس الأمن ؟ إنّ الجزائر تدرك جيدا ، أنّ طرح هذه الأسئلة المشروعة على الاتحاد الأوربي ، ستجعل هذا الخير يرفض اي لقاء بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوربي ، تحضره جمهورية لا يعترفون بها ، وهو ما يعني فشل اللقاء ، واستحالة انعقاده على الإطلاق ، وهو ما يعني كذلك فشل الجزائر في مخططها الشيطاني التي تكشفت حقيقته ، وانقلب عليها مثل انقلاب السحر على الساحر . أمّا المخطط الثاني الذي تمت تعريته ، هو المشروع الجزائري الذي تشتغل عليه الجزائر ، والهادف في آخر المطاف ، الى بناء وحدة اندماجية بين الدولة الجزائرية الحالية ، وبين الجمهورية الصحراوية حين ستنفصل ، في بناء دولة جزائرية جديدة ، تصبح حدودها على مشارف شاطئ المحيط الأطلسي ، ومن ثم تمكُّنها من تطويق المغرب ، وخنقه ، لتركعه ، وجعله الحلقة الأكثر من ضعيفة بالمنطقة المغاربية . بل إن من الآثار والنتائج السلبية لهذا المخطط ، هو التسريع بتقسيم المغرب ، الى دويلات صغيرة سيكون متحكما فيها من قبل الجزائر . أمام هذا الوقع الذي أضحى مفضوحا ، والذي إربك المخططات الجزائرية التآمرية على وحدة المغرب أرضا وشعبا ، ثارت ثائرة المسئولين الجزائريين ، من خلال الجيش الالكتروني التابع للجيش الجزائري ، وللدرك الجزائري ، وللمخابرات السياسية الجزائرية ، فأضحوا يضربون أخماسا في أسداس ، لتأكيد حججهم ألواهية حول نفي مغربية الصحراء ، واعتبارهم التواجد المغربي بها بمثابة احتلال ، الذي تعترف به الأمم المتحدة من خلال تركيزهم على القرار 35 / 37 الصادر في سنة 1979 . وكأنهم يتمسكون بأي شيء ، ولو قشة مدفونة في ثبن ، لإثبات عدم مغربية الصحراء ، في حين ان المخطط ليس هو الدفاع عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ، بل المخطط هو بناء دولة الجزائر الجديدة ، التي ستصل حدودها المحيط الأطلسي ، بعد الوحدة الاندماجية مع الجمهورية الصحراوية . ان المفارقة الغريبة التي يمكن استنتاجها من هذا التصرف المفضوح ، هو ان الجيش الالكتروني الجزائري التابع للمخابرات العسكرية والمدنية ، ليس في مستوى المهمة التي انتدب من اجلها . من جهة ، إنهم مثل قادتهم يخبطون خبط عشواء لتثبيت شيء مفضوح ، وبحجج من مستوى التحضيري والابتدائي . ومن جهة ، تعصبهم للقضية التي يعرفون مسبقا أنها ضد الطبيعة ، ورغم ذلك يسترسلون في الدفاع عنها ، طالما ان الهدف والمرمى الأخير هو بناء الجزائر الجديدة ، وتطويق المغرب لخنقه والقضاء عليه . ان تشبث الجزائر بالقرار 1979 35 / 37 ، هو دليل على انعدام التحليل للتطورات التي جاءت بعد قرار 1979 ، ودليل على أن النظرة الجزائرية للأمور هي ذاتية أكثر منها موضوعية . لكن من وجهة نظرنا نحن ، فان أصل الصراع بالمنطقة ، ليس هو الاتفاق او الاختلاف على بعض المصطلحات السياسية ، التي توظف هنا وهناك مثل الحق في تقرير المصير ، والمغزى من الاستفتاء . بل نحن نعتبر الصراع هو صراع جيوبوليتيكي وجيواستراتيجي بالمنطقة . بمعنى انه صراع وجود ، لا صراع مفاهيم ومصطلحات . ان القرار 35 /37 هو قرار للأمم المتحدة ، وليس قرارا لمجلس الأمن . كما ان التشبث بالقرار بهذه الطريقة الحيوانية ، يعني ان القرار عند الجزائر ، أضحى قرآنا منزلا ، لا يأتيه الباطل من حيث أتى . ولنا ان نطرح السؤال : من هي القرارات القوية والملزمة ؟ . هل القرارات التي تصدرها الجمعية العامة ، ام هي القرارات التي يصدرها مجلس الأمن ؟ ثم ما جدوى القرارات التي تكون الجمعية العامة قد اتخذتها في وقت من الأوقات ، وبسبب ظروف تغليطية لم تكن منتظرة في الحسبان ، وبين ممارسة مجلس الأمن اشتغاله على قضية من القضايا المطروحة على أنظاره ؟ وحين يحصل التعارض بين قرار أصدرته الجمعية العامة في وقت سابق ، وبين قرارات لمجلس الأمن اتخذها في فترات لاحقة ، أيهما تكون له حق الأولية ، والترجيح ، والاعتماد ، في التّبنّي ، والتحجج ، وحتى التطبيق ، إذا صدر القرار تحت البند السادس او البند السابع ؟ وإذا كانت الجزائر تتمسك بالقرار 35 /37 الصادر في سنة 1979 ، رغم انه الضحى فاقدا لأهميته ، بعدما تناول مجلس الأمن النزاع بيديه ، واصدر قرارات متعارضة مع قرار 1979 ، فلنا أن نسألها عن قرار الأمم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين بالمناصفة بين العرب وبين اليهود . أين هو هذا القرار الآن ؟ ولماذا أضحى القرار متجاوزا ، بعد التطورات التي حصلت بعد حرب يونيو 1967 ، حيث تخلى العرب عن فلسطين 1948 ، واختزلوها في أراضي 1967 ، حيث كانت الضفة الغربية تتبع الأردن ، وكانت غزة تتبع مصر ، بل أكثر من ذلك ، فحتى أراضي 1967 تم التخلي عنها ، وتم اختزالها في بقع أرضية متناثرة هنا وهناك ، مثل بطانة نمر البرازيل ( جگوار ) . وإذا كانت الجزائر وعملاءها من الصحراويين يتمسكون بقرار 1979 الفقرتين 35 /37 ، فان مجلس الامن اصدر لاحقا قرارات مخالفة لقرار الجمعية العامة هذا . ان جميع قرارات مجلس الامن منذ 1979 ، وحتى اليوم ، تصدر قرارات استشارية ، بما يجعل اطراف النزاع ، يتوسوعون في تفسير القرار ، بما يتطابق و مصلحتهم السياسية والقانونية . فمعنى ان يصدر مجلس الامن قرارا ينص على " حل سياسي متفق عليه ومقبول من قبل اطراف النزاع " ؟ اليس هذا القرار هو الغاء واضح لقرار 1979 35 / 37 ؟ وساضرب مثلا بمسألة الغاء قرار لقرار . فلو رجعنا الى القرآن في مسألة الخمر والخنزير ، سنجد عدة آيات بالنسبة للخمر كلها تتحدث عن المنفعة والاثم ، والعلاقة بين المنفعة والاثم ، لكن كل الآيات لا تتكلم عن التحريم صراحة ، لان التحريم يجب ان يكون بنص قطعي واضح . فالقرآن يضع الخمر في درجة المكروه بخلاف الخنزير الذي حرمه اطلاقا . لكن عندما نبحث في القرآن سنجد ان آية أتت ، بعد كل الآيات السابقة التي عالجت موضوع الخمر والخنزير ، وهي الآية الخامسة في ترتيب النزول من سورة المائدة : يقول تعالى " اليوم احل لكم الطيبات . وطعام الذين أتوا الكتاب حل لكم " . وبما ان طعام اهل الكتاب ، اليهود والنصارى يشمل الخمر والخنزير فسيكون حلالا على المسلمين تصديقا لقوله تعالى في الآية مائة وستة من سورة البقرة " ما ننسخ من آية او ننسها بخير منها او بمثلها الم تعلم ان الله على كل شيئ قدير " . فإذا كان هذا امر القرآن في تدرج نزول الآيات حتى نزول آية اخيرة تنص على غير ما نصت عليه الآيات التي سبقتها ، فكيف لا تبطل قرارات مجلس الامن التي جاءت بعد القرار 1979 35 /37 ، القرار نفسه الذي شأنه شأن قرار تقسيم فلسطين الصارد من الامم المتحدة ؟ لقد افتضح مقلب الجزائر بفرض حضور الجمهورية الصحراوية اللقاء المرتقب في 29 /30 من الشهر الجاري ، رغم ان الاوربيين لا يتعترفون بها . وافتضح مخططهم الرامي الى بناء دولة الجزائر الجديدة التي ستمتد حدودها الى المحيط الاطلسي . فكيف لا تفقد الشعور بتسليط جيشها الالكتروني ، لتحريف الحقائق ، باستعمال اسلوب السب ، والشتم ،والتهديد .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خبث الجزائر ومكر البوليساريو
-
السؤال الذي على المغرب طرحه على الاتحاد الاوربي
-
لعبة الامم واشكالية صياغة القرارات الاممية -- الصحراء المغرب
...
-
حدود تحرك البوليساريو كجبهة وكجمهورية
-
اللقاء بين الاتحاد الاوربي والاتحاد الافريقي في مهب الريح
-
الملك ضد الملك
-
فشل إنفصال كتالونية
-
آية الغضب المحْموم
-
الحركات الانفصالية : الريف ، كتالونيا ، كردستان
-
كردستان العراق ، كتالونية ، الصحراء : من الحكم الذاتي الى ال
...
-
لا تلُم ْالكافر عن كفره ، فالفقر والجوع أب الكفار
-
رسالة الى الاستاذ عبدالرحيم المرنيسي -- مملكة السويد الديمقر
...
-
هل يمكن تغيير النظام في المغرب .... وان كان الامر ممكنا .. ك
...
-
هل فشل حراك الريف ؟
-
شهر نوفمبر سيكون عصيبا على المغرب ، ومصداقية ما يسمى بأصداقه
...
-
بخصوص ما جرى بعاصمة الموزنبيق موبوتو
-
من يعارض مغربية الصحراء ؟
-
جبهة البوليساريو ترحب وتطبل لتعيين رئيس ألمانيا السابق ممثلا
...
-
رحلت فابتعدت ..... أنت .. أنت ..... وحدك . من أغبالة آيت شخم
...
-
تباً لهذا الزمن المُتعفن . تباً لهذا الزمن الموبوء
المزيد.....
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
-
الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا
...
-
فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز
...
-
سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه
...
-
مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال
...
-
جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
-
البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة
...
-
مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
-
-الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد
...
المزيد.....
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
المزيد.....
|