طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 5677 - 2017 / 10 / 23 - 14:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ركنت أقف في باب الفندق اراقب الشارع وما فيه من مارة .. كان ذلك عام 2013 في مدينة
شيكاغو .. ليس بعيدا؛ توقفت سيارة شرطة ونزلت شرطية رشيقة جميلة مسرعة وتبعتها زميلتها التي كانت تقود العجلة.. انقضّتا وكأنهما لبوتين على شاب حاول ان يفلت !! طرحنه ارضا بحركة سريعة .. قيدتا معصميه ب( الكلبجة) ثم ألقيتاه داخل العجلة كنعجة مستسلمة وانطلقتا وهن يبتسمن بنشوة وانتصار..
انه ( القانون ) ...
تذكرت حينها ( اليشان ) الذي كانت قريتنا تربض على ظهره وادعة ، مطمئنة ..
كان ( اليشان) واحدا من أربعة ( يِشِنْ، وهي كلمة سومرية أصلا " إِسِنْ" وتعني ما ارتفع عن سطح الارض) تلك اليشن بقايا من مملكة لجش التي سن فيها الملك ( جوديو) اول قانون في التاريخ ..!!
كنا أطفالا نلعب على مقدمة اليشان العالية والتي نطل منها على الطريق الذي يربطها بناحية ( الغازية والتي سميت بعد 14 تموز بناحية النصر ! )
بين حين واخر نلمح من بعيد شرطيا قادما من الناحية ! ما ان نراه وهو يمتطي حصانه قادما حتى نركض باتجاه القرية ونحن نصرخ وننادي ( واوي .. واوي !!!!) .. حينذاك يبدأ معظم رجال وشباب القرية بالهروب وكل منهم يحمل بندقيته او مسدسه !! بل البعض منهم يهرب وهو لا يحمل سلاحا لانه لا يملك ذلك أصلا !! لكنه بالتأكيد مذنبا !! هارب او متخلف من الخدمة العسكرية او مطلوب مالا او ( حرامي !!) ..
شرطي واحد فقط لا يتعدى سلاحه البندقية وأحيانا السوط فقط !! وان أمسك بمذنب كان يربط يديه بحبل ويروح ( يسحل!!) به امام مرأى الجميع حتى يودعه السجن!
انه القانون
انها الدولة ...!
طالب
23 تش1 2017
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟