أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هادي فريد التكريتي - ميليشيات العشائر ..!














المزيد.....

ميليشيات العشائر ..!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 11:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


فشلت قوات الاحتلال الأمريكية ، في مكافحة الإرهاب ، وتحقيق الأمن والاستقرار للعراق ، منذ أن أسقطت النظام وحتى الوقت الحاضر ، نتيجة لأخطاء كثيرة ارتكبتها هذه القيادة ، المدنية والعسكرية ، جراء عدم فهم طبيعة الشعب العراقي ، لذا لجأت إلى تجريب أسلوب آخر ، بعد أن جربت حلولها العسكرية ، لعله ينجح هذه المرة ، في ضبط الحدود والمنافذ التي تتسلل منها عصابات قوى الإرهاب ، هذا الأسلوب سبق للدولة العثمانية في العراق أن استخدمته ، في مراحلها الأخيرة ، عندما كانت تمر بظروف مشابهة لما تمر به القوات الأمريكية في الوقت الحاضر . فعدم القدرة على ضبط الحدود ، واتساع نشاط العشائر المناوئ لحكومة العراق العثمانية ، وتمكنها من فرض سيطرتها على طريق القوافل الحكومية والمدنية ، المتوجهة من العراق إلى بقية الولايات المجاورة ، وعدم توفر الإمكانيات للحكومة ، على تسيير حماية عسكرية كافية لهذه القوافل ، دفع ولاة الولايات العثمانية لأن تعقد صفقات ، على مبالغ مسماة ، مع شيوخ العشائر التي تمر هذه القوافل بأراضيهم لحمايتها وعدم التعرض لها ، وعند الإخلال بتنفيذ الاتفاق من جانب الولاة العثمانيين ، أو عدم تسديد المبالغ المتفق عليها في الوقت المحدد، تتعرض القوافل مرة أخرى للنهب والسلب .
هذا الأسلوب بعينه ، هو ما تم الاتفاق عليه بين قوات الاحتلال الأمريكية ، ورؤساء العشائر العراقية ، التي تقع تحت سيطرتهم الطرق المؤدية إلى سوريا والأردن والسعودية ، عن طريق صفقة تتشكل بموجبها قوات عسكرية ، و شبه عسكرية ، تكون مسؤولة عن حماية الطرق والمناطق الحدودية المتاخمة للعراق ، تكون إدارتها وقيادتها خاضعة لتوجيهات شيوخ العشائر ، أو لمن يفوضونهم نيابة عنهم . هذه الخطوة ( الاتفاقية ) ، تحقق بعض الأمن لقوات الاحتلال الأمريكية ، إلا أنها تحمل مخاطر جسيمة للشعب العراقي ، للأسباب التالية :ـ
.1 ـ تشكيل قوات عسكرية ، وفق اتفاق أمريكي ـ عشائري غير معلنة بنوده ، بغض النظر عن التسمية ، ( شرطة وجيش ) ، من منطقة معينة ، قوميا وطائفيا ، خاضعة بالكامل لإدارة وأشراف شيوخ العشائر ، وبعيدا عن سيطرة وإشراف الدولة ومؤسساتها ، يعني تشكيل ميليشيات طائفية ـ عنصرية جديدة ، لمواجهة مليشيات قوات بدر وجيش المهدي وميليشيات حزب الدعوة ، التي تقوم بالانتهاكات الأمنية والقانونية التي كثرت في مناطق متعددة من العراق ، وانعكاس نتائجها السلبية على القوات الأمريكية ، باعتبارها مسؤولة عن الأمن في العراق .
2 ـ تمكين هذا النمط الجديد من المليشيات العشائرية ، لفرض سيطرتها على المنطقة ، ووضع الطرق الداخلة والخارجة إلى / ومن العراق تحت سيطرتها ، خطوة تؤسس لبقاء العراق وأمنه مرتهن بيد قوى غير مسؤولة ، عن قصد وتصميم أمريكي ، لإبقاء حالة التوتر الطائفي ـ العنصري قائمة في العراق ، لتقسيمه لاحقا .
3 ـ هذا الأسلوب الذي لجأت إليه إدارة الاحتلال ، يمثل هروبا من اعترافها بالفشل في مواجهة قوى الإرهاب ، وإلقاء تبعة ذلك لاحقا على قوات الأمن العراقية ، تبريرا لاستمرار تواجد القوات الأمريكية خارج وطنها . .
4 ـ الهروب والتنصل من كل الالتزامات التي تفرضها المواثيق الدولية على قوات الاحتلال ، من مسؤولية إحلال الأمن والسلم بين مواطني البلد المحتل .
الحلول الأمريكية ، وفق منظور المصلحة الأمريكية ، قاصرة عن وضع حلول ناجعة للمشاكل التي تفرزها قوات الاحتلال ، في بلاد الغير ، وليس من حل ، أمام الشعب العراقي ، إلا الحل الوطني ، المتمثل بإلغاء كل المليشيات الحزبية ، وليس ببناء وتشكيل ميليشيات عشائرية جديدة وفق الرؤى الأمريكية ، تزيد من مشاكلنا وتعقد فرص حلها ، ،خصوصا ونحن على أبواب فترة حكم دستورية جديدة ، يكون العراقيون ، والأمريكان ، قد اكتسبوا خبرات وتجارب من الفترة المنصرمة ، التي عانى الشعب كثيرا من مآسيها ، ولا زالت أمامه الكثير من المشاكل التي يطالب بحلها ، وهذا ما يجب أن نناضل جميعا ، من أجل إيجاد حلول اكثر واقعية للكثير مما نعاني من الهموم وما نشكو منها .



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدم العراقي المهدور في شباط الأسود ..!
- الاستحقاقات ..والمحاصصة ..!
- ليوم الشهيد ..تحية وسلام ..! - بمنايبة يوم الشهيد الشيوعي
- الرصافي شاعر التحرر..يحاول إيقاظ الرقود ..!
- الانتخابات ...وتقرير البعثة الدولية لمراقبتها...!
- أيها العراقيون ..لا زال العراقي الفيلي مهَجرا..!
- عندما يتحول البغض إلى حب ..!
- من أجل من ..صلاحيات رئيس الجمهورية ..!
- تأبين الشهداء ..والحزب الشيوعي ..!
- المليشيات والحكومة والوضع الأمني ..!
- الديموقراطية والاستحقاق الانتخابي ..!!
- أين الديموقراطية ..؟ تضامنا مع سجين الفكر والرأي الدكتور كما ...
- الشعب العراقي جدير بالديموقراطية ..ولكن ..!
- البصرة - تتونس - وكركوك تدفع الخاوة ..!
- السيادة وقوات الاحتلال ..!!
- الفساد..وفضح الحرامية..!!
- فرهود ..!
- الحوار المتمدن ضرورة لواقعنا ..!
- هل سجن الجادرية بداية الحلم ..؟
- من يستحق تمثيلي غدا- ..؟؟/ حمى الإنتخابات ..!


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هادي فريد التكريتي - ميليشيات العشائر ..!