أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ظاهرة الإرهاب ومعالجتها والقضاء عليها















المزيد.....

ظاهرة الإرهاب ومعالجتها والقضاء عليها


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 5642 - 2017 / 9 / 17 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أية ظاهرة في الوجود تكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل إما أن تكون سلبية أو إيجابية وهذه الأسباب والعوامل يمكن الوصول إليها من خلال المعلومات المستخلصة من التجربة والواقع وعلاقتها بتلك الأسباب والنتائج والمعلومات المستخلصة من التجربة والواقع التي أدت إلى ظهور هذه الظاهرة (الإرهاب) يمكن حصرها بأربعة أسباب : 1) إسرائيل 2) البطالة 3) الفقر والحرمان 4) الطائفية. وهذه الأسباب هي الروافد التي تصب في حفرة الإرهاب والحاضنة الرئيسية لها ولذلك يجب معالجتها من خلال القضاء على أسبابها التي هي الحاضنة الرئيسية لها.
1) إسرائيل : هذه العصابة من المافيات الصهيونية وأطلقت عليها دولة إسرائيل التي زرعتها الامبريالية العالمية في قلب الوطن العربي وجعلتها قاعدة عدوانية متقدمة لها في الشرق الأوسط تقوم بأعمال همجية منذ تأسيسها عام/ 1948 إلى الآن تتنافى مع أبسط الحقوق الإنسانية ضد العرب من أبناء فلسطين كتهديم بيوتهم وتهجيرهم منها وقتلهم وحرمانهم من حقوقهم وإن هذه الأعمال العدوانية الشرسة والهمجية استفزت وأثارت ضمائر كثير من المسيحيين واليهود ودفعتهم إلى التعاطف والاصطفاف مع المواطنين العرب في فلسطين، فكيف بالإنسان العربي والمسلم حينما يشاهد تلك التصرفات والسلوك اللاإنساني ضد الفلسطينيين ؟ فلا شك أن تلك الاعمال الهمجية والغير إنسانية تدفعهم إلى الانتقام من العصابات الصهيونية والدول المساندة لها بدون تمييز بمختلف الوسائل وهذه الظاهرة من العنف الإرهابي التي انتشرت في كثير من دول العالم هي رد فعل ضد العنف الصهيوني الذي تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين. ولذلك من المضحك والمهزلة أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإقامة التحالفات الدولية لمحاربة الإرهاب بينما المفروض بها ردع (طفلها المدلل) إسرائيل من السلوك والتصرفات اللاإنسانية ضد الفلسطينيين بدلاً من تجييش الجيوش وبذل الأموال لشراء السلاح والتضحية بالأرواح من الجنود والمدنيين، ومن حقيقة الظاهرة ودراستها من جميع جوانبها التي تستند على المعلومات المستخلصة من التجربة والواقع وعلاقتها بالسبب والنتيجة فإن جميع الدلائل تشير إلى الولايات المتحدة الأمريكية المستفيد الأول والأخير من ظاهرة الإرهاب التي جعلت منه سبب مباشر لتدخلها في الدول التي تتعرض للإرهاب كما تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأكثر تصريف وبيع للسلاح.
إن الولايات المتحدة الأمريكية لابد أن تخلق سبب يتيح لها التدخل في شؤون الدول الأخرى بعد أن تجعل من ذلك السبب مشكلة وفوضى وتجعل الدول الأخرى بحاجة إلى مساعدتها. فهي التي خلقت ظاهرة الإرهاب عن طريق منظمة القاعدة التي استبدلت الآن بداعش. فلو كانت الولايات المتحدة الأمريكية متحمسة إلى هذا الحد في محاربة الإرهاب لكان من المفروض بها أن تردع (الدولة اللقيطة) إسرائيل، ولماذا الإرهاب لم يذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل وحينما ضربت الطائرات برج التجارة العالمي في الولايات المحتدة الأمريكية قتل فيه الآلاف من أبناء جنسيات دول مختلفة ولا يوجد معهم صهيوني واحد وقد اتهمت وسائل إعلام كثيرة الولايات المتحدة الأمريكية بافتعال حادث برج التجارة العالمي.
2) البطالة : توصف البطالة بين الناس بأنها عملية فك الارتباط للإنسان القادر على العمل من النسيج الاجتماعي، ويكون حراً في إشغال موقع جديد على حساب الانتماء السابق سلباً أو إيجاباً وإذا أصبح عاطل بدون عمل يندفع نحو اليأس والإحباط ويصبح الأكثر احتمالاً انعطافه إلى الجانب السلبي في المجتمع من خلال العنف والجريمة والانخراط في المجاميع الإرهابية التي يصبح فيها العمل الذي يمارسه في حياته.
3) الفقر : الفقر يعني اغتراب الإنسان وحرمانه في الحياة من جميع مستلزمات الحياة ووسائل العيش المادية والمعنوية، فيعيش الإنسان من خلال تقديم وبيع جهده وعمله للآخرين لقاء مبلغ لقمة عيش له ولعائلته وهنا تحضرني صورتين عن معنى الفقر والعوز والحرمان الأولى لأديب عراقي كبير يقول في أحد مقاطعها ((جاء طفل متسول إلى رجل عجوز يجلس على قارعة الطريق ومد يده إليه وقال له (جوعان أعطيني فلس واحد) فنهض الرجل العجوز وأخذ يفتش في جيوبه عن فلس فلم يجده فالتفت إلى الطفل والدمعة تسيل من عينيه وقال له : والله ما أملك فلس فتركه الطفل وهو يضحك ويهز بيده ويقول هه ما يملك فلس)). والثانية للمحامي الكبير الشيوعي المصري نبيل الهلال والده كان أحد رؤساء الوزراء في عهد الملك فاروق في مصر حينما سأله أحد الصحافيين عن كيفية اعتناقه للفكر الشيوعي ووالده رئيس وزراء مصر فقال له الهلالي : (في أحد الأيام أرسلني والدي لشراء حلويات من أحد المحلات في القاهرة فوجدت بعض الأشخاص يقفون لشراء الحلويات فوقفت معهم فالتفت أنظر نحو المحل فوقع بصري على أربعة أطفال حفاة ملابسهم ممزقة وقذرة يخرجون ألسنتهم ويمسحون بها (يلطعون) زجاج محل بيع الحلويات ويعد استلامي علبة الحلويات خرجت إليهم وسألتهم لماذا تخرجون ألسنتكم وتمسحون بها زجاج المحل فقال لي كبيرهم الذي يبلغ عشرة سنوات من عمره : يا بيك لما بنمسح لساننا بالزجاج كأنما بنمسح قطعة حلويات. فأخرجت من علبة الحلويات لكل واحد منهم قطعة من الحلويات وبقيت الصورة في عقلي وقلبي وأنا أفكر بهؤلاء وأمثالهم من الفقراء والمحرومين. وكنت آنذاك طالباً في المرحلة الثانوية بأحد مدارس القاهرة فذهبت إلى اتحاد الطلبة في تلك المدرسة الثانوية وطلبت الانضمام إلى تنظيمات اتحاد الطلبة لكي أنخرط معهم في النضال والكفاح من أجل إنقاذ الفقراء والمحرومين من حياة البأس والحرمان والفقر وبناء مجتمع يرفل بالسعادة والرفاه والاستقرار والاطمئنان والعدالة الاجتماعية.
4) الطائفية : إن ظاهرة الطائفية متخلفة ومنبوذة لأنها تفرق وتميز بين الإنسان وأخيه الإنسان فتجعل الطائفية التي تمتاز بالسلطة والقوة أكثر نفوذاً ومقدرة في تحقيق ما ترغب به وتسعى إليه مما تجعلها هذه الامتيازات بالشعور والغرور والكبرياء تجاه الطوائف الأخرى مما ترك هذه الظاهرة وتخلق الحقد والحسد والعداوة والكره والاحتقار بين أبناء الطوائف الأخرى.
أما كيفية معالجة هذه الأسباب التي تعتبر الحاضنة الرئيسية للإرهاب والروافد التي تصب في حفرة الإرهاب هو تجفيف هذه الروافد وطمر حفرة الإرهاب والقضاء على حاضنته باستعمال وسيلة الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بردع إسرائيل من ممارسة أعمالها المجرمة ضد الشعب الفلسطيني، أما بالنسبة إلى البطالة والفقر فيمكن معالجتها من قبل الدولة بإقامة المشاريع الإنتاجية الوسيلة للعمل وامتصاص البطالة والقضاء على الفقر ويأتي ذلك من خلال القضاء على الفساد الإداري ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وبناء دولة مؤسسات كفوءة وتمتاز بالاختصاص والمعرفة أما بالنسبة إلى الطائفية فإن هذه الظاهرة تستوجب إبعاد الفكر الديني عن الدولة من خلال بناء دولة مدنية ديمقراطية تجعل جميع أبناء الشعب يشعرون بالمساواة والحقوق أمام القانون لأن الدولة التي تتكون من السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية تحكم وطن تعيش فيه قوميات وطوائف مختلفة ولذلك يجب أن تكون الدولة بعيدة عن الطائفية وهذا يأتي من خلال إبعاد الدين عن الدولة.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المثقف والسياسي في تطور المجتمع
- الإنسان والحياة
- الحلم
- خاطرة عن أيام زمان
- خواطر نضالية
- الضمير ومميزات الدولة والمجتمع
- حوار مع البروفسور علي الأديب
- مناجاة
- بمناسبة مرور عام للحراك الشعبي الجماهيري في العراق
- ذكرى ثورة 14 / تموز / 1958 الخالدة
- معنى المجتمع المدني ونشوئه وتطوره
- معنى الليبرالية ونشأتها وتطورها
- للحقيقة والتاريخ (الجزء الأول)
- السلطة وحرية الفكر
- معنى العلمانية ونشوئها وتطورها
- الديمقراطية السياسية وحقوق الإنسان
- من أجل الحقيقة والتاريخ (الجزء الثاني)
- تطور الديمقراطية وأنواعها
- توحيد قوى اليسار لمواجهة الهجمة الامبريالية الشرسة
- في هذا اليوم الأغر


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ظاهرة الإرهاب ومعالجتها والقضاء عليها