رسالة إلى اللقاء اليساري التحاوري الثاني في العراق


رزكار عقراوي
2017 / 9 / 13 - 23:01     

رسالة إلى اللقاء اليساري التحاوري الثاني في العراق
الذي سينعقد في بغداد في 23- سبتمبر - أيلول

رفيقاتي ورفاقي الأعزاء

أقدم ابتداءً شكري الجزيل على دعوتكم الكريمة لحضور لقاءكم القدير، وكان من دواعي سروري الكبير أن أكون معكم واشاركم هذا المشروع الهام لولا ظروف خاصة أعاقت ذلك، وأتطلع ان أكون معكم في الاجتماعات القادمة.
قوى الفساد والاستبداد المعادية لليسار وللمدنية والعلمانية ولحقوق الجماهير تحضر نفسها لإعادة تقسيم مواقع السلطة والنفوذ وترسيخ مكانتها بعد انتهاء مرحلة - داعش - وبدأت بعرض عضلاتها مستخدمة الصراعات القومية والطائفية وتأجيجها لتعزيز سلطتها الحاكمة في بغداد او أربيل، وتهدد بشكل علني فج الآن في إنها ستقمع أي صوت او توجه مضاد لها ولسلطتها الكالحة، وهذا يتطلب منا قبل أي وقت مضي توحيد وتجميع قوانا نحو بناء قطب يساري فاعل وقوي في المجتمع العراقي يكون محور أساسي في تحالف مدني ديمقراطي واسع .

كتجربة أولية أرى ان اللقاء اليساري الأول كان تاريخيا و ناجحا جدا وذو نتائج إيجابية حيث كان قفزة نوعية كبيرة ونوعا بالاعتراف بوجود الآخر، والإقرار العملي بالتعددية الفكرية والتنظيمية داخل اليسار العراقي، والرغبة في العمل معا بعد سنوات من شبه قطيعة، وأكيد هكذا عمل كبير ومهم جدا وحساس. من الممكن أن تحصل فيه بعض النواقص غير المقصودة، ولكي تكون لقاءاتنا اليسارية ذو نتائج إيجابية اكبر اقترح ان يتم:

1- توجيه دعوات لكل الفصائل والشخصيات اليسارية المهتمة بالموضوع دون استثناء بما فيها المتواجدة في إقليم كردستان العراق.

2- توسيع وإشراك كافة الأحزاب والتنظيمات اليسارية وكذلك المستقلين في التحضير والدعوات وإدارة اللقاءات ولجان المتابعة وإعداد الوثائق واليات العمل والخطط المستقبلية.

3- الابتعاد قدر الإمكان عن الاختلافات النظرية والفكرية الآن، والتركيز على الحوار حول نقاط الالتقاء المتعلقة بمشاكل الجماهير الكادحة وتعزيز الديمقراطية والمدنية ومناهضة الفساد والاستبداد في المجتمع العراقي وحقوق الإنسان والمساواة الكاملة للمرأة، والاتفاق على اطر التنسيق والعمل المشترك.

4- تجنب التصريحات المقصية والنافية لوجود القوى اليسارية الأخرى او التقليل من دورهم، او استخدام لغة حادة في الحوار او الشخصنة كما حصل في لقاءات بعض رفاق اليسار الأعزاء مع الفضائيات والصحف وفي شبكات التواصل الاجتماعي بعيد اللقاء التحاوري الأول ومنهم من اعتبر حزبه الحزب اليساري الوحيد في العراق او من استخدم لغة حادة اقصائية حادة مع الفصائل اليسارية الأخرى. لنكن واقعيين ولابد لنا ان نعترف: ان كل الفصائل اليسارية ضعيفة في المجتمع العراقي ودورنا محدود في المجتمع في ظل سيادة سلطة الأحزاب الطائفية والقومية، ولكن من الممكن اتحاد – الضعفاء أي تنظيمات اليسار – سيكون له تأثير إيجابي على عموم حركة اليسار والمجتمع في العراق.

5- لابد لكل القوى وخاصة اليسارية الكبيرة ابداء المرونة الكبيرة في إنجاح هذا المشروع ومراعاة التكافؤ، وتجنب فرض أجندتها للعمل المشترك حيث سيعني ذلك فشله! ، وخلق آليات جماعية للتواصل مع اكبر عدد ممكن من اليساريين وخاصة المستقلين الذين هم اكبر شريحة يسارية خارج الأحزاب اليسارية و تعمل وتناضل بإشكال مختلفة خارج الأطر التنظيمية. ومن المؤكد انه لا يمكن لحزب يساري واحد تحقيق وإدارة مشروع للعمل المشترك والتحالف اليساري بشكل ناجح ومرضي لكل الأطراف، وبل يجب ان يكون بشكل جماعي وبمشاركة كل فصائل اليسار اذا كانت النية صادقة نحو العمل المشترك وليس تحقيق اجندات حزبية لحزب يساري معين.

6- فتح موقع للقاء اليساري في الفيسبوك والتويتر ، إضافة الى فتح مجموعة فيسبوكية للحوار المتواصل حول المواضيع المختلفة التى تهم اليسار العراقي.

7- محاولة البث الحي لوقائع الاجتماع الثاني عبر الفيسبوك، وكذلك إشراك يساري الخارج في الاجتماع من خلال السكايب و الفيسبوك.

أتمنى لاجتماعكم الهام كل النجاح والتوفيق ومن المؤكد إن ذلك سيعزز من مكانة القوى اليسارية والديمقراطية العراقية والتقريب فيما بينها وتعزيز العمل المشترك ، وارى من الضروري ان نحاول جميعا ان ننسق الجهود داخل وخارج العراق من اجل إنجاح هذه التجربة التي هي في طورها الأولي ان لم يكن الجنيني، نحو المزيد من التنسيق والعمل المشترك بين القوى اليسارية العراقية ، ونحن في بداية الطريق ومن العادي جدا ان تكون هناك نواقص وتشنجات وحتى أخطاء، وايضا رد فعل سلبي معيق من اتجاهات متعصبة تنظيما رافضة للعمل المشترك داخل الأحزاب اليسارية نفسها.
لنعمل معا من اجل تحالف يساري مدني واسع

مع كل الاحترام وتقديري الحار للجميع وتقدير وشكر خاص الى الرفاق والرفيقات الأعزة في لجنة المتابعة.

رزكار عقراوي