جذور الاستفتاء...

موسى فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5637 - 2017 / 9 / 11 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

جذور الاستفتاء...
موسى فرج
واهم جداً من يظن ان الاستفتاء في كردستان يمثل خيار كل القاطنين في الحدود الموصوفة لإقليم كردستان فالجبهة الاشورية عارضته والتركمانية ايضا والنسبة الغالبة من عرب كركوك والمناطق المحاذية وجانب واسع من الكرد انفسهم... والمعارضون للاستفتاء لا ينطلقون بالضرورة من التمسك بوحدة العراق انما من هواجس مما سيلحقهم من ظلم تحت حكم عائلة برزاني ... ولكن ايضاً واهم جداً من يعتقد أن نتائج الاستفتاء لن تكون بأغلبية مع الانفصال...
واهم جداً من يصدق أن الفساد والمحاصصة والظلم الذي لحق إقليم كردستان من لدن حكومة بغداد هي الاسباب التي دفعت الى الاستفتاء فالفساد مستشر في اربيل كما هو في بغداد والمحاصصة والاستئثار قائمة في الإقليم كما هو الحال في بغداد وكردستان لم تُظلم من بغداد بعد عام 2003 بل العكس هو الصحيح تماما فقد مارس الساسة الكرد سياسة الابتزاز ولي الأذرع تحت تهديد الانفصال منذ عام 2003 فكان لهم القدح المعلى في رسم دستور المكونات وفرض حالة الكونفدرالية خلافاً للفيدرالية التي رسمها الدستور وشجعوا واستغلوا الى ابعد الحدود حالة الفساد والتشرذم التي طبعت سلوك ساسة بغداد بأطيافهم شيعية كانت ام سنية...
وواهم جداً من يصدق أو يجعل من نفسه يصدق ادعاءات البرزاني بأنه كان يتوقع من ساسة بغداد بناء دولة مدنية وصبر كثيرا وعندما يأس توجه الى خيار الاستفتاء فهو الذي ساهم بوضع اسس نظام حكم المكونات وهو الذي تمسك بالسلطة اكثر من المالكي وهو الذي عطل عمل برلمان كردستان ..لكنه كان يستهدف استغلال حالة التشرذم السياسي لنظام بغداد ليزحف على أكبر قدر من الأراضي تحت ذرائع الاراضي المتنازع عليها تارة وتارة أخرى بطريقة الضم القسري وفرض الأمر الواقع كما في كركوك ومناطق أخرى الى جانب استغلال مشاركته في الحكم لبناء علاقاته مع الدول الأخرى ..علاقاته هو وليس علاقات دولة العراق ...
وواهم جداً من يلوح بتخويف البرزاني بقضية عدم وجود منفذ لكردستان على البحر فقد تقرب الى البحر من خلال اسرائيل وتقربت اسرائيل الى العراق وايران من خلاله ..وواهم ايضا من يعتقد أن القوة هي من تستجلب البرزاني الى حضن العراق فستكون كردستان خلال اشهر اكبر قاعدة امريكية اسرائيلية وسترفع شعار "فليخسأ الخاسئون"...
كل ذلك حصل بسبب انظمة الاستبداد والتخلف والظلم في العراق وبسبب طبقة سياسية طفيلية متهرئة فاسدة حلت بعد عام 2003 بدلا من ان تداوي الجراح هرشت المواجع ..والظلم لاحق بالعراقي مرابطاً في دولته العجوز أو منفصلاً في دولة كردستان.. ولعقود قادمة عديدة...
والقول بغير ذلك محض تقرب وزلفى ....

#موسى_فرج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات