|
الوجه الاخر لمسألة الروهنغا ببورمة
الرفيق طه
الحوار المتمدن-العدد: 5633 - 2017 / 9 / 7 - 04:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الوجه الآخر لمسألة الروهنغا
يمثل الروهينغا اقل من 20./.من شعب بورما او ماينمار. الحرب الاهلية قديمة جدا في في هذه البلاد منذ قرون خلت .لكن اشتعال فتيلهابين البوذيين التبت و المسلمين حديثا دشنته بريطانيا بداية عقد الاربعينات من القرن الماضي لفرض سيطرتها على البلاد . فبعد المقاومة الشديدة التي لاقتها بريطانيا المستعمرة من المسلمين الذين يقيمون في الولايات الجنوبية عملت على عزلهم من المناصب الادارية لتحل محلهم غيرهم من التبت و الاقليات الاخرى . و شجعت تانيب العرقيات و المذاهب الاخرى ضد المسلمين . هذا ما يسر على بريطانيا التحكم في البلاد خاصة ان اهمية بورمة قوية خاصة بعد سيطرة فرنسا على اللاووس و فيتنام . منذ ستينيات القرن الماضي و بورمة تعيش تحت الحكم العسكري الذي حاول لم شمل البلاد و اخراجها من الحرب الاهلية و اعادة الحكم للمدنيين الذي لم يتم الا قبل سنتين من الآن . المصالح المتداخلة للدول الاستعمارية تركت البلاد معاقة امام التطور و الاستقرار ، و كلما خطت خطوة الا و طفى ملف من الملفات للواجهة يجعل البلاد في ازمة دولية و محلية . و هكذا سنة 2011 لما حاول المجلس العسكري الحاكم تاسيس دستور للبلاد طفت على السطح قضية الروهينغا و استعملت كل الضغوطات الاعلامية و الدبلوماسية و القرارات الدولية توجت بتسليم جائزة نوبل للسلام لزعيمة المعارضة و التي تسلمت الحكم في البلاد الان . و رغم الدعم الدولي الذي تلقته زعيمة ماينمار و القوة المعنوية التي اكتسبتها كحاصلة على جئزة نوبل للسلام و رغم تبنيها لخطاب مترفع عن الاثنيات و المذاهب و الديانات فقد وجدت نفسها امام مطبات ستعصف بكل المجهودات التي تدفع نحو الاستقرار . موقع دولة بورمة او ماينمار يجعلها عرضة لكل الاطماع الامبريالية ، كما ان تعدد حساسياتها الدينية و العرقية يجعل منها لقمة سائغة و طيعة للفتنة و التدخلات الخارجية . البلاد التي تعتبر من اغنى المناطق بالخشب الثمين و 80./.من اراضيها غابوية ، و تسيطر على اهم مخزون عالمي من الياقوت و المرجان. و باطنها يحتوي على نسب مهمة من معدن الزنك و صفائح الذهب . ينضاف لها مخزون من الغاز و البترول ، هذا كله اذا اضفناه لمجار مائية جد مهمة و شواطئ تنافس تايلاند . يساهم في سيلان لعاب الشركات و الدول الامبريالية و يجعل مصالحهم تتصارع للتحكم في مدخرات ثرواتها . من الناحية الاستراتيجية يعد موقع ماينمار او بورمة ذا اهمية لا تضاهى في منطقة جنوب شرق آسيا . بلاد تقع بين الهند و الصين كقوتين عالميتين اقتصاديا و ديمغرافيا ، و تجاور تايلاند و اللاووس و البنغلاديش و قريبة من الفيتنام و اندونيسيا . الذين يتابعون السياسة الدولية منذ عقود يتفهمون ما معنى خلق دول فاشلة بالقرب من دول عظمى . تجربة افشال الدولة بافغانستان و جعلها مرتعا للارهاب الرجعي له اثره الكبير على الاتحاد السوفياتي في فترة الثمانينيات كبلد جار و كحليف لنظام نجيب الله . و الحرب في افغانستان و تنبيه النعرات الاثنية و المذهبية و الدينية و حرب المجاهدين لم يكن هدفها تحرير الافغان من الروس و لكنه اسلوب لاضعاف الدولة العظمى في الاتحاد السوفياتي و القيام بحرب استنزاف بالوكالة ضده . هذا الاسلوب الناجح هو نفسه تم استغلاله في الشيشان و البلقان ثم في اوكرانيا . كما استعمل في العراق و سوريا . و اليوم و بعد التحولات الدولية التي عرفها العالم على المستوى الاقتصادي و السياسي و عدم قدرة الولايات المتحدة على احتكار موقع الريادة في تسيير العالم و بظهور اقطاب جديدة تنافس القطب الاروامريكي كقطب البريكس و الذي تعد فيه الصين و الهند و روسيا كدول محورية اضافة الى جنوب افريقيا و البرازيل و في ظل انفلات خيوط اللعبة و توازن الرعب في شبه الجزيرة الكورية من يد الولايات المتحدة و حلفائها و بلوغ الازمة الى مداها الذي لن ينتهي الا بتسليمهم بقوة كوريا الشمالية و استقلالها و صعوبة اللعب في المحور الرابط بين روسيا كوريا الشمالية و الصين الا كمن يلعب بالنار . كما ان روسيا تمكنت من تجاوز كل الازمات التي خلقتها لها الدول الغربية و تحديها لاستراتيجياتهم المتتالية لتصبح اليوم قوة عالمية لا يمكن الفعل فيها بل هي اليوم فاعل متحكم في الجزء الاهم من محيطها و مناطق نفوذها بل ان توسعها ينذر بالارتفاع طولا و عرضا . في ظل كل هذه الظروف ستصبح بورمة هي المستنقع الذي ستتجمع فيه كل اشكال الارهاب الدولي المتستر تحت اسماء القاعدة و داعش و الجهاديين باسماء و القاب تختلف في الشكل لكنها تتوحد في المضمون لخلق بؤرة تتمكن من خلالها الولايات المتحدة الامريكية و حلفاؤها من النبش في حدود الصين و خلق مناطق توتر عالمية من هناك قد تدفع بحروب اهلية تؤثر على اقتصاد المنطقة و استقرارها ، بل يصبح ملف بورمة وسيلة ضغط و ابتزاز ضد الصين التي عرفت كيف تتجاوز الوقوع في فخ الحروب الاستنزافية التي تديرها امريكا و حلفؤها ضد اعدائها . و يعد ملف تايوان و كوريا الشمالية نموذجين صارخين على نباهة القيادة الصينية . بؤرة توثر بورمة و المنطقة جنوب شرق آسيا توفر للامبريالية ملاذا آمنا لبيع الاسلحة و خلق مستعمرات جديدة بوكلاء طيعين . و في كل مرة يبقى الاسلامويون تحت عناوين متعددة هم خزانا لن ينضب لتمرير مخططات الامبريالية العالمية بتوفير التموين المالي و البشري و الايديولوجي و الفكري لتمرير مخططاتها ، كما انها هي حطب النيران المشتعلة لحرق الشعوب باسم الجهاد و الدفاع عن المسلمين او احد مذاهب المسلمين . للاشارة فان مسلموا بورمة هم في اغلبيتهم من اصول بعيدة من اليمن و السعودية و اندونيسيا بنسبة ضعيفة جدا . هم اليمنيون الذين يذبحون في اليمن على يد تحالف دول و منظمات هم انفسهم يدعون للدفاع عن اليمنيين في بورمة . فهل سيخلف المسلمون الموعد على خدمة الامبريالية العالمية و يعودون لرشدهم و يفوتوا على اعداء الشعوب فرصة استغلال معتقداتهم لحرق شعوب و طاقات بشرية و مادية و استغلال ثروات الشعوب المضطهدة .؟؟؟ لا امل في المدى القريب و المتوسط . سي محمد طه الدار البيضاء 06/08/2017
#الرفيق_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حماة حراك المغرب 2017
-
اعتقال ناصر الزفزافي
-
ترامب ،كلينتون ، فوز و خسارة و وهم
-
هل للماركسية راهنية ام ماتت بموت معلميها ؟
-
.ستالين يدحر النازية و يؤسس لاخلاق الشيوعية -2- جزء من رد
-
ستالين يتحدى المقصلة الخروشتشوفية -1- جزء من رد
-
ستالين اكبر من النعيق و تقية اعداء اللينينية - ما قبل الرد -
-
ستالين اكبر من زعيق الببغاوات -رد على رشيد حمداوي
-
حب بطعم التحدي -الجزء الاول -
-
غابة خلف شجرة بانكيمون . او مسيرة الرباط تحجب البحر الخفي
-
سوريا ... الحرب القذرة
-
مقدمة في نقد النقد السياسي او مواجهة العطالة السياسية
-
جنيف 3 و نهاية السعودية اقليميا
-
الحلف العسكري الاسلامي مذهبي ام توسيع للناتو
-
النفط سوري و السارق داعش و المستفيد اردوغان
-
راوية ... حلم شباب الهزيمة
-
حوار العيون ---الحلقة العاشرة
-
حرية و سعيد -الجزء الاول
-
بكارة شرف و انوثة عائشة الجزء الرابع
-
بكارة شرف و انوثة عائشة ( الجزء الثالث )
المزيد.....
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
-
زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
-
خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا
...
-
الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد
...
-
ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا
...
-
وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا
...
-
-فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|