أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامي بزيع - مفصل تاريخي لطاقتي الذكورة والانوثة














المزيد.....

مفصل تاريخي لطاقتي الذكورة والانوثة


كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 5629 - 2017 / 9 / 3 - 18:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يجب الا نتخيل ان تاريخ الرجل والمرأة هو تاريخ صراع قائم بينهما، بل ان هناك لحظة تاريخية بعينها جعلت الرجل او الذكورة افضل من المرأة، جعلته كائنا ساميا على حساب شريكته في الارض.
لن اتناول الكتابات التي تحدثت عن آدم التي جاءت حواء من "ضلعه"، والتي صنفته على انه "ابو البشرية"، لن اتكلم بالمقابل عن فكرة "ان الانثى هي الاصل"، بل ان استمارر البشرية يؤكد انهما صارا جنبا الى جنب، بتكامل وانسجام وحب في لحظات تاريخية، دون ان يكون احدهما افضل من الآخر.
لو القينا نظرة على شركائنا في هذا الكوكب، لوجدنا ان الاسد واللبوة يعيشان بانسجام وبدون اي صراع بينهما، اللبوة تعرف دورها جيدا، تهتم بالصغار، تعلمهم، تصطاد، والاسد بدوره يحمي المنطقة، يمنع الاغراب من الدخول اليها او ذكور اخرين من الاقتراب من لبوته وصغاره. الانثى تدعه يأكل اولا من صيدها الى ان يشبع ثم تاكل هي، بدون ان يكون لديها عقدة الدونية او تنشء صراعا مع الاسد. هي تقوم بما عليها القيام وهو يقوم بما عليه القيام به بدون ان يراقب ويحاسب احدهما الاخر.
ربما خطأ الانسان انه وقع منذ البداية تحت سيطرة الاحكام، تقييم عمله وعمل الاخرين، اي انه بينما كان المطلوب منه ان يقوم بدوره، كان شغله الشاغل هو مايقوم به شريكه، وماينعكس عليه هذا السلوك، وهكذا بين ليلة وضحاها اصبحت "الذكورة" هي الاعلى شأنا، بينما هبطت "الانوثة " الى المرتبة الثانية.
يفسر البعض ان النقطة الحاسمة في هذا التحول كانت مع خروج الرجل للصيد، فأصبح هو معيل الانثى والاولاد، وبينما بقيت المرأة مع الاولاد لتهتم بهم، كانت اهمية الغذاء هي من جعلت الرجل يحصل على مرتبة تفوق شريكته التي لم تكن تنتج الغذاء الا للمواليد الجدد.
لكن الامر لن يبقى طويلا اذ سرعان ما اكتشفت المرأة ببقائها في المسكن انها يمكنها ان تقطف من الاعشاب المحيطة ما يمكن ان يسد الحاجة للغذاء، كما انها بعد ذلك اكتشفت الزراعة، مع العلم انه ليس امرا محسوما ان كان الانسان نباتيا او لاحما بفطرته.
يفخر الاهل بمولودهم الذكر، كيف لا وعلى الذكر تتوقف شجرة العائلة برمتها، النسب الابوي هو ما يضمن النسل، كل الاجيال اللاحقة تحمل كنيته، اذن هذه الكنية خالدة لا تموت، بينما المولودة الانثى تحمل قدرها بيدها، لقد جاءت انثى.
انعكست العقلية الذكورية بكل مجالات الحياة، في السياسة كان الرجال هم السادة، في الاقتصاد، في الدين، في الفلسفة والعلم والاختراع، ناهيك عن العقلية الشعبية التي كرست واجب طاعة المراة للرجل، فكان هو "الرب" وهي "التابع".
منذ سيطرة الفكر الذكوري على الحياة الانسانية، لم تشهد البشرية نبية او فيلسوفة، اليس الامر مستغربا؟. او ربما كان الامر مقصودا، لتبقى الاجيال غارقة في الجهل، خصوصا بعيدا عن الوعي الكوني الذي طالما كانت المراة اقرب اليه؟!.
ربما كان الرجل من ناحية سعيدا بهذه السيادة التي تمتع بها، ولكن هو نفسه كان ايضا ضحية هذا الفكر الذكوري، لان هناك جوانب اخرى من شخصيته تم كبتها وتقييدها، بل ان الصورة النمطية "الفحولة" التي فرضت عليه قد ارهقته واتعبته واسرته وهو ما لا يريده في كثير من الاحيان.
نتيجة سيادة الفكر الذكوري شاع الظلم والفساد والحرب والقتل، فالجانب الانثوي المحب العطوف السلمي الساكن تم قمعه وتغييبه، وهنا تم تعطيل طاقة الانثى.
ان طاقتي الذكر والانثى التي تعمل داخل الكائن البشري لا بد لها من ان تتكامل وتتوازن لتنتج الازدهار والخير والسعادة ولكن بغلبة طاقة على اخرى نتج الخلل الذي نرى نتائجه في كل مكان.
ونعود الى السؤال، ماهي اللحظة الحاسمة التي جعلت من الذكر الكائن الاسمى والاعلى من المرأة، انها اللحظة التي تم اعتماد الشمس كمرجع اساسي للانسان على الارض، في هذه اللحظة تم سحب دور القمر وتاثيره، غابت المرأة وهمشت طاقة القمر، لتطغى طاقة الشمس بكل ما حملته من وبال وشر ودمار.
نتابع في المقال المقبل



#كامي_بزيع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاقتي الانوثة والذكورة
- نقطة القمر في جسم الرجل
- قمر المرأة الداخلي
- مراكز القمر في جسم المراة
- لاستعادة الطاقة الانثوية
- الشاكرات وتردداتها الموسيقية
- البذور في علاج السوجوك
- علاج سوجوك
- طرق شفاء طفلنا الداخلي
- جروح الطفل الداخلي فينا
- الانسجام وقوانين الطبيعة
- تصنيف الغذاء
- تأمل النور والشفاء الذاتي
- الماندالا
- البرمجة اللغوية العصبية
- نصفي الدماغ
- صعوبة التغيير
- تفريغ الطاقة السلبية
- الخوف
- التنويم الايحائي


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامي بزيع - مفصل تاريخي لطاقتي الذكورة والانوثة