ماهر رزوق
الحوار المتمدن-العدد: 5605 - 2017 / 8 / 10 - 03:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل أنت فعلاً مسؤول تماماً عن تصرفاتك و قراراتك ؟؟
هل تستطيع بكل بساطة أن تقف مع المنطق أو الحقيقة , حتى لو عارض ذلك مصالحك و قناعاتك و معتقداتك ؟؟
إذا راجعت كل المواقف التي مررت بها في حياتك , بموضوعية شديدة , فهل ستجد أنك كنت حراً في أحكامك و ردود أفعالك ؟؟
اليوم لو راجع كثير منا , الأحداث التي مروا بها , أعتقد سيجدون أنهم لم يكونوا يوماً إلا مساجين في الزنزانات المتنوعة للإيديولوجيا ...
أراجع اليوم (بموضوعية) الأحداث العظيمة التي مربها السوريون , فأجد أن الجميع كانوا مجرد بيادق في ساحة الإيديولوجيات المتصارعة ...
فالعلوي يخاف السني و يحتمي بالنظام ...
و السني يجد أن التشدد الإسلامي , هو ردة الفعل الصحيحة على الظلم الذي تعرض له ...
هل كانوا فعلاً يبحثون عن الحرية ؟ أم أنهم فقط يبحثون عن زنزانة أكثر اتساعاً وحسب ؟؟
يقول الكاتب علاء الأسواني في أغلب مقالاته : أن الديمقراطية هي الحل...
لكن السؤال الملح هنا : هل فعلاً أن الشعوب العربية مؤهلة للديمقراطية؟؟
هل فعلاً نحن شعوب تعي كل سلبيات و إيجابيات الديمقراطية ... و تعي خطر اعتمادها في مجتمعات منغلقة و مؤدلجة و غير واعية سياسياً و إنسانياً ؟؟
فكما قال برناردشو : إن الديمقراطية لا تصلح لمجتمع جاهل , لأن أغلبية من الحمير ستحدد مصيرك !!
نسأل أيضاً : هل الشعوب الأوربية المتقدمة , هي فعلاً تحررت من سلاسل الإيديولوجيا ؟؟
للأمانة في الطرح , كان لابد من هكذا سؤال , لأنني أعتقد أن الإنسان لا يسعى أبداً إلى حريته , بقدر سعيه إلى تغيير أشكال القيود و ألوانها و أسمائها ... و لكن تبقى القيود قيوداً , مهما جملنا صورتها بالأوصاف و الأسماء المختلفة ...
لماذا إذن يبقى الإنسان عبداً للإيديولوجيا و لا يسعى إلى القضاء عليها تماماً و إزالتها بشكل جذري من حياته ؟؟
هل فعلاً لا نستطيع العيش بدون هذه القيود الكثيرة التي فرض علينا بعضها , و قبلنا معظمها بإرادتنا عن طيب خاطر ؟؟؟
#ماهر_رزوق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟