أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - قتل النضال باسم -النضال-














المزيد.....

قتل النضال باسم -النضال-


أحمد بيان

الحوار المتمدن-العدد: 5597 - 2017 / 7 / 31 - 04:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قتل النضال باسم "النضال"..
معذرة للمناضلين الحقيقيين. ويشرفني أن أكون واحدا منهم. إن المناضل والشهيد وجهان متلازمان. إنهما وجهان لا يبغيان غير خدمة قضية الشعب المغربي المكافح. إن المناضل مشروع معتقل سياسي ومشروع شهيد.. ومن لا يضع ذلك في حسبانه ليس مناضلا. لأن النظام لا يرحم من يهدد وجوده، وخاصة إذا أحس باقتراب الخطر. و"المناضل" الذي لا يشرفني أن أكونه هو من يتطلع الى خدمة مصالحه ولو أدى به ذلك الى السجن، علما أن هذا الصنف من "المناضلين" يسعى حتى الى السجن أو ما يسمى السجن، لأن السجن بالنسبة للمناضل ليس هو السجن بالنسبة لشبيه المناضل، وذلك لصنع مستقبله السياسي "الزاهر" والمطمئن. إن هذا الصنف يهمه CV لامع لإثارة شهية النظام لاستقطابه كخادم مطيع وزلم من الأزلام. ولنا في تاريخنا القريب الكثير من الأسماء التي لعبت هذه الأدوار القذرة في المجالات السياسية والنقابية والجمعوية والإعلامية والثقافية. يكفي أن تكون لنا ذاكرة مناضلة حقا لنستحضرها في بشاعتها ورعونتها..
والنظام بدوره "يزرع" بيادقه/كلابه المدربة في صفوف المناضلين من أجل اكتشاف آليات اشتغالهم واكتساب الخبرة والحنكة ثم "ربح" لقب مناضل، وبالتالي كشف وجهه البشع وتوظيفه لإجهاض المشاريع النضالية وخلق التصدعات في أرجائها. لقد عرفت العديد من التجارب بالمغرب وخارجه هذه الآفات القاتلة في كثير من الأحيان.. وحتى الآن، تعيش وراء ظهرانينا جراثيم تدعي النضال، وهي تمارس الميوعة والتفسخ على جميع المستويات، بل تقتل النضال باسم "النضال"..
لقد تشابه علينا "المناضلون" بصيغة "تشابه علينا البقر".. وكم يؤلم أن ترى المرتزقة بثياب المناضلين يعيثون تصريحات وجملا إنشائية وادعاءات كاذبة..!! وكم نتحسر لمناصرة المرتزقة وتجاهل المناضلين داخل السجون وخارجها!! وكم تقوم الدنيا لفائدة المرتزقة وتقعد بالنسبة للمناضلين.. !!
إنه المكر الذي سيأتي يوم تعريته وفضح خلفياته المقيتة.. فكل المجالات السياسية والنقابية والحقوقية والثقافية و"المدنية" تعرف أسماء لا يشق لها غبار في ميدان التضليل والتغليط، وتراها سباقة لإعلان المبادرات المشبوهة واحتواء كل الأحداث المثيرة التي تسلط عليها الأضواء قبل أن تحدث.. وقد صار "النضال" كالدين، فكما هناك تجار الدين، هناك تجار النضال.. تجار السياسة وتجار النقابة وتجار الثقافة...
فلا يكفي أن تكون داخل "السجن" لتصير مناضلا. ولا يكفي أن ترفع شعارا لتصبح مناضلا. ولا يكفي أن تنتفخ أوداجك أو تعيث سبا وقدحا في من يختلف معك لتدعي النضال.. إن الزمن يفضح الإمعات ومتسولي الفتات، في أول المنعطفات..
إن درب النضال طويل وشاق من قبل ومن بعد. فأن تفتح عينيك وتجد "بطلا" أو "عملاقا" أو "مناضلا" أمامك، فالأمر يستدعي طرح أكثر من سؤال. فالمناضل الحقيقي لا يولد من الفراغ/العدم.. إن المناضل عكس ذلك، إنه يولد من رحم المعاناة المتواصلة. إن المناضل الحقيقي ليس "ديكا روميا" (أو الدجاج الرومي)، وليس منتوجا للصيغة الإشهارية "كيف تصير مناضلا في سبعة أيام؟".. إننا نعرف أنه من خلال الانترنيت، يمكن لأي كان أن يلم بالكثير من المعطيات، عكس الزمن السالف، ويدعي بالتالي المعرفة والنضال ويرفع عقيرته "لتكفير" هذا وذاك، ونعت هذا وذاك بشتى النعوتات، من مثل الخيانة والتخاذل والإصلاحية والانتهازية والتحريفية، وقس على ذلك.. وهو لم يذق طعم صفعة واحدة أو ركلة واحدة.. إنه "بو ودينة".. سمع و"آمن"، سمع و"اقتنع"، سمع وركع.. تبا لهذه العينة المقيتة التي تدعي النضال وتملأ الانترنيت ضجيجا..
إن المناضل يفرض ذاته بديناميته ورصانته وانسجامه موقفا وممارسة، وفي استمرارية لا متناهية. فلن يشفع لمرتد أو خائن أو متخاذل تاريخه أو رصيده النضاليين ليحافظ على رمزية المناضل. فهذه الرمزية ليست "ماركة مسجلة"، ولذلك نؤكد على مواصلة النضال حتى النهاية. وحتى لحظة "استراحة محارب" بدلالتها النضالية لا تعني الانتظارية أو الخنوع/الانبطاح أو الرضوخ للأمر الواقع. فاستراحة محارب، قد تكون وقفة تأمل داخل السجن أو خارجه، وقد تكون مهمة نضالية أو فرصة لاستجماع القوة وشحذ الهمة..
إننا والحال هذه، ندين من يقتل النضال باسم النضال، وندين من يتشبه بالمناضل وهو المرتزق والمتسول الجبان..



#أحمد_بيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناورات العدل والإحسان لا تنتهي
- وماذا بعد محطة 20 يوليوز 2017 بالحسيمة الأبية؟
- القوى الظلامية خط أحمر
- أب الشهيد مزياني يعانق أبناء الريف
- البام بطنجة: مناظرة أم مؤامرة؟!
- سؤال الى مسيرة الرباط (11 يونيو 2017)
- آن الأوان لنتحمل المسؤولية تجاه قضية شعبنا..
- عندما يخطئ -التضامن- طريقه او -التضامن- النخبوي
- المعتقلون الفلسطينيون يسطرون الملاحم
- النهج الديمقراطي يغازل -فيدرالية اليسار الديمقراطي-
- أي مرحلة تستدعي -الأنبياء والرسل-؟
- تمخض العثماني* فولد مسخا
- انتفاضة 23 مارس 1965 حية فينا ومن خلالنا
- جماعة العدل والاحسان تؤدي ثمن -برد الطرح-
- زمن تحطيم الأصنام السياسية بالمغرب
- المنعطف نحو البام مفروش بالورود
- النهج الديمقراطي: التطبيع مع القوى الظلامية
- تخليد ذكرى تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الآن: أي معنى.. ...
- مركز سعيدة المنبهي للأبحاث والدراسات
- مصادرة مقر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - قتل النضال باسم -النضال-