أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - جريمة -الشيخ عبد الله نصر-... بين التراث والموروث














المزيد.....

جريمة -الشيخ عبد الله نصر-... بين التراث والموروث


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5596 - 2017 / 7 / 30 - 06:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال:ماذا فعل الشيخ "محمد عبد الله نصر"، وما جريمتُه حتى يدخل السجن، ويُنسى بين عتمة ظلمائه، منذ شهور، قد تمتدُّ إلى سنوات، لا سمح الله، لو لم يُستجب لندائنا للإفراج عنه؟!
الإجابة: لقد طبّق هذه الآية الكريمة: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ". الرعد 17.
هذا ما قاله الُله تعالى حتى يبين لنا الفارقَ الهائل بين نقيضين. أحدهما ضارٌّ، والآخر نافع. “الزَّبَد" هو الرغوة التي تعلو الماء عند غليانه وتختفي عندما يبرد، أو ما يعلو موج البحر من رغوة بيضاء سرعان ما تتلاشى عند ارتطامها بالشاطئ. الآية السابقة تميّز إذن بين الزائل والباقي، بين الآفل والخالد، بين الغثّ والسمين. بين الخرافات المشينات التي تجعلنا نتوارى خجلا من الناس، وبين الفرائد النفائس الرواسخ التي تُزيّن جباهَنا بالنور وتُكلّل هاماتنا بأكاليل الفخر.
تلك الآية الكريمة بكل بساطة تميّز بين نقيضين هما: "الموروث"، و"التراث". والفارق بينهما هو الفارق بين حصوات الطريق ونجوم السماء. أما "الموروث" فهو "كل" و"جميع" ما ورثناه عن آبائنا وأجدادنا الأولين، من عادات وتقاليد وأفكار، قليلُها جيدٌ، وكثيرها خرافات وشعوذات، تجعل الناسَ، إن اتبعوها، يرزحون تحت ويلات الفقر والمرض والجهل، وعادة ما ينتهي الحالُ بهم إلى الاقتتال دفاعًا عن تلك الخرافات الموروثة. وأما التراث، فهو العنصرُ المشعّ من "الموروث”. التراث هو القليل الممتاز من الكثير الركيك. التراث هو قطعة الألماس الخبيئة بين كوم القش. التراث هو الأثر الخالد الذي تركه لنا الآباءُ والأجدادُ لنفخر به بين الأمم. هو العادات الراقية والتقاليد السامية التي تجعل واقعنا الراهن أكثر جمالا ويسرًا وإنسانيةً ونبلًا وفنًّا وتحضّرا. التراث هو "الصالح" من الآثار العلمية والفنية والأدبية والفلسفية، المتجسدة في الآثار والكتب والمقطوعات الفنية الساحرة من التشكيل والموسيقى والنحت، مما ترك لنا السلفُ الصالح. التراث هو الفلسفات الرفيعة التي تُعلي من قيمة الإنسان، مما ورثنا عن السلف، ولفرط سموّها وخلودها ورُقيّها، نظلُّ نتوارثها جيلا بعد جيل، حتى وصلت إلينا، وسوف نظلُّ نُورّثها لأولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل لأنها خالدة لا يجوز لها أن تندثر. أما الموروث، فإن العقل السليم ينتخب منه الجيدَ (فقط) ليرثه من السلف ويُورّثه للخلف، ويلفظُ منه الهشَّ الركيك حتى يتوارى وتطمره السنواتُ. بينما يأخذه كلَّه دون تأمل ولا فلترة، العقلُ الذي بين ثناياه مرضٌ.
لكل ثقافة وكل دولة وكل مجتمع وكل عقيدة، هناك دائمًا: “موروث" كثير وغزير، و"تراث" أصيلٌ وقليل. وتنقسم المجتمعاتُ في التعامل مع هذين الشيئين، تبعًا لتحضّرها أو تخلفها. المجتمعات الظلامية المتخلفة التي تقع في ذيل ركب العالم، تؤمن بالموروث (كله) دون تنقية، بحلوه ومُرّه، خيره وشرّه. أما الدول الراقية المتحضرة التي تقود العالم، فإنها تنتخبُ الجميل "فقط" من "الموروث"، وهو “التراث”.
هذا بالضبط ما فعله الشيخ "محمد عبد الله نصر". رفض أن يلتصق بالإسلام كلُّ "الموروث" الذي فيه ما فيه من جيد ورديء. فانتخب "الجيدَ" (التراث) وأقرَّ به، ورفض "الرديء" من الموروث مما يخالف القرآنَ، وقال: حاشا لديني وعقيدتي أن تصدقه.
أنصتوا من جديد لكل لقاءات الشيخ، في ضوء ما سبق، حتى تعرفوا كم هو مُفترى عليه. الشيخ "محمد عبد الله نصر" لم يُحرّض يومًا على قتل الناس، ولم ينشر البغضاء بين أركان مصر، حتى يُسجن ثلاثةَ عشر عامًا! إنما فكّر وبحث وقال. وفي جميع قوله حاول تبرئة عقيدتنا، مما يلصقه به مُشوهو الإسلام، خصومُ السلام. وأولئك هم الآمنون من الملاحقات القضائية! يترهلون على أرائك بيوتهم الوثيرة، يثرثرون على طاولات فضائياتهم، ويثرون ثراء فاحشًا بهدم الدين وتقويض الوطن والتحريض على قتل الأبرياء العزل المسالمين.
نداء متجدد للرئيس عبد الفتاح السيسي: الأمةُ التي تسجن مَن فكّر وقال، سواء أصاب أم أخطأ، وتلاحق بالقضايا من يحثّ على السلام بين الناس، وفي ذات الوقت تسكتُ عمن قتل وعمن حرّض على القتل، هي أمةٌ تستحق ما هي فيه من ويل. ومصرُ .... لا يليق بها هذا!
سيادة الرئيس، بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن كل عقلاء مصر، ممن يؤمنون بنهج ابن رشد: "الرأيُ يُحاجَجُ بالرأي، لا بالسجن"، أناشدك للمرة الثالثة بالتدخّل لحماية مفكري مصر من الارتزاقيين الذين يشتهرون ويثرون بهدم الإسلام وتحطيم صورة مصر أمام العالم. وعلّكم تعرفون أن الشيخ "محمد عبد الله نصر" مصابٌ بالسكر وبالتليف الكبدي، ولن يصمد للسجن طويلا.
إن لم تنته تلك المهازلُ، فإنني أعلنُ بكل أسًى أن هذه الأمة المنكودة لا أمل فيها ولا رجاء، مادامت تُصعَّد للقضاء تلك الدعاوى الكيدية البليدة التي وراءها شخوصٌ فارغون؛ لا شغلَ يشغلهم ولا مشغلة، يرتعبون إن شاهدوا شخصًا يفكر ويجتهد ويخطئ ويصيب، كما هو حال الإنسان منذ نشأ. فالدماغُ يُرعب من ليس له دماغ. والإسلامُ بريءٌ من المُنفّرين. والحريةُ للشيخ محمد عبد الله نصر.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علا غبور .... فارسةٌ نورانية من بلادي
- أغنية حبّ من أجل مأمون المليجي
- غزوة المترو … والمطوّع على الطريق
- الحياة معًا …. كما أسراب الطيور
- داعش تغيّر وجه البشرية
- علا غبور … فارسةٌ من بلادي
- الكتيبة 103
- زي النهارده واليومين اللي فاتوا... كارت أحمر
- مسيحيون يغنّون للقرآن
- دستور ماعت … وقانون الأزهر
- وأد القليل من الحرية ... باسم الأزهر
- المصري اليوم … طيارة ورق
- احذر … الفيروس ينخر في عظامك!
- مسجد المسيح ومسجد مريم عليهما السلام
- هل مازال التمرُ في يد الأقباط؟
- نعم... التمرُ مازال في يد الأقباط
- لأن الشمس غير عادلة والقمر كاذب!
- جرس الكنيسة لإفطار رمضان
- كيف سمحت بالدم ... وأنت كريم!
- حكاية من كتاب الأقباط: سامح الله من لامني في حبهم


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - جريمة -الشيخ عبد الله نصر-... بين التراث والموروث