أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - ساهر.. صحفي بارع من تلاميذ طريق الشعب














المزيد.....

ساهر.. صحفي بارع من تلاميذ طريق الشعب


كفاح حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5594 - 2017 / 7 / 28 - 23:46
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في يوم خريفي ممطر, وسط فوضى باصات نقل الركاب في ساحة الميدان, كان لقائي الأول مع الشهيد باسم كمونه ( ساهر).. هو قادم من دوامه الدراسي في الوزيرية, حيث كلية الإدارة و الإقتصاد في جامعة بغداد. و أنا قادم من شارع صفي الدين الحلي حيث دوامي الدراسي في الجامعة المستنصرية. و كان لقائنا لتناول الغداء في أحد مطاعم الميدان الرخيصة. ثم نأخد الباص المتوجه إلى شارع السعدون حيث مقر أسرة تحرير طريق الشعب, لنحضر الإجتماع الدوري للمكتب الصحفي الطلابي. حيث سيحل محل الرفيق أبو مروان ( لطيف) الذي هرب من العمل الصحفي و إنغمر في النشاط الطلابي التنظيمي المتصاعد. حيث عرفني أبو مروان على ساهر لنذهب سوية إلى الإجتماع. هذا كان أول يوم في حياة صاحبي ساهر الصحفية. لقد كانت له الصحافة عالم مجهول. و لكنني لاحظت سعادة كبيرة في ملامح وجهه و هو يتولى هذه المهمة. حيث وجدها فرصة نادرة
لقد كان صامتا طيلة الإجتماع. ينصت إلى مساهمة أعضاء المكتب و مقترحاتهم. و بدأ الرفيق أبو سلام سكرتير المكتب يوضح له روتين عملنا و ما هي مهامه. وورطه في أول مهمة. حيث أعطاه صندوق من الكارتون مملوء بقصاصات متنوعة من رسائل موجهة إلى الجريدة كتبها المئات من أعضاء و أصدقاء المنظمة الطلابية في بغداد. حيث على رفيقي ساهر جردها و ترتيبها و إختيار الصالح منها, لإعادة صياغته و إرساله إلى هيئة تحرير الجريدة أو إلى أقسامها المتنوعة. و تقبل ساهر المهمة مستفسرا كم أمامه من الوقت لتنفيذ مهمته, و الحيرة بادية في تقاسيم وجهه. فضحكنا نحن الحاضرين و رددنا اللازمة المعروفة..
(في أسرع وقت يا رفيق.. لا وقت للإنتظار).
و منذ اليوم الأول ربطتني بساهر علاقة صداقة توطدت مع الأيام.. حيث كانت إهتماماتنا مشتركة, و تربيتنا العائلية متقاربة. و كنت أمازحه عن حادثة تأريخية قديمة حدثت في كربلاء..
( إنتو قتلتو دعبل و إحنا إبتلينا).
و بسرعة فائقة إستوعب ساهر روتين العمل الصحفي. و إلتحق بالدورة الصحفية الثانية التي نظمتها الجريدة بإدارة و تنظيم رائعين من الفقيد فائق بطي و بمحاضرات من الصحفيين المتخصصين في الجريدة.
و بعد هذه الدورة, و التي أتمها بنجاح فائق, إنغمر ساهر في العمل الصحفي في كل مجالاته.. فكان يكتب التحقيقات الصحفية إلى صفحات الطلبة و الشباب, التعليم و المعلم, حياة الشعب, شؤون عمالية و صفحة منوعات. و كان من أنشط أعضاء المكتب الصحفي, كان أنشط مننا جميعا.
و في غمرة العمل الصحفي و الحزبي تعرف على رفيقة حياته و التي أحبها حبا صادقا و عميقا. و فجأة إنقطع عننا ساهر.. حيث أصيب بوعكة شديدة ألزمته الفراش.. وعكة جعلته بين الحياة و الموت.. لقد حزنت جدا لحاله.. حيث أفتقدته كرفيق و صديق.. و شعرنا بأن مكانه شاغرا في المكتب الصحفي, مكانه لا يوجد رفيق قادر على تعويضه. و لكن بإرادته الحديدية إنتصر على المرض و عاد إلينا بعزيمة و قوة كبيرتين.. عاد إلينا في نهاية 1977.
و في وقتها بدأت بوادر الهجمة الشرسة للطغمة الحاكمة على منظمات و جماهير الحزب الشيوعي..و بدأ التضييق على توزيع الجريدة و منع من إدخالها إلى الجامعات و المعاهد الدراسية. و في أحد الأيام و أنا في زيارة إلى كلية الإدارة و الإقتصاد في الوزيرية, وجدت الجو ملتهبا, و سمعت صراخ رفيقاي خالد يوسف متي و أبو مروان, حيث أحاط بهم الجلاوزة داخل الحرم الجامعي و هم يعتدون عليهم بشكل همجي و سافر.. في وقتها خرجت مع العزيزين خالد و أبو مروان ألى منطقة الميدان, ثم واصلت مسيري نحو شارع السعدون و مقر أسرة تحرير طريق الشعب. و هناك إلتقيت برفيقي ساهر.. لقد كان مثلي منفعلا من حادث الإعتداء داخل الحرم الجامعي. و لكنه كان أكثر عزما و إرادة في مواصلة العمل و تحدي السلطة القمعية.. لقد قال لي إن الساعة أتت لنقرن أفعالنا بأقوالنا.
و في مطلع 1978 بدأت المنظمات الحزبية الطلابية تتهيأ لمواجهة الهجمة العنيفة و الشرسة و بدأ إنفكاك التحالف الهش بين البعث و الحزب الشيوعي. و كان من هذه الإجراءات سحب الرفيق ساهر من العمل الصحفي و الإستفادة منه في بناء الخطوط السرية لمنظمات الحزب الطلابية. لقد تقبل ساهر هذا القرار على مضض, حيث إنه كان يريد أن يبقى يعمل في الجريدة حتى ساعة إغلاقها. و يبقى مدافعا عنها حتى رمقه الأخير.
و في خضم الأحداث إفترقنا.. و بعد سنين حزنت و بكيت بكاء الأطفال و أنا أتلقى خبر أستشهاده هو و زوجته, و خبر إستشهاد إخوته.
لقد كان ساهر يحمل مقومات القائد الحزبي و قدرة هائلة في العمل الصحفي. حيث دخل في أيامه الأخيرة في الجريدة في مجال كتابة المقالة الصحفية و لم يبقى محصورا في كتابة التحقيقات الصحفية. و أبرع في كتابة المقال الصحفي الملخص و المكثف..
تبقى رفيقي و صديقي ساهر ( باسم كمونة) خالدا في قلوب رفاقك و محبيك و عصي عن النسيان..

كفاح حسن
تموز 2017



#كفاح_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رثاء الشيوعي الاخير في عينكاوة .. سليم بولس
- ذكريات كربلائية
- عن الاستفتاء في الاقليم
- الارهاب يوجه ضربته الغادرة إلى ستوكهولم
- للخيانة طعم مر
- مام صالح..نموذج للنقاوة و الوفاء
- احمد الهاشمي..و ذكريات الزمن الغابر..
- حاجي جمال..نموذج نادر للإنسان الطيب
- في ذكرى وضاح
- ما بعد تحرير الموصل
- في ذكرى بطلة كربلاء
- المعركة المصيرية في الحانة الشامية
- لماذا أحرقت الكرادة
- من ذاكرة الأيام .. حاجي بختيار
- وجوه لاتنسى
- ليلة ليست كبقية الليالي..
- اعتداء مرفوض على شروق العبايجي
- شكر..و توضيح
- تأريخ نضالي حافل..لابد له أن يستمر
- الشهيد شالاو..ذكريات برائحة الدم و الأرض


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - ساهر.. صحفي بارع من تلاميذ طريق الشعب