زيد كامل الكوار
الحوار المتمدن-العدد: 5579 - 2017 / 7 / 12 - 10:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أن انطلقت الحملة العسكرية لتحرير الأراضي التي احتلها داعش في عام2014، رافقت الحملة العسكرية حملة إعلامية تبشر بإعادة إعمار ما دمره المخربون الدواعش، وجرى التهليل والتطبيل لها وأعدت البرامج والمشاريع وتأسست الصناديق والجمعيات، فصندوق إعمار المناطق التي دمرها داعش من جهة وصندوق المانحين الذي أسسته الدول المانحة من جهة أخرى. ولم نر في ما رأينا إعمارا حقيقا على الرغم من أن بعض المحافظات قد مر على تحريرها الكامل أكثر من عامين، أما وقد تم تحرير مدينة الموصل بالكامل، ولم يتبق سوى القليل من المدن كتلعفر في الموصل والحويجة في كركوك وبعض المدن في الأنبار. ولن تكون هذه المدن عصية على أبطالنا من أبناء القوات المسلحة والجهات الأمنية والمتطوعوين في الحشد الشعبي وأبناء العشائر من المدن المحررة.
ويبقى الألم ماثلاً لفقدان معالم حضارية وأثرية لا تعوض، ولما لحق بالمدن والقصبات والقرى التي تحررت وآخرها الموصل الحدباء من دمار هائل. وتبقى مأساة النازحين تحزّ القلب وهم حتى الان يعيشون ظروفا غاية في الصعوبة.
وما زالت في الأفق مسألة تحرير ما تبقى من مدننا المغتصبة من الدواعش المجرمين. ولإنجاز ذلك يتوجب ان تتخذ كافة الإجراءات الضرورية، وان توظف الخبرة المتراكمة في مواصلة زخم الانتصارات المتحققة. ففي ذلك وفاء للضحايا، وقطع للطريق على فلول داعش المنهزمة ومنعها من ان تتخذ من تلك الأماكن موطئ قدم جديد لها ، او لغيرها من التنظيمات الاٍرهابية .
وتبرز الحاجة الى إطلاق حملة إعمار واسعة لإعادة بناء ما دمره داعش ، وما تأثر جراء العمليات العسكرية ضد التنظيم الإرهابي ، وان يكون ذلك على راس أولويات السلطات ومهامها ، تنفيذية وتشريعية ، وعدم اخضاع ذلك الى اجندات وحسابات الربح والخسارة سياسيا .
وصار لازما إعطاء الأولوية لتسهيل عودة النازحين والمهجرين وتأمين الخدمات لهم، وإعادة تحريك عجلة الحياة الطبيعية في المناطق المحررة من دون إبطاء. فلا معنى لتحرير الأرض و ترك الانسان يعاني الجوع والعطش والمرض والبطالة والعوز وحرّ الصيف الحارق . ولن يقبل بعد الآن شح الإمكانات و الموازنة الضعيفة والتقشف كعذر يؤخر أو يؤجل الإعمار، لأن الدول المانحة والشركات العالمية الرصينة، وشركات المقاولات العراقية الرصينة المعروفة كلها على أهبة الاستعداد وفي انتظار الإشارة لتدلي بدلوها في هذا العمل الكبير المنتظر. ولا يجب أن يكون شبح الفساد الإداري عائقا في طريق تنفيذ تلك المشاريع المؤجلة منذ سنين، فرقابة الحكومة ولجنة النزاهة لهم من الإمكانات الكثير، وبوسعها إن أرادت بإخلاص أن توظف لحماية تلك المشاريع من الفساد المالي والإداري، الكثير من طاقاتها المجمدة في أقبية دوائرها المنتشرة في مفاصل الحكومة العراقية المنتشرة في كل دوائر الدولة. وإن تعذر عليها ذلك فهناك شركات عالمية رصينة على استعداد لتولي تلك المهمة.
#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟