عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 5579 - 2017 / 7 / 12 - 10:11
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
من لم يثمن دور القوات العراقية في تحرير الموصل حاقد أو لم يستوعب المتغيرات
بقلم : عليان عليان
معركة الموصل الإستراتيجية ومحيطها التي انتهت بالنصر المؤزر للقوات العراقية بكل تشكيلاتها على تنظيم داعش الإرهابي ، وإنهاء دولة " الخرافة" لم تلق اهتماماً شبيهاً بالاهتمام الذي رافق معركة تحرير حلب .
والسبب في ذلك بات معلوماً، ومرتبط بتداعيات احتلال العراق والعاصمة بغداد عام 2003 ،ودخول العديد من قوى المعارضة للعراق في مناخ الاحتلال ونشوب الحرب الأهلية الطائفية، جراء الدور الطائفي البغيض لتنظيم القاعدة بقيادة أبو مصعب الزرقاوي ودور رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي الذي رد على فتنة الزرقاوي المدعوم سعوديا بفتنة مضادة.
فالبعض ظل مشدوداً لعام 2003 ولم يستوعب المتغيرات اللاحقة والإستراتيجية الأمريكية لإلغاء الحدود بين سورية والعراق ،عبر الصنيعة الصهيو أميركية بتمويل سعودي " داعش" بهدف إعمال سيف التقسيم المذهبي والطائفي والإثني في كل من سورية والعراق.
هذا البعض كان يرقص على اللحن السعودي ويتبنى الأخبار الملفقة عن دور "الحشد الشعبي" في إذلال " السنة" ، وتجاهل حقيقة أن هذا الحشد أصبح عشية معركة الموصل يضم مختلف الأطياف السياسية والمذهبية والعشائرية على أرضية الدفاع عن الوطن.
القوات العراقية ممثلة بالجيش العراقي وقوات النخبة وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية ، خاضت أشرف وأقسى المعارك ضد تنظيم داعش وقدمت مئات الشهداء في معارك الموصل والصحراء الغربية وحررت معظم أراضي العراق من قبضة داعش ، في الوقت الذي كانت السعودية وواشنطن تمد " داعش" بكل أنواع الأسلحة ، بينما الطيران الأميركي يقصف قوات الحشد الشعبي أثناء توجهها لمحاربة داعش ، ويقتل آلاف المدنيين العراقيين عن طريق " الخطأ المتعمد"
الآن وبعد أن اقتربت القوات العراقية ومعها الحشد الشعبي من تحرير معظم الأراضي العراقية ، سيشهد العراق فصلاً خطيراً لا يقل خطورة عن فصل الحرب مع داعش ، فالأمريكان الذين حضروا للعراق على شكل مستشارين ، وبنوا قاعدة لهم في عين الأسد ، بناء على طلب من رئيس الوزراء الحالي "حيدر العبادي" لن يغادروا العراق، وسيزعمون أن دورهم كان أساسياً في تحرير موصل ، ما يعني أن المالكي يكون قد أدخل الأمريكان من الشباك العريض ، بعد أن أخرجتهم المقاومة من الباب العريض ، وبالتالي سيشهد العراق مقاومةً جديدة بقيادة " الحشد الشعبي " ضد الوجود الأمريكي ، وقد تتوحد المقاومتان العراقية والسورية في مواجهة الوجود الأميركي الغازي في البلدين .
ولن تتوقف الأمور عند محاربة الأمريكان، فقد يفتح العراق معركة مع القوات التركية التي لا زالت تحتل منطقة بعشيقة في شمال العراق ،إذا لم تبادر طوعاً بالانسحاب من الأراضي العراقية ، خاصةً وأن أردوغان برر تواجد القوات التركية في منطقة بعشيقة بذريعة مزعومة ألا وهي محاربة داعش التي جرى سحقها في الموصل.
وتبقى المعركة الأهم هي إعادة بناء العراق على أسس وطنية بعيداً عن الأسس التقسيمية التي أرساها الحاكم الاستعماري بول بريمر وناحوم فيلدمان.
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟