ابراهيم سمو
الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 04:54
المحور:
الادب والفن
من وحي الزيارة الاولى .. قبل ماينيف على 25 حولا الى عفرين .
عفرين التي .."في كف(ها ) قطفة زيتون " وعلى صدرها طعنة غدر .. !.
الحافلة.. انقذفت، تلتهم الطريق والظلام والمطر، بنهم وعصبية ،وفي لحظة ما من اقترابنا الى عفرين / المدينة ،خلتُ مصابيح البيوت المتناثرة على الجبل ك عناقيد دالية ،نجوما ..وارتفع الى اعماقي تساؤل مقتضاه : |هل تريد النجوم هنا ملامسة الارض" . لكن احساس ما داخلني،فمنعتني ساعتها ،ان اعكر على مضيفي ،حتى قمعتُني فركنتُ اتأمل المطر المنقذف كالرصاص ،على نوافذ "الميكرو" وزجاجها الامامي ،واندمجُ مع صداح عدنان دلبرين "عفرين هاتوه خومه خوشه" وسط زعيق الركاب . نبهني ابو عبدو "وصلنا ." وصرخ في السائق " اشرفية عا مهلك ". ثم ..توجب ما ان توقفت الحافلة ،ان ننزل كي يعكرنا المطر والبلل والتعب، وينفرد بي خجل استغرق رحلتي تلك كلها ..ولا يحضرني جيدا، ان كنت تأبطت عاصفةئذ احدالاطفال ،او تلقفت الامتعة عند النزول مع العائلة ،لكني اذكر تماتما، انّا مضينا نعاند البرق والرعد والارهاق؛ نستعجل اقدامنا كي نصل ... ..
ليلتها لا ادري كيف خلدت روحي المتعثرة الى النوم ..امّا في الصباح فاذكر، فررت باكرا من فراشي ،وجدتني انتصبُ خلسة امام النافذة كسنديانة، استطلع : الاشجار كانت عارية ..التربة حمراء ..المنظر اذهلني مدّني بمشاعر غريبة ؛متناقضة وجديدة ..ثم عدتُ ؛اخذتُ مكاني في الفراش ثانية ،متصنعا هيئة نائم ،ولم ارفع الغطاء عن وجهي الناعس، الا بعد ان دبت الحركة في الغرفة ، اذ هممت اغادر الفراش، وقلت لمضيفي " المطر بلل الارض فتحولت الى حمراء".
ـ تربة عفرين حمراء قبل وبعد المطر..الامرسيان .
احمرّت وجنتاي ،تملكني صمت فظيع و..حين هبط الليل ادركت ،دون استعانة باحد ،ان النجوم التي رأيتها امس ،وانا في الحافلة ،لم تكن نجوما بل مصابيح عفرين .
عفرين ستبقى مصابيحك نجوما وضاءة وستبقين ك جبلك شامخة وخضراء ..رغم كل غدر .
#ابراهيم_سمو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟