أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - عن الكبار وأزمنتهم التي لا تغيب - بقلم / مؤمن سمير















المزيد.....

- عن الكبار وأزمنتهم التي لا تغيب - بقلم / مؤمن سمير


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 5555 - 2017 / 6 / 18 - 09:34
المحور: الادب والفن
    


نجيب محفوظ :
هو منذ البداية لم يكن بعيداً ففي مرحلة القراءة الوحشية التي كان عليها الفتى الذي كنتهُ لا أظن أنني بذلت جهداً لأصطفيه رغم أني أكملت قراءة مجايليه بالكامل كالتزام وضعته لنفسي ربما للهروب من إحساس بالذنب بعدما وضعته في عقلي إلى جوار الرعشة ومشاعر اللذة المرتبطة بالقراءة وهُمْ لا ، ثم حاولت مع أسرتي المتدينة أن ألتحق بكلية الآداب قسم الفلسفة مثله لكني فشلت – فلسفة ؟ والعياذ بالله ياكلب ! – وهكذا انضاف سبب جديد في صنع علاقة خاصة لم تنقطع أبداً بهذا الكاتب الكاتب وعندما حصل على نوبل كنت أخوض في غمار النار المستعرة حوله لكني منذ البداية لم أندهش للخبر لأني كنت مبكراً أوقن بأنه يضاهي كبار الانسانية وواحدٌ منهم. نجيب صديق أسئلتي الوجودية الخالدة وإن كان بمكره قد أفلت من وحشيتها لما فرشها على المائدة وحولها إلى فن بينما ظللت أنا أتعذب بها وأمرض. أحب له كثيراً من الأعمال وأُعيد اكتشافه كل فترة لكن الشحاذ والحرافيش وقلب الليل وليالي ألف ليلة وأصداء السيرة الذاتية هم الأقرب لروحي أما الجيل الأحدث في الكتابة فأظنه أقرب لأعماله الأخيرة : أصداء السيرة وأحلام فترة النقاهة. قديماً ساهمت السينما بالذات في نقل أسطورته إلى العامة لكن الزمن ساهم في تثبيته وحفره للأبد فصار الجميع يدخلون مراياه ورقياً والكترونياً ليروا أنفسهم وأرواحهم بشكل أفضل ..
أمل دنقل:
أمل دنقل شاعر متعدد اﻷغراض والموضوعات ويجيد سبك قصائده وشد خيطها من البداية للنهاية بطريقة ممتازة. لقد حصرنا أمل في قصائده السياسية، ﻷن واقعنا السياسي فرض على وعينا ذلك، وتجاهلنا بحسن أو بسوء نية أو بتكاسل نقدي قصائده الإنسانية اﻷكثر فنية ربما، وأكثر قربا من شرط الشعر. لقد وقعت في فترة الجامعة مثل غيري في خطيئة التصورات الجاهزة حول دنقل، إلى أن قرأت أعماله الكاملة وفوجئت بالتعدد والتنوع في الرؤية وفي اﻷداء الشعري، ووجدت إنساناً معذبا يبتعد خطوات عن الجبار صاحب النص الذي يهيج الجماهير الذي قر في اﻷذهان ﻷسباب تتعلق بنا نحن وبواقعنا، وليس بتجربته هو. في النهاية لن يبقى من الشعراء إلا الشاعر الإنساني الذي يمتح من تجربة إنسانية مشتركة ومن أسئلة وجودية خالدة، أما مَن يضيّق من تجربته ويخنقها بظرف متغير وحدث عابر فهو الخاسر الذي يظلم نصه ويجعله يسقط في اختبار الزمن القاسي الذي لا يرحم. وبالنسبة لي أحب له قصائد كثيرة لكن ديوانه اﻷخير يظل هو اﻷقرب للروح والنفس .. هو اكتماله الإنساني الأخير وصرخته اﻷكثر عذوبة وشجنا.
سعيد عقل :
من أكثر ما تردد في لبنان بلاغةً مقولة إن قدرنا كلبنانيين أن نُصَدِّر الكبار إلى السماء..كان هذا بمناسبة خسارة أسطورة الغناء والحب صباح وأسطورة الشعر سعيد عقل في يومين متتاليين. الاثنان عمَّرا طويلاً فعاش على ضفتيْهما أجيال واجتمع عليهما فرقاء وأضداد.. وكيف لا يبهرك شخصٌ متسعٌ مثل سعيد عقل يدرس اللاهوت المسيحي ويصير مرجعاً فيه، ثم يدرس الفقه الإسلامي بتعمق المتخصصين.
كيف لا تفتن بفيروز وهي تشدو «غنيت مكة» من كلماته؟
حاولت كثيراً أن أراه شاعراً وفقط لكني فشلت – رغم تميز قصائده التي تحرض على الحياة في حد ذاتها – هو شاعر لبنان ولبنان دمه ونسيجه وهواؤه لدرجة التوله: تبشيره بـ«الخاصية اللبنانية» والقومية اللبنانية في مواجهة كل الخصوصيات الأخرى.. في مواجهة الكون كله.. كان يكتفي من الحياة بلبنان ويختصر الحياة في لبنان.. كذلك دعواته التي عدها البعض تطرفاً للعامية اللبنانية، واعتبارها هي المستقبل.. تأسيسه لجائزته عام 1962، لأفضل من يأتي بلبنان في ثوبها القشيب.. ثم الموقف الملتبس الذي لُعن بسببه – وربما حتى اليوم- وهو تأييده للهجوم الاسرائيلي على لبنان، نكاية بالوجود العسكري الفلسطيني في لبنان!!. لكن في النهاية مَنْ في جيلي والجيل السابق ينكر أننا قضينا شبابنا مع «زهرة المدائن» و«يارا» و«بحبك مابعرف» و«أمي يا ملاكي» من بحره لضفاف فيروز.. ومن يستلهم هذه الروح العارمة، ثم يدعي أنه لن يبقى من أشعاره العمودية الملتزمة/ المنفتحة قصائد تدعو للحب والحياة ..
عندما مات سعيد عقل ماتت صفحة كاملة من دفتر لبنان الكبير: الشعر والغناء والحرب والحب .

عبدالرحمن الأبنودي :
بقى الأبنودي في العمق من الوعي وكذلك في دائرة الضوء لعقود طويلة ويرجع ذلك لأسباب عديدة من أهمها وأبقاها أنه فنان خاص وحقيقي ومتجاوز حيث لو عددنا المجددين في مسيرة قصيدة العامية المصرية بعد البدايات والتأسيس التي تنتهي وترق عند العم بيرم التونسي ثم البداية الحقيقية على يد فؤاد حداد وصلاح جاهين ثم مرحلة التعضيد عند عبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب وأحمد فؤاد نجم.. ورغم الفوارق الفنية والمواقفية بينهم فإنك لن تستطيع تجاهل واحد منهم مهما اختلفت مع توجهاته أو تقلباته أو بالأحرى مع علو وانخفاض ترمومتر علاقته مع السلطة أو قرار السلطة باعتبار الشاعر عروة في قميصها أو عدواً ... الأبنودي شاعر متمكن وماكر يجمع بين البساطة والتعقيد في شعره وينحت شعراً من الطبيعة المصرية الشاسعة العمق والامتدادات واستطاع ان يبدع قصيدة تدخل القلوب و" تعمَّر الدماغ " في الآن نفسه .. إن " جوابات حراجي القط " مثلاً عمل قار في الضمير بغض النظر عن أنه جزء من توهج المرحلة الناصرية وهكذا الفنان الحقيقي يسرق مما هو عابر أوراد خلوده واستمراره .. ومن يستطيع تجاهل " الموت على الأسفلت " الأنشودة الأكثر عذوبة في استشهاد ناجي العلي .. حتى كتابه " أيامي الحلوة " تكتشف وتسمع وأنت تقرأه شخصاً ليس بعيداً عن ملامحك وروحك أبداً .. إن من ينجحون في قراءة شرطهم التاريخي ويتعاملون معه بمعينهم العميق من الابداع وكثير من الذكاء أيضاً ليسوا كثر.. لكنهم يبقون ويشكلون وعينا ونظرتنا للدنيا .. وإضافة الأبنودي لفن الأغنية العربية إضافة مبهرة لا يمكن تجاهلها وحذفها من روحنا المجهدة حيث حول الأغنية إلى صور غنية بالدهشة وباكتشاف أبعاد أخرى وطبقات متعددة للحب والموت والفرحة والحياة وأدخل المفردات والعوالم الشعبية وعمقها العبقري لدائرة الانتباه والاكتشاف بحذق ومهارة وفنية عالية .. جمع الرجل بين حب البسطاء وبين احترام قطاعات كثيرة من المثقفين وكذلك على سخط قطاعات أكثر منهم ربما لأنهم اندهشوا مما اعتبروه توليفة عجيبة لا يقدر عليها إلا جبار.. كيف تكون فناناً لا خلاف على دوره التجديدي وإضافاته وعلى ثقافته ، ويسارياً لا اختلاف على انتمائه للمهمشين وكيف تكون قريباً طول الوقت من السلطة ولا تستغني عنك أبداً رغم وضعك في السجن حتى ..!! كيف يدخلك رجال الأعمال إلى صالوناتهم ويدخلك المعدمين إلى قلوبهم في نفس اللحظة .. لم يستطع الجميع الاستغناء عنك لأنك تستحق وتقدر .. كتبتَ في أعياد ميلاد مبارك لكنك انتقدته بعنف في السنوات الأخيرة .. لفت النظر للسيرة الهلالية وأخرجتها للأعلام ولقطاعات كانت بعيدة عن بريقها رغم اتهام الباحثين لك بتهميش الطيب " جابر أبو حسين " .. الخ الخ من الشائعات والحقائق التي لاتُنسج إلا حول الكبار.. في النهاية سيبقى هذا الفنان الكبير صفحة مهمة في مشروع التجديد المصري في القصيدة العامية وفي الأغنية وصفحة براقة لاقتراب المثقف الحاد والواضح من الحياة المعاشة وتحطيمه لأسطورة البرج العاجي ..



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرَّاب قصيدة النثر المصرية ينتقل إلى فضاءٍ أرحب
- مؤمن سمير.. حطاب أعمى بلا خبز ولا نبيذ
- رقصٌ ملون
- المشهد النقدي اليوم كما يراه المبدع، ما بين سلطة تتلاشى وفسا ...
- حوار مع الشاعرالمصري مؤمن سمير في الموقع العراقي - كتابات-
- إلى الشاعر الكبير / مؤمن سمير بمناسبة تكريمه : شعر / أحمد جل ...
- * لا تُصَدِّقي يا هدى * شعر / مؤمن سمير . مصر
- - يقول عضوكِ - شعر / مؤمن سمير . مصر
- * سَاعةٌ للقتلِ * شعر / مؤمن سمير. مصر
- * الطلسم * شعر / مؤمن سمير. مصر
- - عن رعشتي - ، شعر ، مؤمن سمير . مصر
- مؤمن سمير في حواره ل جريدة «البديل»المصرية : الأنظمة تتجمل ب ...
- حوار مجلة الإذاعة والتليفزيون المصرية مع الشاعر مؤمن سمير عد ...
- - خضر القصائد .. ومولانا - شعر / منال محمد علي
- من أجواء ديوان - بهجة الاحتضار - للشاعر مؤمن سمير بقلم د/ عب ...
- فكرة الموت في قصيدة النثر بقلم/ د. عبد الحكم العلامي
- - ذاكرة النسيان - شعر/ مؤمن سمير
- - مساءٌ عجوز - شعر / مؤمن سمير
- - تطلُّ علينا من العيون - شعر / مؤمن سمير
- - مبعوث السماء - شعر : مؤمن سمير


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - عن الكبار وأزمنتهم التي لا تغيب - بقلم / مؤمن سمير