|
كأنّه أبي. الفصل الثّاني-2-
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 17:35
المحور:
الادب والفن
عندما يفاجئني الحبّ أنسى حياتي السّابقة إعادة التجربة سرّ أحتفظ به مكرّرة أنا مثل تلك الشجرة الضخمة، كلما أحرقتَ أخشابها نبتت تحتها شجرة أخرى . عندما مرّرت في طريق الغابة عرفتني الرّيح دعتني إلى الاختباء. انتزعت البساطة بملقط الفحم، كواني الجمر مرات ومرات أهذي بما يطيب لي من الكلام ، لا أحد رقيب على ذهني لم أكن حورية بحر، فلست معجبة بنساء يرتدين ذيل سمكة. إنّني ميّ، ولدت وفي فمي سؤال كبير من، وماذا، وكيف؟ . . . أين أنت يا صاحب القلب الحساس؟ -أنا هنا يا ميّ. تتهكمين عليّ! اليوم هو يوم مولدي في مولدي الخامس والعشرين سوف أصنع منّي بطلاً من أجلك سوف أكون رجلاً، أحبّ بكلّ مشاعري -هل سوف تكون رجلاً الآن؟ أنت رجل يا غريب. ليس مطلوباً منك أن تكون بلا مشاعر، لكن يعجبني التّصريح . بأنّك سوف تصبح اليوم رجلاً بطلاً, كلّي شوق لرؤيتك هكذا. -صحيح! بماذا أختلف عن الرجل الذي أود أن أكونه. سوف أرتدي ثوباً له ذيل طويل ومنقار ضخم، وأنياب، ومخالب. هل يمكنني فعل هذا في يوم مولدي؟ -فكرتك رائعة! دعنا نعمل مسرحية في يوم مولدك، وتكون عملاً مشتركاً. سوف نؤجل الاحتفال يومين، ونحجز المسرح ، ونطبع بطاقات للجمهور، ونؤلف المسرحية بينما نعمل على يوم ميلادك. -موافق. ماذا سوف يكون اسم المسرحيّة؟ -ما رأيك أن يكون اسمها مملكة العنكبوت السّام والعقرب. -أنت مذهلة ياميّ. من أين تأتين بأفكارك؟ -وأنت سخيف يا غريب . تحدّثت لك عن هذا مراراً. لا بأس. سوف نغيّر طريقة الاحتفال بأعياد الميلاد. سوف يكون ديكور المسرح يمثّل الانفجار الكبير، ونظهر خلفه، ونحن كما نحن عنكبوت بسيط، وعقرب صغيرة بيد كلّ منهما فطيرة من لونه. هذا العقرب، والعنكبوت نحن نحرّكه بواسطة الخيوط. سوف يكون من مسرح العرائس. يتقابل العنكبوت والعقرب بعد الانفجار. علينا ان نبدأ المسرحية بنشيد حماسي، فالنّاس تأتي كي تتمتّع وليس من أن نلقي عليها الحكم والنصائح. سوف نضحكهم، ثم نبكيهم، ثم نجعلهم يخلدون إلى النّوم . هذه هي رسالة الفن. -لديّ فكرة. يمكننا البدء بنشيد ألفته للتوّ: اليوم عيد ميلادي. منذ نشأة الكون أتكرّر أخلع جسدي، وتبقى روحي ارقصوا وغنوا
يحيا العنكبوت البرّي -أجيب أنا: صدفتنا غريبة التقينا في عالم سابق ونلتقي اليوم جميل وجميلة يغيّران الكون -وفي تلك اللحظة ندخل بلباسنا الضخم، ويكون لي ذيل غليظ قرب المؤخرة. ليس بالضرورة أن تكون الصورة مماثلة للعنكبوت، فقد تطور العنكبوت إلى هكذا وضع. -وألبس أنا فستان عروس مع شكل عقرب، وبوز إلى الأمام . بعد أن نغلق السّتارة يكون هناك منصّة عليها آلة موسيقيّة فقط. نكون قد خزّنا فيها صوتنا. ونرقص معاً. -تعزف الموسيقى تقدميننا أنت بصوت رقيق يأتي من المسجّلة. هل تعرفون من أكون؟ أنا حارسة هذان الطفلان الجميلان اللذان رقصتم معهما . حرستهما لعدّة أجيال، وكلّما خلقوا من جديد أتابعهم إلى أن أصبح العنكبوت رجلاً عظيماً، وأصبحت العقرب امرأة رائعة، وأسسا مملكة معروفة يشهد لها العالم. -تقدم نفسك ففي مملكتنا نصنع عرفاً يتداوله البشر" الرجال أولاً" تدخل، وتثني ذيلك على يدك اليمنى. مرحباً أيها النّاس. هل أبدو متألّقاً في يوم ميلادي؟ تعالوا شاركوني الفرح. مهلاً. سوف أطعمكم قطعة حلوى لكل شخص، وبذلك تصبحون أجمل. هيا يا عقربتي أطعميهم. -تفضلوا يا سادة! أنا رهن أمره-أعني حبيبي- وجدت كي أخدمه وأمتعه وأسهر على راحته. -ريثما تنتهون من الطعام سوف ألقي عليكم قصيدة ألفتها للمناسبة: سوف أبقى سيّد المملكة مادام ذيلي يجرّ خلفي. عقرب هي ملهمتي، حبيبتي، وأشياء أخرى لا قيمة لها. تعاليّ يا عقرب أقدّمك إلى المملكة في يوم ميلادي القديم المتجدد. أحضنك، أصفق لك. ألا ترين يا عقرب أنّني الرّجل المثالي؟ -لا. يا حبيب الرّوح. أنت تافه وأناني ، وساذج -ماذا قلت يا ميّ؟ أعيدي. -قلت ما علينا قوله في المسرحيّة كي يصفق الجمهور ونكسب. هل تمانع؟ أنا لا أنظر لك هكذا فقط أنظر لك كطفل مدلل غبي. لن تنضج أبداً، لكنّني أحبّك ولا أرغب أن تتغيّر. -هل تعتقدين أنّ المسرحية سوف تجلب بعض الرّبح؟ -أمامنا أسبوع. سوف نتوسّع فيما قلنا، وسوف نصمّم الثياب. سوف تنجح المسرحية، وهي أهم من الربح، لأنّها لو نجحت سوف نسّوق أنفسنا بأسماء كثيرة ونربح الكثير، وقد يكون عملنا المستقبلي. لكن علينا أن نختار أسماء فنّية جذابة تقدّمنا بشكل سريع. كأن يكون اسمك دبدول ماميكو مثلاً. -من أين أتيت بهذا الاسم؟ -فقط هيء لي أنّك دب صغير في حضن أمك فدبدول هي دب، وماميكو هي الماما. -سوف أسميّك اللاميكا ومعناه اللئيمة. -حسن. لا بأس سوف نضع على غلاف التعريف الذي سوف نقوم بتسليمه لكل شخص من الحضور. دبدول مؤلف مسرحي، ممثل، راقص، دبيك. . . إلخ. واللاميكا منتج، ومخرج، ومؤلف ألحان . . إلخ -كانت أميّ يا لاميكا تحب قراءة المسرحيات، وحضور المسرح، أشبهها في هذا الأمر. أمّا أميّ يا دبدول فهي قائدة. تستطيع أن تمّشي العصفور والثعلب معاً. درست الفلسفة، وكانت تحلم أن يكون لها طريقتها قبل أن يموت أفراد عائلتها، لكنّها اليوم خبيرة في تأهيل المصابين بالصدمات . -أول مرّة تتحدثين عن عمل أمّك. إنه عمل رائع. يمكنها أن تعالجني. إنّني سعيد جداً اليوم. في يوم مولدي الخامس والعشرين ألّفت مسرحيتي الأولى مع ميّ، وسوف نعرضها قريباً. هي ي ي ي ي. أنا سعيد. تعالي نرقص، أو نركض، أو نقفز. أشعر بالنّشوة.
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعض أمراضنا الخفيفة
-
هذا الشّرق- العظيم- يلزمه بعض التّواضع
-
كأنّّه أبي. الفصل الثاني-1-
-
أيا حبّي!
-
كأنّه أبي -5-
-
التّابع والمتبوع
-
كأنّه أبي-4-
-
الرّقابة الشّعبية على الفكر العلماني مستبدّة أيضاً
-
صفّوا النّية
-
لغة القلم
-
كأنّه أبي-3-
-
كأنّه أبي-2-
-
كأنّه أبي-1-
-
بازر باشي
-
صراع مع الأماكن
-
أحِبّونا دون شروط
-
الشّعب المختار، والمحتار
-
نحن والزّمن
-
-ديني على دين المحبوب-
-
المحرقة السّورية، والموت السّهل
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|