سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 17:33
المحور:
القضية الفلسطينية
روح الشعب و الذاكرة الجماعية!
سليم نزال
روح الشعب تتعدى الاطار الجغرافى لفلسطين.انها ليست جغرافيا لان الجغرافيا معطى طبيعى الى حد كبير.روح الشعب هى نتاج التراكم الثقافى و التاريخى و تراكم اجيال بدءا من العصور الكنعانية و الارامية و العربية الى ثورة ظاهر العمر الى السكاكينى الى حبيب قهوجى الى اميل حبيبى الى محمود درويش و سميرة سعيد و غسان كنفانى وناجى العلى الى اسماعيل شموط الى معين بسيسو الى ادوارد سعيد الى سميح القاسم الى امل مرقص الى جبرا جبرا الخ من عشرات او مئات المبدعين الى معارك المقاومة الى الاغانى التراثية التى غناها الاجداد فى مواسم الحصاد و فى الافراح .
روح الشعب تعكس كل التراث الروحى و المادى لاجيال عدة.و لعل الذاكرة الجماعية هى من يحفظ و يخزن و يعكس روح الشعب .و المفردات مثل النكبة و تهجير 15 ايار 1948 الخ من المفردات التى تختزل الكثير من الذاكرة الجماعية.
و لذا على يقين ان روح الشعب الفلسطينى هى الاكثر استهدافا .فعندما يات الصهاينة و يقطعوا اشجار زيتون عمرها مئات السنوات فانهم يستهدفون روح الشعب لانهم يعرفون مدى ارتباط الزيتون بالذاكرة الجماعية من غرس و فلاحة الى حصاد الى تقطير الزيت مع كل ما يرافقه من ثقافة ممتدة فى الزمن .
الصهاينة يعرفون اكثر من سواهم بفشل الحل العسكرى الذى جربوه 70 عاما و لم ينجح فى اطفاء شعلة روح الشعب.
ان الهدف الاستراتيجى لهم هو تغيير الذاكرة الجماعية لانها الاخطر على كل مشروعهم.و ليس مستغربا استخدامهم تعابير مثل كى الوعى التى تهدف فى المحصلة النهائية الى تغيير الوعى اى تغيير الذاكرة الجماعية .اذ ان كل مفردة من مفردات الذاكرة الجماعية تستهدف كل مشروعهم مثل كلمة النكبة و التهجير الجماعى الخ. و هذا ما يفسر اهتمامهم بل و مراقبتهم لللاعلام الفلسطينى و مفرداته و كذلك لمناهج التعليم.
من الطرائف التى تروى فى بداية ادراكهم لهذا الامر انه حين كان الفدائيون ينطلقون من قطاع غزة فى خمسينيات و ستينيات القرن الماضى كان الاعلام الصهيونى يقول ان الفدائيون عملوا كذا و كذا .قال لهم يهودى عراقى اتعرفون ما تعنى كلمة فدائى .قالوا ماذا قال انه الشخص الذى يفدى وطنه بروحه اى ان هذه بلادهم .قالوا ماذا نقول اذن؟ قال قولوا مخربون لانها افضل لنا !الذى يعنى انها ارض الصهاينة و الاخرين ياتوا لتخريبها *
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟