|
العسكري الذي مات وحيدا
ديفيد الروماني حلقه
الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 02:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الرئيس الذي مات وحيدا ففي سيره ذاتيه لمحمد نجيب التي أصر علي كتابتها تحت ضغط المقربين أليه أن معه كنوز ومعلومات يجب أن يعرفها الجميع. وماذا ما احكيه كان في كتابه كنت رئيسا لمصر محمد نجيب الرجل ألأوحد الذي خاض معارك مختلفة ليصل لعمق وحلمه أن يكون ضابطا في وقت لم يكن متاح لتلك الطبقة الفقيرة من أب مصري وأم سودانيه فدخل لكلية الحقوق التي ظن فيها مجرد نفق للوصول لغاية اكبر فلما رأي انه أتيح له ذلك واشتهر بين ضباط بسير الحسنه . ما بين مواقفه طريفة في عمل في قسم شرطه الذي استنجد المواطن قائلا أن لصوصا سرقوا 6 قروشا منه فرأي ذلك جريمة سرقه فلم يرضي فقطع دفتره التي يدون فيها نجيب كل جرائم وسرقات التي تتم للمواطنين وقضاياهم فاستدعوه لذلك وأرسل لبلاده. وبين جزء ثاني في سيرته الشخصية فقد رأي جمال عبد الناصر انه ممكن أن يكون تلك الواجهة للثورة والانقلاب علي الملك .خصوصا انه سمعه طيبه بين جميع ضباط جيش العلاقة بين محمد نجيب وثوار الأحرار يحكي اللواء محمد نجيب الذي تخرج من المدرسة الحربية عام 1918 في مذكراته كيف تعرف بالضباط الأحرار وقبل أن يخوض معهم مخاطرة الثورة ضد الملك فاروق: «في يوم من الأيام جاء عبد الحكيم عامر ومعه عبد الناصر وعرفت أنه جاء ليزن تقدير عامر لشخصي.. وبعد لقاءات عدة دعاني لتنظيم الضباط الأحرار واتفقنا علي الخطوط العريضة
».وحدث أن تم استدعاء اللواء محمد نجيب يوم 19 يوليو 1952 لمقابلة الوزير محمد هاشم صهر حسين سري رئيس الوزراء وسأله الوزير (كما يروي خالد محيي الدين في كتابه الآن أتكلم) عن أسباب تذمر الضباب وموقفهم العدائي من النظام، وتحدث نجيب عن الحكم غير الديمقراطي وعن الخضوع للاحتلال ففاجأه الوزير بالقول: هل يكون تعيينك وزيرا للحربية كافيا لإزالة أسباب التذمر وخلق حالة من الرضا لدي الضباط؟ لكن نجيب بلا تردد رفض المنصب، وفى أثناء النقاش أفلتت من الوزير جملة كأنها زلة لسان قال: أن السراي لديها قائمة بأسماء 12 ضابطا هم المسئولون عن تحريك وقيادة الضباط الأحرار، ويقول خالد محيي الدين إن هذا الكلام كان السبب في التعجيل بقيام الثورة ليلة 23 يوليو بدلا من 2 أغسطس كانت الخطة أن يقوم الضباط بالاستيلاء علي مبني القيادة واعتقال كبار الضباط، وطلب نجيب أن يكون بجوار مبني القيادة داخل سيارته الخاصة.
لكن عبد الناصر وعامر قالا له: أنت مراقب ولو قبض عليك في الطريق ضاع كل شيء الأفضل أن تجلس في البيت بجوار التليفون ألي حين نبلغك بالاستيلاء علي مبني القيادة.
كانت ساعة الصفر هي الواحدة صباحا يوم الأربعاء 23 يوليو وقبل ساعات اتصل مرتضي وزير الداخلية بمحمد نجيب وقال له: أتوسل إليك كضابط وطني أن توقف هذا العمل.
فقال له نجيب: ماذا تقصد
قال: أنت تعرف ما أعني، فأولادك بدءوا شيئا في كوبري القبة وان لم تمنعهم فسيتدخل الإنجليز.. كما حدث في ثورة عرابي.
ثم اتصل نجيب الهلالي رئيس الوزراء وقال له: يا نجيب ما يحدث الآن عواقبه وخيمة يفتح الباب لتدخل الإنجليز.
يقول نجيب وفي حالة القلق والارتباك رن جرس التليفون وكان المتحدث جمال حماد يهنئني بنجاح المرحلة الأولي.. مبروك يا أفندم كله تمام.
وتحرك نجيب من منزله إلي مبني القيادة وجلس علي مكتب رئيس الأركان اللواء حسين فريد، وبدأ يرد علي مكالمات الفريق حيدر ورئيس الوزراء ووزير الداخلية كانوا جميعا يطلبون تأجيل إذاعة البيان الأول الذي سيذاع مع افتتاح الإذاعة، فقال لهم: البيان سيذاع في موعده وصدر البيان الأول بتوقيع القائد العام للقوات المسلحة لواء أ.ح.محمد نجيب.. وكان يذاع كل نصف ساعة بصوت السادات. النهاية الصادمة لكن كانت صدمه عنيفة لمحمد نجيب حينما جاء عبد الحكيم عامر: وقال له في خجل " أن مجلس قيادة الثورة قرر إعفاءكم من منصب رئاسة الجمهورية فرد عليهم "أنا لا أستقيل الآن لأني بذلك سأصبح مسئولا عن ضياع السودان أما أذا كان الأمر إقالة فمرحبا" .. وأقسم اللواء عبد الحكيم عامر أن إقامته في فيلا زينب الوكيل لن تزيد عن بضع أيام ويعود ألي بيته لكنه لم يخرج من بينه لمده 30 سنه فخرج محمد نجيب حزينا مكتئبا ألي سجن المرج فلم يتوقع أن يقارن نفسيه الذي خروج بدون موسيقي العسكرية لتوديعه لكن كأي معتقل سياسي . وليس رئيس سببا من أسباب الثورة العسكرية فتحول من مجرد واجهه لدور تم الانتهاء منه بسهوله فسحبت كل شي منه كان يمتلكه .وقطفت كل ثمار حياته التي زرعها بهدوء وكل شي في منزله كان له ثمن ومنع منعا تاما من مغادره منزله . فهو لا يملك خصوصية في سجنه فقرر مضربا عن طعامه. لم يكن يملك في منزله ألا سريرا متواضعا مغطيا في جوانبه بقران وبعض كتب العلم التي حصل عليها في 30 سنه من وجوده . فباعه ناصر بكل سهوله منكرا فضله فأرسل محمد أنور السادات برقيه لناصر عن عفو عن نجيب لكنها لم ترد . ولكن أعفا عنه محمد أنور السادات وأطلقه حرا بعد معاناة .كل هذه الدهاليز سياسيه ليس لها معني سوا أن في ساسه لا رحيم ولا مرحوم عليه , وان اشتراكك ومساعدتك صديق في سياسة سيبيعك من اجل الوصول علي جثتك . ليتنا نتعلم أن سياسة كالكوليرا حتما ستموت فيها أو منها
#ديفيد_الروماني_حلقه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النازيون الجدد
-
قاتل بامر الله
المزيد.....
-
موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
-
تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد
...
-
قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف
...
-
إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال
...
-
بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في
...
-
وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار
...
-
غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
-
فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
-
الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر
...
-
-تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|