أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - قطر ..حبة الرمل القاتلة















المزيد.....

قطر ..حبة الرمل القاتلة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 02:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قطر ..حبة الرمل القاتلة
جعفر المظفر
في المحيط الدولي أو الإقليمي فإن الدور وليس حجم الدولة, هو الذي يحدد اهميتها ومكانتها وقوتها. لقد كنا دائما نهزأ من دولة قطر ونصفها بالدولة المجهرية, لكن هذه الدولة التي قال عنها الرئيس مبارك أن لها طنينا كالدبابة رغم أن حجمها مثل علبة الكبريت, سرعان ما أكدت لمحترفي السياسة قبل هواتها, أن الحجارة التي لا تعجبهم قد تدميهم.
في الطبيعة يمكن لحبة من الرمل أن تفقأ عينك, وقد لا يكون بوسع صخرة عملاقة إلا أن تكون جزءا من الطبيعة الصامتة. والرئيس المصري السابق مبارك, الذي كان يعرف أكثر منا عن دور قطر في صناعة الربيع العربي ودور الأخوان المسلمين, الذين نقلوا بنادقهم فجأة من كتف الولاء له إلى كتف معارضته بدعم وتمويل من علبة الكبريت القطرية, لم يكن نسي بطبيعة الحال كيف تمكنت علبة كبريت أخرى إسمها إسرائيل, في حرب الخامس من حزيران, أن تهزم ثلاثة دول عربية تفوقها سكانا ومساحة بعشرات المرات.
اما صدام حسين الذي كان يعتقد أن دولة الكويت سوف لن يكون بإمكانها الصمود أمام لواء عراقي مستهلك من بقايا حربه مع إيران, فقد أفاق بعد تسعة أشهر فقط من ليلة دخلته على عروسه الكويتية كي يكتشف أن حجم الكويت في السياسة هو أكبر بكثير من حجمها في عالم الطبيعة, وهو الذي كان يفترض ان يتعلم قيمة هذه المعادلات ويتقن فن قراءتها من خلال حربه مع إيران التي تعادل مساحتها أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة العراق وكذلك تتفوق عليه بكثير من حيث عدد السكان, ولكنها رغما عن ذلك التفوق فهي لم تتمكن خلال ثمانية سنوات على كسر شوكته.
في عام 1971 حينما أعلن عن تأسيس دولة قطر إضطرت علبة الكبريت هذه أن تستورد من الهند رجالا لتغطية حاجة مراكز الشرطة ومخافر الحدود وتشكيلات الحراسات الأميرية إذ لم يكن فيها من السكان العدد الذي يكفي لسد حاجة إدارات الحكم الرئيسة. ولمن تقدر له أن يولد في البصرة او أن يعيش هناك في فترة الخمسينات والستينات سيتذكر كيف وقف الشيخ الأمي الحكيم زايد بن نهيان لكي يعبر عن مدى إعجابه بالمدينة ثم يعلن عن أمنيته لبناء دبي على غرارها, على رغم أن العمران في البصرة يومها كان متواضعا لكن أنهارها قبل ان تجف, وأهوارها قبل ان تتعرى, ومينائها قبل أن يتقزم, ونخيلها قبل ينقطع نسلها وتناسلها, ونفطها قبل ان يُنهب, وبِعَشّارها الزاهي ومَعْقَلِها الأنيق وفاوِها المفتوح على البحر, وبتمرها وأسماكها وطيورها, كانت كافية لتطعم عالما كاملا وتسعده.
وقد ذكرنا الأستاذ الحقوقي عمار العطية على صفحته في التواصل الإجتماعي ضمن مقالة نشرها بمناسبة ازمة قطر الأخيرة بقصة الوفد القطري الذي ضم عدد من أبناء العائلة الأميرية في بداية الستينات من القرن الماضي والذي أسكنه مُضَيفه خالد الذكر مزهر الشاوي المدير العام وقتها لمصلحة الموانئ العراقية في فندق شط العرب الرائع والمبني على الطريقة الفيكتورية, فذكر أنه لشدة إعجاب الأمراء القطريين بالمعقل وإنبهارهم ببساتين البصرة وهيامهم بواحد من أعظم أنهار العالم, ألا وهو شط العرب, فقد أطالوا فترة البقاء زمنا هو اضعاف ما كان مقدرا للزيارة الرسمية مما إضطر الشاوي الكبير لإرسال أحد موظفي مديريته لإشعارهم بإنتهاء الفترة المقررة للزيارة والتي كان برنامجها قد تقرر من قبل حكومة الزعيم عبدالكريم قاسم.
لكن رجال الصحراء, من قبيلة (حَمَد) التي تقدر أن تكون علبة الكبريت من نصيبها كانوا أفضل من أفندية وعساكر العراق ومصر وسوريا, حين عرفوا أن الدول هي أدوار قبل ان تكون بشرا وجغرافيات, لذلك راحوا يقرأون جيدا كتب السياسة.
وإذ تبين لهم ان السعودية لم تكن تحيا وتصمد لولا ذلك الإجتماع الذي تم بين الملك عبدالعزيز وبين روزفلت على ظهر البارجة الأمريكية في أعقاب إنفضاض الحرب العالمية الثانية, وأن الكويت ما كان مقدرا لها ان تتجاوز أسوار طينها إلا بعد أن منحت بريطانيا إمتيازات نفطها ومنحتها بريطانيا بالمقابل جيشها, وإن إسرائيل ما كان يمكن لها ان تتحول من عصابة إلى دولة لولا أنها إستولت على بورصة نيويورك أولا, فإن قطر القبيلة مع بئر من النفط سرعان ما تحولت خلال عقدين من الزمن إلى دولة يتجرأ مندوبها في الأمم المتحدة الطلب من روسيا ان تلزم حدودها وتعرف حجمها ولا تتدخل في الشأن السوري.
لقد عرفت قطر قبل غيرها أن كل الطرق في الشرق الأوسط تمر من خلال تل أبيب وكانت أكثر حرية من السعودية في الإعلان الرسمي عن ذلك. ولخوفها من جارتها السعودية أولا فقد إختصرت الزمن والمسافة فلم تكتفي بقاعدة العديد الأمريكية بل إبتنت لها قصورا أميرية في تل ابيب لكي يكون التفاهم بينها وبين تل أبيب مباشرا ولا يمر عبر الهواتف الخاضعة للمراقبة, ثم فتحت أحضانها لتتبني حركة الأخوان المسلمين الأكثر قدرة على التنفس برئة غير الرئة الوهابية والسلفية, فإستطاعت أن تعطل في يد السلطة السعودية سلاحها الديني.
وإذا بنا نرى علبة الكبريت, العاجزة عن سد حاجتها من الشرطة وملئ غرفة واحدة من غرف وزارة الخارجية بكوادر محلية, وقد إستطاعت أن تقضي على مبارك والقذافي وزين العابدين بن علي وأن تخبط الماء وتسمم الهواء على السوريين وأن تجعل حماس شوكة في خاصرة السلطة الفلسطينية وأن تمد نفوذها إلى أنقرة التي تشاركها تحريك بيادق وبنادق الأخوان وحشوها مرة بحبر الإعتدال في تونس ومرة بجعب الرصاص الداعشي, ثم تصل إلى طهران لكي يتناوبا معا إفتراسهما الغرماء, ثم إذا بها تُخَّرب على ترامب تسريحة شعره الألفيسبريسلية وتحرمه من نشوة التلذذ بكأس غزوته للرياض.
بالكثير الكثير من الميكافيلية مع التصفير الكامل لمفهوم الأخلاق في عالم السياسة إستطاعت علبة الكبريت القطرية إشعال حرائق لم يعد من السهولة إطفائها.
وبصيحة واحدة على طريقة (واقطراه) فقد جاءتها النجدة حتى من موريسيوش.
إن الدور أيها السادة هو الذي يصنع القرار قبل ان تصنعها الحجوم الجغرافية والتعداد البشري.
وإن بإمكان حبة رمل واحدة أن تكون قاتلة إذا عرفت كيف تحسن التعامل مع الريح.
أما الصخور العملاقة فقد لا يكون في مقدرتها إلا أن تكون جزءا من الطبيعة الصامتة .
















#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الموقف من المجابهة الخليجية القطرية .. الثابت المبدئي وال ...
- إسلامان سياسيان, واحد إيراني والثاني عراقي
- أرى جيوبا أينعت
- الخليفة أبو بكر البغدادي القرشي .. البعد الرمزي للتسمية
- العدو الآيديولوجي والصديق المخابراتي
- مثلث برمودا الإسلامي.. القومي في مجابهة الديني
- الإسلام السياسي .. فصل الخطاب
- عني وعن أمريكا وعن سوق حمادة
- الحجاب والتحضر وقمع الغرائز والدولة (العليمانية)
- والسارق والسارقة
- سألتني
- الإسلام التركي والإيراني والعربي .. مقارنات سياسية
- هوامش على مشروع دولة كوردستان
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- قصف مطار الشعيرات .. ما أشبه الليلة الترامبية بالبارحة الكلن ...
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- كركوك .. قدس الأقداس
- أكعد أعوج وإحجي عدل
- جارتي الأمريكية الأنجلوساكسونية الجميلة الشقراء
- طرزان والسياسة


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - قطر ..حبة الرمل القاتلة