أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - من أرشيف الذاكرة















المزيد.....

من أرشيف الذاكرة


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 5539 - 2017 / 6 / 2 - 01:32
المحور: الادب والفن
    


كان قد مر على وفـاة والدتي الحبيبــه أكثر من سنـه وكنت وقتها لازلت ضائعـة بين دوائر الدوله لأنجاز معاملة التقاعـد فلي واخـتي مستحقات لابد من استعادتها ....ويعلم الله كم من مرة وصلت الى نتيجه الى أن أترك هذه المعامله لكثرة مارأيت من متاعب تفوق الوصف ولكون الله عز وجل خلقني وجعل مني امرأة هادئه فقليلا ما أنفعل أو أخرج عن الحدود المؤلوفه حتى وان كنت في قمة عصبيتي... فلا أتذكر يوما أني انفعلت او أن صوتي علا يوما ما على أحد مهما كانت درجة الخلاف وأحمد الله على هذه الصفه ......وأنا لحسن الحظ أعرف جيدا كيف أضع كونترول على نفسي في المواقف الصعبه ....أقــــول لو كنت غير ذلك لأفقدتني دوائر الدوله صوابي تماما . ...لقد أوصلوني الى الحد الذي أكره فيها نفسي يوم أن أقبل على أي دائره من هذه الدوائر ...ولكن ما العمل فذاك شي لابد منه...أتـراني أترك مستحقاتي وفي هذه الظروف الصعبه!! ثم ان أختي العليله أحوج ما تكون لهذا الراتب وتلك المستحقاااات ...اذن لابد من روح المطاوله والاستمرار في تمشيـة المعاملـــــه ............
في صباحات أحد الأيام ذهبت كالعاده الى مديرية التقاعد لعل كتاب أحوال المنصور قد وصل لأتمم هذه المعامله ...في طريقي الى الدخول زلت قدماي عند المدخل حيث الباااعه المتجولون والكل يعرف أن أغلب هؤلاء الباعه هم من باعة السمك ....وحظي العاثر جعل قدمي تزل بسمكه صغيره فسقطت على الارض وبين الألم والخجل والأحراج وصيحات الاخرين ( الله الله... وانشاءالله سليمه ..جاءني صوت امرأة (عجوز فقيره ) تفترش الأرض ...نهضت وأخذت بيدي وقالت ( لا انشاءالله ماكو شي... بس عباتج تبللت وتوسخت شلون ليش ما ذبيها احسن) لم أجب... فقط أخذت أجمع شتات نفسي من الخجل الذي وضعني فيه هذا الموقف ...وكل همي كان هو اوراق المعامله ...حمدت الله كثيرا ان لم يمسها شيءمن التلف لان هذا يكلفني الكثير ويجعلني أبدأ مشواري من جديد وطبعا هذا ما لا أريده أبـدا ... ولا أدري ماذا افعل أأعود الى البيت أم ماذا ! ولكن جاءني الحل حيث منحتني هذه المرأه (علاكه كبيره ) تحتفظ بها لجمع الأرزاق من الناس ...أعطتني اياها وقالت ( ذبي عباتج حطيها بالعلاكه انت لابسه زين جواها ؟ ) وفعلا رايتها فكره صائبه لاسيما وأنا ارتدي تحت العباءه مايناسب ( تنوره وبلوز ) ليجعلني ادخل الدائره بدون اي حرج .....وبينا أنا على هذه الحال سمعتها تقول (لا ديرين بال خير انشاءالله ومعاملتج مكضيه ماطولج عثرت بسمجه والسمج خيير يمه ) .....لم أستطع أن أجب لأني شعرت بأن قدمي تؤلمني جدا.... ولكني شكرت المرأة على مساعدتها اياي وأخذت أفتح حقيبتي لأعطيها ما تستحق ولكنها وضعت يدها علي يدي مستمره.... قائله (لاوالله ماأخذ روحي... روحي لمعاملتج لايفوتج الوكت ) نظرت اليها وأنا أقول في نفسي كم هي طيبه هذه المرأة ... فبرغم انها متسوله الا أنها أبت أن تستبدل كرم المووقف بكرم الماااال !..يالها من امرأة راائعه !!..مضيت في طريقي.....دخلت شعبة التسجيل لأرى ان كانت معاملتي قد وصلت أم لا ....سألت الموظف المسؤول بعد أن أعطيته (أقصوصه) فيها الرقم والتاريخ ...نظر اليها ودون أن يفتح السجل ..قال لي (ماكو) قلت له كيف وأنت حتى لم تنظر الى السجل فقال ( انت تعلميني شغلي ! ) فقلت له ( ابني الجيـه مو سهله عليه ...انت حتى ما تحققت من السجل ) قال (حتى لو شفتها ما مشيها ..شتريدين بعد ) قلت لاحول ولا قوه الا بالله شكول بعد... وخرجت وسمعت بعدها صوتا يناديني تعالي امي أني أشوفها ) التفت واذا بموظف اخر يتصفح السجل ويقول ( اي امي جايه انتظري فد شويه امشيها الج ) شكرته ودخل الشاب بمشاده كلاميه مع الاخر على سوء تصرفه معي ....المهم مرت ربع ساعه أعطاني المعامله جزاه الله خيرا قائلا... الى قسم مؤسسة الشهداء ...ذهبت الى القسم وأعطيت المعامله الى الموظفه المسؤوله .وكانت تحمل الموبايل وتتكلم بعصبيه شديده ويبدو أنها كانت تكلم ابنتها وتقول ( داكلج ماما البسي الكوت البيج تره يرهم والله والبوت يمج و..و... ..وهي على هذا الحال اعطيتها المعامله فاجابتني بعصبيه (خليها وطلعي بره انتظري )...خرجت لاحول لي ولا قوة... أخذت انتظر .. وانتظر ..مرت أكثر من ساعه وأنا انتظر ....فدخلت عليها وسألتها ان كانت قد أتمت المعاملة ... قالت بحدة ( ما اكدر امشيها اليوم اني تعبانه روحي وباجر تعالي ) .....قلت وما ذنبي أنا ساعه انتظر (اتوسل اليك ان تمشيني اني تعبانه ..و...و) فقالت (يمعوده اشلحيتي ما ادري الكيها منج لو من البنيه هاي الي مدوختني دروحي الله خليج تعالي باجر !! ) خرجت وانا أكاد أغلي من هول ما سمعت أيعقل أن يكون موضفوا دوائرنا اليوم بهذه الضحاله والامسؤوليه ( وعذرا للخيرين من الموظفين ) ....أين هم من موضفوا أيام زمان يوم أن كنا ننجز المعامالات بكل هدوء وبساطه وتعلو وجوهنا ابتسامه لاتكاد تفارقنا أبدا وكم كنا نزهو سعداااء حينما نكمل معاملة أي مراجع . !! يارب ما أغرب ما نشاهد ...وجوه مكفهره ...متعالية تمن علينا بانجاز معاملاتنا التي هي من صميم عملهم ليس إلا ...مع اننا كنا لا نتقاضى ربع ما يتقاضونه اليوم !! فياله من زمان ...وتبا لهم من موظفين ..لا أطيل عليكم تقبلت الأمر ببساطتي المعهوده وصبري الطويل رغم استيائي وغضبي الشديدين لما حصل..... خرجت من الداااائره بخيبة أمل شديده ...وفي الخروج وقعت عيناي على تلك المرأة الطيبه وما أن رأيتها نسيت كل شي نسيت هم المعامله وتفاصيل هذا اليوم النحس.. ووقفت غير بعيدة منها عند باااائع الفاكهه وطلبت منه أن يعمل لي تشكيله من الفاكهه وفعلا أعطاني الكيس فذهبت الى المرأة وأعطيتها الفاكهه وأنا ابتسم لها بملأ الفم فقالت لي (لا جاهاي ابدال العلاكه شنهي !! قلت وانا اضحك بملا الفم...ل ( لا والله حبيت اشتري واتنغصتلج .... اخذتها وقالت والابتسامة لا تفارق محياها ها جنج فرحاااانه...خلصت انشاءالله... انى كتلج انتي عثرت بسمجه والسمج خيـــر ) فأجبتها وأنا اضحك من الأعماق .......اي مثل ما كلتي....حجية ... هيه مكضيـــــــــه ما طول يومي بــــده بسمجه زوريـــــه ..... ههههههههههه .....وابتعــــــدت



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حظ
- جنهه البارحة
- خطوات
- مجرد حلم
- ساعة فرح
- اي ديمقراطية
- الوطن من يزعل
- بعيدا عن الانا .. (هذا انا)
- القرية التي بطرت معيشتها
- غربة..مهداة لكل مغترب
- تهون
- لغة الحوار
- اه يا زمن
- الزمن الجميل(٢)
- حيتان
- رثاء
- تقارير..مهداة الى صديقة الأمس صاحبة هذه الكلمات
- الزمن الجميل
- الحياة
- ذكرى الرحيل


المزيد.....




- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - من أرشيف الذاكرة