أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - في ذكرى رحيل امير القدس فيصل الحسيني















المزيد.....

في ذكرى رحيل امير القدس فيصل الحسيني


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5537 - 2017 / 5 / 31 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكرى رحيل امير القدس فيصل الحسيني
بقلم :- راسم عبيدات
في مثل هذا اليوم فقدت مدينة القدس علماً من اعلامها،وقائداً ورمزاً شكل عنواناً ومرجعيةً لأهلها،ولعل رحيله شكل خسارة لكل المقدسيين،وهذا واضح من حجم المشاركة الشعبية الكبيرة في جنازته التي خرج فيها كل المقدسيون لوداعه،فهي تثبت حجم الفاجعة والخسارة التي حلت بالمقدسيين برحيله،وقيمة وشعبية وجماهيرية هذا الرجل عندهم،حيث يجمع الجميع بان الحسيني قائد وطني بإمتياز،كان محط ثقة وإجماع وإحترام المقدسيين،والراحل القائد الحسيني كسب ثقة المقدسيين وإحترامهم،لا من خلال إرث وتراث ووطنية والده القائد الشهيد عبد القادر الحسيني فقط،بل استحقها عن جدارة في سياق صيرورة عملية،كفاحية،نضالية،مجتمعية وجماهيرية متواصلة،فهو على الصعيد الشخصي إمتلك "الكاريزما" القيادية،وابتعد الى حد كبير عن الفئوية،وكان حاضنة وعنواناً توافقت عليه كل مركبات ومكونات العمل الوطني والسياسي والمجتمعي الفلسطيني،حيث وجدت في مؤسسة بيت الشرق التي يقودها،عنوانا سياسيا تستطيع من خلاله مخاطبة سفراء الدول الأجنبية والزوار من الوفود الأجنبية،لكي تطلعها على ما تتعرض له مدينة القدس من إجراءات قمعية وإذلالية من قبل دولة الإحتلال،وما تقوم به من اعمال وتعديات وتجاوزات بحقهم خارجة عن القانون الدولي،وتشرح لها كل ما يتصل ويتعلق بالموقف الفلسطيني من مجمل قضايا المنطقة وفي مقدمتها الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي...والحسيني بطيبته وبساطته واخلاقياته المسيحية التي تربى عليها في بيته وحركة القوميين العرب التي انتمى اليها وعدم تلوثه بالفساد الذي طبع ويطبع الكثير من العاملين في السلطة ومؤسساتها بنسبة كبيرة،وقربه من الناس وهمومهم وتطلعاتهم،ومشاركتهم في أتراحهم واحزانهم،والوقوف على تفاصيل حياتهم،وكذلك المساهمة الجادة في إيجاد حلول لهم لما يتصل بمشاكلهم في العلاقة والصراع على الوجود في القدس مع الإحتلال،جعلت هذا الرجل يمتاز ويتميز عن وعلى غيره ممن عهد اليهم بقيادة ملف القدس،رغم العديد من العراقيل والعقبات التي وضعت له في الطريق،ومحاولة خلق البدائل والمنافسين،حيث كان هناك هاجس عند البعض بأن الحسيني،قد يشكل بديلاً لهم كقيادة وعنوان،ولكن كل هذا لم يجعل الحسيني يتراجع عن دوره او يفقده مكانته وحضوره الطاغي بين اهل القدس...فالقدس سكنت في عقله وقلبه كمقدسي أصيل،كان جل إهتمامه بان لا نخسر معركتنا في صراعنا مع المحتل على المدينة،هذا المحتل الذي يملك من الطاقات والإمكانيات والقدرات عشرات،بل مئات أضعاف ما نملك...ولذلك كان حريص على ان يوفر للمقدسيين أقصى ما يستطيع من مال وإمكانيات وحلول تمكنهم من الصمود والبقاء،حتى انه في اكثر من محطة ومناسبة وقضية وضائقة لجأ لإقتراض الأموال من اجل المصالح العامة للمقدسيين،كان بيته ومكتبه محجاً لكل أبناء الشعب الفلسطيني حتى من خارج مدينة القدس،حيث يتوسم فيه أبناء شعبه الخير والعطاء،ولذلك كان دوماً عنوان توحيد وتجميع،لا عنوان فرقة وإنقسام،شعاره الدائم القدس فوق الجميع.
مع رحيل أبا العبد الحسيني،الكل في القدس متفقين على انهم اصبحوا أيتاماً،لا عنوان او مرجعية لهم،رغم وجود اكثر من عشرة مرجعيات وعناوين تنطق باسم القدس،ولكنها للأسف ليست محط ثقة وإجماع وإحترام المقدسيين،بل ينظر لها المقدسيون على انها يافطات ودكاكين،إستحدث البعض منها من اجل حل خلافات وإشكاليات ومواقع لهذا القائد او ذاك،ليس لها علاقة او حضوراً او مساهمة في معالجة جادة وحقيقة لما يواجه المقدسيون من حرب شاملة تشن عليهم من قبل دولة الإحتلال وبلديتها ودائرة معارفها واجهزتها المختلفة،من اجل طردهم وتهجيرهم عن مدينتهم،عبر مجازر ترتكب بحق البشر والحجر والشجر،مجازر الإقتلاع والطرد والتهجير القسري،وخنقهم حتى في أدق تفاصيل حياتهم اليومية،ودفعهم نحو الإحتراب العشائري والقبلي والطائفي والجهوي،وتفكيك وتدمير نسيجهم المجتمعي والوطني،وأسرلة وعي أبنائهم وتطويعه وصهره،عبر فرض منهاج التعليمي الإسرائيلي عليهم من المرحلة الإبتدائية.
إن من يتحمل المسؤولية المباشرة في تعدد العناوين والمرجعيات،وحالة "التوهان" والضياع التي يعاني منها المقدسيون،نتيجة التضارب والتنافس فما بينها،هو المستوى السياسي ممثلاً باللجنة التنفيذية وقيادة السلطة الفلسطينية،والتي هي من يمتلك القرار والصلاحية،في توحيدها ووقف حالة التشرذم والتعددية فيها،وتبديد وهدر المال العام على مثل هذه المرجعيات،التي لا يلحظ لها أي فعل وعمل جدي لخدمة أبناء المدينة،وبالذات القرى والبلدات الواقعة تحت مسؤولية وسيطرة بلدية الإحتلال،ومن هنا أقول بانه آن الاوان لكي يتم وضع النقاط على الحروف،بان تتحرك المرجعيات السياسية لكي تستجمع كل الإمكانيات والطاقات،عبر مرجعية وعنوان واحد،تتفرع عنه عناوين ولجان ذات إختصاص،فالمقدسيون وصلوا حالة الكفر،بكل ما هو قائم،ويعتبرون بأنهم أصبحوا فئران تجارب ومصدر رزق ودخل و"شحدة" و"تسول" للبعض ولكن دون ان يقدم لهم من دعم ومال وإمكانيات وحتى مواقف سياسية،بما يمكنهم ويعزز صمودهم وبقاءهم.
في الذكرى السادسة عشرة لرحيل امير القدس وفارسها،نقول آن الآوان لنا كمقدسيون ان نغادر لغة الندب والبكاء والتشكي،وان نستجمع كل طاقاتنا وإمكانياتنا ونوحد جهودنا وإمكانياتنا عبر مرجعية شعبية علنية يجري فرضها على صناع القرار بان تكون العنوان التمثيلي لأهل القدس،فيما يتصل بهمومهم ومشاكلهم اليومية،فالقدس تهود وتأسرل في تسارع غير مسبوق،ولن ينفعنا ولن يفيدنا،استمرار الجدل البيزنطي حول جنس الملائكة ذكر أم انثى...الخطر داهم،جدي وحقيقي،فحكومة الإحتلال عقدت جلستها الحكومية على بعد عدة امتار من الأقصى،ومشاريعها التهويدية لا تتوقف،وكذلك هي مشاريع أسرلة وصهر الوعي الطلابي،وقادة الإحتلال يقولون بان القدس لنا موحدة غير مقسمة وعاصمة أبدية،والتهويد يتم بالأقوال لا بالأفعال،حسب وصف المتطرف بينت،ونحن مستمرون في رفع الشعارات وبيانات الشجب والإستنكار و"الهوبرات" و"الزعبرات" الإعلامية،بان القدس عاصمتنا الأبدية،والقدس خط احمر،دون ترجمة فعلية لذلك على الأرض،فهل نصحو مما نحن فيه وننقذ قدسنا من الضياع،ام نستمر في جدلنا البيزنطي حول جنس الملائكة ذكر ام أنثى ...؟؟.

القدس المحتلة – فلسطين
31/5/2017
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب شاملة على القدس.....يا عرب ومسلمين؟؟؟؟
- ما بعد إنتصار الأسرى
- يوم أسود في القدس
- مع نهاية زيارات ترامب -ذاب الثلج وبان المرج-
- قمم الرياض ...قلب للحقائق وخلط للأوراق
- من حلف بغداد ...الى حلف الرياض الأهداف واحدة
- النكبة ......إستولدت نكبات
- قمة ترامب .... والمحور العربي الإسلامي السني في الرياض
- قانون -القومية-....ويهودية الدولة
- سعدات قائد وطني بإمتياز
- وثيقة حماس نضج وتطور سياسي،ام سير على خطى المنظمة ...؟؟
- في ذكرى عيد العمال العالمي..استغلال الطبقة العاملة لم يتوقف
- نعم الأسد قائد.....والبرغوثي قائد
- الحرب على الحركة الأسيرة..... رواتب وحقوق
- تركيا ...الغاء إرث اتاتورك ...وإحياء الإرث العثماني
- في ذكرى يوم الأسير...اما آن الآوان أن يقذف السجن الأسير كريم ...
- شكراً روسيا......شكراً بوليفيا
- معركة الأسرى ....معركة الجميع
- قراءة في العدوان الأمريكي على قاعدة الشعيرات
- في ذكرى مجزرة دير ياسين .....المجازر بحق شعبنا لم تتوقف


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - في ذكرى رحيل امير القدس فيصل الحسيني