|
الكونغو الديمقراطية: متحزم وعريان
مجدي الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 1447 - 2006 / 1 / 31 - 09:34
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
"إن قوى أجنبية بالتعاون مع بعض إخواننا الكونغوليين تنظم حروباً مستغلة موارد بلادنا. هذه الموارد التي يجب أن تُستعمل في التنمية، في تعليم أطفالنا وعلاج أمراضنا، بإختصار في جعل حياتنا أكثر احتراماً، تُستعمل في قتلنا. الأدهى من ذلك أن بلادنا وشعبها أصبحت موضوعاً للاستغلال الدائم فكل شئ ذو قيمة إما تنهبه الشركات الأجنبية أو يتم تدميره. الضرائب التي ندفع بدلاً من أن تُستثمر في المجتمع تتم سرقتها. تنهب نخبة صغيرة، لا نعلم من أين أتت، كل هذه الأموال الناتجة عن عملنا. هذا الاستغلال يدعمه نظام سنته الإرهاب، وزعزعة الأمن، ما حتم أن بعض مواطنينا لا يترددون في قتل إخوة لهم للحصول على دولار أو عشرة دولارات أو عشرين. " (ضمن بريكمان، 2003).
هكذا اختصر إمانويل كاتاليكو، كاهن بلدة بوكافو، التاريخ المعاصر للكونغو الديمقراطية عشية عيد الميلاد عام 1999. بعد أيام قلائل قام المقاتلون المسيطرون على بوكافو بترحيل الرجل إلى بلدة أخرى، ثم هرب إلى روما، حيث توفى إثر صدمة قلبية (المصدر السابق). كان وصفه أصدق ما يكون لحرب ضروس تفتك بالكونغو وأهلها منذ 1996. إن المراقب الصادق لوقائع لا معقول السياسة السودانية اليوم يجد في وصف كاتاليكو ما يفيد، فذات العوامل التي عدد الرجل تفعل فعلها في بناء الديار السودانية الهش: النخب الأنانية، والقوى الخارجية، والموارد التي انقلبت على أهلها لتصبح عليهم نقمة ولعنة. ما انتهت إليه دارفور على اية حال ليس ببعيد عن مصير الكونغو، فهي كما قال الأستاذ محمد إبراهيم نقد "أفلتت من يدنا كشعب" (ود مدني، 11 ديسمبر 2005). أما جنوب السودان فما منعه من الانزلاق إلى مصير مماثل إلا توازن الضعف الذي أملى على الفريقين المتحاربين إتفاقاً يصوناه باليمين وينتهكاه بالشمال، وذلك بأمر قوى تَطلُب فتُجَاب. في عيد إتفاق السلام الأول تضامن الشريكان على خرق وقف إطلاق النار في مدينة همشكوريب شرقي السودان، على أرض لها أهل وعشيرة كلاهما فيها زوار، إذا اعتمدنا روح الإتفاق المناطقية. كما سبق لهما أن فعلاها أيضاً في أبيي المنكوبة بمواردها، وهي كهمشكوريب ذات عز وقبيل، بل قبيلين، لهما من سند الحكمة ما فدى حياتهم المشتركة مراراً بدماء ثيران ذبيحة، في عهد، ما كان يعرف عن أبيي أنها ذات نفط. نال الشريكان مطلبهما في الثروة والسلطة، لكن هناك من هم ليسوا أقل "رجالة" في صف انتظار "الختة" الوطنية، عن استحقاق. إن تعدد الجيوش والمظالم والأجندة المحلية والأجنبية على خلفية الثروات والموارد المتنازع عليها لهي ذات المركب الجهنمي الذي أورد الكونغو موارد التهلكة. ما من "حجبات" تمنع عنا نفس المصير، فالسودانيون برغم روحهم المسالمة هم صدقاً في "الحارة" أهل حرب وقتال، دام في دورته الأخيرة أكثر من عشرين عاماً في جنوب البلاد وجبال النوبة والأنقسنا. وابتدأ أهلياً صرفاً في دارفور منذ أوائل الثمانينات ليتحول إلى صراع مسلح ضد السلطة المركزية في فبراير 2003، ردت عليه السلطة بتأجيج القتال الأهلي حتى تساوى والإبادة الجماعية أو كاد. كذلك إتقد بين منخفض إلى عال الوتيرة في شرق البلاد منذ العام 1996، بعد صبر مؤتمر البجا ما يقارب 40 عاماً على آمال الحل السلمي، أي منذ تأسيسه في 1958. وليس في النجوم ما يحول دون أن يختار النوبيون في شمال السودان، أو "عرب" الجزيرة، أو رعاة كردفان وزراعها، السيف أيضاً، فهو نظير الحيف. المحبط حقاً أن السلطة المركزية آثرت ألا تعي درساً بتفضيلها "الفتنة" على درءها، وذلك بتحويل صراع محدد الأجندة في الشرق إلى دائرة من الإقتتال الأهلي، حيث أكدت الدكتورة آمنة ضرار "أن الحكومة تسلح القبائل في الشرق وتجنح إلى تشكيل مليشيات تدعمها وتحرضها على الإقتتال فيما بينها لخلق بؤر صراع، ثم تحاول الظهور بمشهد القادرة على تسوية المشكلة" (الصحافة، 26 يناير 06). تراكم المظالم والاستغلال يأخذ في واقع الأمر ديناميكية ذاتية لن تفيد معها بعد حين قريب محاولات الإصلاح السياسي، بل يكاد المشهد يقارب واقع البلاد أواخر الحكم التركي: برميل بارود ينتظر شرارة "مهدية"، إلا أن القادم لن تحمله إلى الخرطوم جحافل القبائل "السودانية" بقيادة مهديها "السوداني"، بل جحافل قبلية بقيادة كتشنرية، تستقبلها نساء أم درمان الثكلى بالزغاريد حتى قبل دفن "الشهداء". هل بيننا رشد يحول دون نصر المكسيم على القاتل والضحية، فكلاهما في الحق ضحية سودانية!
فيما يلي أسرد شيئاً من خبر الكونغو الديمقراطية، فيه لنا عبرة. نعود أولاً إلى بوكافو، في الأسبوع المنصرم دفع القتال المتجدد بين القوات الحكومية وقوات الجنرال لورين نكوندا في شمال مقاطعة كيفو، حيث تقع مدن بوكافو وروتشورو، 10 ألف من السكان إلى الهرب صوب الحدود مع يوغنده (اس.ايه. 24 يناير 06). لعنة هذه البوكافو أنها تقع في حزام الذهب توانزيغا – نامويا الذي يمتد مسافة 210 كيلومتر جنوب الكونغو الديمقراطية في إقليمي كيفو ومانييما، وفيه تنشط عدة شركات كبرى عابرة للقارات من بينها بانرو الكندية التي أعلنت في نفس الأسبوع أنها قد تحققت من وجود المعدن بكميات مجزية في منطقتي كاكولا ومويندامبوكو بعد عمليات تنقيب أولية على امتداد 2500 متر كجزء من برنامج يمتد لسبعة كيلومترات في حقل نامويا. في بوكافو ذاتها يقع المقر الدائم للبحاثة الجيولوجيين من شركة بانرو وكذلك معمل تجهيز وفحص العينات (تورونتو، 24 يناير 06، نشرة بانرو على الإنترنت). الجدير بالذكر أن بانرو تمتلك بالكامل أربعة مشاريع للتنقيب عن الذهب في الحزام المذكور. في شمال شرق الكونغو، إقليم إيتوري، تقع مدينة "ذهبية" أخرى، مونغبوالو، أكدت هيومان رايتس ووتش أن القتال الدائر للسيطرة عليها بين يونيو 2002 وسبتمبر 2004 أودى بحياة 2000 من السكان. في الإقليم تنشط شركة آنجلو قولد أشانتي، وهي جزء من كارتيل للتعدين معروف بإسم آنجلو أميركان. هذه الشركة تقوم بنقل الذهب عبر يوغنده إلى الأسواق الأوروبية في تعاون مع شركة ميتالوز تكنولوجيز السويسرية. بحسب هيومان رايتس تقدم آنجلو قولد أشانتي الدعم المالي واللوجستي للجبهة الوطنية الوحدوية، وهي إحدى الأطراف المسلحة المسؤولة عن عدد من أسوأ الفظائع وجرائم الحرب في النزاع الدائر في الكونغو الديمقراطية. رد الشركة على الإتهام الموجه إليها كان كما يلي: "بعد تفكير عميق حول إمكانية العمل في منطقة نزاع حربي، توصلنا إلى نتيجة مفادها أنه يقع علينا واجب اخلاقي بممارسة نشاطنا، إذ أننا بذلك نعزز السعي إلى السلام والديمقراطية (..) كما أننا نميّز بين دعم جماعة كالجبهة الوطنية الوحدوية، ومستوى من الإتصال معها لا سبيل إلى تفاديه." (الغارديان، 2 يونيو 05). بؤرة الاشتعال الأخير للحرب الكونغولية كانت في اقليم إيتوري، الذي جئنا على ذكره أعلاه، حيث انتشب القتال بين الفصائل المتصارعة عند انسحاب الجيش الأوغندي من المنطقة الغنية بالموارد بعد خمسة أعوام من الاحتلال. تمركز القتال أولاً حول مدينة بونيا، ومنها جاءت أخبار تجنيد الأطفال وأكل لحوم البشر والتمثيل بالجثث في مايو 2003، تم ذلك على بعد مئات الياردات فقط من 700 جندي أممي تمركزوا في المدينة، لحقت بهم قوة قوامها 1400 جندي بقيادة فرنسية في يونيو التالي (فاغن، 12 يونيو 03).
على الورق تعتبر الكونغو الديمقراطية في حالة "سلام" منذ توقيع إتفاقية "شاملة" بين الأطراف الأبرز شوكة في ديسمبر 2002، كان ثمنها أرواح ثلاثة مليون من مواطنيها قضوا إما بالنار أو بالجوع والمرض خلال خمسة أعوام، وتشريد 3 مليون آخرين، جلهم في مناطق لا تصلها المساعدات الإنسانية بسبب النزاع المستمر (بي. بي. سي. على الإنترنت، 3 نوفمبر 2005). وفقاً لأحكام الإتفاقية تم استيعاب حركتين مسلحتين هما "التجمع من أجل الديمقراطية الكونغولية" وتدعمه رواندا، و"حركة تحرير الكونغو" وتدعمها يوغنده، في حكومة "وحدة وطنية" بحيث نالت كل منهما سبعة مقاعد وزارية في سلطة انتقالية تم تدشينها في يونيو 2003 برئاسة جوزيف كابيلا. جوزيف هو أحد عشرة أبناء للرئيس القتيل لورين كابيلا، تلقى التدريب العسكري في يوغنده ورواندا، وعاش معظم حياته الباكرة في شرق افريقيا ملازماً لأبيه المنفي حينها. معدن الرئيس جوزيف كابيلا عند غالب الكونغوليين غير مختبر، فهو يعتبر شخصية خجولة، هادئة ومتواضعة، بخلاف والده. تقلد المنصب كمبتدئ في السياسة على عمر 30 سنة بعد مقتل الأب الرئيس في يناير 2001، لكنه أدهش الدبلوماسيين والمراقبين بإعلانه العزم على الوصول إلى سلام ينهي الحرب الأهلية في بلاده، وتحقيق "تحول ديمقراطي". خارج الائتلاف الحاكم هناك العديد من الحركات المسلحة الأخرى ذات القواعد "الإثنية"، والأحلاف السياسية المائعة. بطبيعة الحال الإتفاق تحرسه أكبر قوة أممية على الكوكب، حيث تضم ما يقارب 17 ألف جندي، مهمتها الحفاظ على السلام، ومعروفة بإسم "أنميك"، أي بعثة الأمم المتحدة في الكونغو؛ طلب كوفي أنان، الأمين العام للأمم المتحدة، في 24 يناير الجاري دعمها بعدد 2500 جندي إضافي. في ديسمبر 2005 طرحت الحكومة الانتقالية دستوراً جديداً للاستفتاء، أقره 84% من الناخبين المشاركين، وهم 62% من جملة 25 مليون ناخب مسجل. كما أعلنت بعد تأجيل متكرر عقد انتخابات عامة في مارس 2006، تنتهي بانتخابات رئاسية في 29 ابريل 2006. تتكفل الأمم المتحدة بتوفير 90% من تكلفة الانتخابات البالغة 430 مليون دولار، والتي تكون بذلك أغلى عملية انتخابية يمولها المجتمع الدولي، وأول عملية انتخابية تشهدها البلاد منذ ما يزيد على 40 عام، مع العلم أن مساحة الكونغو تناهز مساحة غرب أوروبا. على هذه الخلفية قدر المراقبون أن تنظيم 40 ألف مركز تصويت في هذه المساحة التي تفتقد إلى الطرق المعبدة، وأدوات الإتصال المناسبة، بجانب افتقار مواطنيها إلى المعرفة بالأساليب الانتخابية وأمية معظمهم، ستكون لوجستياً أشبه بتسلق قمة جبل إفرست، خاصة أن الموظفين الكونغوليين سيطلبون دفع أتعابهم مقدماً كما فعلوا في الاستفتاء (كورنش، 24 يناير 06).
لعبت شركات التعدين الدولية دوراً محورياً في حرب الكونغو الأخيرة منذ شرارتها الباكرة في 1996، كما غذت الفوضى الدموية التي بدأت تفتك بالبلاد في 1998. من ضمن أخريات كان لشركة أميركان منرال فيلدز دور بارز في مساندة حملة لورين كابيلا العسكرية لانتزاع السلطة من موبوتو في 1997، بجانب الدعم الرواندي. تقرير بانداو المقدم للأمم المتحدة في 2001 يصف نشاط الشركة التعديني في الفترة ما قبل 1998 كما يلي: في زمن الحرب الثانية اشترت الشركة امتيازاً للتنقيب عن الماس في وادي كوانغو على الحدود الكونغولية الأنغولية من مضاربين بلجيك. يعتبر هذا نمط متكرر، حيث يقوم مستثمرون مغامرون، غالباً من بلجيكا، بالحصول على امتيازات ثم بيعها بأسعار مضاعفة للاعبين أكبر. احتفت الشركة بالاستثمار الثنائي الذي نجم عن هذه الصفقة من خلال تصريح صحفي صدر عام 1996 جاء فيه "الامتياز يشمل مساحة 3700 كيلومتر مربع في وادي كونغو، بجانب 36 ألف كيلومتر مربع أخرى مرشحة للتنقيب تجاور المساحة الأولى من ناحية الشمال. المساحة الكلية هي تقريباً بحجم سويسرا". فساد الشركات لم يغب أبداً، حيث قامت شركات تعدين دولية أيضاً بدعم المعارضة المسلحة ضد كابيلا، مثلاً كانت إحدى حوافز التجمع من أجل الديمقراطية الكونغولية للقتال الحوجة لانتزاع امتياز تنقيب من شركة كندية، وقد وقّع سياسي نصّبه التجمع وزيراً للتعدين عقداً مع ذات الشركة في 1999 لكن وفق صفقة مغايرة. الشاهد أن الشركات الغربية استفادت للحد البعيد من تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ سياسي وعسكري مستقلة عن بعضها البعض بسبب الحرب (ضمن قاير، 2004). تقوم يوغنده ورواندا بأعمال التعدين المباشرة، من ثم تشتري الشركات الغربية المعادن المستخرجة، مما يوفر غطاءاً مناسباً لتورط القوى الإمبريالية في تغذية النزاع. أما البنك الدولي فقد وفر التمويل والدعم السياسي للبلدين بحسبانهما تلامذة ممتازين في الانفتاح الاقتصادي، والحقيقة أن جزءاً كبيراً من هذا "النجاح" سببه استغلال معادن الكونغو وبيعها للقوى الغربية. معظم الشركات التي قامت باستيراد المعادن الكونغولية عبر رواندا كانت أوروبية، خلال هذه الفترة كانت على قائمة "سلطة العائدات الرواندية" 35 من أكبر الشركات الأوروبية، 12 من بلجيكا، و5 من ألمانيا، و5 من هولندا. في كل كان معدن الكولتان هو السلعة الرئيسية. في عامي 1999 و2000 وفرت عمليات إعادة تصدير المعادن من الكونغو أكثر من 7% من دخل النقد الأجنبي لرواندا. بالنسبة ليوغنده زاد دخل تصدير الماس من 0,2 مليون دولار في 1997 إلى 3,8 مليون دولار في 2000 (سامست، 2002)، بينما أصبح الذهب ثاني أكبر مصدر للنقد الأجنبي، بعد القهوة. في العام 1997 بلغ دخل يوغنده من تصدير الذهب 81 مليون دولار، أي 12% من مجمل العائد النقدي الأجنبي، رغم أن يوغنده لا تتوفر على مخزون معتبر من المعدن (ضمن بودور، 2004).
معدن الكولتان المذكور أعلاه يتم استخدامه ومعدن الكوبالت في تجهيز ألوي خاص (مزيج من معدنين أو أكثر) ذي قيمة تكنولوجية عالية، واستعمالات مختلفة منها بناء المحطة الفضائية الدولية. في الكونغو قاد انهيار الاقتصاد في السبعينات إلى استشراء نمط من "التنقيب اليدوي" عن المعادن، خاصة الماس والكولتان، الذي أعتبر أواخر التسعينات معدناً سحرياً. حتى قبل سقوط موبوتو كانت الحركات المسلحة قد عقدت صفقات لخصخصة شركات التنقيب المملوكة للدولة. في الواقع تم تمويل الحرب بهذه المعادن؛ في العام 1999 كانت الكونغو رابع أكبر مصدر للماس المستغل في الصناعة على نطاق العالم. في الحقيقة، الكولتان والماس المستخرجان يدوياً برزا كمعادن "حرب". بقدوم 1999 كانت البلدان المجاورة والمتورطة في النزاع تقوم بتهريب الماس بوتائر غير مسبوقة فانخفض دخل كنشاسا الناتج عن تصديره من 328,7 مليون دولار في سنة 1998 إلى 18,7 مليون دولار (المصدر السابق). بحسب تقرير الأمم المتحدة الصادر عام 2001 قام الجيش الرواندي بتصدير 100 طن من الكولتان شهرياً عام 2000، عبر شركتين تابعتين له: "رواندا ميتالز" و"إيغل ونغز ريسورسز". في يناير 2000 كان سعر "الغبار الرمادي"، أي الكولتان، يتراوح بين 60 إلى 80 دولار للكيلو، ثم قفز إلى 380 دولار للكيلو في ديسمبر، بينما ظل عمال الحفر يتلقون ما بين 10 – 20 دولار للكيلو. لم تستمر الأسعار على إرتفاعها، حيث انهارت في 5 ديسمبر 2000، بعد أن ضمنت الشركات الأميركية القدر الكافي من العرض، لتصل إلى مستوى 3 دولارات للكيلو (بريكمان، 2003).بالمقابل ظلت الكونغو الديمقراطية تراوح بين الحرب والحرب، ضحية لإعادة الهيكلة في السبعينات والثمانينات، ثم لمضاربات "السوق الحر"، تسيل دماء أهلها على محراب الموارد.
لي أن أختم، بكلمات لرئيس وزراء الكونغو الوحيد المنتخب، الشهيد باتريس لوممبا، قالها قدام شعبه بمناسبة استقلال بلاده يوم 30 يونيو 1960: "..ستكون الكونغو الجديدة، الجمهورية التي عزمت حكومتي على بناءها، بلاد غنية ومزدهرة. لتحقيق هذا الهدف أتوجه إليكم مواطني بلادي وممثلي شعبها، طالباً سندكم ومساعدتكم قدر وسعكم. اسألكم أن تتناسوا شجاراتكم القبلية فهي تجلب الكراهية. اسألكم احترام حياة وممتلكات رفاقكم المواطنين، بدون قيد أو شرط، وكذلك خاصة الأجانب بين ظهرانيكم. إذا بدر من هؤلاء الأجانب ما يشين فإن القضاء سيكون فعالاً في طردهم خارج أرض الكونغو، أما إذا كان سلوكهم حسناً فلا بد أن يعيشوا في سلام، فهم، كما أنتم، يعملون من أجل ازدهار بلادنا (..) إن حكومتنا، القوية والوطنية والشعبية، ستكون مصدر عافية لبلادنا. أدعوكم يا مواطني بلادي، نساءاً ورجالاً وأطفالاً أن تعملوا بعزم صادق على بناء اقتصاد وطني مزدهر يضمن استقلالنا الاقتصادي. المجد للمناضلين من أجل التحرر الوطني، عاش الاستقلال، عاشت الوحدة الافريقية، عاشت الكونغو المستقلة ذات السيادة!" عاشت ذكرى باتريس لوممبا!! يناير 2006
#مجدي_الجزولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غربة الحق: المانفستو الشيوعي في طبعة جديدة
-
النيباد: سنار من عماها يبيعو ليها ماها
-
بعد الاستعمار قبل التحرير: في الذكرى الخمسين لاستقلال السودا
...
-
ثورات بوليفيا
-
عن نضال المزارعين
-
ملاحظات ما قبل المؤتمر: حول مصائر اليسار الجذري - الأخيرة
-
ملاحظات ما قبل المؤتمر: حول مصائر اليسار الجذري - الأخيرة
-
ملاحظات ما قبل المؤتمر: حول مصائر اليسار الجذري 4
-
العدالة الانتقالية
-
ملاحظات ما قبل المؤتمر: حول مصائر اليسار الجذري 3
-
ملاحظات ما قبل المؤتمر: حول مصائر اليسار الجذري 2
-
ملاحظات ما قبل المؤتمر: حول مصائر اليسار الجذري
-
المؤتمر الوطني حزب وطبقة
-
ما بعد التجمع
-
نموذج المركز ضد الهامش و الصراع الطبقي في السودان
-
ماهية فوضى الغوغاء
-
حفظ السلام
-
بصدد خصخصة السياسة
-
بصدد خصخصة الدولة
-
في ضرورة الماركسية و المهام العالقة
المزيد.....
-
العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب
...
-
ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا
...
-
الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ
...
-
صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م
...
-
كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح
...
-
باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا
...
-
شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
-
أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو
...
-
زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
-
مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|