نزار طالب عبد الكريم
الحوار المتمدن-العدد: 5535 - 2017 / 5 / 29 - 01:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الصراع الطبقي يعبر عن نفسه بثلاثة أشكال : شكل اقتصادي وشكل فكري - آيديولوجي وشكل سياسي ، وهذا ألأَخير أعلى ألأَشكال .
ادارة ألأِرهاب والفوضى العالمية الصهيوأمريكية وهي تواجه استعصاء الحل ، ارتأت ان تحل المعضلات العالمية ، ومنها معضلتها الخاصة وألأَكبر ، بالفوضى والأِرهاب المخفف داخل حدودها ، زائحة الثقل ألأَساسي خارج حدودها ، في محاولات لتأجيل هذا الحل لمعضلاتها ، ولو مؤقتا ، على حساب ألآخرين .
النسختين المغربية والتونسية لهذا الأِستعصاء سبقت ، حتى الآن ، الحل الفوضوي - ألأِرهابي بنضال مطلبي - أقتصادي اتخذ شكل أحتجاجات ومظاهرات وأِعتصامات ( في المغرب بدأ الصراع الطبقي بشكله ألأِقتصادي قبل ستة أشهر في الحسيمة بعد مقتل بائع سمك بائس وهذا الصراع يستمر ويتوسع ويتصاعد وقد امتدت اليوم المظاهرات والأِشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين الى أكثر من عشرة مدن ، وفي تونس بدأ الصراع الطبقي ألأِقتصادي قبل عدة أسابيع في منطقة تطاوين وقد أُنزل الجيش لقمع المتظاهرين والمعتصمين وقتل احد المعتصمين ، كما وان الحكومة التونسية تحاول امتصاص زخم ألأِحتجاجات بحملة مكافحة فساد ترقيعية كيدية تطال اللصوص خصوم لصوصها الصاعدين توا ) .
ان الصراع الطبقي ألأِقتصادي سيتطور ، أو يجب أن يتطور ، الى صراع سياسي . وعلى غرار ما أُصطُلِحَ عليه بالربيع العربي ستحاول ألأِدارة العالمية للفوضى والأِرهاب مسخ هذا الصراع الطبقي ألأُفقي الى صراع رأسي لاطبقي ، ونجاح او فشل هذه ألأدارة يقرره عاملين : توازن القوى العالمي والأِقليمي + توازن القوى المحلي ، وفي لُب القوة المصارعة المحلية وجود أو تبلور وجود حركة ثورية تتسلح بنظرية ثورية ، تقود الصراع بكافة أشكاله وفق استراتيج وتكتيك علميين ثوريين يتجسدان في ممارسة ثورية ، تُصعِّد النضال الطبقي من الدرجة ألأقتصادية ، تدريجيا ووفق توقيتات محسوبة ، الى نضال سياسي يطيح بالدولة الحامية لمصالح الطبقة الناهبة الفاسدة .
على كل حال فموازين القوى ، ظاهريا ، في غير صالح قوى ألأحتجاجات الطبقية ، لكن ربما تكون هذه ألأحتجاجات أوغيرها هي الشرارة التي تشعل الثورة ألأِجتماعية - الطبقية العالمية في أية لحظة فالوقود البشري جاهزٌ للأشتعال .
#نزار_طالب_عبد_الكريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟