أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عائشة جرو - نعم نحن - انفصالييون-















المزيد.....

نعم نحن - انفصالييون-


عائشة جرو

الحوار المتمدن-العدد: 5529 - 2017 / 5 / 23 - 01:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



منفصلون نحن عمن نهب عرق أرضنا ؛ باع بحرنا وبرنا وهواءنا ؛ كل يوم نفصل أرواحنا، عمن يريد لها أن تكون عبدة مطواعة في يد مافيا الاتجار في البشر والشجر والحجر والطير ؛ وفي كل شيء ؛ منفصلون عمن يخصي عقولنا ويفسد أذواقنا و" يشرط خدودنا" ليلحقنا بقطعانه. ننفصل عمن يعرينا من كرامتنا ويلبسنا الذل والهوان ؛ منفصلون نحن عن هذا المستنقع النتن يدكنا كل لحظة تحت تحت يتركنا مكبلين ، أمام من يبيعنا جهارا للابناك العالمية وصندوق النقد الدولي ؛والمنظمات اللانسانية ، التي لا ترانا سوى أرقاما ، وإن لم نكن كذلك دعستنا كصراصير مقرفة ؛انفصالييون بلى عمن يفصل جلودنا عن عظمنا بالغلاء التفقير ، التجهيل، التخلف ، التعطيل ،والظلم. ويبني فوق أضلعنا طبقات طبقات يصعد احيانا غير مكثرت لأنين أوجاعنا وفي الأحيان المتبقية يمتطينا. منفصلون نحن عن كل هذا الفساد والاستبداد والحكرة ، والطحن اليومي. منفصلون عن تفصيلنا حسب مصلحة مكدسي الثروات و من يبيعنا دماءنا ؛ منفصلون عمن لا يحب بلادنا كاملة غير منقوصة ؛ فيفصل النافع عن غير النافع ؛ يفصل عن الجنوب اسماكه وفوسفاطه بحره طماطمه وبرتقاله ... فلا نرى الطازج المدور الزاهي الألوان ، الكبير الحجم ، الحلو إلا مصدرا مفصولا عن تربته وعن فلاحيه وصياديه وعمال مناجمه ، يتاجر في قضيته المختلقة لعقود لغرض في تفس يعقوب.
وعمن يفصل عن أرض الغرب خضرواتها الشديدة الخضرة ؛ بقولها وثمارها وفواكهها ، فلا نراها سوى دامعة تشكي غربتها على شاشات غربية رخيصة في يد الأجنبي ،باهتة بين أيدينا ذابلة ، باهظة تفصلها عنا جيوب وجيوب بطون تتغضن وتكبر بجشع كل ثانية ،تبتلعنا. منفصلون عمن شرد نوارس بحور الشمال ليبيعها مسيجة لأمراء بدو الخليج وهجر شبابها في قوارب للموت المنصوب ،وباع قاصراتها، وعفى عن مغتصب أطفالنا . انفصاليون بلى عمن فصل المغرب العميق عن الخارطة الدامية عن الوطن الكامل المتكامل، بعد ان استنزف فضتها وردها ثمار نخيلها زعفرانها جوزها ولوزها و شرد أولادها وبناتها فصلهم/ن عن أرضهم بعد أن سيج كل الماء في سدود اسماها باسمه وترك كل المغرب العميق أرضا قاحلة جوفاء غير مجراها لتصب وتسقي مزارعه وملاعب كولفه وتنسه . ورمى شبابها جنودا على الحدود بلا أوسمة ولا قبور تكرم المقتول.
منفصلون نحن عن كل من يرانا فريسة ويستقوي علينا ببلطجية ظاهرة ومستترة، يطلق علينا كلابه حقيقية وافتراضية او من صور له ، منفصلون عمن يزرع فينا الخوف والرعب من كسرة خبز ويفصلنا عن قيمتنا كإنسان حر من حقه التفكير والتعبير وتقرير المصير، واطلاق الطاقات والمواهب والاحلام الكامنة فينا والتي لا تنفصل عن عشق غير مفسر وغير مشروط لهذه البلاد ولأهلها في الريف وسوس والصحراء والغرب بجهات القلب الأربع، مدنا وقرى فقيرة او مفقرة بلادنا الغنية الغناء المستغنية عن كل آفاق منافق .
انفصاليون نعم عمن جعل المغرب يحتل الرتبة 126 في مؤشر التنمية البشرية ، منفصلون عن كل النهاب و "المشرملين" ناعمين/ات كانو او خشنين/ات ، وهم يرتدون أغلى الماركات لصوص بثياب حديثة ؛ فصلوا المغاربة عن حقوقهم كلها و جعلوا 60 في المائة منهم يعيشون الفقر والحرمان و 12,5في المائة قريبون من عتبة الفقر . 4,9في المائة من المغاربة يوجدون في حالة فقر حاد متعدد الأبعاد. انفصالييون بلى عن كل تلك الوعود الزائفة من برامج التنمية والمشاريع الكبرى التى تدر الرماد في عيوننا تستغل دوختنا وانشغالنا بجرعة صافية من مائنا المنهوب وكسرتنا المسروقة ، وتفصل عقولنا عنا ؛ تضع أيديها في جيوبنا وتتركنا قرودا أمام شاشاتها نمتثل بلا أدنى تفكير للزيف والكذب مخدرين ب سامحيني ؛ ولا لا لعروسة ورشيد شوهة؛ وما تبقى من برامج الغباء والبلاهة والسخافة لقنوات الصرف الصحي نسددها من جلود جيوبنا المثقوبة وإعلام العهر الأصفر الذي بيض أمواله على حساب ذكائنا. إنفصاليون منفصلون عمن يستصغر أحلامنا ويبيعنا كما يحلو له يحعلنا نصطف في اصطبل كبير ننتظر مسلسلنا الرتيب وننام على اسرة مقترضة وسط صناديق آيلة للسقوط مثل يباب بلادنا التي يفصلها عنا انفصاليون حقيقيون لا يحبون فيها سوى ما تدره على جيوبهم من ثروات وأموال يهربونها خارجا . انفصاليون نحن عمن يفصل عقولنا وارواحنا عن قيم الجمال والثقافة والفن والإبداع الحقيقية ويغرقنا في السوقية والفجاجة والتهجين .
انفصاليون عمن يريد فصلنا عن روح الوطن عمن يريد ألا نكون سوى " عياشة " نهتف بذلنا وعارنا " نهذي بالتقليد والحداثة منفصلون عن مشينا الطبيعي وفق العلم والعقل والتحضر . انفصاليون نعم حين نحاول جاهدين رغم جحافل البلطجية أن نبعد عن أبناء الشعب كل التصورات والمفاهيم النمطية والمغلوطة حوله وسجنه في أقفاص كبيرة وصغيرة تحيله عبدا مستهلكا يشتري خيراته من نهابه. يستقبح الجمال والعمق والجديد ويفتتن بالقبح والسطحية وينغرس في الماضي منعما في خوائه مستمتعا بجهله. انفصاليون حين نشير الى العصابة ونتحسس أحذيتنا لنرميها على أحذية ترتديها وجوه المافيات في برلمان او حكومة او اي منصب يستغل نفوذه ليحرمنا من أبسط حقوقنا متوسطا لابن او قريب مرغما ايانا على دفع رشاوى من أجل حق بسيط ويعلق كل كوارث البلاد على العفاريت والمؤامرات الخارجية وحسادها. باسطا علينا جهله وأميته مبخرا كل مواهبنا في استغباء لم يعد مستساغا حتى للأطفال . هادما مدرستنا ، مزيحا حدائقنا، معلقا مطالبنا ، ماسحا لمكتباتنا وكتبنا التي لا ننتجها. مشيدا للسجون فاتحا ابواب الوطن لكل عابث فاسد ناشر للفتاوى ، للمخدرات ، وللاسلحة مسرحا عمالنا. مهددا إيانا بالفتنة والدواعش وبزعزعة الأمن والإستقرار المغشوش، ننفصل عمن يفرق بيننا كي يسود .
بلى نحن هم الإ نفصاليون حين نقول لسنا للمساومة ولا بلادنا للبيع، انفصالييون نعم حين نختار ان نكون إنسانا كونيا ذا قيمة موحد في رغبة الرقي به وبالعالم نحو الحب والسلام ودفع الظلم عن الفقراء و"الدراويش" متمتعا بأسمى الحقوق والحريات ملتزم بواجباته نحو الإنسان والوطن.
نعم انفصالييون نحن أبناء الهوامش والحواشي المضيئة حين نختار الكرامة ، الحرية ، المساواة والعدالة الاجتماعية ونحول دون نهم وجشع الإفتراس.



#عائشة_جرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن نرفع الراية البيضاء
- بين نافذتين
- يوميات حافلة : عنوان اليوم / الدعاء المستجاب
- قبلات مغتالة
- احتمالات الارجل المبتورة
- على قيد الكتابة
- مأساة أمينة بين مطرقة التقاليد الذكورية وسندان القوانين الرج ...
- الوعد الأخير الى روح الشهيدة سعيدة المنبهي
- محل للاعراب
- طعم الصباح
- المرأة في الربيع الديمقراطي
- فدويى العروي شهيدة العنف الطبقي
- صباحات معتادة
- عابر كلام
- البرتقالي
- رقصة الجسد المذبوح
- المرحوم
- نوارة
- قصيدة عندما لاذ العشق بالمجيء
- ميدان الأحرار


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عائشة جرو - نعم نحن - انفصالييون-