وحدة قوى اليسار العراقي، الأطر والآليات والآفاق!.


رزكار عقراوي
2017 / 5 / 7 - 21:34     

هذا الحوار كان مع الزميل والرفيق العزيز كمال يلدو في برنامجه التلفزيوني القدير – أضواء على العراق- يوم 04-04-2017 ولكن للأسف لضيق الوقت لم أتمكن من تقديمه بالكامل، كما أضفت ووسعت في الكثير من النقاط للتوضيح بشكل اكبر، كمساهمة جديدة في تنشيط الحوار حول وحدة اليسار العراقي وتعزيز التنسيق والعمل المشترك.

*****************
1. لماذا التنسيق والتحالف وماهي ابر نقاط الالتقاء بين القوى اليسارية العراقية الآن؟

الجبهات أو التحالفات أو الحزب الموحد المتعدد المنابر هي إطار تنظيمي يمكن في مرحلة معينة ان يجمع قوى سياسية مختلفة حول برنامج مرحلي معين وفق نقاط التقاء معينة ، ويمكن ان يكون مرحليا-تكتيكيا ينتهي في فترة معينة، او تحالف استراتيجي طويل من اجل تحقيق تغيير طبقي نوعي في المجتمع. وارى من التجارب العالمية ان التحالفات أصبحت اسلوبا نضاليا ناجحا من اجل تعزيز مكانة القوى اليسارية والمدنية والدفاع عن حقوق الجماهير. والانضمام الى جبهة ما لا يعني ان الحزب اليساري قد تخلى عن استقلاليته الفكرية أو السياسية أو التنظيمية.
القوى اليسارية في العراق للأسف الشديد لم تولي موضوعة التحالفات اليسارية اهتماما مناسبا، وتأخرت كثيرا في بناء تحالف يساري واسع رغم نقاط الالتقاء الكثيرة جدا، وبشكل عام كانت أسيرة للتقديس والتعصب التنظيمي وان كان بدرجات مختلفة، وكان معظمها يرى في انها الحزب اليساري الوحيد في العراق وينفي ويقصي دور الأحزاب الأخرى وبأشكال مختلفة، وقد زاد ذلك من ضعفنا وعزلتنا عن الجماهير، وشتت قدراتنا النضالية.
الصورة تغيرت تدريجيا وبنسب مختلفة لدى معظم فصائل اليسار العراقي واصبحت الآن تعترف بوجود – اليساري – الاخر وتقترب من بعضها بشكل أكبر وأكبر في الكثير من المواقف والسياسات، وان كان هناك بعض الاختلافات في طريقة الطرح واليات التطبيق وتوقيتها وأولويات المرحلة السياسية الراهنة. حيث تتبنى معظمها الماركسية او القيم الأساسية لليسار، وان وجدت اختلافات في طريقة ملائمتها وتطبيقها في الواقع العراقي، تدافع عن حقوق العمال والفلاحين وسائر الكادحين، تدعو الى نبذ وإسقاط نظام المحاصصة الطائفية والقومية ، تناهض الاستبداد والفساد و العنف والإرهاب وسلطة الميليشيات وتطالب حصر السلاح بيد الدولة، تناضل جميعها من اجل مجتمع مدني ديمقراطي ودولة مدنية و تعديل الدستور العراقي لصالح تكريس الديمقراطية ،العدالة الاجتماعية وأكبر قدر ممكن من المساواة، تحديد وتحييد دور الدين والمؤسسات الدينية في الدولة والقوانين، تدافع عن الحريات السياسية والاجتماعية وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية والقومية وحقوق المرأة ومساواتها الكاملة و حقوق الأطفال والشبيبة، تعمل من اجل بناء منظمات ونقابات جماهيرية تقدمية مستقلة وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني، ..... الخ وأخيرا تشترك كلها في النضال من اجل مجتمع لا طبقي تسوده المساواة والعدالة الاجتماعية في الأمد البعيد، .... الخ.
المشتركات ونقاط الالتقاء كثيرة جدا ودوما كنت أعطي مثالا عند الحوار حول التنسيق والوحدة اليسارية مع رفيقاتي ورفاقي في الأحزاب اليسارية المختلفة: في انه إذا أتيت بصحفهم وفقط أزلت أسماء الأحزاب التي تصدرها فلن تجد اختلافات كبيرة في الأطروحات والسياسات الموجودة في تلك الصحف "خاصة ألان"، وان وجدت فهي نظرية عامة وعادي وجودها في أي حزب يساري ديمقراطي يتقبل الاختلاف الفكري الداخلي، واعتقد ان ذلك يشمل معظم فصائل اليسار المشتتة في العالم العربي.


*****************
2. هناك أكثر من دعوة لتنسيق أو توحيد قوى اليسار في العراق، في الداخل والخارج، هل ينبغي توحيد تلك الجهود بمسار واحد ، أو إنضاج المسارات إلى نقطة معينة ثم دمجها وتوحيدها؟ .

نعم كانت هناك الكثير من الدعوات من قبل العديد من الشخصيات اليسارية وحاولنا العمل بشكل مشترك معا مرات عدة من خلال مؤسسة الحوار المتمدن ولسنوات عدة، حيث تم طرح العديد من الملفات والحملات المختلفة الداعية لتعزيز التعاون والتحالف بين القوى اليسارية ليس في العراق فحسب وانما في كل العالم العربي وأجرينا حوارات مع معظم قادة أحزاب ومنظمات اليسار وركزنا على ذلك الموضوع.
على الصعيد الشخصي احاول واعمل على هذا الموضوع منذ 1991، داعيا الى توحيد اليسار العراقي في حزب يساري موحد ديمقراطي متعدد المنابر وبقيادة جماعية، وأتذكر ان أول لقاء للتنسيق والعمل المشترك أجريته انا والرفيق جمال كوشش كممثلين لمنظمة التيار الشيوعي مع الرفاق الشهيد وضاح حسن عبد الأمير- سعدون ورفيق أخر لا أتذكر اسمه كممثلين للحزب الشيوعي العراقي في ربيع 1991 في مقر الحزب في اربيل، وكان اللقاء بناءا ومثمرا ولكن للأسف توقفت اللقاءات بعدها لعدم رغبة التنظيمين في الاستمرار بها آنذاك.
قبل فترة وجيزة بادرت بالاتصال بالكثير من أحزاب وشخصيات اليسار العراقي وخاصة بعد عقد المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي ومقرراته الايجابية حول الموضوع، وكانت الاستجابة ايجابية وان كانت بدرجات مختلفة ولكن كانت بأفكار متقاربة نوعا ما، ونشط الحوار حول الموضوع في موقع الحوار المتمدن والمواقع اليسارية الاخرى وشبكات التواصل الاجتماعي، ومن خلال متابعتي وحواراتي ارى ان أغلبية قواعد وجماهير وحتى الكثير من قيادات أحزاب اليسار العراقي هي مع التنسيق والعمل المشترك مع القوى اليسارية الأخرى وذلك تطور ايجابي كبير ومفرح جدا.
الحوار والجو الايجابي المهيء للموضوع والمبادرات القديرة الأخرى في داخل وخارج العراق توجت بعقد - الملتقى الحواري الاول لتوحيد قوى اليسار العراقي - الذي انعقد في بغداد في 26 نيسان الذي شارك فيه ما يقارب من 100 ناشطة وناشط يسارية من معظم توجهات اليسار العراقي. كتجربة أولية أرى ان اللقاء كان تاريخيا و ناجحا جدا وذو نتائج ايجابية حيث كان قفزة نوعية كبيرة ونوعا بالاعتراف بوجود الآخر، والإقرار العملي بالتعددية الفكرية والتنظيمية داخل اليسار العراقي، والرغبة في العمل معا بعد سنوات من شبه قطيعة، وأكيد هكذا عمل كبير ومهم جدا وحساس. من الممكن أن تحصل بعض النواقص غير المقصودة، ويمكن تجاوزها في اللقاء الثاني، ولكي يكون ذو نتائج ايجابية اكبر اقترح ان يتم:
1- توجيه دعوات لكل الفصائل والشخصيات اليسارية المهتمة بالموضوع دون استثناء بما فيها المتواجدة في إقليم كردستان العراق.

2- توسيع وإشراك كافة الأحزاب والتنظيمات اليسارية وكذلك المستقلين في التحضير والدعوات وإدارة اللقاءات ولجان المتابعة وإعداد الوثائق واليات العمل والخطط المستقبلية مع وجود شفافية اكبر.

3- الابتعاد قدر الإمكان عن الاختلافات النظرية والفكرية الآن، والتركيز على نقاط الالتقاء المتعلقة بمشاكل الجماهير وتعزيز الديمقراطية والمدنية ومناهضة الفساد والاستبداد في المجتمع العراقي.

4- تجنب التصريحات المقصية والنافية لوجود القوى اليسارية الاخرى او التقليل من دورهم، او استخدام لغة حادة في الحوار او الشخصنة كما حصل في لقاءات بعض رفاق اليسار الأعزاء مع الفضائيات والصحف وفي شبكات التواصل الاجتماعي بعيد اللقاء التحاوري الأول ومنهم من اعتبر حزبه الحزب اليساري الوحيد في العراق او من استخدم لغة حادة اقصائية حادة مع الفصائل اليسارية الأخرى.
لنكن واقعيين ولابد لنا ان نعترف: ان كل الفصائل اليسارية ضعيفة في المجتمع العراقي ودورنا محدود في المجتمع في ظل سيادة سلطة الاحزاب الطائفية والقومية، ولكن من الممكن اتحاد – الضعفاء أي تنظيمات اليسار – سيكون له تأثير إيجابي على عموم حركة اليسار والمجتمع في العراق.

5- لابد لكل القوى وخاصة اليسارية الكبيرة ابداء المرونة الكبيرة في انجاح هذا المشروع ومراعاة التكافؤ، وتجنب فرض أجندتها للعمل المشترك حيث سيعني ذلك فشله! ، وخلق آليات جماعية للتواصل مع اكبر عدد ممكن من اليساريين وخاصة المستقلين الذين هم اكبر شريحة يسارية خارج الأحزاب اليسارية و تعمل وتناضل بإشكال مختلفة خارج الأطر التنظيمية.
ومن المؤكد انه لا يمكن لحزب يساري واحد تحقيق وإدارة مشروع للعمل المشترك والتحالف اليساري بشكل ناجح ومرضي لكل الأطراف، وبل يجب ان يكون بشكل جماعي وبمشاركة كل فصائل اليسار اذا كانت النية صادقة نحو العمل المشترك وليس تحقيق اجندات حزبية لحزب يساري معين.

من الضروري ان نحاول جميعا ان ننسق الجهود داخل وخارج العراق من اجل إنجاح هذه التجربة التي هي في طورها الأولي ان لم يكن الجنيني، نحو المزيد من التنسيق والعمل المشترك بين القوى اليسارية العراقية ، ونحن في بداية الطريق ومن العادي جدا ان تكون هناك نواقص وتشنجات وحتى اخطاء، وايضا رد فعل سلبي معيق من اتجاهات متعصبة تنظيما رافضة للعمل المشترك داخل الأحزاب اليسارية نفسها.

*****************
3. ماهو الشكل أو الإطار الأمثل لتنسيق أو توحيد قوى اليسار ...جبهة ..مؤتمر...لجنة تنسيقية ...أو غير ذلك؟

الوضع الحالي في العراق يتطلب منا جميعا سواء كنا أعضاء داخل الأحزاب او مستقلين – في التركيز على ما يوحدنا الآن وليس ما يفرقنا و على نقاط الالتقاء وليس الاختلاف والمهم قبل الأهم: ان نكثف العمل الجدي البناء من اجل تشكيل تحالف يساري واسع على ارض الواقع، يستند إلى برنامج الحد الأدنى ونقاط الالتقاء التي أشرت إليها أعلاه. ويمكن ان يتخذ ذلك اطرا واشكالا مختلفة ومنها:
1. لقاء-اجتماع تشاوري ثاني واسع لكل فصائل وشخصيات اليسار العراقي وتجاوز نواقص اللقاء التشاوري الأول ويكون على مستوى الأحزاب والمنظمات والشخصيات ويدار بشكل جماعي من كل الأطرف المشتركة.
2. تشكيل لجان لدراسة المشتركات ونقاط الالتقاء التي تجمع الأطراف اليسارية المختلفة وفي ضوئها تحدد آليات واطر التنسيق وآفاقه.
3. إصدار بيانات ومواقف مشتركة حول الوضع العراقي على مختلف الأصعدة وفق نقاط الالتقاء وحسب الأحداث، مثال على ذلك: قوى اليسار البحريني بدأت في إصدار بيانات مشتركة ومنها بيانهم الجماعي الرائع بمناسبة عيد العمال العالمي.
4. التحضير والاستعداد للانتخابات القادمة بقائمة يسارية موحدة ببرنامج سياسي اقتصادي اجتماعي ثقافي جذري، يكون جزءا رئيسيا من تحالف أوسع مع القوى العلمانية والديمقراطية الأخرى ويمكن ان يكون تحالف – التيار الديمقراطي – او أي شكل تنظيمي آخر يضم كل القوى الديمقراطية والمدنية في العراق، طبعا اذا كان الإجماع العام لقوى اليسار للمشاركة في الانتخابات.
5. تشكيل لجان للحوار الفكري والسياسي حول الاختلافات الموجودة، ومحاولة التقريب فيما بينها.
6. تشكيل لجان للعمل والتنسيق المشترك على صعيد المحافظات والخارج و تنسيق العمل على صعيد المنظمات الجماهيرية مثل النقابات والمنظمات النسائية والطلابية، التنسيق والعمل المشترك في قيادة المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات الجماهيرية
9. التوجه والعمل المشترك نحو تشكيل إطار تنظيمي – تحالف، تنسيقيات، لجان، فيدراليات.... الخ - ، او حتى الاندماج في حزب يساري موحد حديث متعدد المنابر وبقيادة جماعية يضم كل أحزاب ومنظمات اليسار العراقي مع ان يكون كل تنظيم محتفظا باستقلاليته وحريته. واعتقد أنها الصيغة الأمثل والحديثة لإدارة تنظيمات اليسار بشكل يوحدها ويتيح إمكانيات اكبر للتعايش الديمقراطي بين مختلف الاتجاهات والمنابر الفكرية داخل الحزب مع وجود الاختلافات وسيقلل ذلك من التشتت اليساري والانشقاقات، والكثير من أحزاب اليسار في العالم بدأت تطبق ذلك الشكل من التنظيم او تتجه نحوه.

*****************
4. هل الأولوية للقضايا النظرية أم السياسية الإجرائية.؟

القضايا النظرية أخر شيء يجب ان نختلف فيه الآن فهي تتقبل الاجتهادات المختلفة في الوضع العراقي المعقد والمتأزم جدا ولتكن لنا عشرات الحلول لألوف المشاكل التي تواجه مجتمعاتنا ، رغم أهمية الجانب النظري ولكن هو ليس المشكلة الرئيسية حيث لابد من التركيز ألان على مشاكل الجماهير وسبل معالجتها، ونقاط الالتقاء الكثيرة جدا والتي أشرت إليها في البداية.
لابد الابتعاد ألان عن إبراز الصراعات النظرية والاختلافات الفكرية، ودوما يمكن الحوار حولها بشكل حضاري بناء دون استخدام لغة التخوين والإقصاء، حيث التركيز عليها سيعني إبطاء وتعقيد عملية التنسيق والتوجه نحو العمل المشترك، وكذلك حصرها بالقيادات العليا وبالنخب المثقفة وعدم إشراك عموم القواعد الحزبية والجماهير.

*****************
5. ما هو رأيك بمدى فاعلية النشاطات المشتركة إن كان في الوطن او خارجه؟.

اعتقد ان التحالفات و النشاطات المشتركة لها ميزات كثيرة ومنها:
1. تجميع وحشد الطاقات الكبيرة لقوى اليسار وجماهيرها، وتوحيد عملها وذلك برأيي سيعزز من نفوذها ودورها على الساحة العراقية حيث انها ليست تجميع عددي لطاقات هذه القوى المتحالفة فقط فحسب وإنما اعتقد انها ستشكل قوة سياسية شعبية واسعة مؤثرة من الممكن ان يكون لها دور كبير في الارتقاء بوعي الجماهير وتنظيم صفوفها وتوحيدها على مختلف الأصعدة، وقيادتها نحو التحول المجتمعي وتغيير واقعها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

2. عدم صرف الطاقة والوقت في الصراعات الحزبية والتنظيمية، من تجربتي السياسية وفي مختلف التنظيمات اليسارية العراقية كنا نصرف طاقات هائلة لمواجهة التنظيمات اليسارية الأخرى والصراع المعلن وغير المعلن معها، وحتى انعكس ذلك على العلاقات السياسية و الاجتماعية والمهنية وحتى الحياة الشخصية، والبعض منا كان يعتبر اليساريين من الأحزاب الأخرى ألد أعدائه! للأسف الشديد، هو مرض مزمن يعاني منه معظم فصائل اليسار في العالم العربي.

3. تجميع المنظمات الجماهيرية لأحزاب اليسار في منظمات جماهيرية مستقلة موحدة او على الأقل تعمل بشكل مشترك وتنسق في كافة المجالات، مما سيزيد من تأثيرها داخل الشرائح التي تمثلها، ويشمل ذلك منظمات الجالية العراقية في الخارج.

4. عودة الامل بأحزاب اليسار من الطيف الهائل من المستقلين اليساريين وعموم الجماهير ويعزز من مصداقيتها عند اتحادها، حيث التشتت والشرذمة والانشقاقات والممارسات التنظيمية الخاطئة كان لها تأثير سلبي كبير جدا على الأحزاب اليسارية وخلقت نوع من حالة النفور من التحزب والعمل التنظيمي، و القنوط واليأس من إمكانية التغيير.

5. الاستفادة من خبرات التنظيمات اليسارية المختلفة وتكملة بعضها للأخر في المجالات المختلفة.

6. تعزيز الشفافية والديمقراطية والتداولية داخل تنظيمات اليسار نتيجة العمل في بيئة تحالفية واسعة، بدلا من ان تكون فرق تنظيمية مغلقة نوعا ما على نفسها وتمارس نشاطا محدودا وفي فضاء ضيق.

7. التحالفات والوحدة بين قوى اليسار من الممكن ان تؤدي إلى تخفيض التكاليف في ظل الأزمة المالية الكبيرة التي تعاني منها ، حيث مقرات ومكاتب وصحف ومجلات اقل...... الخ، إضافة إلى تحسين وتطوير إعمال الهيئات التخصصية نوعا وكما بعد توحيد وتجميع الطاقات الموجودة، مثلا الإعلام اليساري بإصدار صحيفة موحدة، مجلة فكرية موحدة، موقع الكتروني موحد مما يؤدي إلى زيادة شعبيتها.
8. ......

*****************
6. كلمة أخيرة

اعدائنا رغم صراعاتهم وحتى اقتتالهم المسلح أحيانا، الى أنهم يتحالفون ويتحدون عندما يكون الامر متعلقا بوصولهم الى مؤسسات السلطة او السيطرة على مفاصل النفوذ في الدولة والدفاع عن استبدادهم وفسادهم، مثل الحركة القومية والإسلام السياسي، ولكوني عملت في الكثير من فصائل اليسار العراقي ولي علاقات ودية مع معظمها ارى ان نقاط الالتقاء كثيرة جدا وهي اكبر بكثير بإضعاف من نقاط الاختلاف، ولابد من تجاوز التعصب التنظيمي والصراعات ، ويكون "التعصب" لمصالح الجماهير الكادحة والمدنية في المجتمع العراقي. ومن الخطأ التصور انه يمكن التحالف مع الطغم الحاكمة أو احد أقطابها ألان وان رفعت شعارات مدنية ومناهضة الفساد، ولابد ان نكون حذرين من تكرار تجارب الجبهات السابقة مع القوى المعادية لليسار التي كنا نحن اليساريون أول ضحاياه.

اليسار العراقي بأمس الحاجة إلى قادة مرنين وبعقلية متفتحة تتجاوز اطر التنظيمات الحزبية مثل قادة اليسار التونسي الرفاق حمه الهمامي و الشهداء شكري بلعبيد والبراهمي و العديد من قادة أحزاب ومنظمات اليسار الأخرى التي اتحدت كلها في – الجبهة الشعبية – رغم الاختلافات والصراعات الفكرية الكبيرة فيما بينها ولكن اختاروا بمسؤولية كبيرة ان يضعوا مصالح الطبقات الكادحة وعموم المجتمع فوق مصالح تنظيماتهم ، ويشكلوا تحالفا يساريا متحدا قويا أصبح ألان احد الأقطاب السياسية المؤثرة في تونس، فلنستفد من تجربتهم الغنية.

اليسار العراقي هو الأمل الإنساني للتغير لكل ساكني العراق! فلنتحد ونعمل معا.